إحدي أهم المفارقات السنية


أحمد العروبي
2016 / 2 / 5 - 08:13     

إحدي هم مفارقات السنة يمكن توضيحها من خلال الوضع في العراق بعد الغزو الامريكي حيث دخل السنة في صدام دموي مع الشيعة بعد تفجير القاعدة لضريح الإمامين الهادي و العسكري هنا السنة كانو واضحين كصف واحد ضد الشيعه رغم إن القاعدة كانت المعتدية و كان الافضل لو فصلوا أنفسهم عن القاعدة و ظلوا صف عراقي عربي واحد ضد الولايات المتحدة كما كانو من بداية العزو حتي تفجير الضريح , لكن السنة لم يفعلوا هذا و لم تكن لديهم مشكلة مع تفجير الضريح لكن فيما بعد أصبحت لديهم مشكلة مع القاعدة نفسها حيث برزت الصحوات نتيجة لافعال القاعدة المرعبة داخل الصف السني نفسه !!!! بروز الصحوات أكد هذة المفارقة حيث حاربوا القاعدة و هزموها أكثر من مرة لكن لم يقدروا علي تكفيرها و لم يقدروا علي إيقاف أبنائهم المتدفقين علي جيش القاعدة في العراق و الذين أنتجوا حاليا الدولة الإسلامية بقيادة البغدادي أحد أهم رجال الزرقاوي فيما مضي

السنة لا يقدرون علي تكفير القاعدة لانها الجناح الاكثر يمينية في الإسلام فهم بالفعل يطبقون المنهج السني الإسلامي بحذافيرة و في نفس الوقت هذا التطبيق يظهر مشكلة لدي السنة حيث نتيجه تكون غاية في العنف و البعد عن الحد الادني للفطرة الإنسانية في العصر الحديث رغم إنها مناسبة للفطرة الإنسانية في العصور الوسطي حيث ظهر الإسلام , لكن حتما هم لا يقدرون علي التصريح بهذا علنا لان التصريح بهذا يعد ناقض لإيمانهم بالتالي خروجهم عن الملة فهم لا يقدرون علي رفض النصوص التي تستعملها القاعدة في القتل حيث نصوص الإسلام صالحة لكل زمان و مكان وفقا للمذهب السني و لا يقدرون أيضا علي جعل إتهامهم بالخوارج يصمد و لو دقيقة واحدة لان حجر الزاوية في عقيدة الخوارج هي تكفير فاعل الكبيرة و الدولة الإسلامية و القاعدة يطبقان الحدود المتفق عليها وفقا للمذهب السني علي فاعلها كذلك الخوارج يرفضون كل ما لا يمت بصلة لقول و فعل النبي وحدة بغض النظر عن أصحابة بينما القاعدة هي تطبيق ليس ما يقولة و يفعلة النبي فقط بل حتي أقول و أفعال صحابتة و تابعية و الائمة الاربعة و غيرهم من أعلام الإسلام

في النهاية المفارقات السنية كثيرة كما في باقي المذاهب و الاديان لكن في الجزء السني تحديدا تأثيره كارثي فكما ذكرت في كتاباتي الماضية هناك تاثير كارثي علي الدولة الحديثه بسبب مفارقة الخلافة السنية و التي لها علاقة جينية بالمفارقة التي أتكلم عنها الان , المفارقات السنية تؤخر أبناء هذا المذهب كثيرا عن أقرانهم في الإنسانية و عدم القدرة علي حسمها كما حدث في المذهب الشيعي الإثناعشري (حيث تم إعتماد إجتهاد الخميني في مفارقة الولاية) لو لم يحدث أي حسم للمفارقات التي تؤدي بالدولة السياسية التي ينتمي لها السنة سيؤدي هذا بها لان تكون هي و أبنائها بعد عقود في أسفل هرم التقدم الإنساني خاصة إن عصر البترول إنتهي و لن يعود هناك مسكنات للدول السياسية المريضة التي ينتمي لها أهل السنية , أما لماذا الدولة مهمه بل و محورية في التقدم الإنساني فهذة قضية أثبتها في إحدي مقالاتي الماضية تحت عنوان (الدولة - اليسار - ناصر) .