وثائق المؤتمر الوطني الخامس عشر لأوطم المنعقد في غشت 1972 - البرنامج النضالي


أحمد أحمد حرب
2016 / 2 / 8 - 06:27     

الإتحاد الوطني لطلبة المغرب
المؤتمر الوطني الخامس عشر

الـــــبرنــــــامج النـــضالــــــي

إن كون الطبيعة الطبقية للحكم تتناقض مع وضعه لتعليم عربي شعبي ديمقراطي هي حقيقة تبينها واقع النضالات الملموسة التي تخوضها الجماهير الشعبية خاصة التلاميذ والطلاب والتي وقف منها الحكم موقف المتصلب ليس فقط ضد المطالب الطلابية والشعبية الجذرية، بل كذلك بإصراره على ضرب المكتسبات الشعبية في ميدان التعليم، مجندا جميع أجهزته القمعية لمواجهة كل التحركات المطلبية ولو كانت جزئية (اطلاق الرصاص على طلبة كلية الحقوق وقت مطابتهم المشروعة بتأجيل الامتحانات خير دليل على ذلك).

وهنا يجب التأكيد على نفي بعض التبريرات الخاطئة المتمثلة في استغلال الحقيقة الأولى التي ذكرنا (الواقع الطبقي للحكم هو الذي يحدد سياسته التعليمية) للدعوة الى ايقاف نضالاتنا في مجال التعليم بدعوى ان طبيعة الحكم الطبقية لا تسمح بأية مكتسبات شعبية في ميدان التعليم، إن هذا الموقف زيادة على كونه ينطلق بالضرورة من موقف اصلاحي وزيادة على كونه يؤكد يمينية أصحابه، خاطئ بالأساس حيث ان مبدأ النضال الذي نسير عليه ينطلق من كون الحكم سيقف في وجه جميع مطالبنا المشروعة، إلا أن حل هذه القضية لا يأتي بالتسليم بأن نضالاتنا تواجه موقفا طبقيا بقدر ما يجب التأكيد على ضرورة نهج خط نضالي تراعى فيه امكانياتنا وضرورة تقويتها قصد فرض تنازل الحكم امام مطالبنا، إن الادعاء بضرورة (تلطيف) النضالات الطلابية يؤدي في النهاية الى فصل هذه النضالات عن النضالات الجماهيرية وحصرها في موقف دفاعي أمام هجمات الحكم المتواصلة وبالتالي إسقاطها في مستنقع النقابية الضيقة، إننا في النهاية لا نأمل تغيير مواقع الحكم الطبقية – لان هذه الاخيرة مرتبطة بالتطور الحتمي التاريخي للحركة الجماهيرية وقواها الجذرية – (العمال والفلاحين الفقراء والطبقة الكادحة)- لانتزاع مكتسبات بقدر ما نسعى لجعل حركة نضالنا في مرحلة معينة منظمة وموحدة وصامدة تفرض انتزاع المطالب. وهذا لا يتأتى إلا باعتبار الحركة الجماهيرية وتوجيهها في هذا الاتجاه وذلك برفع شعار " لكل معركة جماهيرية صداها في الجامعة "، وباعتبار مصيرية الوحدة النضالية بين الطلاب والتلاميذ ترى منظمتنا أن من واجبها تكثيف جهود كل القوى المناضلة من طلبة وتلاميذ وأساتذة تقدميين قصد فرض مكتسبات تستجيب لمطامح الجماهير الشعبية في ميدان التعليم. لهذا فإن أ.و.ط.م يرى بان المهمة الملحة والتي على جميع القوى الرافضة لسياسة الحكم في ميدان التعليم نهجها هي وضع برنامج واضح للنضال الملموس وليس اعطاء صورة مرموقة لتفاقم أزمة التعليم ودق أجراس الخطر والتلويح "ببرامج ثقيلة بإخراج التعليم من المأزق الحالي".

وهذا البرنامج يتحدد في الواجهات التالية =

1) الواجهة السياسية = النضال من أجل الشعارات الوطنية في تعليم عربي، مغربي، ديمقراطي، وموحد =

- عربــــي = لا يقتصر على تغيير لغة التعليم فقط بل يستهدف ضرب الثقافة الاستعمارية والرجعية، مع فرض محتوى تقدمي للبرامج يساير مطامح الجماهير ومتفتح على كل ما هو تقدمي في التراث العربي، وهذا لا يتأتى إلا بتعريب ومغربة الادارة والمرافق الاقتصادية.
- مغربي = ينهي سيطرة الأطر الاستعمارية على المرافق الاقتصادية ومراكز التوجيه في الادارة ويجعل من التعليم قطاعا موجها لخدمة مصالح أوسع الجماهير، ولن يتأتى ذلك إلا بنهج سياسة حقيقية لتكوين أطر وطنية.
- ديمقراطي = مفتوح أمام كل أبناء الجماهير الكادحة مع ضمان ظروف بيداغوجية ومادية تمكنهم من انهاء دراستهم.
مـــــاديــــا = بإحداث البنايات والتجهيزات الكافية وخاصة بالبادية التي دأب الحكم على ابعاد أبنائها عن التعليم، وبيداغوجيا تهيئ الأطر المغربية الكافية للتعليم مع مراعات المضمون العربي القومي لهذه البرامج. هذه الشروط هي التي ستعطي لتطبيق اجبارية التعليم اسسها المادية.
- موحــد = بإنهاء جميع التقسيمات الموروثة عن السياسة الاستعمارية - التي هدفت الى خلق تعليم متناقض شكلا ومضمونا يؤدي الى انفصام الشخصية المغربية – وذلك بخلق مدرسة مغربية عربية شعبية ديمقراطية.
وإنه لمن البديهي أن تحقيق هذا البرنامج مرتبط بتحقيق تحرر وطني شامل اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا.

2) الـــواجهة النقابيـــة =

في الابتدائي:
نظرا لأهمية التعليم الابتدائي في إعداد الطفل وتكوينه، ونظرا لفشل المناهج والطرق المتبعة في التدريس حاليا، والتي لا تساير متطلبات وطموحات الجماهير الشعبية في تعليم أبنائها تعليما متكاملا، تطرح بجدية ضرورة تغيير طرق التدريس والمناهج وهذا لن يتأتى إلا بــ =
1- تكوين أطر في المستوى المطلوب.
2- ضرورة توحيد الكتاب المدرسي، وجعله مسايرا للمناهج التربية الحديثة.
3- الزيادة في المواد العلمية في هذه المرحلة ونهج الطرق البيداغوجية الحديثة في تطبيقها مع الربط بين مرحلة الابتدائي والثانوي.
4- حذف الكتاتيب القرآنية نظرا لانعدام الطرق البيداغوجية في التدريس، وتعويضها بأقسام اعدادية بالمدارس الابتدائية.
5- ضرورة تجهيز البادية بالمدارس التي تكفل تعلم أبنائها.

في الثانوي:

- النضال من أجل =
- فرض احترام حرمة المؤسسات الثانوية.
- حق التلاميذ في التنظيم النقابي وفق اختياراتهم.
- النضال ضد كل أشكال السياسة النخبوية والتصفوية (التجميد والطرد الجماعي الذي استفحل هذه السنة والذي جاء نتيجة المواقف التخاذلية الاصلاحية).
- توقيف الاستفزازات وشتى أشكال القمع التي تستعملها الادارة ضد التلاميذ.
- إعادة النظر في تنظيم التعليم الثانوي التقني بجعله يستجيب لمتطلبات وحاجيات تطور البلاد مع معادلة الشهادة التقنية بالباكالوريا، وحذف السنة السابعة بالنسبة لهذا التعليم.
- النضال إلى جانب التلاميذ من أجل تنحية الأطر الأجنبية وهيمنتها على الثانوي لفرض فتح المدرسة العليا للأساتذة.
- تطوير أساليب وطرق التدريس، مع فرض التغيير الهيكلي لبرامج التعليم على مختلف المستويات.
- توفير البنايات الكافية في مختلف الاقاليم، وخاصة بالبوادي مع ضمان التجهيزات الكافية (الداخليات، المكتبات، المخابر) وإيجاد الأطر الوطنية المقتدرة.

في الجــــــــامــــعة :

- استقلال الجامعة = وذلك بفرض مضمون حقيقي لهذا الشعار بإقامة مجلس للجامعة – تمثيلي، ديمقراطي، وتقرير مع ضم المعاهد العليا التابعة لمختلف الوزارات إلى حظيرة الجامعة المغربية، واقامة مجالس للكليات تتمتع بنفس الصلاحيات.
- ضمان الحريات النقابية والسياسية المتمثلة في =
أ‌- حرمة الجامعة.
ب‌- حق التظاهر.
ت‌- حق المنحة بالنسبة لجميع حاملي الباكالوريا.
ث‌- إعادة فتح المدرسة العليا للأساتذة ودمج ما يسمى بالمراكز التربوية والجهوية في حظيرتها.
ج‌- فتح المجال لتكوين اطر مغربية للجامعة بتوفير امكانيات خلق سلك ثالث حقيقي.
ح‌- النضال من أجل تغيير هياكل جامعة القويين.
خ‌- لامركزية الجامعية.

3) الــواجهـة الثقافيـــة =

- تحديد برنامج يهدف إلى التعريف بمشكل التعليم وتعميقه، والتنسيق في هذا المجال مع كل المنظمات الوطنية ومنظمات الشباب.
- العمل على خلق جامعة موازية = الهدف منها ضرب الثقافة الاستعمارية الرجعية التي تهيمن على الجامعة المغربية قصد تهيئ الشروط الاولية لتحقيق الجامعة المغربية العربية الشعبية الديمقراطية التي تشكل الهدف الرئيسي للحركة الطلابية المغربية واحدى طموحات الجماهير الشعبية، وذلك بخلق نشاطات ثقافية من شأنها التعريف بالتراث الشعبي.
- إن منظمتنا الاتحاد الوطني لطلبة المغرب شعورا منها بأهمية هذا المشكل، والتزاما بمبادئها النضالية، توجه نداء إلى جميع المنظمات الوطنية لتنسيق جهودها من أجل النضال في هذه الواجهة الناضجة على المستوى الوطني.


------------------------------------
غشت 1972