مقرر لجنة الثقافة - وثائق المؤتمر الوطني 15 لأوطم المنعقد بالرباط من 11 الى 18 غشت 1972


أحمد أحمد حرب
2016 / 2 / 15 - 00:19     

الاتحاد الوطني لطلبة المغرب
المؤتمر الوطني الخامس عشر
********************

تقرير لجــــنة الثقافــــــــــة
***********************

إن الثقافة نمط من أنماط التعبير الايديولوجي والتي تستعملها كل طبقة لخدمة مصالحها الاقتصادية والسياسية.

لهذا نختار ثقافة ترتبط بمصالح الجماهير الشعبية ( عمال وفلاحين فقراء ومثقفين ثوريين ) تستمد مضمونها من نضالات الجماهير بالإضافة إلى التراث الثوري على الصعيد العربي والعالمي مع عدم نسيان امكانية الاستفادة من الثقافة المتقدمة تاريخيا وحضاريا بعد اخضاعها لمنهج نقدي يطهرها من الشوائب والاعشاب السامة، مساهمة في تطعيم الثقافة الشعبية الثورية.

وقبل الدخول في تقييم تجربة منظمة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب فيما يخص الجانب الثقافي، نرى من اللازم التعرف على الثقافات الموجودة على الساحة الوطنية وهي في رأينا تنقسم=

1- ثقافة الحكم وتشمل ثقافة إمبريالية رجعية معادية لمطامح الجماهير الهادفة الى استغلال الجانب الرجعي في الايديولوجيا الغيبية قصد تخدير الجماهير وإشباعها بروح الاتكالية والعجز، وهي ثقافة تخدم المصالح الاقتصادية والسياسية للحكم الاقطاعي البرجوازي الكمبرادوري وتحالفه مع الامبريالية.
2- الثقافة البرجوازية (الوطنية والصغرى)، وهي التي تطرح نفسها كبديل لاستقطاب الجماهير وهي تتبع التقاليد الغربية مما يجعلها ثقافة مستلبة (بفتح الباء) ومستلبة للجماهير.

ومن الملاحظ أن الاحزاب السياسية المغربية قد برهن التاريخ عن فشلها موضوعيا من الناحية السياسية، ولكنها مع ذلك ناجحة على المستوى الثقافي بحكم وضعها الاقتصادية الذي يأهلها لملء الفراغ الفكري في المغرب بعد الاستقلال.

وهي تنقسم الى ثقافة بورجوازية وطنية أساسها "الانسية المغربية" ذات المضمون القومي الضيق، وثقافة بورجوازية صغرى تتشدق بالقيم الثورية واللفظية اليسارية، في الوقت الذي تفرغ هذه القيم من محتواها الحقيقي وتلبسها مضامين بورجوازية، هكذا تحفظ مصالحها الطبقية وينعكس هذا التشويه في تذبذبها الايديولوجي وفي تبنيها للثقافة الشعبية من حيث اعطائها طابعا استغلاليا، بل تتجاوز هذا الحد حيث تتكلم باسم الانسان المغربي الكادح وتصوره تصويرا فوتوغرافيا لا تضعه في صراعه ضد الحكم بقدر ما تسقط عليه تطلعاتها، وهذا واضح في مجال الابداع بصفة خاصة.
ويلاحظ تقارب بين هاتين الثقافتين البورجوازيتين، وهو ناتج عن الاختيارات والمصالح الطبقية لكل منهما المتمثل في الفكر السلفي المتشبع بروح فلسفة عصر الانوار والشوفينية ذات المضمون القومي الضيق بالنسبة للبورجوازية الوطنية، والفكر العربي العلماني والاشتراكي بالنسبة للبورجوازية الصغرى.

الثقافـــة الشعبيــــة:

وتتجلى في أشكال متعددة الخصوبة، وهي فريسة الحكم والبورجوازية اللذان يشوهانها ويستغلانها ويفرغانها من مضمونها الحقيقي لتأخذ طابعا تجاريا واستغلاليا يحولها من إنتاج أصيل إلى بضاعة.

وهذه الثقافة هي تعبير عن الحياة اليومية للإنسان المغربي الكادح، وقد تداخلت عوامل عدة على تجنيد الطاقات لاستغلالها وتوزيع مصالحها حسب مصالح كل طبقة موجودة في المغرب.

ومن الملاحظ أن جزءا منها مسخر لخدمة مصالح الحكم، لكنها مع ذلك لا زالت تحتفظ بقدرتها وأصالتها، مما يجعلها رافدا من روافد الثقافة الجديدة.

الثقافــة الجديــــــدة:

وقد برزت في ظروف تاريخية معينة ونتيجة لحتمية تطور الصراع الطبقي عبر قوة تتبنى الماركسية – اللينينية كحل للإستلابات الثقافية التي تعيشها الجامعة والمجتمع المغربي مع التركيز على ضرورة الصلة بين النظرية الثورية والفعل الثوري.

كما أنها ترتوي من منابع الثقافة الشعبية والثقافة الثورية العربية والعالمية وتقف ضد الثقافات الرجعية التي يروجها الحكم بكل وسائله المتعددة الأشكال، سواء منها المباشرة (المقررات والكتب الدراسية – الاذاعة – خطب الجمعة...إلخ) وغير المباشرة عن طريق البعثات الأجنبية والتي تروجها الاصلاحية التي عجزت موضوعيا عن السير بالجماهير الى الامام، وعن تعميق الثقافة الثورية.

تقييم ونقد تجربة المنظمة منذ سنة 56 إلى المؤتمر 15:

إن النشاط الثقافي كغيره من الأنشطة الأخرى يعد واجهة من واجهات النضال الذي ينبغي على المنظمة أن تقوم به، وقد وجد هذا النشاط داخل المنظمة طيلة هذه الفترة التي كان يخضع فيها للمد والجزر والتي تغيرت فيها أشكال وميادين الثقافة من ترفيهية الى شعار ثقافة تقدمية لا وجود لها إلا في المقررات، متخلفة بذلك عن المطامح الشعبية.

نتيجة لهذا التأرجح المتتالي والتراجعات المكشوفة تسرب الخمول الثقافي الى المنظمة، ويظهر هذا بوضوح منذ المؤتمر 13 و 14 حيث ألغي النشاط الثقافي لا فقط من نشاطات المنظمة وانما في المقررات كذلك.

وأمام هذه اللامبالات المقصودة، بادرت الجماهير الطلابية الى خلق أساليب جديدة وأشكال متعددة من النضال الثقافي (تجربة فاس، المهندسين) تجاوزت به اللجنة التنفيذية كجهاز متناسي لدور النضال الثقافي في المغرب.

وعلى ضوء هذا نرى ضرورة إعادة الاعتبار للنضال الثقافي للمنظمة، وهو نضال يجب أن يستهدف ضرب كل القوى المتكالبة على الجماهير الطلابية لتشويه أفكارها أو استغلال طاقاتها في شتى الميادين وإبدالها بثقافة جماهيرية شعبية تنطلق من أسس ثورية وتضرب جميع الاطماع الانتهازية بجميع أشكالها. لذا فإن المؤتمر 15 يقترح رفع شعار " من أجل ثقافة شعبية ثورية " يمكن تحقيقه على الصعيدين الوطني والطلابي حسب الامكانيات الطلابية، ويتم ذلك على الصعيد الطلابي بإقامة ندوات:

- لتعرية الفكر البورجوازي الاقطاعي والاستعماري.
- للتعريف بالثقافة الشعبية.
- للتعريف بالفن الثوري.
- لإعادة الاعتبار للثورات المغربية (الخطابي) كنموذج.
- للتعريف بالحركات التحررية العالمية.
- إنشاء فرقة مسرحية للمنظمة، وفتح المجال لبعض الفرق المسرحية الأخرى.
- الجرائد الحائطية.
- طبع وتوزيع النشرات.
- تشجيع جميع المحاولات الطلابية التي يمكن ان تخدم الثقافة التقدمية.

أما على الصعيد الوطني:

- تنسيق العمل مع الجمعيات الثقافية التقدمية الممكنة.
- النشاط السينمائي.
- النشاط الرياضي.
- أسفار استطلاعية.
- إعادة إصدار جريدة الطلبة إذا أمكن ذلك.

وهذا يمكننا من تحقيق شعارنا المرفوع وخلق ثقافة ثورية وبالتالي جامعة موازية للجامعة الرسمية.
======================
==================