صلاة بلا وضوء


زهدي الداوودي
2015 / 12 / 26 - 22:46     

قصة قصيرة
صلاة بلا وضوء
زهدي الداوودي

المعروف عن سكنة محلة البشرى التابعة لقضاء الشيخان من أعمال ولاية كركوك، أنهم لا يصلون. وكان عدم التقرب من الصلاة مسألة طبيعية لا يحاسبك عليها أحد. وكيف يتوجب عليه أن يحاسبك ، إذا كان الفساد قد بلغ رقبته هو. ومما زاد في أمر الوضع السيء الذي لم تتمكن السلطات ووحدات الشرطة من التغلب عليها هو بقاء الوالي في الخارج وتمديد فترة إجازته كما يشاء.
استقبل الوالي الاحتجاجات التي رفعها بعض الرعايا المتخلفون، كما كان يسميهم، بامتعاض شديد. واضطر أن يقطع عطلت اللانهائية، قبل أن ينهار جانب منه. وقبل أن يتخذ الوالي بعض الاجراءات القانونية ضد الفساد، أستدعى جميع أعضاء المجلسين: مجلس البلدية ومجلس الولاية.
بالنظر لاهمية العرائض تقرر أن يكون بحثها أول نقطة. خاصة لأنهم يستندون في نشاطاتهم على المساعدات التي تأتيهم من الأقاليم الاسلامية. وبدأت المناقشات تحتدم وتحتد ورغم وقوف الجانب الأكثر نفوسا واهمية إلى جانب تأييد الصلاة، تبين للوالي أن بعض الفئات لا تريد سوى تخريب الاجتماع. وكان أن أرغمهم على استعمال الانتخاب العلني.إلى جانب منحة شهرية لا تقل عن ليرة ذهبية، تسلم إلى يد رب العائلة.
مرت عدة أشهر والناس ينتظرون وصول "الراتب الشهري" الليرة الذهبية دون جدوى. وأخيرا اتفقوا على أن يشكلوا وفدا يزور الوالي ويقدم له الطلب عن طريق حاجبه. بيد أن الوالي سبق الحاجب وهو يلوح بعصاه ويوزع الضربات على رؤس أعضاء الوفد، قائلا:
"أولاد القحبة، أنتم تريدون دخول الجنة ونحن ندفع الايجار"
قال أحدهم وهو يبحث عن يشماغه:
"ونحن لم نقصر. قضيناها بالضراط"