رسالة إلى إسرائيلي - لبناني


وليم نصار
2016 / 3 / 4 - 08:06     

“صديقي” “البروفسور” … اليهودي … “اللبناني” .. إدي كوهين … الذي هرب من لبنان إلى “إسرائيل” في ثمانينيات القرن الماضي … كتب: “المصريون ليسوا جادين في السلام مع إسرائيل لأنهم سوف يدفعون تعويضات باهظة عن ممتلكات اليهود في مصر التي صادرها نظام جمال عبد الناصر” …
———–
يا صديقي .. اليهودي .. اللبناني …. أربأ بك أن تزور الحقائق .. وتجنب الموضوعية وأنت تحمل لقب “بروفسور” “وخبير” في الشؤون العربية …

يا صديقي … اليهودي .. اللبناني … من ينكر حق الشعب الفلسطيني بحقه في العودة إلى البيوت التي صودرت من قبل الصهيونية … وهجروا منها تحت وطأة السلاح … هو من لا يريد السلام …

هل فكرت يا صديقي .. اليهودي .. اللبناني … في أصل البيت الذي تسكنه في تل الربيع في يافا؟

ألم تقفز يوما من سريرك مرعوبا في عز نومك عندما سمعت صوت شبح صاحبة البيت تنادي أبناءها لتناول المناقيش الساخنة الطازجة؟

ألم تؤرقك رائحة شجرة الغاردينيا المتدلية من شرفة منزلك والتي عمرها أكبر من عمر دولتك التي هربت إليها؟

ألا زالت أصوات صريخ حجار البيت الذي أهدتك إياه دولتك … تضج في أذنيك قائلة: هذا ليس بيتك .. عد إلى بيروت .. إلى وادي أبو جميل حيث تنتمي؟

السلام والعدالة رغبة متبادلة … وليستا خاضعتان للفذلكات الكلامية … ولا للتصريحات الاعلامية … وليستا كذلك أمرا يفرض فرضا .. كما تريدون .. وليستا استجداء كما تفعلون …

نعم .. أنا مع السلام يا صديقي .. اليهودي .. اللبناني … ولكن على أساس واضح … ملخصه دولة واحدة لجميع سكانها متساوون في الحقوق والواجبات …
دولة .. ليس فيها جدران عازلة .. وليس فيها بشر يتمنون استنشاق رائحة البحر …
دولة .. لا تبتر فيها شجرة انتقاما من عمل طائش لشاب قتله الاختناق وغصت حنجرته بكلمة حرية …
دولة .. تضع الله “وكمشة” الأنبياء … ووصاياهم الملفقة في الجوارير القديمة … وتكرس الانسان كأغلى قيمة على تلك الأرض ..

أنا مع السلام .. يا صديقي اليهودي .. اللبناني … لكنني لست مع السلام الرخيص .. والمجاني …
فهل هذا السلام يرضيك؟