دريدا فى مواجهة ازدراء الأديان


حمدى السعيد سالم
2016 / 1 / 27 - 13:09     


لا يختلف اثنان أن هناك فارق بين نقد التراث الاسلامي وازدراء الدين !!!
لذلك من وجهة نظرى كمحلل سياسى واستراتيجى أرى أن حجة ازدراء الاديان وتقنيين ذلك هو تفعيل لازدراء الدين وجعله اداة لممارسة الارهاب الفكرى والتفتيش فى النوايا ....
من خلال التربص وارهاب المفكرين بهدف بث الرعب في صدور الكتاب والباحثين والمفكرين ...
مجتمعنا من خلال تهمة ازدراء الاديان يطرد العقل من حياتنا لصالح النقل عن الاسلاف فيصبح الجديد بدعة والتجديد جريمة تستوجب العقاب.....
تهمة ازدراء الاديان هى الستار الذى يتخفى خلفه كل تجار الدين وكهنة الأديان الذين يرفضون منطق العقل والعلم واخضاع التراث لادوات القياس المنطقي ...
تجار الدين يريدون منا إلغاء عقولنا فى مواجهة الدوجما من خلال الإيمان بفقه التخلف والجمود ورفض الأخر والنظرة العدائية نحو العالم وما يحتويه من تعددية مرفوضة في سياق تلك النظرة المتطرفة....
انهم يكرسون لمبدأ امتلاك الحقيقة المطلقة والجمود ورفض الآخر....
اعرف ان كلام تجار الدين ومشاخخه تجذر في منطقة اللاوعى الجمعي عندك ....
حالتك النفسية و العقلية مرتبطة به الى اقصى الدرجات .....
اعرف انك تشعر بالراحة فيه كما يشعر به غيرك ....
إن التخلص من معسول كلامهم صعب جدا طبعا ...
لا سيما انه يهدد حياتك في الدنيا او بعد الموت .....
إن فكرة ما بعد الموت تقلقك و تخيفك ، انه بهذه الصورة " خوف من المجهول " .....
- و بما انه مجهول او غياب هكذا ، فهو يسرق منك حضورك .....
- لابد ان تستعيد حضورك الغائب ، ارادتك و قوتك الحرة ، وجودك المطلق ، انسانيتك الرائعة ، لابد ان تستعيد احاسيس الطفولة فيك كي ترتاح ، ان يوافق عقلك المترف قلبك النقي ، فالاطفال لا يعرفون مثلا النفاق الذاتي ....
انها ثنائية الحضور و الغياب التي اشار اليها جاك دريدا فيلسوف التفكيك و«التشتيت»....

حمدى السعيد سالم
صحافى ومحلل سياسى واستراتيجى