الجزائر وتونس تدفعان ثمن تهورات المغرب في الشرق الأوسط..


ماهر عدنان قنديل
2016 / 3 / 12 - 00:17     

كانت سياسة الجزائر الحكيمة فيما يخص السياسات الخارجية، إحدى أهم وسائل النأي بالنفس، الواجب إتباعها للإبتعاد عن الشكشكات والصراعات الحاصلة في العالم العربي.. وعلى العكس من ذلك، إنتهجت الجارة الغربية المغربية سياسات خارجية أقل ما يقال عنها أنها متهورة ومجنونة، وذلك من خلال إتباعها سياسات التدخل في العراق وسوريا واليمن، وكل هذه الإجراءات إتخذتها المملكة من أجل عيون بعض الحلفاء وإرضاءً لهم بطريقة لا تمت للواقع والمنطق بصلة..
ما تواجهه تونس اليوم من عمليات خطيرة على حدودها الجنوبية من طرف "تنظيم الدولة" للسيطرة على "بنقردان" جزء منه تتحمله بالتأكيد المملكة المغربية بسياستها الخارجية المتهورة وغير المتزنة خصوصاً في الشرق الأوسط من خلال هجماتها هي وحلفائها الأخرين غير المجدية بأي حال من الأحوال على تنظيم الدولة في العراق وسوريا، مما سمح لهذا الأخير (تنظيم الدولة) بالتغول والتضخم أكثر ما جعله يفكر بنقل معاركه لمناطق أخرى، وها نحن اليوم نشاهد النتائج المخيبة لهذه التدخلات المزرية التي لم تقضي على تنظيم الدولة، ولم على الأقل تقلص خطورته، بل زادته قوة وإزدهاراً وراحة أصبح معهما يخطط للتوسع ويبحث بالأخذ بالثأر ضد من هاجمه..
لا يعرف إلى الأن سبب إعتماد المملكة المغربية لهذه السياسات الغير متزنة بالتدخل شرقاً وغرباً وفي كل إتجاه بطرق عشوائية تلبية لأفكار ومصالح الأخرين.. خصوصاً أننا إذا ما عمقنا النظر وقمنا بتحليلنا للأحداث بعد كل هذه التدخلات، سنلاحظ أنها لم تفد المغرب بأي شئ، ولا يندرج ذلك في إطار المصلحة العامة لها، بل يعتبر مجرد خزعبلات غير مدروسة ليس فيها أي نظرة إستراتيجية معقولة ومتزنة..
هذه السياسات المغربية هي إحدى الأسباب التي جلبت "تنظيم الدولة" إلى شمال إفريقيا.. ونستطيع القول أن المغرب ذهب لمحاربة تنظيم الدولة في الشرق الأوسط.. فجاءها هو إلى شمال إفريقيا.. وحسب إعلام "تنظيم الدولة" فهناك تيار داخل التنظيم يبحث عن الثأر من الدول التي هاجمته..
لم يتحاور المغرب على حد علمي قبل إتخاذه لقرارات التدخلات العسكرية في الشرق الأوسط مع دول منطقة شمال إفريقيا بل كل ما فعله هو التحاور فقط مع دولاً بعيدة كل البعد عن المنطقة.. لا نعلم سبب هذا التعنت وإدارة الظهر المغربي لكل ما يمس المنطقة وأمنها، في مقابل الإهتمام المتزايد للدخول في تحالفات عسكرية في مناطق أخرى بعيدة كالخليج والشرق الأوسط.. وعلى كل الأحوال حتى وإن حدث تحاوراً لدول المنطقة مع المغرب كان سيكون شكلياً لا أكثر، وكما يقول "توماس باين": "محاولة التحاور مع شخص تخلى عن أي منطق أشبه بإعطاء الدواء لجثة"..
وخلاصة الموضوع أن العديد من الدول العربية وليست كلها تتبع سياسة النعامة في إتخاذ قراراتها..