خديجة صفوت ... بتفوقها الأكاديمي والثقافي تتوشح التميز زهواً وفخراً

الحاج سيد أبو ورقة
2015 / 12 / 30 - 16:51     


تبقى المرأة السودانية نموذجاً للتفرد والتميّز..مقياساً بما يحيط بها من ظروف اجتماعية تعيق مسيرة اتطلاقتها، بل تكبلها، ورغم ذلك كانت هناك اشراقات وحضور ووهج لنساء متميزات.. والأمثلة على ذلك كثيرة... فالأستاذة المناضلة فاطمة أحمد إبراهيم، كانت أول إمرأة عربية تدخل البرلمان وتصبح نائبة برلمانية يشار اليها بالبنان، والدكتورة خالدة زاهر تعتبر من رائدات العمل الطبي على المستويين العربي والأفريقي والتي كانت سيرتها ملء السمع والبصر، حيث عملت في كثير من البلدان ممثلة للمرأة السودانية في المؤتمرات الطبية، وكان حضورها يمثل وهجاً وتميزاً، هذا إضافة للنشاط الإجتماعي، فكان لها حراك كبير وسط النساء في حقبة الخمسينات .. حيث كان هذا الدور يكون معدوماً. قائمة حواء السودانية مليئة بنماذج تستحق أن نقف عندها، القائمة تطول وتبقى أ.خديجة صفوت، المقيمة في بريطانيا منذ أكثر من أربعين عاماً مثالاً، التي استطاعت بتفوقها الأكاديمي وتخصصها في الإقتصاد السياسي، علم الإجتماع، مناهج البحث، مبادئ نظريات التنمية، أن تتفوق وتعمل في عدة جامعات عالمية مرموقة، حيث عملت في جامعة الخرطوم، جامعة روما، جامعة إدوارد مونيلاني بموزمبيق، جامعة هراري زيمبابوي، جامعة عنابا الجزائر، جامعة ويلز بـ سوانزي، جامعة صنعاء اليمن، جامعة أدمنتون البرتا كندا، أكاديمية العلوم الإتحاد السوفيتي، أكاديمية العلوم روسيا الفيدرالية، مركز أبحاث العولمة جامعة السوربون فرنسا وغيرها.
عاشت في بلدان عديدة وتحملت المشاق وعناء الترحال والغربة وعدم الإستقرار، عاشت وأقامت وزارت كل من مصر - بولندا -المجر - تشيكوسلوفاكيا - المناطق المحررة في أفريقيا البرتغالية - الإتحاد السوفيتي - روسيا الفيدرالية – سوانزي ويلز – موزيمبيق – زيمبابوي – الجزائر – فلسطين – إيطاليا – روما تورين – باريس – أيرلندا – أسبانيا – ماليزيا – اليمن – الصين – كندا – كوستاريكا – المانيا الشرقية – المانيا الموحدة – أوكسفورد أنجلترا.
كما أنها تجيد العديد من اللغات، العربية والإنجليزية والفرنسية والبرتغالية تحدثاً وكتابة.
ترجمت العديد من الكتب العلمية الأكاديمية القيمة، وشاركت في كثير من المؤتمرات والمنتديات العلمية العالمية، وعملت في كثير من بلدان العالم. أعطت جزءاً كبيراً من وقتها، بل إهتماماً، بالقضية الفلسطينية، وكان لها دوراً كبيراً ومميزاً، فكانت من المؤسسين لجمعية أصدقاء غزة بأوكسفورد، كما أنها شاركت بفاعلية في برنامج غزة للصحة النفسية، وفي ذلك قدمت مساهمات في وضع مقررات جامعية وفوق الجامعية في مواد الصحة النفسية والتنمية لبرنامج غزة للصحة النفسية دعماً للقضية الفلسطينية. كانت من مؤسسي كثير من المراكز الأكاديمية، عملت كمؤسس والمدير التنفيذي لمركز أبحاث الشرق الأوسط وأفريقيا (ميرويك) جامعة ويلز. عملت عضو مؤسس وتنفيذي ومستشار لدى جمعيات مهنية وأكاديمية غربية وعربية. شاركت في تأسيس إتحاد ثلثي نساء العالم – ثيبي تايوان، والجمعية العالمية للمرأة المسلمة، واتحاد البرلمانيات المسلمات كوالامبور - ماليزيا، قمة المرأة الثالثة تايباي - تايوان، عضو مؤسس للجمعية العلمية للمرأة العربية عمان الأردن، كما إنها عضو منظمة ليبرتي بالمملكة المتحدة واتحاد أساتذة الجامعات البريطانية. إضافة لإنضمامها لأسرة تحرير جريدة المجاهد الجزائرية، كما أنها قامت بتأليف أكثر من عشرة كتب علمية قيمة وجدت القبول والاهتمام، على سبيل المثال: رحلة فتاة سودانية الى الصين 2006، الطرق الصوفية والأحزاب الحديثة – الجذور التاريخية والأيديولوجية لتسييس الطوائف، الإسلام السياسي. أنظروا الى هذه السيرة الزاخرة المعطرة بالإنجازات والأعمال الأكاديمية والتي تطوق أعناقنا زهواً وفخراً بما أنجزته حواء السودانية من درة ثمينة.
أ.خديجة صفوت التي كان يكفيها ما قامت به من تربية صالحة لإبنها حسام حمادة وابنتها لبنى حمادة، فحسام بعد أن أكمل تعليمه الجامعي في لندن، عمل في وكالة الأنباء الكويتية، ثم صندوق الإنماء والتنمية بالأمم المتحدة، ليرجع الى السودان ليعمل في الزراعة وممارسة هواية الصيد، ليصبح نموذجاً للإنسان السوداني الأصيل، بعشقه وحبه لتراب الوطن وتفضيله الإقامة في السودان، ولديه كل الفرص للحياة الجميلة، فالأسرة كلها مقيمة في لندن وهو يسكن الآن في الجريف. أما ابنتها لبنى فهي نموذج للفتاة السودانية تفردا وطموحا، حصلت على تعليم جامعي – ماجستير اقتصاد – دبلوم تصوير فوتوغرافي ودرست موسيقى في المعهد العالي للموسيقى، نالت بكالوريوس كمبيوتر ولها الريادة في إنشاء أول معهد للكمبيوتر في مطلع الثمانينات، لقد أورثتهم أ.خديجة وأرضعتهم مكارم الأخلاق والقيم الرفيعة والعلم والطموح.
إن سيرة الأستاذة الجليلة خديجة صفوت زاخرة وعامرة ومرصعة بالإنجازات والتي في سبيلها دفعت ثمناً كبيراً من وقتها وجهدها وعمرها وشبابها من أجل تسخير عملها للإنسانية ورفع اسم السودان عالياً خفاقاً. لهذا كان اختيارنا لها ضمن الكوكبة المتميزة والمتفردة من أبناء السودان الذين سوف يتم تكريمهم في مهرجان الجودة والتميز الأول حتى يقتدي بهم شبابنا ... فقصدنا أن نضرب بهم المثل وأعمالهم ماثلة أمامنا تعكس ما تميزوا به في حياتهم في أكثر من مجال. والحديث يطول شرحه، فلنترقب انطلاقة مهرجان الجودة والتميز الأول الذي يقام تحت مظلة المجلس الأعلى للجودة الشاملة والامتياز، الذي تقوده السيدة المتميزة د. عوضية الخطيب، والذي يهدف لنشر ثقاف الجودة الشاملة والإمتياز، والعمل على ترسيخها في المجتمع كسلوك انساني رفيع يدفع الأمة للتطور والازدهار، وهذا ما نهدف اليه لهذا الشعب الجميل والمتميز فطرة.