قوة التحدّي


محمد نفاع
2016 / 2 / 5 - 08:46     


احترم قيم الدين الإنسانية لكافة الأديان، القيم الإنسانية فقط. واحترم رجل الدين الشجاع والصريح المتمسك بهذه القيم الإنسانية، ومع ذلك لا بدّ من بعض الملاحظات والآراء المخالفة لما هو شبه المألوف، والمألوف ليس جامدًا بل يتغير، وأقدم مثلا أو أكثر، في سنة 1948 وبعدها بسنوات حَرّم رجال الدين المأكولات من "الاعاشة" مثل السكّر والأرز والقهوة واللحم وغيرها، بعدها صار الأمر حلالا، بعد ان كانوا يشترون هذه الحاجات من المهرِّبين عن طريق لبنان. كما حرّموا المشاركة في الولائم إذا كان صاحب الوليمة موظفًا حكوميًا، اليوم تغيرت الأوضاع وأنا مؤيد كبير لهذه المتغيرات. كما امتنع كثيرون منهم عن قبول مخصصات التأمين الوطني لأن ذلك كله من أموال الظَّلَمة، اليوم تغير واقع تلك الأيام وأنا مع هذا التغير.
والآن: لا يطلق مشايخ الدين الرحمة على الجاهل غير المتديّن خاصة إذا لم تكن هنالك وصية من ماله إلى الأوقاف، والسؤال: لماذا يطلقون الرحمة على الجندي الضحية!! لماذا لا تطلق الرحمة على الجميع!! هل لأن الجندي يدافع عن الوطن!! ونحن نرى دور الجيش الإسرائيلي الذي ينفذ سياسة احتلال وعدوان واستيطان!! لماذا لا تطلق الرحمة على "الجاهل" الذي يفقد حياته في العمل!! في المصنع أو البناء أو حوادث السير. لماذا تطلق الرحمة على الرجل المتديّن سمسار الأرض والفسّاد على أبناء بلده ومجتمعه وشعبه!! لماذا تطلق الرحمة على رجل الدين الكذّاب.
لقد تزوج ابني هشام العربي الدرزي من فتاة عربية مسيحية وكانت هنالك بعض الملاحظات وأنا أتفهمها ولا أوافق عليها، إذا كان هذا الأمر منكرًا في عرف البعض، فهذا أمر فردي شخصي ليست فيه إساءة لأحد، أما السمسار فيسيء إلى مجتمع بأسره، وأما الفسّاد النّمام والكذّاب فيسيء إلى كثيرين وأنا اعرف عددًا لا بأس به من الشباب العرب الدروز المتزوجين بالسّر من فتيات أو نساء من خارج الملّة، هذا شأنهم وأنا احترم رأيهم، وكلها قضايا فردية.
هنالك "زعيم" عربي درزي متزوج من "خارج الملّة" ووراءه ومعه العديد من رجال الدين وحتى من مراكز روحية مرموقة.
تسامح البعض، وأيّد، وسكت عن "تزويج” ابنة النبي المعصوم شعيب للنبي موسى، لماذا نصمت هناك ونلاحظ وننتقد هنا!! كل ذلك تنفيذًا لمخطط سياسي حكومي صهيوني منكر ومرفوض.
لا أحب ولا احترم رجل الدين "المجامل" على عقيدته، و"المساقل والمداري" لمصلحة شخصية معنوية أو مادية، التلوّن والتكييل بمكيالين ليس من صفات المؤمن الحقيقي.
وأنا لي الشرف في السباحة ضد التيار إذا كان التيار ضارًا بإنسانيتي وطائفتي وشعبي وبلدي.
سبحت ضد التيار عندما رفضت الخدمة العسكرية الإجبارية، سبحت ضد التيار عندما دخلت في صفوف الحزب الشيوعي المناضل المجيد ضد الاحتلال والاضطهاد والتمييز والاستغلال وأنا اعتز وافتخر بذلك، وتثبت الأيام صحة هذا الموقف، ضد مصادرة أرضنا وضد غرامات ومخالفات البناء من قِبل السلطة.
واليوم أسبح ضد التيار السائد باعتزاز. وكم صدق من قال: الملحد الشريف أفضل من المتدّين اللص والسمسار والجبان والفسّاد والكذّاب والمتلوّن والعنصري. البعض شارك في تدريب جيش سعد حدّاد العميل وأين!! في ارض الخيط المصادرة!!
لي مقاييسي ومعاييري الخاصة بكل ما يتعلق بالشرف والناموس والعرض، "حفظ الإخوان" لا يكون بالسمسرة على ارض الإخوان والفساد عليهم.
أما للشباب فأقول: أتمنى لكم الصحة والسعادة والعيش الكريم والعمل الشريف في أرض الآباء والأجداد، والورود إلى مناهل العلم والمعرفة والثقافة الإنسانية وتأييد حرية المرأة في العلم والعمل ومن اجل نسيج اجتماعي سليم وصحي، وبعيدًا عن العنف والتعصب.
مبروك لكل الفرحانين وتضامننا ونشاطنا مع كل المضطهَدين والمظلومين والمستغَلين ومع كل من فقد عزيزًا.