خطاب الرفيق جورج حبش في زيارته للشعب الصحراوي الشقيق سنة 1979


أحمد أحمد حرب
2016 / 3 / 16 - 03:09     

خطاب الرفيق جورج حبش في زيارته للشعب الصحراوي الشقيق سنة 1979:

يا جماهير شعبنا الصحراوي المناضل البطل، باسم جماهير شعبنا الفلسطيني، باسم مخيم الوحدات ومخيم تل الزعتر، باسم الثورة الفلسطينية، باسم كل مقاتل ومناضل في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، باسم هؤلاء جميعا وباسمي أحييكم أحيي نضالكم أحيي بطولاتكم أحيي تضحياتكم أحيي إيمانكم بقضيتكم العادلة أحيي الانجازات التي حققتموها في معارككم البطولية ضد الاستعمار الاسباني ضد النظام الملكي الخائن العميل في المغرب.

أيتها الأخوات أيها الإخوة

لقد تتبعنا نضالاتكم منذ عام 1973 يوما بعد يوم أسبوعا بعد أسبوع شهرا بعد شهر عاما بعد عام، تتبعنا كفاحكم البطولي ضد الاستعمار الاسباني حتى فرضتم فرضا على هذا الاستعمار أن يفكر بالجلاء عن أرض الوطن، وبعد ذلك تتبعنا نضالكم البطولي ضد القوى الرجعية في المغرب العربي ضد العميل الملك الحسن الخائن ( هتافات وزغاريد : عاشت الثورة الفلسطينية، عاش التضامن بين الثورتين ) وعندما توجه نضالكم ضد الرجعية المغربية ازداد التصاقنا بثورتكم ازداد اهتمامنا بنضالاتكم، بدانا نشعر أنكم تقاتلون معنا في خندق واحد ضد أعداء الثورة الفلسطينية ، نعم ضد أعداء الثورة الفلسطينية، فنحن في الثورة الفلسطينية لا نواجه اسرائيل والصهيونية فقط بل نواجه الرجعية العربية المتحالفة مع الحركة الصهيونية، نحن في الثورة الفلسطينية نعتبر العميل الحسن الثاني عدوا لنا كما هو عدو لكم، وعندما تمت اتفاقية كامب ديفيد بين النظام المصري العميل والكيان الصهيوني ارتفع صوت الحسن الثاني الخائن ليقول بأن تحالف العرب مع التكنولوجيا الصهيونية هي التي ستجعل من هذه المنطقة جنة، أي أن الحسن الثاني الخائن هو أول من دعا الى تحالف الرجعيين العرب مع الكيان الصهيوني، ولهذا فنحن ننظر بإعجاب شديد الى نضالكم البطولي ضد هذا الخائن العميل.

باعتزاز كبير أسجل اعجابنا بنضالات شعبنا البطل في الصحراء العربية، واسمحوا لي في هذه المناسبة أن أعلن تضامننا الاستراتيجي معكم حتى تحقيق كامل أهدافكم على أرض الوطن.

ما الذي لمسناه أثناء وجودنا بينكم؟ بالأمس زرنا مدرسة تسعة يونيو، وبالمناسبة تذكرت هنا الرفيق الشهيد الولي الذي مثل بالنسبة لرفاقه وبالنسبة لكل الثوريين العرب مثلا في القيادة وكيف تكون القيادة الثورية ملتصقة بالجماهير وتقود معارك الجماهير جنبا إلى جنب على رأس المقاتلين، في زيارتنا للمدرسة لمسنا المجهودات التي تبدلونها رغم كل الصعوبات ورغم كل المتاعب لإنشاء وتربية جيل ثوري يبقى ملتصقا بقضيته الوطنية.

واليوم، ما الذي شاهدناه اليوم بالذات؟ اليوم ذهبنا مع الرفيق محمد الأمين والرفيق أيوب لنشاهد ميدانيا المعركة البطولية التي خاضها رفاقنا في جيش التحرير الشعبي معركة محبس.

حديث جورج حبش مع الرفاق في الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب أثناء زيارته الميدانية للمناطق العسكرية:

نحن كعرب من المفروض أن تكون بنادقنا موجهة ضد الصهيونية في الحقيقة ضد الامبريالية ضد العدو المضطهد لكل الشعوب العربية، فأحيانا تمر في حياة الانسان فترة طويلة يكون فيها يمارس مهمات بدون تفكير بدون تأمل ويمكن الانظمة الرجعية تراهن على هذا الموضوع حتى تبقى تستعمل الانسان العربي آلة بيدها لخدمة أهدافها في الحقيقة لخدمة مخططاتها، لا تكرهوا أمرا لعله خير لكم، لعلها هذه فرصة للتفكير، التفكير الحقيقي، تفكير التأمل والتأمل الحقيقي، أنا متأكد أنه بين إخوانكم الثوار لأن الثوري يحترم الانسان ويعرف قيمة الانسان، أنا متأكد أنهم سيوفرون لكم كل فرصة للتأمل والتفكير وإعادة النظر، أنا أقصد بالتأمل والتفكير يعني عفوا لا تؤاخذوني لكن بصراحة الملك الحسن الثاني استعمل الجيش وأبناء الشعب أداة بيده لخدمة مخططه، لا أعرف إن كنتم تعرفون أن الملك الحسن في الحقيقة هو بالنسبة لنا كفلسطينيين الممهد لكامب ديفيد وهذه حقيقة ونحن لا نتجنى عليه، قبل زيارة السادات للقدس، يمكن أن وسائل الاعلام لديكم لا تسمح لكم بالاطلاع على هذه الأشياء، لكن قبل زيارة السادات للقدس كان حسن التهامي - مسؤول مصري – اجتماع مع موشيه دايان وزير خارجية اسرائيل، في المغرب، والترتيب تم طبعا بإشراف الملك الحسن وهذه ليست أسرار في الحقيقة، أداعتها إسرائيل رسميا في إذاعاتها، أنا قرأت المقابلة التامة التي أعلنت فيها اسرائيل عن هذه المقابلة، معناه أن موضوع كامب ديفيد الذي طبعا كل الجماهير العربية واقفة ضده كان بإشراف الملك الحسن الثاني، أساسا هو لم يخجل، كان له تصريح رسمي، يعني لما زار السادات القدس كان هناك ضجة جماهيرية لأن الجماهير العربية أن حاكم عربي يخور أمام الصهيونية التي شردت الشعب الفلسطيني، فكان له تصريح أن التعاون بين العبقرية الصهيونية اليهودية والأموال العربية سيخلق جنة في المنطقة، يعني أنه هو من دعا للتحالف في الحقيقة بين العرب وبين الصهيونية، نحن لا نتجنى عليه، لا أعرف، كان أن تطرحوا على أنفسكم السؤال التالي إذا كان الملك الحسن الثاني حريص على الأرض هنا ويعتبرها جزء من الوطن المغربي يا ترى لماذا لم يقاتل الاسبان من عام 36 يجب أن نطرح على أنفسنا هذا السؤال، أنتم تعرفون أن اسبانيا محتلة الأراضي الصحراوي منذ عام 36، إذن لماذا الحس لم تأتيه وطنيته وحبه للأرض إلا بعد أن أصبح الثوار هنا ( المقصود جبهة التحرير بالصحراء الغربية )، الاسبان اضطروا فعلا للخروج (الاسبان)، فتدخله كان طبعا لخوفه من أفكار ثورية وآراء تقدمية بدأت تطرح نفسها هنا وهناك خوف أن تتمدد بالفعل وتهز عرشه.