تعقيب على مقال الأستاذ امال الحسين -أي دلالة لفاتح ماي في عصر الإمبريالية؟-


نجاة طلحة
2016 / 6 / 1 - 09:32     

تعقيب على مقال الأستاذ امال الحسين "أي دلالة لفاتح ماي في عصر الإمبريالية؟"
أثار الكاتب امال الحسين في مقاله مسألة جوهرية، كانت تعتبر من البديهيات لكن مع تراكم التشويه والتحريف أصبحت قضية يجب تناولها والتركيز عليها في مساهمات الماركسيين النظرية، فقد تحولت ذكرى الفاتح من مايو إلى إحتفالية يجد فيها مُدّعو النضال الثوري من البرجوازية الصغيرة مناسبة لإستعراض صُوَري يعبرعن الرؤية المحدودة المشوهة لمفهوم النضال.
الحركة الثورية العالمية تمر بظروف إستثنائية، فسيطرة البرجوازية الصغيرة عليها أصابتها بالتباطؤ رغم نضوج الظروف الموضوعية وسخط الطبقة العاملة والأزمات التي شملت المجتمعات بأسرها. وقد بدأ للعيان الإنقسام والإصطراع بين أحزاب البرجوازية، التي في أقصى اليمين وتلك التي تتدثر بإدعاءات التقدمية، حول طريق الخروج من أزمتها التي إستحكمت وأكدت على فشل مشروعها وفقدان الثقة في قدرتها على الإستمرار.
المشكلة أن الأحزاب التي تدعي الثورية في دول الرأسمال معزولة بشكل كامل عن الجماهير العمالية ونشاطها أقرب الي الصفوي عبر وسائل تواصل من النادر أن تكون مطروقة من العمال. تاركة المجال للقيادات النقابية الإنتهازية المتبرجزة كما ذكر امال الحسين والتي تختزل النضال في وجهة مطالب إقتصادية محدودة. كذلك خلى المجال لأيدولوجية البرجوازية الصغيرة التحريفية وخدمتها للمصالح البرجوزاية بنشر الوعي المزيف ودعاوى الإشتراكية الديمقراطية رغم أن أطروحة برنشتاين عن الإشتراكية التدرجية قد ثبت فشلها لكنها لم تفارق أحلام البرجوازية الصغيرة التي ظلت تتمسك بها وتعيد الدعوة لها. كل هذه عوامل عطلت تنامي الوعي الثوري عند العمال ولعب غياب الأحزاب الثورية، أو التي تدعي ذلك، دوراً مساعدا في تعطيل الوعي الثوري خلافاً لدورها الطليعي. فكما قال لينين بدون نظرية ثورية لا يمكن أن تكون هنالك حركة ثورية. وتظل أبداً الضرورة لوجود حزب ثوري يقود الطبقة العاملة الى النصر.
أما في البلدان المتخلفة إقتصادياُ فالأحزاب الثورية موبوءة بالإنقسامات والتشظي لعبت سيطرة البرجوازية الصغيرة على قيادتها دوراً معطلاُ للطاقات الثورية. هذا الواقع هنا وهنالك يُجيب على سؤال طرحته في مساهمتي في أول مايو وهو إننا نرى ظروفاُ موضوعية ناضجة ولا نرى ثورة. الرأسمالية تنهار بسبب تناقضاتها وعيوبها لكنها تبقى بسبب قصور الحركة الثورية. أرجو أن يكون هذا بمثابة نداء لتحليل هذا العيب الذاتي داخل الحركة الثورية على مستوى العالم والذي نتج عنه تباطؤ النمو الثوري والميل نحو الإشتراكية الديمقراطية. ثم إستنباط الإستراتيجيات المناسبة للخروج من هذا المطب الذي ظلت تستثمره البرجوازية لتثبيت وجودها وتعطيل زوالها الحتمي. وصمام أمان نجاح أي إستراتيجية ثورية هو أن تُؤسس على الوجود العضوي والإنخراط في جميع نضالات الطبقة العاملة.
إحتفال الحوار المتمدن بالأول من مايو والمسائل التي طرحها للنقاش كانت إحتفالا عملياً خاطب الظرف الإستثنائي الذي تمر به الحركة الثورية العالمية فأقترح أن يتحول هذا الإحتفال الى مشروع يثبت في مقدمة الموقع كما هو الحال الآن كما يمكن أن يطور الى ورش عمل يتباناها الحوار المتمدن.