الندوة الصحافية حول المؤتمر 15 وأعضاء اللجنة التنفيذية الجديدة - وثائق المؤتمر الوطني 15 ل أ.و.ط.م المنعقد بالرباط من 11 إلى 18 غشت 1972


أحمد أحمد حرب
2016 / 2 / 28 - 22:20     

الندوة الصحافية حول المؤتمر 15 وأعضاء اللجنة التنفيذية الجديدة - وثائق المؤتمر الوطني 15 لـ أ.و.ط.م المنعقد بالرباط من 11 إلى 18 غشت 1972


الاتحاد الوطني لطلبة المغرب
المؤتمر الوطني الخامس عشر

الندوة الصحافية حول المؤتمر الخامس عشر - 1972

حضرات الســادة:

ان اللجنة التنفيذية للاتحاد لتشكركم على تلبية دعوتها بالحضور في هذه الندوة التي حرصت منظمتنا على إقامتها عقب كل مؤتمر وطني للاتحاد لاطلاع الرأي العام الوطني والدولي على مقررات المؤتمر وعلى مواقف الحركة الطلابية المغربية من الأحداث الوطنية والدولية وعلى برنامجها النضالي السياسي والنقابي، وقد جرت العادلة أن تجرى الندوة الصحافية في الأسابيع الأولى التي تلي المؤتمر إلا أن الأحداث السياسية خاصة التي مرت بها بلادنا من جهة ثانية قد حال دون ذلك.

ولقد جرت تقاليد منظمتنا أيضا على أن يقوم بإجراء مثل هذه الندوة بالنيابة عن اللجنة التنفيذية رئيس المنظمة، إلا أن مصير رفيقنا رئيس الاتحاد كما تعلمون لا زال مجهولا.

إن الظروف العامة التي تعقد فيها هذه الندوة تتميز باختطاف رئيس الاتحاد واعتقال الرفيق الودبي عبد العزيز عضو اللجنة التنفيذية، والتحضير لمحاكمة عدد من الطلاب، ونفض الغبار عن ملفات قديمة لمحاكمة قدماء مناضلي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب هذه الحملة تهدف الى ضرب منظمتنا من جهة، وإلى تغطية عجز الحكم عن حل المشاكل الأساسية التي يعيشها التعليم بشكل عام من جهة ثانية.

إن وزارة التعليم العالي تستقبل السنة الجامعية الجديدة دون أي استعداد لاستقبال الجدد بالجامعة سواء فيما يخص السكن أو البنايات أو الأساتذة أو المطاعم وفي مقابل ذلك لجأ الحكم إلى:

1- محاولة ضرب قيادة المنظمة بهدف تشتيت الوحدة الطلابية وبالتالي ضرب كل الامكانيات للنضالات من أجل فرض حلول لهذه المشاكل.
2- تصدير عدد كبير من الطلاب إلى الخارج ( العراق – فرنسا – إلخ...).

إن خطة الحكم هذه ترمي إلى تحويل الأنظار عن عجزه المطلق في حل المشاكل الملموسة للتعليم إلى ما اختلقه من اعتقالات واختطافات تعسفية ومحاكمة صورية، كما أن هذه الخطة تستجيب بالتالي إلى سياسته الجديدة الهادفة لتصفية جميع المنظمات التقدمية والوطنية وإنهاء كل مظاهر الديمقراطية حتى الشكلية منها.

ان موقف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب من هذه الخطة لن يكون بالتأكيد موقف استسلام وخضوع بل موقف الرفض لهذه السياسة والنضال ضدها والعمل على الالتحام بالجماهير الكادحة وبكل المنظمات الوطنية والتقدمية الرافضة لهذا المخطط والمستعدة للنضال ضد الحكم المطلق من أجل فرض اختيارات الجماهير الشعبية.

أيها الســــادة

إن انعقاد المؤتمر الوطني الخامس عشر لمنظمتنا قد اكتسى القيمة الخاصة لعدة أسباب منها:

1- ان التجربة النضالية للحركة الطلابية قد استمرت سنتين دون أن يتخللها مؤتمر المنظمة السنوي.
2- ان الوضع داخل النظام القائم قد عرف انفجارا كانت له انعكاسات على الوضعية السياسية في البلاد.
3- ان انعقاد المؤتمر جاء بعد المعارك البطولية التي خاضها الطلاب والتلاميذ والجماهير الشعبية في مختلف القطاعات.

ان مجمل هذه الظروف طرحت على المؤتمر ضرورة تعميق دراسة تجربة الحركة الطلابية والوضعية العامة للبلاد للخروج ببرنامج نضالي وبمواقف واضحة اتجاه التطورات السياسية التي عرفتها بلادنا.

ولقد انكب المؤتمر على دراسة التجربة وتقييمها وتحديد مواقف المنظمة من مشاكل التعليم والقضايا الوطنية والقومية والدولية.

وفيما يخص مشكل التعليم والجامعة سجل المؤتمر بان مشكل التعليم قد شكل إحدى واجهات الصراع بين الجماهير الشعبية والحكم منذ بداية الاستقلال، وان الحكم قد استقر في تراجعاته عن الشعارات الوطنية، تعريب التعليم، وديمقراطيته، وتوحيده، ومغربته، وبأن ارتباطات الحكم واختياراته السياسية التي تحدد دائما موقفه من مشكل التعليم هذا الموقف الذي يناقض اختيارات الجماهير في تعليم ديمقراطي عربي مغربي وموحد، كما سجل المؤتمر أن تحقيق هذه الشعارات مرهون أساسا بإقامة نظام يستجيب لمطامح الجماهير في التحرر من التبعية للإمبريالية ومن الهياكل شبه الاقطاعية الاستعمارية القائمة في البلاد، وقد حدد المؤتمر الخامس عشر برنامجا نضاليا في مجال التعليم يتمثل في:

1- التأكيد على ضرورة النضال من أجل تحقيق الشعارات الوطنية الأربع بالمضمون التقدمي والجماهيري لهذه الشعارات.
2- إعطاء التلاميذ حق التنظيم النقابي الحقيقي والنضال الى جانبهم.
3- النضال من أجل فرض حرمة المؤسسات التعليمية في الثانوي والعالي.
4- فرض إرجاع – م.ع.أ. التي انتزعها الحكم لتكريس سياسة الاعتماد على الاطر الاجنبية.
5- النضال من أجل فرض استقلال حقيقي للجامعة.

أما على الصعيد الوطني فقد سجل المؤتمر كون جهاز الدولة الحالي يشكل أحد أطراف التناقض الأساسي بين الشعب الكادح ومستغليه، وإن اتجاه الحكم هو التنكر التام لجميع مظاهر الحريات العامة ونهج سياسة القمع ضد كل منظمة تقدمية وطنية، والزج بكل المناضلين التقدميين والثوريين في السجون مع الاستمرار في الاختطافات والمحاكمات الصورية ومعانقة مختلف الإمبرياليات والتنسيق معها.
- استغلال جهاز الدولة وتسخيره للاحتكارات الأجنبية وجعل بلادنا سوقا للمنتوجات الاجنبية وناديا للأجانب.
- نسخ تجارب رجعيات أخرى (إيران – اسبانيا – تركيا ) بخلق وتقوية طبقة من البرجوازية الصغيرة لتلعب دور الوسيط بين نظام التحالف الرجعي والجماهير الكادحة.
- ترويج أخلاق التفسخ والانحطاط ونشر وتدعيم وسائل ومجالات الخلاعة والدعارة قصد الهاء الجماهير على الواقع المؤلم الذي تعيش فيه ومن أجل تحطيم الروح النضالية فيها.
- نهج سياسة مدروسة لتجهيل الشعب، وبث الأفكار الرجعية والشعوذة ومحاربة الفكر العلمي التقدمي.

ولقد جاءت حوادث العاشر من يوليوز معلنة عن تفسخ الجهاز الحاكم واحتدام الصراع داخله والجيش الذي كان يسخر لقمع الجماهير ولحماية النظام القائم قد أعلن تمرده مما هز أركان النظام، وقد كان من نتائج عاشر يوليوز نمو ملموس في وعي الجماهير وتصاعد نضالاتها كما ازدادت عزلة الحكم عن الجماهير الشعبية.

أما الأحزاب السياسية فإنها عجزت عن القيام بأية مبادرة لتطوير الوضع لصالح الجماهير وذلك نتيجة لطبيعتها الطبقية المتدبدبة الاصلاحية، مفضلة اعتبار الحدث فرصة في الدخول الى المفاوضات، تبعا لإنتظاريتها المترقبة إما لأزمة داخل الحكم وإما لانتفاضة جماهيرية تركبها.
وقد تمثل موقف الحكم في تصعيد موجة القمع ضد الثوريين ومحاولة ترتيب أوضاعه وإعادة بناء جهازه القمعي من جديد، مع تغطية كل ذلك بالمفاوضات والتنازلات الشكلية لامتصاص الخط الجماهيري (إلغاء ضريبة الراديو والدراجات...).

ان الإطار العام لهذا التفتح هو خلق "تصالح طبقي" هذا الشعار الكاذب الذي ترفعه كل الطبقات المشرفة على الانهيار.

إن المؤتمر الخامس عشر إدراكا منه لهذه الوضعية التي تعيشها بلادنا قد طرح برنامجا نضاليا دعا فيه كل القوى الوطنية والتقدمية لخلق جبهة موحدة من أجل:

1- فرض حق ممارسة الحريات الديمقراطية بجميع أشكالها.
2- فرض تحرير جميع المناضلين التقدميين والثوريين منذ سنة 57 الى 1972.
3- رفض الدستور الثالث الممنوح، وتنظيم هيئات تمثيلية شعبية تسهر مرحليا على خلق الشروط الأولية وإنجاز مهمة التحرر.
4- النضال من أجل نفوذ الامبريالية والرجعية المحلية، وانجاز إصلاح زراعي حقيقي وتشريك وسائل الانتاج.
5- النضال من أجل إقامة نظام ديمقراطي شعبي في الداخل ومناهض للاستراتيجية الاستعمارية على الصعيد العالمي مع المساندة الفعلية لحركة التحرر الوطني العربية والعالمية.
6- النضال من أجل تحرير أجزاء بلادنا المغتصبة سبتة،مليلية، ومساعدة الشعب العربي في الصحراء على تحرير الصحراء الغربية من يد الاسبان.
7- النضال من أجل إنهاء الوجود العسكري ببلادنا الذي يمثل خطرا دائما على سيادتنا الوطنية وسيادة الشعوب الافريقية والشعب العربي، وبالأخص في نضاله القومي لتحرير فلسطين من الامبريالية والصهيونية وإلغاء نظام البعثات الاستعمارية الأجنبية وكل مظاهر الغزو الثقافي الاستعماري في بلادنا وفرض ثقافة عربية تحررية.

ان منظمتنا تلتزم بالعمل وفق هذا البرنامج الى جانب كل المنظمات الوطنية التي ترغب في النضال معها على أساس مبدأ الوحدة –النقد – الوحدة.

أما على الصعيد القومي فإن المؤتمر إذ يسجل تحالف الحكم مع الرجعية العربية وتدعيمها في محاربة الثورة الفلسطينية والمساهمة في مخططات تصفيتها، وإقحام بلادنا في استراتيجية العسكرية الأمريكية التي تستهدف ضرب حركة التحرر العربية وعلى رأسها الثورة الفلسطينية ويعتبر أن تحرير فلسطين والأجزاء المحتلة من الوطن العربي لا بد أن يمر عبر النضال الثوري الاشتراكي ضد الامبريالية والصهيونية على امتداد الوطن العربي. وان هذا التداخل بين النضالين الطبقي والقومي هو الذي يحدد مضمون الثورة العربية ونوعية قيادتها. كما اعتبر المؤتمر أن برجوازية الدولة في الوطن العربي قد انحازت الى جانب الرجعية العربية واختارت الحل الامريكي الصهيوني وأعلنت الاستسلام وان أكبر مؤامرة تواجه المقاومة الفلسطينية هي مشروع ما يسمى "بالمملكة المتحدة". ولقد أدان المؤتمر بشدة الموقف المخزي للحلف الثلاثي من القوى التقدمية و الثورية في السودان والمجازر البربرية التي قام بها النظام السوداني العميل ضد مناضلي الشعب العربي في السودان.

كما حيا المؤتمر نضال الجبهة الشعبية لتحرير الخليج العربي.

وأدان المؤامرات التي تحيكها الأنظمة الرجعية في السعودية ومنطقة الخليج وحليفتها الامبريالية ضد النظام التقدمي في اليمن الشعبية الديمقراطية. واعتبر أن احلال شعار الجبهة العربية الثورية محل التطبيق هو الرد الحاسم على كل المؤامرات والتحديات التي تقوم بها الامبريالية والصهيونية ضد الجماهير العربية وعلى رأسها الثورة الفلسطينية وثورة الخليج وظفار والنظام التقدمي في اليمن الشعبية الديمقراطية.

وعلى الصعيد العالمي حيا المؤتمر نضالات حركات التحرر الوطني في كل من آسيا وافريقيا وأمريكا اللاتينية وخاصة في الفيتنام والكامبودج واللاووس وموزمبيق وأنكولا وأرتيريا.

وفيما يخص ملتمسات التضامن أصدر المؤتمر عددا من الملتمسات الخاصة بالمنظمات الطلابية الشقيقة والصديقة ووجه المؤتمر كذلك رسالة تضامن الى كل المعتقلين السياسيين بمراكش-والبيضاء-والقنيطرة وباقي السجون يحيي فيها صمودهم ويؤكد لهم وقوف الحركة الطلابية الى جانبهم.
هذه مجمل القرارات التي خرج بها المؤتمر الذي تميز بانسحاب بعض أعضاء اللجنة التنفيذية السابقة بمجرد انعقاد جلسته الأولى، هذا الانسحاب الذي بني على أساس عجزهم عن تكوين لجنة لرئاسة المؤتمر في الوقت الذي كان عليهم طرح المشكل حسب قانون المنظمة على المؤتمر للبث فيه ولقد صاحب انسحاب بعض أعضاء اللجنة التنفيذية القديمة انسحاب بعض المؤتمرين.

ولقد اعتبر المؤتمر انسحاب أغلبية أعضاء اللجنة التنفيذية السابقة كان نتيجة لمحاولة فرض توجيه معين على المؤتمر قصد تحويل الصراع من واجهته الديمقراطية والتي يجب أن يتخذها، وذلك في الوقت الذي كان فيه إصرار أغلبية المؤتمرين على رفض هذا التوجيه واضحا.
كما أنه يعتبر هذا الانسحاب قبل تقديم التقريرين الأدبي والمادي نوعا من التهرب من المحاسبة والمسؤولية، ولقد تأسف المؤتمر لكون اللجنة التنفيذية لم تستدعي المنظمات الوطنية وكذا المنظمات الطلابية الشقيقة والصديقة التي جرت عادة المنظمة على استدعائها لحضور مؤتمراتها.

حضرات الســــــادة:

لقد سمعنا ونحن نتابع أشغال المؤتمر لغارات جوية قرب قاعة المؤتمر أعلن بعدها عن طريق الإذاعة بأن محاولة انقلاب قد مرت منها البلاد وبذلك يكون التصدع الثاني قد جرى داخل النظام وفي أقل من سنتين.

ان الاتحاد الوطني لطلبة المغرب يعتبر ان حدث 16 غشت لن يغير من شعارات الجماهير المغربية ولن يغير مواقف الجماهير الطلابية بخصوص هدفها في إقامة نظام ديمقراطي شعبي ينتفي فيه استغلال الانسان لأخيه الانسان وفي إحداث تعليم عربي، ديمقراطي، مغربي وموحد.
ان الظروف العامة التي تحملت فيها اللجنة التنفيذية الجديدة مسؤولياتها قد تميزت بظروف خاصة سواء من حيث الوضعية السياسية، أو من حيث حملة القمع المسلط على الحركة الطلابية وعلى المنظمة.

ان أ.و.ط.م الذي يستمد قوته أساسا من التحامه بالنضالات الشعبية ومن إصرار مناضليه على الالتزام بمبادئ المنظمة الطلابية كجزء من الحركة الجماهيرية المغربية سيعمل في إطار قيادته الحالية من أجل الحفاظ على وحدة الحركة الطلابية المغربية التي هي مركز قوة الحركة وضمان استمرارها صامدة.
------------------------------------------------------
 -;---;--
الاتحاد الوطني لطلبة المغرب
المؤتمر الوطني الخامس عشر

أعضاء اللجنة التنفيذية المنبثقة عن المؤتمر الوطني الخامس عشر

- رئيس الاتحاد: المنبهي عبد العزيز
- نائب الرئيس المكلف بالشؤون الداخلية: بلكبير عبد الواحد
- نائب الرئيس المكلف بالعلاقات الخارجية: الوديي عبد العزيز
- نائب الرئيس المكلف بالتعليم: اختار أحمد
- نائب الرئيس المكلف بالشؤون المالية: بوجمعاوي محمد
- نائب الرئيس المكلف بالشؤون الثقافية والاجتماعية: سكات الحسن
- نائب الرئيس المكلف بالصحافة والأنباء: لحلافي بوجمعة