الصراع بين التخلف والحداثة- 2


محمود حافظ
2016 / 2 / 29 - 13:24     

فى حديثنا السابق عن أنماط الإنتاج وتطورها كان لابد من الإشارة إلى نمط آخر تم إستحداثه من خلال العلاقة الإستعمارية بين دول المركز الإمبريالى ودول المحيط الكونى التى خضعت للإستعمار وهذا النمط هو كما أطلق عليه المفكر اللبنانى مهدى عامل هو نمط الإنتاج الكولونيتلى وكما أشار إليه المف6كر المصرى الدكتور سمير أمين بالكومبرادور وهو فى النهاية هو نمط إنتاج التبعية للإمبريالية العالمية والتى تخلت عن الهيمنة العسكرية بالهيمنة الإقتصادية عن طريق شريحة الوكلاء التابعين للإمبريالية وهم من يطلق عليهم رجال الأعمال وفى هذا النمط تعتبر الدول المحررة من الإستعمار العسكرى خاضعة للإستعمار الإقتصادى عن طريق كونها منتجة للمواد الخام والأولية والتى تصدر للغرب المنتج حيث يتم تشغيل مصانعه ثم تستثبل هذه الدول فى أسواقها السلعة المنتجة من هذه المواد الخام .
ومن هنا نستطيع أن نقول أن الكون الآن يتحكم فيه ثلاث أنماط للإنتاج .
1. النمط الأول هو نمط الإنتاج الراسمالى وهو النمط المهيمن والتى تقوده أمريكا وأوربا الغربية واليابان .
2. النمط الثانى هو نمط الإنتاج اللا رأسمالى وربما يطلق عليه نمط الإنتاج الإشتراكى فى العديد من فى الدول فى أمريكا اللاتينية أو الشيوعى كما فى الصين وسابقا فى الإتحاد السوفيتى وهو نمط إنتاج أيضا يضم الدول المحررة من التبعية والتى تقوم تنميتها على حشد طاقاتها .
3. النمط الثالث وهو نمط الإنتاج الكولونيالى أو المرتبط بعلاقة التبعية للهيمنة الإمبريالية وهو النمط الذى يهمنا فى بحثنا هذا
وفى هذا النمط نجد أن علاقة التبعية مازالت تربط البلدان التابعة للدولة المستعمرة ومازالت البلدان المستعمرة القديمة كبريطانيا وفرنسا تفرض هيمنتها على مستعمراتها القديمة من خلال التحالف وثيق الصلة بالمهيمن ألأمريكى .كما نجد من خلال هذه الصلة أيضا غرس دولة إسرائيل فى قلب جسد الوطن العربى بداية الغرس كانت من بريطانيا ثم تحولت الحماية والأمن لإسرلئيل إلى المهيمن الجديد الأمريكى وربما تغير الإستدلال الإقليمى للمنطقة العربية أو الوطن العربى إلى منطقة الشرق الأوسط فقط لأنه قد تم زرع دولة ليست عربية أدت إلى فقدان المنطقة بالكامل لهويتها المشتركة إضافة إلى أنها قد أغتصبت أرض فلسطين العربية وأحتلت باقى لأراضى الفلسطينية تحت رعاية ومباركة المستعمر القديم البريطانى والجديد الأمريكى .
لقد تسبب زرع الكيان الصهيونى فى الجسد العربى إلى وجود وإحتدام صراعا جديدا وهو الصراع العربى – الصهيونى ليكون فى النهاية صراعا محددا لهوية أطراف الصراع .
وفى هذا الصراع تتقاطع المصالح المشتركة لكل طرف من أطراف الصراع مع من ترتبط مصالحه معه وبالضرورة تتقاطع مصالح الدول التى ترتبط بعلاقات التبعية مع المهيمن الأمريكى لتتلاقى مع مصالح الدولة العبرية والتى تحتل جزءا غاليا ومقدسا من الأمة العربية .
هنا أخص بالذكر وتحديدا دول شبه الجزيرة العربية التى ترتبط برباط التبعية مع المهيمن الأمريكى والذى يكون لها هذا المهيمن بمثابة الأب الراعى والحامى لها وخاصة لو ذكرنا المملكة السعودية وإرتباطها بالنشأة من الأساس بالمستعمر البريطانى ثم بعد ذلك إرتباطها بالمهيمن الأمريكى والذى ضمن بقاء ودوام الملك ع7بد العزيز آل سعود ومن يخلفه من أسرته فى حكم شبه الجزيرة العرية والتى سميت بإسم هذا الملك ( المملكة السعودية ) وكان هذا طب5قا لإتفاقية أبرمت بين الملك عبد العزيز وبين رئيس الولايات المتحدة روزفلت وسميت إتفاقية كوينسى نسبة إلى الباخرة الأمريكية التى تم توقيع الإتفاق بها كوينسى وكان المقابل لهذه الحماية الأمريكية تأكيدة وبالضرورة هو النفط السعودى .
مما سبق من طرحه يبدو لنا أن المهيمن الأمريكى يقوم بتوفير الأمن والحماية فى المنطقة العربية لدولتين هم بالنسبة إليه كإحدى ولايته وهما إسرائيل ومملكة آل سعود .
ربما كان من الأصوب القول فى منطقة الشرق الأوسط لوجود دولة غير عربية هى إسرائيل .
ومن خلال هذا الطرح أيضا لابد من تلاقى المصالح السعودية ومع المصالح الصهيونية حتى على حساب إغتصاب وإحتلال الأراضى الفلسطينية .
ربما كا أفضل تعبير عن هذه المصالح هو ما أعلنه وزير الأمن الصهيونى المدعو يعلون عن تصريحه بأننا نتلاقى مع أصدقائنا فى شبه الجزيرة العرية فى الغرف المغلقة وهنا خص الوزير شبه الجزيرة العربية ولم يخص دولة معينة دليل أنه يتلاقى مع أكثر من دولة من دول شبه الجزيرة العرية أيضا وما أعلن عنه بالأمس فقط عن زيارة وفد صهيونى للملكة السعودية عن طريق القناة العاشرة الصهيونية .
ولأن المملكة السعوطية تعتبر أكبر منتج للنفط فى العالم ولديها إحتياطى أيضا كبيرا هذا ما جعل تراكم الإحتياطيات النقدية لجديها كبيرا
ولما كانت المملكة السعودية يعاد إنتاج نظام البداوة بها بمعنى أن تساعد التراكمات الرأإسمالية فى قيام نظام رأسمالى ليبرالى والذى من شأن قيامه هو تهديد كيان المملكة السعودية والتى تحكم بحكم مطلق ينتمى إلى القرون الوسطى بالحداثة والتى أحد مظاهرها وجوهرها هو الليبرالية بمعنى قيام دولة مدنية ديموقراطية لهذا كان وبالضرورة إعادة إنتاج نمط الإنتاج الرعوى حتى تبقى دوما المملكة تحت الحكم المطلق لأسرة تملك كل شيئ وبالحماية من الذى تصب دوما فى خزائنه ما يصرف من التراكمات البترودولارية وخاصة فى شراء السلاح والذى أصبح يستخدم بإفراط فى المملكة فى حروبها على جيرانها وخاصة فى حربها على دولة اليمن العربية الشقيقة .
كما أن الدور الذى تلعبه المملكة فى الجمهورية العربية السورية هو دورا يحدد تحالفات االمملكة والتى هى بالضرورة مع الصهيوأمريكية ومن هنا نجد أن الطرف الصهيونى فى علاقة الصراع العربى – الصهيونى يضم بداخله دولة الكيان الصهيونى اسرائيل وحامية أمنها أمريكا ثم ممثل الرجعية العربية والتبعية مملكة آل سعود .