التحالف الاسلامي ضد الارهاب مهزلة لا تضاهيها مهزلة


سامان كريم
2015 / 12 / 27 - 21:23     

سؤال: أعلنت المملكة العربية السعودية تشكل تحالف عسكري إسلامي يضم 34 دولة لمحاربة الإرهاب مساء يوم الأثنين 14 / 12 / 2015، واصدرت بيانا جاء فيه أن التحالف سيكون بقيادة السعودية، وسيتم في مدينة الرياض تأسيس مركز عمليات مشتركة لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب.. وفي يوم الثلاثاء وعقب أجتماع بين الرئيس الروسي بوتين ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري استمر ثلاث ساعات، اعلنت روسيا والولايات المتحدة بأن مؤتمرا دوليا مخططا له مسبقا لبحث الأزمة السورية سيعقد في مقر الامم المتحدة في نيويورك يوم الجمعة.. وبالفعل عقد أجتماع مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة وتم تبني قرار بالأجماع حول خطة سلام في سوريا.. وكانت الحكومة الروسية قد أعلنت بأن الأردن سلمتها قائمة تضم نحو 160 تنظيما مشتبه به بالتورط في انشطة أرهابية.. يمكن أن نقول بأن الأحداث جائت متسارعة وفي غضون اقل من اسبوع.. السعودية شكلت تحالف عسكري لأحلال السلام في المنطقة عبر ما اسمته محاربة الأرهاب، ومجلس الأمن تبنى قرار بالأجماع بأحلال السلام عن طريق المفاوضات، برايك هل هناك حل سنتج عن هذه المتناقضات؟؟

سامان كريم: حرب على صعيد مؤتمرات وتجميع المعارضين, وحرب على تسميات مختلفة جنيف الاول موسكو الاول والرياض ونيويورك وفينا او بكين ربما. ليس هناك اية تناقضات, ربما تظهر هكذا او إعلاميا تبدوا هكذا.. لكن على الارض المعركة، بامكاننا ان نرى في سورية والعراق كل هذه الامور بدقة وفي ميادين مختلفة من المعارك او ربما في معركة واحدة.. الصراع في سورية هو صراع شرس بين القوى العالمية والاقليمية المختلفة, هذا الصراع يجري على قدم وساق في الميادين والساحات وعلى اصعدة مختلفة ومتباينة جدا. بدأ بأرض المعركة والاستيلاء على الاراضي وتطهير الارض من العدو، الى فرض الحصار الاقتصادي، والى التجمعات الدبلوماسية والصراع المؤتمرات واسماء المدن والمبادرات المختلفة..
السلطة الحاكمة في السعودية, سلطة إرهابية بأمتياز لا تمارس إرهاب الدولة فحسب، بل انها كدولة وكسلطة لها دور اكبر في بناء الفكر الارهابي وبناء المنظمات الارهابية منذ حرب افغانستان كجزء من استراتيجية غربية لضرب التقدمية والشيوعية وكل الافكار التحررية. السعودية كبلد وكسلطة ليست مؤهلة اطلاقا كطرف لحل قضايا الارهاب او كطرف لضرب الارهاب, بل انها جزء من الارهاب العالمي يجب فضحه واسقاطه. إن إسقاط السلطة الحاكمة في السعودية هو جزء من عملية تطهير العالم والمنطقة من الارهابين والفكر الارهابي..
اجتماع الرياض للمعارضة السورية هو اولا: اجتماع لجزء لا يستهان به من المنظمات الارهابية, بمعنى ان السعودية حاولت ان تدمج بعض التيارات القومية اليسارية الواهمة بالمنظمات الارهابية لابعاد الانظار عن الارهابيين ومنظماتهم.. وثانيا: محاولة لآل سعود واجهزتهم المخابراتية لنسف أتفاقات فينا وتسبق اجتماع نيويورك ومجلس الامن الدولي.. فشلت في الاول والثاني.. ولكن تبقى محاولة منها لنسف مبادرات مختلفة بمعية امريكية او بمساعدتها في هذه المرحلة على الاقل. اما بخصوص التحالف الاسلامي ضد الارهاب, فهي مهزلة لا تضاهيها مهزلة.. حتى ان عدد من البلدان المشاركة او التي سلت اسمائها لم تعرف بوجود اسم بلدها الا بعد الاعلان, منا باكستان وحتى تركيا غير مرتاحة ولبنان ايضا اندهشت, على اية حال تحالف اعلامي بحت لابراز اسم ولي ولي العهد هذا الشاب الارهابي المدلل... ربما جاء الاعلان عن هذا التحالف في اطار صراعات داخلية في الصالة الملكية في السعودية.
اما بخصوص القرار الاخير لمجلس الامن واجتماعات نيويورك... هي نقطة او معبر مختلف عن معبار اخرى على حدود الصراع السوري. بمعنى ان القرار الاخير لمجلس الامن يعبر عن توازن القوى بين مختلف القوى المتصارعة في سوريا في هذه المرحلة، والتي تختلف عن مرحلة اجتماعات جنيف الاول بكثير. القضية ليست حلحلة الموضوع او حل القضية في سوريا، بل اتفاق بين القوى المختلفة وخصوصا القوى الكبرى حول الوضع الحالي وتوازن القوى الحالي في سوريا, في هذه المرحلة. الصراع لحد الان باقي في مكانه, مثل المد والجزر او شد الحبل بين الطرفين.. هذا القرار يمثل هذه المرحلة. المرحلة التي تمكنت فيها روسيا من انتزاع كثير من القوة وتسجيل نقاط قوة كبيرة على الطرف المقابل امريكا وحلفائها في المنطقة.
الاوضاع لم تصل لحد الان الى تسليم احد الاطراف او حتى اعلان هدنة طويلة.. الحرب مستمرة والمفاوضات ربما تبدأ او لا.. وهي عملية سياسية صعبة جدا نظرا لاختلاف الاطراف المتصارعة حول الاتفاق على اسماء المنظمات الارهابية.. وستستمر اجتماعات مختلفة في مدن مختلفة ربما موسكو 2 او فينا 2 او بكين اول او جنيف 3.. البرجوازية العالمية لم تصل الى حالة تشبع كامل وانتقاخ كامل من الدم.. الطبقة العاملة وثورتها التحررية هي التي بامكانها ان تقود البشرية لانتصار على البرجوازية وارهابها.. ربما البرجوازية تصل الى نوع من اتفاق ما في سوريا ولكن يبقى الارهاب يعلب في الساحات المختلفة.. الطبقة العاملة وحدها تقود الثورة وتحرر البشرية من براثن الارهاب والرجعية والراسمالية.