حوار مع فرناندو اريناس الأمين العام للحزب الشيوعي الإسباني (المعاد ) ... (الجزء الأخير)


رفيق عبد الكريم الخطابي
2016 / 4 / 23 - 12:45     

تقديم لا بد منه من المترجم :


" صحيح أن بعض الأحزاب الشيوعية والدول الاشتراكية اعتدت بجدية أو أجرمت في حق هذا المبدأ (يقصد المركزية الديمقراطية) للديمقراطية البروليتارية، ولكن هذا لا يشكك في صحة مبدأ خضوع الجزء للكل، والحرية في النقاش والمناقشة ووحدة الفعل والإنجاز لكي نصل إلى تحقيق الأهداف الثورية والاشتراكية. وكما قلنا في مناسبات أخرى، و الممارسة العملية برهنت على ذلك، حزبنا هو ألف مرة أكثر ديمقراطية من أكثر الأحزاب البرجوازية ديمقراطية ". فرناندو أريناس


بداية نعتذر للقارئ عن رداءة الترجمة خصوصا ما يتعلق بالأخطاء اللغوية وشكل الصياغة في الجزء الثاني من هذا الحوار ، وهي رداءة مردها لضيق الوقت أولا ولعدم مراجعتنا المتأنية للنص قبل النشر وهو ما لم نقم بفعله أبدا، وكذلك رغبة منا في إنهاء هذا العمل الذي طلبه منا أحد الرفاق، كي نتفرغ لإنجاز أعمال أخرى هي أكثر اهمية وملحاحية بالنسبة لنا في الوقت الحالي.
ثانيا ، نؤكد إن كان الأمر في حاجة لتأكيد، أن الاهتمام بتجارب تاريخية معينة والإضاءة على جوانب منها، هو من الأهمية بما لا حد له ، خصوصا في المراحل التي تتطلب التسلح بأمضى الأسلحة فكريا وسياسيا وتنظيميا ، ولا يشكك في هذا الأمر باعتقادي إلا جاهل أو عنيد. إن الإضاءة على تجارب تاريخية معينة لا تتم بغاية الاستنساخ ولا بغاية إشهار تبنيها او نبذها كما حاول ويحاول التحريفيون الماويون ممارسته اتجاه تجربة الثورة البرجوازية في الصين بقيادة ماو تسي تونغ، وليس بغاية إظهار سعة الإطلاع كما يتوهم الصبية ، بل حصرا من أجل الاستفادة من الأخطاء وتجنبها ومن نقاط القوة وتطويرها بما يتلاءم مع شروط الصراع الطبقي بالمغرب.
إن إضاءتنا على جزء من تجربة الحزب الشيوعي الإسباني (المعاد) على الضفة الأخرى من المتوسط وتضحيات قادته ومناضليه وتكتيكاته وأخطائه ونقاط قوته، يدخل ضمن هذا الإطار ولا إطار غيره .. لقد سبق ان ترجمنا مقالا إقتصاديا مهما لأحد أطر هذا الحزب وضعنا له كعنوان " الأورو :أداة إمبريالية " ونشرنا رسالتين من مناضلتين لهذا الحزب إظافة إلى هذا الحوار، وسنعمل على نشر المزيد من وثائقه، إن الحركة الثورية ببلادنا في حاجة ماسة لمثل هذا العمل كما لغيره، ليس بالصراخ وحده سنتقدم وليس بترديد الجاهز من المقولات سنحصن ممارستنا وليس بالأماني وحدها كذلك تنجز المهام.
إنه لمن المضحك المبكي ان يعلن البعض ، إتفاقه أو معارضته لنا بخصوص الحزب الشيوعي الإسباني(المعاد) فهي نكتة جديرة بأي صبي جاهل وليست البثة جديرة بمناضل ، نحن لم نقدم أصلا أي تقييم لتجربة هذا الحزب ، نحن ما زلنا في مرحلة العرض أو البحث، لقد قمنا بترجمة لبعض منشورات هذا الحزب ، ونحن لا يهمنا اصلا تقييم التجربة ، المهم هو معرفة أخطائها إن وجدت ونقاط قوتها. على أنه يجدر بنا تذكير هذا البعض بترجمتنا لرسالة الشهيد محمد بنونة شهيد حركة 3 مارس البلانكية وشهيد الشعب المغربي ، وقلنا آنذاك بضرورة إعادة قراءة التجربة ( التكتيكات العسكرية، والأخطاء الفادحة وجزء من نقدنا أصلا نجده في تلك الرسالة للشهيد بنونة) فهل ذلك يعني تبنينا لتجربة حركة 3 مارس ..مضحك الأمر بالفعل.






حوار مع فرناندو اريناس الأمين العام للحزب الشيوعي الإسباني (المعاد ) ... (الجزء الأخير)


الحزب الوحيد هل هو مفهوم يمكن تطبيقه على الواقع المعقد الحالي؟

ذلك يعتمد على نوع أو نمط الحزب. إذا كان هذا المفهوم يسري على الأحزاب الفاشية، فإنه ليس كذلك بالنسبة إلى الحزب البروليتاري، لأن شكل وجود البرجوازية يتميز بالمنافسة والأنانية، بالنسبة للبروليتاريا، الوحدة هي ضرورة دائمة ومصيرية . بالنسبة للطبقة العاملة، توحيد قواها هو مسألة حيوية ولها مصلحة حقيقية في القضاء على كل منافسة أو تنافس في داخلها. إنه بمقدار ما تنجز الطبقة العاملة وستحقق هذا الهدف يكون إنشاء الحزب الفاشي الوحيد أمرا أكثر صعوبة وهذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن بها القضاء على الرأسمالية والحسم معها وتشييد مجتمع ألف مرة أكثر عدلا. حقيقة أننا مع وحدة الطبقة العاملة في حزب واحد لا يعني أننا ننكر أو ننفي وجود أحزاب أخرى تنظم/تؤطر عمالا والتي معها ، يوما ما، يمكن أن نصل إلى نوع ما من الاتفاق. نستطيع أن نقول الشيء نفسه عن القوى السياسية الأخرى الغير بروليتارية، التي توافق على السير جنبا إلى جنب مع الطبقة العاملة للقضاء على الاحتكار وهزمه وعلى تشييد هذا النوع الجديد من المجتمع الأكثر عدلا. ومن هذا المنطلق نستطيع القول بأنه بعد الثورة، وخلال مرحلة معينة على الأقل، حزب الطبقة العاملة لا ينبغي له أن يحتكر السلطة ، يجب عليه أن يتشاركها، ولكن مع ضمان الهيمنة دائما. بعد هذه الفترة، في نهاية المطاف، القضاء على البرجوازية كطبقة سيؤدي إلى انقراض أحزابها، وستبقى البروليتاريا المالك الوحيد للسلطة. نحن لسنا من أنصار نظرية التحريفيين حول اشتراكية تتعايش فيها الطبقات المستغلة (الممارسة للاستغلال) والطبقة العاملة جنبا إلى جنب لأن هذا هو طعم او شرك الأغبياء un attrape-nigaud.

المركزية الديمقراطية والانضباط الداخلي أليست مفاهيم باسمها يتم تجاهل واستبعاد المناضلين عن اتخاذ القرار؟

أنصت، البرجوازية تبدو قلقة ومنشغلة جدا بهذا "التهميش في اتخاذ القرارات لمناضلي القاعدة " وهي تتهم الأحزاب الشيوعية الحقيقية بانتهاك مبادئ الديمقراطية. هذا القلق والانشغال ألا يبدو لكم مشبوها؟ نحن متهمون من قبلها بكوننا ديكتاتوريين وطغاة وباستبعاد ومنع مناضلي القواعد من المساهمة في القرارات المهمة للحزب، ولكن انظروا للمشاركة، التي يمنحها قادة الأحزاب المسماة "ديمقراطية" لمناضليهم في "فضيحة مونكلوا" الشهيرة. وهذا مجرد مثال واحد فقط. إنها الأحزاب نفسها التي، باتفاقاتها المخزية لم تأخذ، قط وإطلاقا بأي اعتبار رأي قواعدها وفقط ، ولكنها سخرت من القليل من الثقة التي حازت عليها من طرف أولئك الذين صوتوا لصالح مرشحيها خلال المهزلة الانتخابية الأخيرة. نواب الكورتيس [ الكورتيس إسم البرلمان الإسباني]، أنفسهم، من أوصل هؤلاء السادة بالتالي إلى الكورتيس؟ هذا الكورتيس الذي وفقا للبرامج سيكون شيئا يمثل مركزا لكل القرارات المهمة التي تتخذ في البلاد. إنهم لا يلعبون حتى دور صندوق تسجيل قرارات الاحتكارات ! والدستور الفاخر الشهير، شيء مهم أيضا والذي يؤثر بصورة مباشرة على جميع المواطنين، هل قاموا بمشاورتهم ؟ ماذا نعرف عن ذاك الدستور؟ ويمكن أن نقيس على ذلك بأشكال مختلفة إلى هذا الحد او ذاك، في جميع البلدان الرأسمالية. المركزية الديمقراطية ، تطبق لتسيير/لاشتغال الحزب الثوري للطبقة العاملة وايضا في العلاقات بين الحكام والجماهير العاملة في المجتمع الاشتراكي، هذا هو المبدأ الوحيد الذي يمكن أن يضمن المشاركة التامة والمراقبة الكاملة على القادة من طرف القواعد ويمنع من أن تتحول تلك القيادة إلى زمرة من الساسة منفصلة عن ومعادية للشعب. صحيح أن بعض الأحزاب الشيوعية والدول الاشتراكية اعتدت بجدية أو أجرمت ضد هذا المبدأ للديمقراطية البروليتارية، ولكن هذا لا يشكك في صحة مبدأ خضوع الجزء للكل، والحرية في النقاش والمناقشة ووحدة الفعل والإنجاز لكي نصل إلى تحقيق الأهداف الثورية والاشتراكية. وكما قلنا في مناسبات أخرى، و الممارسة العملية برهنت على ذلك، حزبنا هو ألف مرة أكثر ديمقراطية من أكثر الأحزاب البرجوازية ديمقراطية.


كيف تقيمون الوضع السياسي الراهن بعد "ميثاق مونكلوا" وما هو الدور الذي سيلعبه آنئذ الحزب الشيوعي الإسباني ( المعاد)؟

"ميثاق المونكلوا"، وانتخابات 15 يونيو ، والاستفتاء والدستور ، هذه الأشياء التي يتم التهييء لها تشكل جزءا من نفس السيناريو الذي وضعت فكرته وصمم من طرف اليمين والاحتكارات، بمشاركة نشطة من طرف المعارضة المدجنة. إنه ضمن هذا الإخراج المسرحي وضمن هذا الإعداد للمشهد تسعى الأوليغارشية الاسبانية والإمبريالية لضمان استمرارية النظام لما بعد انتفاضة 18 يوليو . بالنسبة للحزب الشيوعي الإسباني ( المعاد) ، منذ البداية كانت الأمور واضحة جدا. نحن كنا مقتنعين بأن لا شيء أساسي تغير ولا شيء سيتغير ما دامت الفاشية لم تهزم بعد وما دامت الموارد الاقتصادية الأساسية لم تنتقل بعد إلى يد الشعب. لكن إذا كانت هذه الأمور واضحة بالنسبة لنا، فهذا لا يعني أن الأمر نفسه وعلى نفس الدرجة من الوضوح كذلك ينطبق على قطاعات شعبية واسعة التي انساقت وراء الاعتقاد في وعود التغيير. الآن، بعد "ميثاق مونكلوا" هناك خيبة أمل كبيرة بدأت في الظهور، البعض اعتقد بان اسبانيا على الاقل سيكون لديها برلمان، وأنه لن تتم مقاضاة أي شخص بسبب آرائه السياسية. لكننا لن نصل حتى لهذا الأمر. ما يسمى البرلمان افتراضا يلعب نفس الدور الذي كان يلعبه كورتيس فرانكو سابقا. الحزب الشيوعي الإسباني ( المعاد) وغيره من منظمات ديمقراطية ووطنية حقا وفعليا ما زالوا محظورين وقادتهم معتقلون دون الحديث عن التدابير الاقتصادية، والبطالة، وانخفاض الأجور ، التضخم ، وقوانين "مكافحة الإرهاب" التي يقومون بإعدادها. ونتيجة هذا الافتضاح سوف تظهر بسرعة كبيرة. يمكننا أن نلاحظ ذلك بالفعل. إذا كان سهلا وسلسا نسبيا بالنسبة للاحتكاريين وأتباعهم تنظيم مسرحيتهم الديماغوجية وتمكنوا من عقد بعض الاتفاقات فيما بينهم، على حساب مصالح الجماهير، الآن، على عكس ما كانوا يعتقدون، هذا لن يكون سهلا بالنسبة لهم للحفاظ على سير هذه المسرحية واقفة على رجليها. لن يكون في مقدرتهم الوفاء بالالتزامات التي قطعوها على أنفسهم. تطور الصراع الجماهيري سوف يمنعهم. كما أن هناك أشياء أخرى كثيرة بالفعل منعتهم سابقا. يجب أن نولي اهتماما كبيرا بنتائج انتخابات الاتحادات النقابية والبلديات. وسوف تكون محطة اختبار للديموقراطية الجديدة التي تم طبخها في القصر، بموافقة رئاستي أركان الجيش والبنوك. في هذا السياق، فإن دور الحزب الشيوعي الإسباني ( المعاد) والقوى الثورية والديمقراطية الأخرى لا يمكن أن يكون سوى السير نحو تعميقها. من وجهة نظر سياسية، الحزب الشيوعي الإسباني ( المعاد) خرج منها مرتاحا جدا وأكثر وحدة مما مر به إبان السنوات السابقة السيئة. فقد عرف كيف يتغلب ويتجاوز المرحلة حيث الديماغوجية والكم الهائل من الأوهام المصنعة من قبل الساسة الذين أغرقوا كل شيء وعلى الرغم من أنه كان من الصعب حقا أن يسير ضد التيار. الحزب الشيوعي الإسباني ( المعاد) أنجز مهمته كاملة من خلال فضح المناورات السياسية للبرجوازية الكبيرة التي حاربها باستمرار. وسوف نستمر في هذا الطريق، مقتنعين بأنه ليس هناك من طريق سوى هذه الطريقة فقط تمكننا من كسب التعاطف والدعم من الجماهير الغفيرة وهوالشيء الوحيد المهم، في نهاية المطاف، بالنسبة لنا.



كيف ترون الوضع النقابي؟

على عكس ما قد نعتقده أو نتصوره للوهلة الأولى ، فإن وضع الحركة النقابية للطبقة العاملة هو مواتي ومشجع للغاية. لا توجد نقابة قوية تسمح للعمال بالضغط على رأس المال للدفاع عن مصالحها الحقيقية. ولكن لماذا نخدع أنفسنا؟ وجود نقابة لها هذه الخصائص هو مستحيل ضمن ظروف الاحتكار وهذا هو السبب الذي دفع الطبقة العاملة لاعتماد أشكال من النضال والتنظيم متكيفة مع هذا الوضع. المركزيات، ونقابات صغيرة أخرى، التي تسعى جاهدة لإنشاء وخلق الأحزاب الانتهازية بمساعدة من الحكومة وأصحاب العمل والإمبريالية، هي في واقع الأمر لا تمثل شيئا ، وفي الحقيقة، لا يمكن أن تطمح سوى للعب نفس الدور الذي تلعبه الشرطة مثل "CNS الكونفدرالية الوطنية للنقابات" البائدة . هذه الاتحادات الصغيرة لا تعطي اية نتائج بالنسبة للبرجوازية. إذا كان التقسيم/التفتيت النقابي للطبقة العاملة، في حقبة اخرى، ضارا لها أي للبرجوازية، فإنه اليوم على العكس ، هذا التشردم والتفتيت النقابي هو مواتي ومناسب لها، لأنه يدل، من بين أمور أخرى، على عدم فعالية نقابات مصممة على مقاس الباطرونا التقليدية، مكيفة ومناسبة لظروف مختلفة تماما. وتثبت أن هذا النوع من الباطرونا تم تجاوزه ، وبالتالي فإن الحركة العفوية للجماهير هي في طور تطوير أشكال الدفاع والفعل جديدة أرقى مما سبقها والتي لم يظهر ضمنها مشكل الوحدة ، لأن هذه الوحدة هي الأساس في هذه الحركة الجديدة. في إسبانيا، على هذا المستوى، نحن نجد أنفسنا متقدمين على الدول الرأسمالية الأخرى، وهذا يعزز بشكل غير عادي العمل الشيوعي داخل الحركة العمالية.


ماذا سيحدث مع الانتخابات النقابية؟

بحسب رأيي، أعتقد أنه سوف يحدث نفس الشيء كما في مناسبات أخرى، بمعنى أن النتائج الفعلية لن تكون واضحة إلا بعد فرز الأصوات، وسوف سنراها في انطلاق وتنامي الحركة الإضرابية وفي الاحتجاجات في الشوارع للحصول على تحسينات حقيقية للأوضاع ، حركة - كما هو الحال – لن تقودها ما تسمى المركزيات . وهذا، مع ذلك، لن يمنع هذه المركزيات من نسف كل الأشكال الممكنة لتسليم العمال بأيدي وأرجل مكبلة. صدقوني، الإمكانيات التي يوفرها هذا العمل النقابي استنفذت، كما هو حال البرلمانية. بطبيعة الحال، فإن الصراع ذو الطبيعة النقابية سيتواصل ، ولكن من خلال اعتماد أشكال مختلفة، سيأخذ طابعا سياسيا أكثر من أي وقت مضى وبأساليب تنظيمية مناسبة.


ما البديل الذي تمثلونه أو تقدمونه وما هي قوتكم داخل المصانع؟

الحزب الشيوعي الإسباني (المعاد) قد دأب على الدعوة إلى مقاطعة الانتخابات في النقابة الفاشية العمودية ونحن سوف نفعل الشيء نفسه الآن. فيما يتعلق بالعدد الذي لا يحصى للمركزيات و النقابات التي تسعى إلى تقسيم العمال، فقد أثبتت التجربة أننا كنا على حق.


ماذا تبقى من النقابات العمودية؟

لم يتبق منها شيئا. يمكنني أن أؤكد لكم أن شيئا مشابها سيحدث مع هذه المركزيات التي نظمت تحت حماية الجهات الرسمية وبدعم منها لكي تعبئ المساحة الفارغة التي تركتها CNS. يجب على العمال أن يقاطعوا بنشاط هذه المسرحية البرجوازية والحكومية ومواصلة التقليد الرائع المتمثل في عقد المجالس الديمقراطية وانتخاب لجان المندوبين الذين يقومون بالتفاوض مع الباطرونا ومن موقع قوة. خلاف ذلك، أبدا لن نحصل على تحسين حقيقي لظروف المعيشة والعمل. ولكن يجب أن نكون واعين أيضا بألا تشكل مجالس لجان المنتدبين كأشكال تنظيمية لكونها تظهر ثم تحل مع كل نزاع. المجالس واللجان للمندوبين بداية هي نهج أو أسلوب ديمقراطي للنضال النقابي، أسلوب أثبت من قبل فعليا جدارته وقيمته. في التطبيق والتطوير لهذه الأساليب، العمال والعاملات الأكثر تقدما في كل مصنع وفي مكان العمل يلعبون دورا رياديا. الطبقة العاملة وحزبنا لديهم مصلحه بألا تحظى لا المركزيات ولا الشرطة بالسيطرة على هؤلاء الرجال والنساء الرائدين أو على مراقبتهم. ولذلك، لا ينبغي لهم أن يقدموا ترشيحاتهم إلى " مفوضية المؤسسة "، وهذا هو، بدرجة أكثر أو أقل، ما يحاولون خلقه. ضد مثل هذه المفوضية، نقترح تنظيم الطليعة البروليتارية في كل مصنع ضمن دوائر عمالية مقلصة أو محدودة، تكون وثيقة الصلة بالحزب، الدوائر التي من خلالها يمكننا أن نضمن استمراريتها في الحركة النقابية وتسهيل، في نفس الوقت تنفيذ مهام سياسية للحزب. فيما يتعلق بقواتنا داخل المصانع، كما قلت سابقا، فهي ضعيفة، على الرغم من أن هذا، حاليا، لا يشكل قلقا أو أولية إلى حد بعيد . على وجه التحديد، في هذه المرحلة، واحد من أهدافنا الرئيسية هو اختراق وخلق منظمات للحزب في المصانع الكبرى في البلاد، ونحن على ثقة من القيام بذلك عبر تطبيق الخط التي وضعناه لأنفسنا.



رفيق عبد الكريم الخطابي : البيضاء في 10/04/2016