التوجه القاعدي و الإنجازات النوعية


وديع السرغيني
2005 / 12 / 8 - 11:18     

عرفت مدينة طنجة حدثا نضاليا متميزا، خلال الأيام الأخيرة 29/30 نونبر و 1 دجنبر، حيث جسد المناضلون القاعديون و بالملموس الشعار الثوري الخالد "لكل معركة جماهيرية صداها بالجامعة".
و بالرغم من كون الأيام الثقافية ـ الثلاثاء، الأربعاء و الخميس ـ تدخل تنظيميا في إطار التقاليد الأوطمية الخاصة باستقبال الطلبة الجدد، بهدف تعريفهم بإطارهم الإتحاد الوطني لطلبة المغرب، و بمبادئه الربعة الثابتة، الجماهيرية التقدمية الديموقراطية و الاستقلالية، تعريفهم كذلك بتاريخ المنظمة الكفاحي و بنوعية مضاعفات المخططات التي تستهدفه و بضرورات النضال من أجل الدفاع عنه و عن الوظائف التي من المفروض أن تكون موكولة له، يعني الدفاع عن الجامعة كفضاء ديموقراطي تنويري علمي و عن حق أبناء الكادحين و العمال في مقعد جامعي بكل الشروط الضرورية للدراسة و التحصيل (المنحة، السكن، مكتبات، مختبرات..الخ).
و في ظروف تميزت فيها الساحة بالتداخل بين النضال الميداني الطلابي حول مشاكل خاصة بشروط أحسن للتحصيل و الدراسة، و بين النضال الفكري الثقافي في شكل أيام ثقافية حيث حضر معرض الكتاب التقدمي و الغنية الملتزمة و حلقات النقاش السياسي و النظري و محاضرة حول التجربة التنظيمية في تاريخ إوطم.
حيث عرفت الساحة الطلابية نضالات و اعتصامات كان أبرزها الاعتصام و المحاصرة لعميد كلية الحقوق طيلة يوم الأربعاء 30 نونبر 2005 توجت بفرض حوار و استمرار الاعتصام و الحصار إلى حدود العاشرة ليلا، رغم القمع الهمجي من طرف الدرك و القوات المساعدة، و رغم قساوة المناخ و البرد القارص، و رغم تآمر الخفافيش الظلامية التي لا تهمها في شيء أوضاع الطلبة و مصالحهم بقدر ما تهمها "ساعة القومة" الموعودة التي نادى بها و تنبأ بها زعيمهم الأهبل المسطول عبد السلام ياسين.
و لعل أكبر الإنجازات كانت هي الحضور المكثف لعمال و عاملات "شركة ديوهرست" المضربين و المعتصمين ضدا على طردهم التعسفي بعد تأسيسهم لمكتب نقابي في إطار الكدش، حضور كان له وقعه الخاص إذ تجاوز الانبهار السلبي ليملأ القاعة صخبا بشعارات تدعو إلى النضال و التضامن من اجل هزم الرأسمالية و نظام الاستبداد القائم بالمغرب، شعارات تدعو للنضال من أجل الثورة الاشتراكية و من اجل وحدة الطبقة العاملة و بعدم التمييز بين العامل و العاملة.
إنجازا آخر لا يقل شأنا و يحسب للتوجه القاعدي من حيث إضافاته النوعية، تمثل في قدرته على توفير الفضاء الديموقراطي الجماهيري لاستيعاب كافة وجهات النظر الأخرى، حيث حصلت المقارعة و التفاعل و النقد بكل روح رفاقية بين الآراء القاعدية الأخرى.
و في قمة ذلك كانت الدعوة من الرفاق في التوجه القاعدي و من أحد الرفاق من قدماء الطلبة القاعديين، أحد المناصرين المدافعين عن هذه التجربة المتميزة، كانت الدعوة لخلق فضاء إوطمي يضم كافة التيارات التقدمية الاشتراكية و كافة الطلبة المناضلين، على خلفية المبادئ الأربعة لإوطم و على أرضية مناهضة "الميثاق" و كافة المشاريع المستهدفة لحق أبناء الكادحين في التعليم و في الجامعة دون التهاون في فضح و محاصرة المد الخفافيشي الظلامي الزاحف على الجامعة.
فضاء يمكن تسميته بمجلس للمناضلين أو أي شيء آخر ينسجم مع مضمون هذه التطلعات، فضاء يفتح الإمكانية لهيكلة إوطم وفق المعطيات الجديدة الملموسة يمكن الطلبة بشكل ديموقراطي من التوفر على تمثيلية تقود و تأطر النضالات وفق تصور تقدمي يراعي المشاكل اليومية للطلبة من جهة، دون أن ينعزل عن مهمات التغيير الاشتراكي، من جهة أخرى.
لم يفت الرفاق في التوجه القاعدي كذلك، التقدم بتصورهم للعمل و النضال في شكل ورقة عرفت بمنطلقاتهم النظرية و بأهدافهم الاستراتيجية و ببرنامجهم العملي في الحركة الطلابية، تاركين الباب مفتوحا للنقاش و التعديل و التطوير.
أخيرا نقول بأنه لا يمكن لماركسي لينيني مدافع و مناصر للخط البروليتاري إلا أن ينوه و يشيد بهذه التجربة النوعية التي قدمت نموذجا حيا للتلاحم العمالي الطلابي.
فمرة أخرى يجتمع الجميع بباب المعمل و مرة أخرى يلتحم الكل داخل مدرج من مدرجات الجامعة لتتناغم المواقف و الشعارات و ليصبح الموقف الطبقي واحد و التطلع الطبقي واحد، إنه التطلع من أجل الثورة و التشييد الاشتراكيين.