رسالة حول ضرورة برمجة النشاط (من الارشيف)


محمد علي الماوي
2016 / 6 / 8 - 23:42     


" انه لايكفي المصادقة على البرنامج والاتفاق حول الخطة بل لابد من برمجة عملية تضبط المهام اليومية بكل دقة"
لقد اجتزنا مرحلة الصراع ضد الانحراف التصفوي اليميني ( توضيح =اسلاموي قومجي ينشط الان قانونيا باسم حركة النضال الوطني-) بكل نجاح وذلك بفضل تفاني كل الرفاق في الدفاع عن الخط والتصدي لحملات التشويه.
اما الان فنحن بصدد تدشين مرحلة جديدة من عمر الخط الماركسي اللينيني الماوي في القطر وهي مرحلة الدخول عمليا في تجاوز الواقع الحلقي على كل المستويات معتمدين في ذلك على البرنامج كأداة عمل يومية وكمنير لكل تحركاتنا.
ان مهمة الاعداد الكفاحي في المدينة والريف تفترض وضوح الاهداف من كل نشاط نقوم به وتستوجب اساليب ثورية تنبذ الركون الى الحلول السهلة او الرجوع الى الاساليب الشرعوية القديمة التي لم تفرز كوادر قادرة على القيادة وعلى اخذ المشعل نظريا وعمليا صلب التحركات الشعبية.
ان برنامج الثورة الوطنية الديمقراطية المنقح برنامج ثوري من الضروري قراءته واعادة قرائته الى حد الالمام به في ادق جزئياته واذا كانت هذة القراءات العديدة والمتعددة ضرورية ولامفر منها فان الاهم هو اعتماده كأداة يومية واعتماد المحاور الواجب التركيز عليها وخاصة كيفية تطبيقها وهنا تكمن اهمية الخطة واهمية اشكال النضال والتنظيم تحديدا.
لقد اكدنا في الخطة وفي كل المناسبات ان العمل السري هو الشكل الرئيسي نظرا لطبيعة النظام وشكل السلطة وان الاعداد للمواجهات المباشرة في المدينة والريف هي التوجهات القادرة وحدها على التقدم في بلورة جوهر البرنامج في صفوف الكادحين وفي وضع المحور الوطني الديمقراطي في صدارة اعمالنا.
لكن نظرا الى واقع القوى وبفعل الممارسات الشرعوية السابقة فان التركة مازالت ثقيلة وثقيلة جدا وتنعكس هذه التركة حاليا في النشاط الفضفاض والواسع الذي لايتوج بعملية التنظيم ارقى اشكال الوعي بحيث تظل المسائل مفتوحة وتصعب عملية تحديد المهام ومتابعة انجازها.وفي صورة برمجة- ولو اولية- فان امكانية نجاحها تبقى ضئيلة سواء لغياب الوضوح التام حول اهداف المهام المتعددة او لعدم التدرب على مثل هذه المهمات الدقيقة رغم بساطتها.
انه من واجب كل رفيق المساهمة في بلشفة التن(التنظيم) لان بهذه المساهمة نتقدم في دعم الوضوح الايديولوجي والسياسي ونقطع نهائيا مع الطروحات اليمينية شرعوية كانت ام جبهوية ونرسي اساليب العمل الحزبي المبنية على المركزية الديمقراطية وعلى الانضباط الواعي والنقد والنقد الذاتي.
فلايمكن ان نواصل بالاساليب الحرفية القديمة التي اخلت بالمركزية الديمقراطية وبمفهوم القيادة الجماعية ولم تمكن كل العناصر من المشاركة الفعلية كل حسب موقعه في بلورة الطرح نظريا وعمليا.
كما لايمكن ان نواصل دون محاسبة بعضنا البعض على المهام المحددة اذ ان مثل هذا الوضع يؤدي الى الانحلال والى ضرب علاقتنا الموضوعية في الصميم ويغرق اعمالنا في العفوية والارتجالية ويطبعه بطابع نشاط الهواة بحيث يصعب تحديد المهام وبالتالي يستحيل انجازها.
وفي اطار ترسيخ التقاليد الحزبية ودفع العناصر الى التصرف كمسؤولة فعلية عن التنظيم نقترح الشروع في انجاز محاور البرمجة وهي محاور لايمكن ضبطها دون تشريك كل الرفاق وتطبيق مبدأ المركزية الديمقراطية.اذ لاوجود لبرمجة بمعزل عن مشاكل الجماهير (مشاكل العمال في المصانع ومشاكل الارياف والاحياء الشعبية ومشاكل الاطر الجماهيرية-النقابات والجمعيات- مشاكل النسوة) بل ان اية برمجة لاتراعي واقع الجماهير في علاقة بالمهام الوطنية هي برمجة فاشلة منذ البداية.
-2- محتوى البرمجة
تعتبر البرمجة تجسيدا للبرنامج في ظرف معين تطرح من خلاله محاور محددة وفق استعدادات الجماهير للنضال وحسب الطاقات الذاتية وهي بالتالي التطبيق الفعلي لمحتوى الخطة.لذلك تتطلب البرمجة الالمام بالوضع على كل المستويات وبعد مناقشته يقع تحديد المحاور الواجب التركيز عليها
- الالمام بواقع الصراع الطبقي الذي –الى جانب الجرد الصحفي اليومي والاخبار-يبقى رهين مدى انصهار الرفاق في مواقع الانتاج وفي الاحياء والاطر الجماهيرية
-ضبط المشاكل الملحة للجماهير وتحديد المطالب العاجلة والشعارات التي يمكن رفعها.
-تلخيص التحقيقات الميدانية الموجودة في بعض المؤسسات والارياف واتخاذ اجراءات عملية تحدد كيفية التصرف
ان الالتزام الواعي بانجاز هذا الحد الادنى في اطار الخطة المرسومة يسمح لنا بتحديد خطط الاعداء والاطراف الانتهازية من جهة ومطالب الجماهير من جهة اخرى وهو عمل ضروري لايمكن الاستغناء عنه اذ في صورة عدم توفير هذه المواد الخام لايمكن الحديث عن برمجة ولاعن تحليل الوضع ولا بالتالي عن مهام دقيقة.
أ- اختيار المحور:
يفترض وجود موقف مبلور بصفة مركزية يقع الانطلاق منه لتبسيطه وتغذيته وتطويره حسب مجالات النشاط.مثال: قضية الاعداد للانتفاضة-مسالة الميثاق وكيفية مواجهتها-اما بالنسبة للمحاور الخاصة والمتعلقة بهذا القطاع او ذاك فمن واجب الرفاق الاجتهاد والابداع وتشريك المتعاطفين وحزام الاشعاع والتشاور قبل الصياغة النهائية.
ب- اشكال النضال والتنظيم
يقع اقرارها حسب الطاقات والالتزام بما يقع الاتفاق علية وخاصة عدم الاكتفاء بالاشكال القانونية بل تدريب الجماهير على اشكال كفاحية والاعتماد على الذات لصقل المواهب وتطوير الروح الكفاحية (الاشكال....)
3- المتابعة
ان الفكر الشيوعي هو فكر الطبقة العاملة والجماهير الكادحة عموما واذا لم يقع التعاطف مع هذا الفكر والتوجه نحو تبنيه فلاننا لم نحكم عملية تبليغه وقد يرجع هذا الخلل الى عدم معرفة الواقع وبالتالي الفشل في تحديد المطالب الملحة اوالى عدم اختيار الاشكال المناسبة والبقاء بالتالي في مستوى الشعارات والدعاية الفضفاضة. لذلك لابد من التثبت في مدى تماشي الشعار مع واقع الجماهير المعنية وادخال التعديلات اللازمة في الابان وفق ردود فعل الجماهير والحفاظ على الاساليب الناجعة مع الاعتناء بحزام الاشعاع اثر كل تحرك وايجاد الشكل المناسب لتاطيره بصفة دورية دون احراج المتعاطفين.
يجب على كل خطوة نخطوها ان تكون محسوبة ومدروسة ولايمكن المرور الى الخطوة الثانية طالما لم نقيم الاولى وطالما لم نتثبت من نجاعتها.(...)
وقد تبين من خلال الممارسة ان هناك صعوبات في الالتزام بمهام مضبوطة وان تقاليد العمل المنظم اصعب بكثير من الحلول السهلة واللهث وراء الحدث وارتجال التحركات لكن بفعل النقاش المتواصل ونقد الاخطاء والسلبيات في نشاطنا فقد حصل لنا بعض الوضوح وبدأنا نسجل ايجابيات العمل المنظم وتفوقه كما ونوعا عن النشاط العفوي المرتجل وتأني هذه الرسالة الداخلية لتدعم هذا التوجه وترسي تقاليد العمل الحزبي المؤسساتي.
4- توجهات حول برمجة نشاط الخلايا والاطر
يتناول الجزء الثاني مسائل تنظيمية دقيقة: نشاط خلايا المؤسسات- خلايا الاحياء- الارياف
الاطر الجماهيرية: العمل النقابي- حركة الشبيبة –العمل الجمعياتي والنسوة
(من ارشيف التجربة الماركية اللينينية الماوية في تونس)