وداعا أيها الشاعر المبدع صبري هاشم


صادق البلادي
2016 / 4 / 10 - 22:18     



اللصوص يتهاوشون على المغانم من اموال السحت، العائدة ملكيتها للشعب ، وتنتفخ كروشهم، وتسمن رقابهم، خاصة رقاب المعممين منهم. وفقراء العراق
يموتون جوعا ، وحسرة على وضعهم ، يتمنون جدثا أفضل من بيتهم ، الذي
يخر سقفه إن همت عين السما ، السماء التي تغرق أرض " الوطن "التي لا
تأبه لموت مبدعيها. فأرض المنفى مستمرة في استقبال الموتى من مبدعي الوطن
الذين صاروا يتبارون في التنافس على استقبال عزرائيل لأنهم ، وهم القامات الشامخة باتوا يعافون التنفس وهم يرون كل هذا القبح ، وكل هذا العجز، ليس في عراقنا وحده ، بل في كل الدنيا، فباتوا يدعون القلب يتوقف عن الخفقان، دون أن تلحقهم ذرة شك في أن شمس الحرية والعدالة و الجمال لا بد أن تشرق كا نسة أدران الرأسمالية وكل قبائحها و جرائمها.
واليوم و بعد معاناة طويلة مع المرض، إذ كانت سنواته الأخيرة هي التنقل بين البيت و المستشفى ، توقف قلب الشاعر و القاص صبري هاشم ، من كتاب الحوار المتمدن ، ولد في البصرة عام 1052 واشترك مع الأنصار، وغادر الى اليمن وكانت برلين منفاه الأخير ، وأظنها ستكون مستقره الأخير أيضا ، فالعراق ذي الرثاثة ، رثاثة حكم الطائفيين والقومانيين ، لا يأبه بل يحقد على المبدعين ، المتمسكين بقيم الحب والخير والجمال ، لعلمهم أن الضد يظهر قبحه الضد.

الرحمة والطمأنينة لصبري هاشم والصبر والسلوى لأم أصيل ولأهله ولكل أصدقائه ومحبيه وعارفيه. وله الذكر الطيب دوما والخلود عبر مؤلفاته ، واتمنى أن تتوفر فرصة جمع وطبع ما لم يُنشر له لحد الآن