سفر التكوين السوري

سفر التكوين السوري

سيمون خوري:

على شاطئ البحر المقابل
انتظرت ..
حافية القدمين.
كان البحر في حالة نرفزة عجيبة.
حتى أنت ايها البحر الذي تغني بك العشاق
تفقد صوابك ؟!
ويضيع الناس في شوارعك وبين موجاتك العالية
أحزنتني ..
فعلى من أحزن ..؟!
على مصير البحر
أم على أولئك الأحبة
الذين تاهوا في دروبك؟؟
على شاطئ البحر المقابل
انتظرت.
حافية القدمين
تعانق صورة ابتسامة جميلة ،
لنحلة غادرت فم نائمة صغيرة
نحو مملكة الأحلام
ليعسوب جميل غادر ياسمينة دمشقية
حاملاً معه أبجديته
كانت يوما شاهدة على أمس مضى
انتهى الأمس
لكن الغد دخل في غيبوبة طويلة
على شاطئ البحر
انتظرت
تأخرت كثيراً...؟!
ثم تأخرت ..لكن ..
على كل حال
كتبت أسمك على تذكرة القطار
ربما ستخرجين من قاع البحر
فقد قيل لي
أن كافة الأنهار الصغيرة
عندما تصل البحر تتخلى عن أسمائها
يا ايها السوري الراحل نحو البحر والفجر
قالوا أن كل البحار بحرك
وكل العواصم تحمل اسمك
بحر ابيض واسود واحمر
بحر قرمزي وبحر اصفر
على الشاطئ المقابل
انتظرت
حافية القدمين
تحمل ياسمينة و قنديلاً
لم يطفئه الزمن .