كل شىء فى عالمنا العربى (قضاء وقطر)


حمدى السعيد سالم
2015 / 12 / 18 - 17:18     

أمير قطر يعتبر الأزمة في سوريا مسألة شخصية....
وأن "أمير قطر ضد الأسد، أحدهما سيرحل".....
الذى لا يعرفه الكثير من الناس أن هناك محاولات قطربة لشراء الفيتو الروسي في الأمم المتحدة الى جانب خفايا استثماراتها في فرنسا.....
قطر هذا البلد الخليجي، المثير للجدل، انتقل من "دبلوماسية دفتر الشيكات" إلى تسليح الثوار على غرار ما حدث مع ليبيا وسوريا.....
ليس هذا فقط فمثلا نجد قطر فى كرة القدم، العقارات، الطاقة…
أمراء قطر لم يتركوا قطاعا إلا واستثمروا فيه....
حتى على الصعيد السياسي دعموا جماعة الإخوان المسلمين ودعموا الإطاحة بنظام القذافي في ليبيا ويدعمون المعارضة في سوريا وكان لهم دور في انتفاضات تونس ومصر، فلا شيء يوقف أطماع قطر نحو النفوذ....
قطر هذا البلد النفطي الذي يعتمد على ثروته ليتوسّع في العالم....
لماذا تحاول قطر التسلل إلى المؤسسات الدولية مثل اليونسكو وجامعة الدول العربية؟....
وهل يسعى هذا البلد، الذي وصف بـ "قزم بشهية غول"، من خلال تسلله المحموم هذا، ومن خلال دعمه للإسلاميين إلى ضمان سلامة نفوذه؟ .....
وكيف تمكنت قطر من إنشاء امبراطورية ممتدة الأطراف، دون استعمال السلاح، ولكن عن طريق شراء العالم بفضل احتياطاتها من النفط والغاز؟....
على صعيد أخر ما يجري داخل أسوار القصور الفخمة لأمير قطر ومفاوضاته السرية مع الدول الإسلامية والغربية.....
وأيضا الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام، وبالتحديد قناة الجزيرة الفضائية، في دبلوماسية قطر التي تسعى إلى أن تكون وسيطا مؤثرا في العالم العربي....
انظروا كيف اشترى القطريون "مركز كليبر"، أكبر مركز للمؤتمرات في باريس...
والذي وقع في غرامه أمير قطر حمد بن خليفة آل الثاني، فدفع فيه 400 مليون يورو في حين أن سعر المبنى في سوق العقارات يقدر بـ350 مليون يورو!!!..
وهي استراتيجية اقتصادية تتّبعها قطر وتقوم على تقديم عروض أسعار أعلى من اسعار السوق بحوالي 30 أو 40 بالمئة مستندة على قوتها المالية التي تسمح لها بالاستيلاء على الكثير....
لا تنسوا دور قطر في الحرب التي دارت في ليبيا، وانتهت بسقوط نظام معمر القذافي...
و كيف أن قطر لم تدعم فقط الثوار بل أيضا قامت بتسليحهم، حتى أن الحكومة القطرية أرسلت قوات خاصة إلى ليبيا.....
وفي الشأن السوري من الواضح أن قطر تقوم بتسليح الثوار وتمويل الجماعات المسلحة المعارضة، وليس بالضرورة الجماعات الأكثر ديمقراطية أو الأكثر اعتدالا.....
بل إن بعض الجماعات مدعومة من منظمات هي الآن على القائمة الأمريكية للتنظيمات الإرهابية.....
أمير قطر السابق والحالى باتا هوسا بالملف السورى ويعتبران أن في الأمر معركة شخصية..
بمعنى لو نجا الأسد فالشيخ حمد وتميم سيدفعان الثمن....
لذلك وظفت قطر كل طاقته لإسقاط الأسد لأنه إذا طال عمر الأزمة السورية فقد يهتز التوازن الداخلي في الدوحة...
على صعيد أخر نجد أن القدرة المالية والثراء الفاحش لهذه الدولة وغيرها من الأمور، أدت إلى طرح أسئلة عن حقيقة شرائها لبعض الشركات، والسلاح.....
بجانب القدرة المالية نجد قناة الجزيرة التى كما السلطات التي ترعاها، فقدت حيادها وشعارها "الرأي والرأي الآخر" لصالح الترويج الأحادي لفكرالعملاء الذين تطلق عليهم الجزيرة لقب( الثوّار) في البلدان التي تعصف فيها رياح التغيير....
لايختلف اثنان أن هناك انتقادات متزايدة موجهة إلى حاكم قطرالحالى والسابق وزوجته خاصة تعارض مواقفه وسياساته مع العادات والتقاليد القبلية السائدة في ثقافة قطر.....
ما سبق يدل على أن هناك غليانا ومخاوف في قطر واتهامات للأمير بتبذير ثروة البلاد لصالح الشركات الأمريكية....
حمدى السعيد سالم
صحافى ومحلل سياسى واستراتيجى