حوار مع الباحث و المفكر المصرى هشام حتاته


سامح سليمان
2016 / 5 / 10 - 01:30     

قام بأعداد و اجراء الحوار : سامح سليمان

س : تعريف بحضرتك و رحلتك الفكريه و اهم اعمالك

هشام حتاته
كاتب وباحث فى تاريخ الاديان
من مواليد 14 /8 / 1951
حاصل على بكالوريوس التجاره من جامعه القاهرة عام 1973
وفرت لى نشاتى فى بيت ريفى كبير محاط بالحدائق والحقول فرصة للتامل والصفاء النفسى
ووفر لى ابى الثقة بالنفس وشجاعه القول حيث كان عمدة القرية وكبير العائلة مما انقذنى من اى قهر سلطوى
وكانت لى العديد من التساؤلات المشروعه ، ووفرت لى سنوات عملى فى مملكة آل سعود لمدة 5 سنوات فرصة للبحث فى التاريخ الاسلامى الذى لم يكن متوفرا غيرها ـ وبدلا من اجابة الاسئلة اصبح هناك العديد منها
كانت بداياتى الاولى مع الفكر النقدى والتفكير العقلى مع فؤاد زكريا والباحث فراس السواح فى الاسطورة التى وجدت اصبحت مكون رئيسى فى الدين ، ومترافقا فى نفس الفتره مع كتابات نصر ابوزيد وسيد القمنى
كتبى الصادرة هى :
1) الاسلام بين التشدد البدوى والتسامح الزراعى – صادر عام 2007
2) التراث العبء / جزء اول – صادر عام 2008
3) التراث العبء / جزء ثاتى – صادر عام 2009
النشر فى مصر جعلنى اقلع عن نشر كتبى وبدات الكتابة فى الحوار المتمدن من عام 2010 وحتى الان وبلغ عدد زيارات موقعى فيه المليونين
4) فى العام 2014 وحدت ناشر محترم فنشرت كتابى ( تطوير الخطاب الدينى واشكالية الناسخ والمنسوخ
5) كتاب شاهد عيان فى مملكة آل سعود لم احد ناشرا جريئا لينشرة فنشرته على النت فى ابريل من عام 2015
6) كتاب رحلة المراة من التقديس الى التبخيس – صادر فى اغسطس 2015
7) كتاب الاسلام الوهابى وتراث العفاريت فى المطبعه وسيصدر هذا الشهر
8) مخطوطة كتاب النبى محمد ومعاوية والتاريخ المجهول معروضة على احدى دور النشر الكبر وجارى النظر فى نشرها



س : ما تقييمك لما يسمى بثورات الربيع العربى، هل كان ربيعاً عربياً أم خريف أصولي صناعه أمريكيه؟
ج : كان ربيعا عربيا بتخطيط امريكى وهذا لايمنع ان الشعب انطلق وراء الشرارة الاولى ليصنع منها ثورة حقيقية
قبل ان نقيم الموقف الامريكى ونتعرف على حقيقة سياستها فى هذه المنطقة علينا اولا ان تعرف ماذا تريد امريكا من المنطقة ؟
امريكا تريد من المنطقة ان تتعايش فى سلام مع دولة اسرائيل ، وهذا لايتأتى الا بنشر ثقافة قبول الاخر
امريكا تريد تدفق البترول بدون مشاكل من الخليج وعلى رأسه السعودية
ولهذا نجدها تحاول نشر الديمقراطية والقيم العلمانية فى الدول التى لاتنتج البترول ، وفى نفس الوقت تساند ديكتاتورية الدول المنتجة للبترول وهو ماياقل عنه : الكيل بمكاليين
بعد فشل امريكا فى افغانستان والعراق وصلت الادارة الامريكية الى قناعه ان هذه الدول تحتاج الى الفوضى الخلاقة – الفوضى التى يعقبها النظام – بمعنى تطبيق مقولة ليفى اشتراوس : اى بناء ايدلوجى جديد لابد ان يقام على انقاض بناء ايلدلوجى جديد
ولكن ادارة اوباما وصلت الى قناعه اخرى تقول : ان هذه الدول لن يستطيع كبح حماح التطرف فيها الا بتولى الحكم من جماعه دينية وسطية
وبحثت فى الدفاتر فرات ان جماعه الاخوان المسلمين فى مصر تقدم نفسها للقيام بهذا الدور
وعلينا ان نستوعب تصرريح اوباما منذ حوالى شهرين الذى اعلن فيه ان امريكا ستنفض يدها من الشرق الاوسط ووتجه الى اسيا – فقد تحول الصراع العربى الاسرائيلى الى صراع عربى فارسى تحت غطاء دينى وتم تدير ثانى والث اكبر جيوش عربية ( العراق وسوريا ) فلا خوف على اسرائيل، والاسواق اصبحت متخمة بالبترول فلا حاجة لهم لدول الخليج

س : هل المثقف العربى عنصر فعال و مؤثر أم مؤدلج و متعالى و ألعوبه فى يد من يملك المال أو السلطه ؟
ج : هناك فارق بين المثقف والمفكر
المثقف من يمتلك الكثير من المعلومات ، ولكنه لايستطيع ان يخرج منها بمنطومة فكرية متناسقة ، وهذا هو دور المفكر
لا ارى اى مثقف او مفكر فعال مالم يتبنى المنظومة الليبرالية والعلمانية ، وغير هذا فكلهم باحثين عن السلطة والمال

س : هل تتحمل الأديان القسط الأكبر في انعزال المرأة وتخلف المجتمعات ، و من وجهة نظرك ما أهم قضايا المرأه العربيه و كيف يمكن حلها ؟
ج : فى كتابى الذى صدر فى اغسطس الماضى بعنوان ( رحلة المراة من التقديس الى التبخيس ) تتبعت هذه الرحلة منذ كانت إلهه تعبد حتى اصبحت مبخسه ومنجسه ، واوضحت ان الفكر البدوى القادم لنا من جزيرة العرب تحت راية الاسلام كان سبب رئيسى فى تخلف المراة
اهم مشاكل المراة العربية هى عدم تحررها من الخطاب الدينى الذى يبخسها ، ومحاولتها التعويض النفسى عن حالة القهر الذى تعرضت له بتخيس الرجل ـ والقليل منهن استطاع ان يحول هذا التعويض بالتفوق والابداع وهو ما اسمية التعويض الايجابى
لايمكن حل قضايا المراة الا اذا تخلصت هى من الخطاب الدينى الذى يبخسها