الولايات المتحدة الأمريكية: حكومة للشركات متعددة الجنسيات


رفيق عبد الكريم الخطابي
2016 / 2 / 1 - 07:15     

الولايات المتحدة الأمريكية: حكومة للشركات متعددة الجنسيات



في الولايات المتحدة، الشركات متعددة الجنسيات لا تحتاج للضغط على الحكومة للذهاب إلى الحرب. إنهم هم الحكومة. كبار المسؤولين التنفيذيين لهذه الشركات هم وزراء أو نواب وزراء أو مستشارو الدولة .. والأجرة أو التعويضات التي تمنحها الدولة لهؤلاء لا تعدو أن تكون مصروف الجيب بالمقارنة مع ما يحصلون عليه من القطاع الخاص .
بودوين ديكر، هنري هوبين، ماركو لوفيي Louvier
26-03-2003


التسلح والرأسمالية


في 29 مايو 1913 كتب القائد الأممي للبروليتاريا الكلمات أسفله ضمن مقال معنون ب " التسلح والرأسمالية" ، تلك الكلمات التي مضى عليها من الزمن حوالي القرن وثلاث سنوات ، سيجدها القارئ الفطن معبرة جدا عن واقع اليوم محيطة ببعض تفاصيله ، وإن تضخمت الأرقام وتغيرت الأسماء فالجوهر واحد . ندرج تلك الكلمات هنا ليس للتدليل على أن الفكر والتحليل العلميين لا جدار زمنيا يحدهما ، ولا للتدليل على القدرة الاستقرائية والعين الفاحصة ولا الدقة العلمية التي تمتع بها القائد البروليتاري لينين ، لأن ذلك تحصيل حاصل وبرأينا لا يحتاج إلى برهان من كلمات فقد كان الواقع التاريخي خير دليل على ذلك وأكثر منه ، بل فقط نضعها هنا كي تكون دليلا لنا فيما نود توضيحه ، وكي تكون مرشدا لنا فيما نقوله ، كي لا يقول بعض التصفويين أننا نحفظ الجمل أو نجتزئ القراءة . نحن هنا نبتدئ سلسلة من المقالات نسعى أن نوضح من خلالها رؤيتنا للوضع الحالي عالميا ، والتي دونها يستحيل تحديد مهامنا بدقة علمية ولا المهام الملقاة على الطبقة العاملة أمميا ، ولا حتى التموقع الصحيح وإنتاج الموقف العلمي أي الماركسي اللينيني من مختلف القضايا وطنيا وإقليميا وعالميا .

كتب الرفيق لينين :"
إن بريطانيا واحدة من أغنى بلدان العالم وأكثرها حرية وتقدما. وكانت حمى التسلح قد اجتاحت منذ زمان بعيد " المجتمع " البريطاني والحكومة البريطانية شأنهما تماما شأن المجتمع والحكومة في فرنسا وألمانيا وإلخ..
وهاهي الصحافة البريطانية ـ وخصوصا العمالية ـ تورد هذه الأيام معطيات تثير الاهتمام وتبين "آلية" التسلح الرأسمالية الماكرة . إن تسليح القوات البحرية البريطانية لكبير بخاصة . فمصانع بناء السفن البريطانية ( ويكرز ، أرمسترونغ ، براون ..إلخ). تحظى بشهرة عالمية . وتنفق بريطانيا والبلدان الأخرى مئات وآلاف الملايين من الروبلات على التحضير للحرب ـ ومن البديهي أن ذلك كله يجري بوجه الحصر في سبيل السلام ومن أجل صيانة الثقافة وفي سبيل الوطن والحضارة وهلمجرا.
ونرى الأميرالات وأشهر شخصيات الدولة البريطانية من الحزبين : حزب المحافظين والحزب الليبرالي ، بصفتهم مساهمين وهلمجرا . وينهمر المطر الذهبي مباشرة في جيوب الساسة البرجوازيين الذين يكونون عصابة دولية متلاحمة تحرض الشعوب على المباراة في مجال التسلح وتجز هذه الشعوب الطيعة السريعة التصديق والغبية البليدة كما تجز النعاج!
ويعتبر التسلح قضية قومية وقضية وطنية، ويفترض أن الجميع يحافظون على السر بكل صرامة . أما معامل ومصانع بناء السفن وصنع المدافع والديناميت والبنادق فهي عبارة عن مؤسسات دولية يخدع فيها رأسماليو مختلف البلدان ويسلبون ، متكاتفين ،" جمهور" مختلف البلدان إذ يبنون السفن أو يصنعون المدافع لبريطانيا ضد إيطاليا ولإيطاليا ضد بريطانيا على حد سواء.
هاهي الآلية الرأسمالية الماكرة ! الحضارة والنظام والثقافة والسلام ـ ونهب مئات الملايين من الروبلات من قبل رجال الأعمال والنصابين ، أصحاب رأسمال بناء السفن ، وصنع الديناميت وهلمجرا!
إن بريطانيا تنتسب إلى الوفاق الثلاثي المعادي للتحالف الثلاثي. وإيطاليا تنتسب إلى التحالف الثلاثي . ولشركة ويكرز الشهيرة (بريطانيا) فروع في إيطاليا . ويؤلب مساهمو هذه الشركة ومدراؤها (عن طريق الصحف المأجورة و"الشخصيات"البرلمانية المأجورة من المحافظين والليبراليين على حد سواء) بريطانيا ضد إيطاليا وبالعكس. بينما يبتزون الأرباح من عمال بريطانيا ومن عمال إيطاليا على حد سواء ويسلبون الشعب هنا وهناك.
إن الوزراء وأعضاء مجلس العموم من المحافظين والليبراليين ـ كلهم تقريبا مساهمون في هذه الشركات . ما حك جلدك مثل ظفرك. فإبن الوزير الليبرالي "العظيم" غلادستون هو مدير شركة أرمسترونغ. وأميرال البحر بيكون أشهر أخصائي بحري وأكبر موظف في "المصلحة" في بريطانيا ينتقل إلى مصنع المدافع الثقيلة في كوفنتري براتب قدره 7000 جنيه استرليني ( أكثر من 6000 روبل) بينما يتقاضى رئيس الوزراء البريطاني 5000 جنيه (حوالي 45000 روبل).
ويحدث الشيء ذاته ، طبعا ، في جميع البلدان الرأسمالية. فالحكومات هي نظار طبقة الرأسماليين . والنظار يتقاضون رواتب محترمة. والنظار أنفسهم أصحاب الأسهم . أما النعاج فيجز صوفها معا وسط ضجيج الخطب عن "الوطنية"...انتهى مقال الرفيق لينين (1).



الولايات المتحدة الأمريكية: حكومة للشركات متعددة الجنسيات



ضمن هذه اللمحة الصغيرة التي سنعطيها هنا ، فإننا نرى أن هناك قطاعين اقتصاديين يشكلان المفتاح هما : النفط والأسلحة، قطاعان يهيمنان تقريبا على باقي القطاعات. وقد اختار هؤلاء الرأسماليون (بفضل ملايين الدولارات، ونظام انتخابي منحاز ومزور ومليء بالاحتيال) وضع فريق، منذ سنوات، يؤكد نفسه على أنه الأكثر شوفينية وعسكراتية ضمن المشهد السياسي في الولايات المتحدة.

1ـ جورج دبليو بوش
• الرئيس
• كان مسيرا في شركات نفطية مختلفة منها شركة هاركين Harken.
• كل عائلة بوش لديها مصالح في القطاع النفطي، حيث استثمرت الثروة التي جمعها جد الرئيس الحالي عندما كان يتعامل مع النازيين.

2ـ ديك تشيني
• نائب الرئيس
• الرئيس التنفيذي PDG ومساهم في شركة هاليبرتون (النفط والدفاع والبناء). الراتب: 35,1 مليون دولار + 1 إلى 5 ملايين دولار من مدفوعات أخرى.
• مدير شركة بروكتر أند غامبل (النظافة) التعويض: من 0.25 إلى 0.5 مليون دولار.
• مدير براون وروت السعودية (البناء). الراتب: غير معروف
• مساهم في شركة أناداركو للبترول. التعويضات: من 0.25 إلى 0.5 مليون دولار.
• زوجته لين تشيني استأنفت منصبها كمديرة لشركة لوكهيد مارتن (التسلح). التعويض: من 0.25 إلى 0.5 مليون دولار.

3ـ دونالد رامسفيلد.
• وزير الدفاع
• مدير جلعاد للعلوم (التكنولوجيا الحيوية). الراتب: قد يصل إلى 30 مليون دولار من عائدات الأسهم.
• مدير اسيا براون بوفري LTD (النووي). الراتب 148,020 دولار
• شريك محدود في SCF-III LP (الطاقة). الراتب: 170 ألف دولار .
• مدير غلف ستريم الفضاء (وهي شركة تابعة لجنرال ديناميك للتسلح). الراتب: 5000 دولار.

4ـ كولن باول :
• وزير الشؤون الخارجية
• مساهم في جنرال ديناميكس (الفضاء والدفاع). الراتب: من 1 إلى 5 مليون دولار من عائدات الأسهم.
• ممعتمد أو محاضر Conférencier في مجموعة كارلايل ( بنك المجمع العسكري الصناعي الأمريكي). الراتب: 100،000 دولار.
• مراقب شرفي في آرثر أندرسن (تدقيق)، وجنرال الكتريك باور سيستمز (التكنولوجيا العالية) ...الراتب: 59500 دولار لكل منهما.
• مدير غولف ستريم الفضاء. الراتب: 5000 دولار.

5ـ كوندوليزا رايس :
• مستشار الرئيس للأمن القومي
• عضو مجلس إدارة شركة شيفرون (النفط). التعويضات: من 0.25 إلى 0,5 مليون دولار

6ـ روبرت زوليك:
• ممثل الولايات المتحدة للتجارة الخارجية
• مستشار انرون (الطاقة، مفلسة). الراتب: 50،000 دولار.
• مدير سعيد هولدنغ (تجارة السلاح). التعويض: أقل من 200،000 دولار

7ـ بول وولفويتز.
• نائب وزير (رقم 2) الدفاع
• رئيس مساعد ل"وولفويتز ـ نون تاست فورس" لهيوز إلكترونيك. الراتب: 300،000 دولار.
• مستشار لشركة نورثروب غرومان (الفضاء والدفاع). الراتب: 6000 دولار
.• مستشار BP أموكو (النفط). الراتب: 10000 دولار.

8ـ دوف زاخيم.
• وكيل وزارة الدفاع
• نائب رئيس هيئة تخطيط أنظمة (استشارات الدفاع). الراتب: 277749 دولار.
• مستشار شركة نورثروب غرومان (الفضاء والدفاع). الراتب: 11000 دولار

9ـ دوغلاس فيث.
• وكيل وزارة الدفاع
• مساهم في سونوكو (النفط). الراتب: يصل إلى 650،000 دولار عائدات من الأسهم.
• رئيس فيث وزيل (مكتب محاماة متعاقد مع لورال للفضاء والاتصالات LTD وشركة نورثروب غرومان كزبناء أو عملاء). الراتب: 246045 دولار + راتب 5000 دولار لكل زبون

10 ـ ديفيد .S.C تشو.
• وكيل وزارة الدفاع
• نائب رئيس راند كورب (الشركة الرئيسية في الأبحاث والاستشارات الأولية للبنتاغون). الراتب: 226000 دولار .

11ـ إدوارد C. الدريدج الابن.
• وكيل وزارة الدفاع
• الرئيس التنفيذي لشركة الفضاء. (بحوث في الدفاع). الراتب: 470000 -$-.
• مدير ومساهم في شركة الصناعية المتحدة (الدفاع). التعويضات: 35،000 -$- + يصل إلى 250،000 دولار من خيارات الأسهم.
• مدير المعهد العربي الأميركي (الدفاع). التعويض: -$- 4،000.
• نائب الرئيس ماكدونيل دوغلاس الإلكترونيات (طائرات عسكرية اشترتها بوينغ). الراتب: غير معروف ريتشارد أرميتاج.
• نائب وزير الشؤون الخارجية
• رئيس Armitage Assoc. LLP ( استشارية لرايثيون وبوينج وبراون وروت ...). الراتب: 246965 دولار.
• مساهم في Coastal Corp. (الدفاع). التعويضات: مابين 0.5 و1 مليون دولار .



عندما يصبح رئيس لشركة هاليبرتون نائبا لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية ...



"لماذا نفطي يوجد تحت رمالهم؟" : لافتة رفعت ضمن تظاهرة في بروكسل في 15 مارس عام 2003

ديك تشيني هو واحد من أوضح الأمثلة وأكثرها تعبيرا بل أفضحها للروابط بين إدارة بوش وأكبر وأضخم شركات التسلح والطاقة.
قبل أن يصبح نائب رئيس الولايات المتحدة، كان ديك تشيني ولمدة خمس سنوات الرئيس التنفيذي لشركة هاليبرتون، واحدة من أكبر "هوليدنغ"ات الولايات المتحدة الأمريكية. هذه الشركة العملاقة ذات الأنشطة المتنوعة تنشط في المقام الأول في صناعة النفط والسلاح. هاليبرتون استمرت في الدفع سنويا لرئيسها السابق مبلغا "متواضعا" بمليون دولار حتى بعد انتقاله إلى البيت الأبيض .
على رأس الشركة، كان تشيني قد تمكن بالفعل من مضاعفة كمية العقود التي فازت بها شركة هاليبرتون مع الحكومة الأمريكية، حيث بلغت 2.3 مليار دولار عام 2000 . كنائب للرئيس الأمريكي، انه يتوفر على أفضل موقع لتوجيه الأوامر. الحرب ضد " الإرهاب" ستعود على شركة هاليبرتون بالخير العميم. وهكذا، قام فرعهاKBR ببناء معسكر الاعتقال في خليج غوانتانامو في كوبا ( بصفقة يلغت 33مليون دولار)، حيث يتم الاحتفاظ ببشر في ظروف غير إنسانية بدعوى الاشتباه في كونهم أعضاء في تنظيم القاعدة [الذي لغرابة الصدف ذهب خريجوه مباشرة كقادة ميدانيين لداعش والنصرة وغيرهما].


عقد لما بعد الحرب وقع قبل الحرب


بأعلى الصوت : فازت KBR بعقد للتدخل في الحرب على العراق اذا ما اشتعلت النيران بآبار النفط. كما تم دعوة هاليبرتون، جنبا إلى جنب مع أربع شركات أمريكية أخرى إلى تقديم عروض ل... إعادة إعمار العراق. لأنها ستكون في العراق مع بداية الحرب، ويعتقد محللون أنا تتمتع بوضع أفضل للفوز بهذه الصفقات الضخمة.
العقود التي قيل عنها أنها "أولية" تساوي وحدها ما يزيد على 900 مليون دولار . وتحمل من جهة إعادة بناء المستشفيات والمدارس! أما العقود الكبيرة الحقيقية فلم تأت بعد ...
وسنفهم لماذا في تلك الأيام، خصوصا في فترة ما بعد الحرب كان النقاش محتدما في البيت الأبيض. الحرب ، هي "الأعمال والصفقات الكبرى" بالنسبة للشركات متعددة الجنسيات. كلما كان العدوان الهمجي مدمرا ، كلما كان أفضل لشركات مثل هاليبرتون. ونحن نفهم الآن وعلى نحو أفضل، لماذا كان تشيني متعطشا لحرب دمار شامل .



أعلى خمسة موردين (جمع مورد) للبنتاغون (2002)


1ـ شركة لوكهيد مارتن
طلبيات ب : 17 مليار دولار.
شركة لوكهيد مارتن، مصنعة F-16 و جوينت سترايك فايتر ، هي أكبر منتج للأسلحة في العالم. لين تشيني أخذت في الشركة منصب المدير الذي كان يشغله زوجها عندما تم تعيينه نائبا لرئيس الولايات المتحدة. المرتبطون أيضا بالشركة: ستيفن هادلي (نائب مستشار بوش)، بيتر B. Teets (أمين مساعد للقوات الجوية)، Everet Beckner (المسؤولة عن برامج الدفاع في مكتب الطاقة)، اوتا رايخ (مساعد وزير الشؤون الخارجية)، نورمان مينيتا ومايكل جاكسون (نائب وزير النقل)، لاري جيم طومسون (نائب وزير العدل).
[ طلقة صاروخ توماهوك مثل مثيلاتها الأخرى التي وصلت إلى بغداد عند اندلاع الحرب. يتم إنتاجها من قبل شركة رايثيون، التي يشتغل لديها كمستشار ريتشارد أرميتاج، نائب وزير الشؤون الخارجية].
2 ـ بوينغ
طلبيات ب : 16.6 مليار دولار.
إدوارد سي "بيت" ألدريدج الابن، وكيل وزارة الدفاع، ونائب لرئيس شركة ماكدونيل دوغلاس إلكترونيك، هي شركة تابعة لشركة بوينغ، والأولى عالميا في مجال الطيران. كارل روف، مستشار للرئيس بوش، هو أحد المساهمين في شركة بوينج . نائب وزير الشؤون الخارجية، يقوم بمهام استشارية للشركة ريتشارد أرميتاج.
3ـ نورثروب جرومان
طلبيات بقيمة: 8,7 مليار دولار
نورثروب غرومان هو أيضا مصنع للقاذفة B-2 وللطائرات بدون طيار غلوبال هوك. بول وولفويتز، اللاعب رقم 2 في وزارة الدفاع الأمريكية ، هو مستشار لتلك الشركة. مثله مثل: لويس ليبي رئيس لطاقم موظفي نائب الرئيس. دوف زاخيم، وكيل وزارة الدفاع، هو مستشار للشركة. التي هي زبونة أو عميلة عند مكتب المحاماة ل J. دوغلاس فيث، وهو ايضا نائب وزير الدفاع. مساهمون آخرين: نيلسون F. جيبس، القوات الجوية، وشون أوكيف، وكالة ناسا.
4 ـ رايثيون
الطلبيات : 7 مليارات دولار .
من بين أسلحة الدمار الشامل التي تنتجها شركة ريثيون: صواريخ توماهوك و القنابل "anti-bunker " المضادة/ الخارقة للتحصينات أو الملاجئ GBU-28 . شركة ريتشارد أرميتاج، نائب وزير الشؤون الخارجية، أجرى الأعمال الاستشارية للشركة. وشون أوكيف، مدير ناسا، هو عضو في المجلس الاستراتيجي لرايثيون.
5 جنرال ديناميك
الطلبيات : 7 مليار دولار
شركة متخصصة في تقنيات التوجيه لمختلف الأنواع من الأسلحة. وزير الدفاع دونالد رامسفيلد هو مدير غولفستريم للفضاء، التابعة لشركة جنرال ديناميك. وزير الخارجية كولين باول هو أحد المساهمين في هذه الأخير. مايكل واين، وكيل وزير الدفاع رامسفيلد، هو نائب الرئيس في الشركة .وجوردون انجلاند، وزير البحرية، كان فيها من قبل.



البورصة : "اشتروا على صوت المدفع"


القول المأثور القديم في البورصة : "اشروا على صوت المدفع"، الأرقام تعطيه مصداقية. القتلى يعطون الحياة إلى البورصة.
الصحيفة الاقتصادية " التوسع" (2) قامت بحساب تأثير حروب الولايات المتحدة على مؤشر الأسهم داو جونز منذ تأسيس هذا المؤشر في عام 1896 . إذا سجل مؤشر داو جونز في اليوم الثاني ، عقب اندلاع الصراعات، انخفاضا بمعدل 2٪-;-، فإنه بعد ستة أشهر، على العكس يرتفع بمعدل 6.7٪-;- ، أكثر بكثير من الأيام المعتادة أو العادية ( من 1896-2003، كانت الزيادة النصف سنوية ب 2.6٪-;-).
مع ذلك الانخفاض لمدة ستة أشهر، ارتفع المؤشر بنسبة 18.9٪-;- بعد حرب الخليج الأولى (1991)، و ب 7.8٪-;- بعد التدخل الأمريكي في الصومال (1992)، وب 12.6٪-;- بعد الهجوم على أفغانستان (2001) . في 21 مارس 2003، في أعقاب اندلاع المجزرة الجديدة في العراق، كان مؤشر داو جونز من قبل مرتفعا ب 2.76٪-;-. لأن المستثمرين راهنوا على صراع قصير المدة. ألم يذكر متحدث باسم الجيش الأنجلوـ أمريكي أن القوات ستصل إلى بغداد في ثلاثة أو أربعة أيام ؟ بالإضافة إلى ذلك، تلاحظ صحيفة اقتصادية أخرى : "على الرغم من حرق بعض آبار النفط، ليس هناك ما يدل على أن المنشآت النفطية ستكون مهددة في الوقت الحالي" (3). يا للعجب، تنفس المستثمرون.
الحرب يجب أن تعيد الثقة إلى الأسواق، وتوفر فرص النمو الاقتصادي للشركات ، و تأكد التفوق الأمريكي عالميا. لأنه في الحقيقة، الوضع في الولايات المتحدة كارثي. في السنوات الأخيرة، الانهيارات في سوق الأسهم أو البورصة قللت من الدخل المتوفر أو القابل للصرف لجزء من الأسر الأمريكية. غير أنها واصلت الاستهلاك عبر الديون ( الأمر ليس متعلقا 40٪-;- الأكثر فقرا فهؤلاء لا فرصة لديهم للحصول على الائتمان أو القروض). منذاك تواجه البلاد ديون قياسية منذ عام 1945: ديونها حوالي 20.000 مليار دولار، وهو ضعف ناتجها المحلي الإجمالي ( الثروة المنتجة سنويا).
لكن إذا كان الجيش الأمريكي متواجدا في مستنقع، كما حصل في فيتنام، فإن كل الآلة الاقتصادية للولايات المتحدة يمكن أن يجد نفسها متوقفة. إظافة إلى الكارثة السياسية التي تواجه شعوب العالم ، فإن كارثة أخرى ستنضاف إنه الانهيار الاقتصادي.


خلاصة:

الإمبريالية هي الحرب ، القضاء على الحروب ليس له من طريق آخر سوى دك أركان الرأسمالية . طالما ظل النظام الرأسمالي يلفظ أنفاسه الأخيرة وكلما تأخر حفار قبر الرأسمالية عن خوض معركة دفنها ستستمر المعاناة والقتل والحروب والمجاعة ..إلج ، لتلك المهمة التاريخية الآتية على السواعد الثورية أن تتكاثف وتلحم الصفوف كي تحمل قبس النور إلى العمال والفلاحين ، أن توضح لهم الطريق الوحيد الممكن أمام البشرية طريق الاشتراكية :
لا خيار إما الاشتراكية أو الهمجية.


ملاحظة قد تكون ضمن السياق :

بعض أشباه التصفويين الجدد يعتبرون ارتفاع ديون الولايات المتحدة الأمريكية دليلا على لا رأسماليتها فأحرى إمبرياليتها ، هؤلاء يتوجب عليهم قبل البحث ومحاولة فهم نمط الإنتاج الرأسمالي وعلاقات إنتاجه ، أن يبتدؤوا من البداية من الألفباء أي الفهم الماركسي لمفهوم الدولة . تطليق المفهوم الماركسي عن الدولة بما هي أداة سيطرة طبقية بيد الطبقات المسيطرة لا يبعد أصحابه عن التحديد العلمي لعلاقات الإنتاج القائمة بل يجعلهم خدم للبرجوازية ومداحين لها .
ولا غرابة أن يقود ذاك الجهل اصحابه على اعتبار العدوان الأمريكي ،على العراق وسوريا وليبيا والصومال وباقي المجازر الامبريالية في حق شعوبنا من مالي إلى ساحل العاج ..وغيرهم كثير ، حربا تحريرية في مصلحة تلك الشعوب ،و اعتبار المملوكيات الرجعية مدافعة عن الديمقراطية وحاملة لمصالح الشعوب.. إنه العمى السياسي يولد الدجل والفقر الفكري نتيجته المنطقية الموت السياسي تحت موائد ملوك النفط والعمالة التقاطا للفتات ، ما يحز في النفس أنهم باسم "الشيوعية" يعيدون نفس خطاب مفتي السعودية ( بإمكان القارئ العودة لتصريح مفتي السعودية عقب تفجير مسجد في محافظة الحساء وموقفه من النظام السعودي ) وبنفس الكلمات تقريبا وكأن من يكتب لهؤلاء الشيوخ في الدجل التصفوي هو نفسه من يكتب لأولئك الشيوخ في الدجل الظلامي ، وللعملاء في ممارساتهم شؤون !


رفيق عبد الكريم الخطابي ـ البيضاء : في 30 يناير 2016


هوامش :

1 ـ لينين : الأعمال الكاملة المجلد الخامس ص 48
2 ـ صحيفة " التوسع L Expansion " فبرابر 2003
3 ـ صحيفة " المنبر La Tribune, " 21 مارس 2003

المصادر :
http://www.worldpolicy.org/projects/arms/reports /reportaboutface.html#AppA
http://www.publicintegrity.org/cgi-bin/whoswhosearch.asp
انظر أيضا http://www.publicintegrity.org/cgi-bin/whoswhosearch.asp.
http://aerotechnews.com/starc/2003/013103/dod_contractors.html