إحتفالية ثمانينية الدكتور صادق البلادي


الملتقى العراقي
2016 / 4 / 15 - 17:46     

إحتفالية ثمانينية الدكتور صادق البلادي
الملتقى العراقي / لايبزغ



قبل إنهيار جدار برلين سلميا ، والذي أصطلح على نتائجه لاحقا في العالم العربي بـالربيع العربي تداعى العراقيون المقيمون في ألمانيا الديمقراطية ، والذين كانت
منظمة الحزب الشيوعي العراقي قد احتكرت تمثيلهم أمام الحزب الحاكم والدولة
الى عقد إجتماع لبحث مستقبلهم في الدولة الموحدة القادمة، وللتاريخ فإن المبادرة جاءت من منظمة الحزب الشيوعي العراقي ، فدعت جمعية الطلبة العراقيين في ألمانيا الديمقراطية ، واجهة الحزب الى عقد إجتماع في لايبزغ في أكتوبر 1989 في اليوم الذي انهار فيه جدار برلين ، وشكل اللقاء لجنة تحضيرية لتشكيل تنظيم
ديمقراطي جديد ، كان د.صادق البلادي من بين أعضاء الجنة التحضيرية.
بعد ذلك تأسس نادي الرافدين والذي توقف نشاطه بفترة قصيرة لأسباب غير موضوعية.

وبعد ذلك جرى تنظيم لقاءات أسبوعية كل جمعة في لايبزغ والتي يحظرها عراقيون من مختلف مدن المانيا عدة سنوات ، حتى بدئ التحضيرات لتأسيس الملتقى وبحضور عراقيين من مختلف المدن ، لأن التفكير ليكون تنظيما لكل ألمانيا.
وكانت مهمة توطيد العلاقات الإجتماعية بين أبناء الجالية العراقية في ألمانيا كانت وما تزال احد الأهداف الرئيسية للملتقى العراقي/ لايبزغ منذ تأسيسه رسميا عام 1995 ، بل وقبل ذلك عبر اللقاءات الأسبوعية. ومن الأمور التي انتبه لها الملتقى هو عدم الإكتفاء بمناسبات الحزن لتفقد وتذكر الشخصيات وإنما مشاركتهم الأفراح أيضا في المناسبات الشخصية كأعياد الميلاد
اليوبيلية فكان الإحتفال بعيد ميلاد د.باقر الوعد الخامس و السبعين في تموز1998 في مدينة هيلدسهايم لمدة ثلاثة أيام اول احتفال تكريمي لأحد الشخصيات الإجتماعية والوطنية. ثم كان الإحتفاء بثمانين د. ممتاز كريدي قبل
ثلاثة أعوام. وبمناسبة إكمال د.صادق البلادي عامه الثمانين في السادس من هذا الشهر نظم الملتقى العراقي/ لايبزغ بالتنسيق مع منظمة الحزب الشيوعي العراقي
في المانيا ولجنة تنسيق التيار الديمقراطي في ألمانيا حفلا في لايبزغ.
لقد اكتظت قاعة الملتقى يوم الجمعة8.4.16 بأعضاء وأصدقاء ورفاق الزميل أبي
ياسرنساءا و رجالا من لايبزج وبرلين وهالة ويينا ودريسدن ومدن أخري . والقاعة ممتلئة بباقات الورود والهدايا وقف د.عبد المجيد حسن، رئيس الملتقى
يلقي كلمة الهيئة الإدارية مشيرا الى دور المحتفى به في تأسيس الملتقى واهتمامه المتواصل في متابعة نشاطات الملتقى ، ثم قرأت كلمة تحية هيئة تحرير مجلة الثقافة الجديدة والتي أشارت فيها الى " السنوات الطويلة ....في العمل ضمن قوام مجلس وهيئة تحريرها وبذل الجهود المثابرة لتطوير عملها والارتقاء بها الى ذرى جديدة ،كي تظلّ أمينة لشعارها المركزي العتيد: فكر علمي .... ثقافة تقدمية، وأن تكون في مقدمة المنابر التنويرية في المشهد الثقافي والإبداعي العراقي عموما، من خلال ما نشرتموه من مقالات على صفحاتها، أو ما قدمتموه من أفكار واقتراحات لتطويرها..

وطيلة مسيرتكم المديدة كنتم ولا تزال تنحاز على الدوام الى قضايا الناس البسطاء والكادحين؛ مدافعا عن قيم الحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية وحقوق الإنسان، مناضلا لا يكل من اجل عراق متحرر من كل أشكال الهيمنة والاستغلال والعسف والاحتلال، ومن اجل العدالة الاجتماعية والاشتراكية، وتحقيق السلام كي يعم العالم ويقطع الطريق على صقور الحرب والعدوان".
ثم قرأ الزميل سامي كاظم تهنئة منظمة الحزب الشيوعي في ألمانيا الإتحادية
ومما جاء فيها : " إن عطاءك الفكري والصحفي ، ومساهمتك في تحرير صحافة
الحزب و نشرياته ورفدها بنتاجك الثر، إضافة لعطائك المهني في مجال الطب والذي لا زلت تمارسه لحد الآن ، وكذلك نشاطك الدؤوب في حركة السلام العالمي ، ومنظمات المجتمع المدني وحرصك الدائم على حضور فعالياتها و
نشاطاتها ، جعل منك أُمثولة يُحتذى بها."

بعده القى د. صادق إطيمش كلمة تنسيقية التيار الديمقراطي في ألمانيا جاء فيها: " لقد اثبتت لنا الأيام مدى حرصك وإخلاصك للمسيرة التي تبناها التيار الديمقراطي العراقي في المانيا، إذ كنت من الدعاة الأواءل الذين بادروا بتوجيه النداء الأول إلى الجالية العراقية في المانيا لتأسيس هذا التيار والنشاط في صفوفه
لقد ساهمت، ايها الزميل العزيز، بالمؤتمرات الثلاثة التي عقدتها لجنة تنسيق التيار الديمقراطي العراقي في المانيا، ووضعت بصمات توجيهاتك القيمة واقتراحاتك الهادفة على اغلب قرارت هذه المؤتمرات وعلى تشكيلة العمل التنظيمي التي انبثقت بعدئذ. وإن كل ما نرجوه في يومك الإغر هذا ، ان يمتد بك العمر السعيد والعيش الرغيد لتمدنا بما يحتاج إليه العمل الوطني من نفحات تجربتك الثرية ونضالك العميق الجذور وفكرك النير."
وبعد هذه الرسالة ارتجل كصديق كلمات نابعة من القلب مثنيا على سَمِيه صادق،
الأول عمرا:

ابا ياسر العزيز
تحياتي


الصديق العزيز ابا ياسر الذي تعرفت عليه اولاً من خلال حمدان يوسف، فوجدته بعد ان تعرفت عليه شخصياً قد مثل حقاً ما يفكر به المرء عن هتين الشخصيتين الكبيرتين، حمدان القرمطي و يوسف سلمان يوسف. قبل سنتين إحتفلنا في مدينة كولون بثمانينية اخرى بمناسبة ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي كتبت فيها مقالاً وضعت له عنواناً بيتاً من الشعر قلت فيه ( مع الإعتذار للأصدقاء الشعراء لإقتحامي حصنهم هذا) :

عشر وعشرون لم تثلم مواضينا فاستنجدت تبتغي عوناً بعشرينا

ولا اجد ما يمنع من ربط ثمانية الحزب الشيوعي العراقي بثمانينية الصديق العزيز ابا ياسر، فاتصلت به مستفسراً منه ، بعد تهنئته ، عن العمر الذي يرغب بلوغه، فأجابني مشكوراً : مئة عام. وجدت هذا العمر مقبولاً إذا ما رافقته الصحة اللازمة له، إذ ان ما يسمى بارذل العمر قد يحل بالمرء بعد تخطي المئة عام. فاستوحيت من خلال ذلك بيت الشعر الذي قلته في ثمانينية الحزب الشيوعي العراقي لأكمله ببيت يربط هذه الثمانينية التي نحتفل بها اليوم بتلك التي احتفلنا بها قبل سنتين فاقول:

عشر وعشرون لم تثلم مواضينا فاستنجدت تبتغي عوناً بعشرينا

فاسلم ابا ياسر من كل نائبة واقرن ثمانينك المعطاء عشرينا


وبعده تحدث الدكتور كاظم حبيب، قادما من برلين رغم سوء حالته الصحية فأشار الى العقود التي تجاوزت الخمسة منذ تعرفه على ابي ياسر وعملهما سوية في المجالات الطلابية والحزبية وحقوق الإنسان في ألمانيا وفي العراق في السبعينات من القرن الماضي ، وفي ألمانيا في المنظمات الي اشتركا في تأسيسها
كمنظمة حقوق الإنسان في البدان العربية/ المانيا ( أومراس ) ومن ثم أومريك كما المساهمة في المؤتمرات التي عقدت في المانيا خلال الأعوام الأخيرة.
ومن ثم تحدث د. حميد الخاقاني مشيرا الى تعرفه على حمدان يوسف في طريق الشعب في بغداد وتحدث عن بعض خصاله ومنها الصبر الشديد ، وأنه لم يسمع منه يوما كلمة سوء عن أحد ، ومذكرا وبإعجاب على مناقشته على صفحات طريق الشعب مع د.علي الوردي أوائل عام 1976 وما تركته تلك المناقشة من إعجاب وتقدير في إتحاد الأدباء وبين المثقفين.



ومن ثم تكلم الكاتب يحيى علوان ، القادم من برلين، رغم سوء حالته الصحية أيضا تحدث فيها عما يعرفه عن البلادي ( نص الكلمة غير متوفر).


ثم وقف الزميل صادق البلادي شاكرا الملتقى لإهتمامه بمثل هذه المناسبات ولإقامته هذا الحفل البهيج ، ثم أشار الى أن التلفونات لم تتوقف منذ صباح الأربعاء السادس من الشهر وكذا سيل الإيميلات والفيسبوك.
وبعض منها احتوت اقوال جميلة، طريفة على سبيل المثال رسالة الأخ الزميل
زهدي الداوودي :
" أهنئك من أعماقي بمناسبة تجاوزك للعقود الثمانية
وأرجو لك عمرا تتجاوز فيه القرن بكامله

عاش الصديق والكاتب العنيد والمناضل
صادق البلادي
المدافع عن حقوق بؤساء الارض.
المخلص رفيقك زهدي الداوودي "

وكلمة جاري الألماني الذي يقربني عمرا: " عسى الله (الله بالعربية) يحغظ لنا صادقنا طويلا وهو في صحة جيدة."
وما ورد في تهنئة الزميل العزيز عدنان حسين :
" اطيب تمنياتي بالصحة الموفورة واستمرار الفكر النير والابتسامة الجميلة. عمرا مديدا"
و كلمة الأخت العزيزة د. ارخوان رؤوف من أربيل ، والتي تشكك في صحة يوم مولدي " اجمل الاماني و ثمانون سنة قادمة بنفس النشاط والعطاء. ( ترة محد يصدق انه عيد ميلادك الثمانين. اعتقد اكو غلط بالموضوع ، موظف التسجيل يمكن كان يخربط بالارقام ) تحياتي واعتزازي استاذي العزيز".
شكرا ولكني متأكد تماما من صحته لأنه مستل من تسجيلات المرحوم والدي.

وأخجلتني تحية الطبيب الشيوعي ، طبيب الشعب د.مزاحم مبارك مال الله :
" كل عام والكبير الكبير صادق البلادي بالصحة والعافية "

بينما افرحتني تحية الرفيق الصديق رضا الظاهر :

22:04 رضا الظاهر
" يا ابن الثمانين .. أيها الفتى
تحياتي اليك .. وأنت تمضي معنا في المواكب الى المرتجى
بوركت أعوامك القادمات "
فلنغذ السير معا وكل في خطوته.



ومن محمود المعمار، صديق معتق تعارفنا في فيينا عام 54 مشاركين في العمل ضد حلف بغداد ، وبعد ذلك في تأسيس جمعية الطلبة العراقيين في ألمانيا الغربية 59، والتقينا في بغداد أيام الچبحة وبعد الإحتلال أيضا ويقيم اليوم في نيويورك جاءتني هذه الرسالة :

"عزيزي صادق مفاجأتك لي كامله . Complette Ü-;-berraschung . اعتقدتُ أنَّك بعيد ولاصدى .! كلماتك الرقيقة والجميلة عززّت اعتقادي وإيماني بأن الحياة لاتنتهي وأننا نعيش أبد الدهر خصوصاً بين أصدقاء يحملون روح ونسائم جنوب العراق الملئ بالعبقريًّه والأحساس المرهف والانفتاح للناس والحياة والأبتسامه الدائمه . الأنسان ربّما بلغ الثمانين أوأكثر ولكن ضع الطموح الَّذِي دائماً تحمله وحب الحياة نصب عينيك لترى ان الحياة مدينة لك بعشرين سنة أخرى وأكثر . سويّة نصل دائماً الى ما نطمح اليه مادام لنا اصدقاء بهذا الحضور والعفويّه الجميله ، وأعتقد لدينا اصدقاء المانيا ليس القليل . تحيّه حب وأخلاص من صديقك محمود الى الأبد .!


وأعتقد أن ممرضات العيادة الشابات فهمنني بشكل عميق فأهدنني بطاقة معايدة
فاجأتني وأعطتني صورة مغايرة لما ترسخ في ذهني عن فرانز كافكا :
" من يحتفظ لنفسه بقابلية التعرف على ماهو جميل ، لن يشيخ أبدا."
وهل من جمال أبدع من السعي في سبيل السلام على الأرض ، والخير والمسرة للناس. ولهذا قلما يشيخ المؤمنون المناضلون.



بم استحققت هذه المحبة حتى نلت الغاية التي لا تدرك : رضا الناسِ و محبتهم.
ناسِ مختلفي المشارب والأهواء؟
قد يكون الجواب بسيطا ، بساطة الحقيقة ، هو أنني ما جعلتها غاية لأدركها، بل فعلت ما كان علي أن أفعل دون السعي وحسبان أية غاية ، فكان الفعل كلعب طفل يجد في اللعب ذاتِه الفرحَ و السرورَ، وهذا يُبهج من يراه. وفي هذا منتهى
الفرح والسرور. وجدت أن الذات تتحقق بالمساهمة مع الآخرين في تغيير الواقع بعد تفسيره. وفي سبيل ذلك يرخض الغالي و النفيس.


شكرا جزيلا أيها الأحبة من الأصدقاء والرفاق والزملاء وألأقارب و الأهل على تهانيكم الطيبة ، النابعة من القلب ،و تمنياتكم بعيد ميلادي الثمانين – بـلٌغتموه جميعا -، متمنيا أن تدوم أواصر المحبة والإخاء صافية جميلة ، جمال شروق الشمس على شط العرب ، وكشروقها اينما تحلون.
وأتمنى أن يتحقق حلمي بقضاء الأشهر الثلاثة الأخيرة من العمر والناس جميعا في كل الدنيا كما تمنى شيلر وصدح بها كورس تاسعة بيتهوفن : " كل الناس يصبحون أخوة " ، يعيشون في سعادة و أمن وسلام.
وتبقى محبة الناس إكسير الحياة ، والأمل لن يموت أبد الدهر.

وأمام هذا الجمع من الصديقات والأصدقاء ، والرفيقات والرفاق أقسم بدماء و عذابات شهداء وضحايا النضال من أجل حرية الإنسان أقسم أن أواصل العطاء وبكثافة تعويضا أيضا عما قصرت فيه لحد الآن ، مستذكرا في ذلك شعارَ الشهيد أبي سعيد : فتش عن الإستعمار!! ، ودعاءَ أبي گاطع :" : " اللهم لا تباركَ في زرعِ وضرع من قَصَّرَ في فضح الفاشية ." و أُكمله ..." أو قصر في فضح الإنتهازية "