الرد الجماهيري الغاضب, يجب تنظيمه للمطالبة بطرد السفيرين الامريكي والتركي فورا


سامان كريم
2015 / 12 / 13 - 22:48     

سؤال: الرئيس التركي أردوغان صرح بعد أنتهاء المهلة التي حددتها حكومة العبادي بأن القوات التركية لن تنسحب من شمال العراق، وحيدر العبادي طلب من وزارة الخارجية في حكومته تقديم شكوى رسمية الى مجلس الأمن الدولي، يطلب منها أن تصدر الأمر الى تركيا بسحب قواتها من العراق فورا.. تركيا فقد نفوذها في سوريا وخاصة بعد اسقاطها الطائرة الروسية، وفي الفترة الأخيرة أتجهت تصريحات المسؤولين الأتراك بالضد من أيران وضد تدخلها في العراق، حتى أن وزير الخارجية التركي أتهم ايران بالطائفية ودعم الطائفية في العراق.. هل يعني أصرار تركيا على تواجد قواتها العسكرية والتي تقول عنها بانها في مهام تدريبية فقط، هو رد على تواجد قوات ايرانية في العراق والتي يقال عنها أنها من أجل المشورة والتدريب؟؟

سامان كريم: القضية في الشرق الاوسط اصبحت اكثر تعقيدا كما قلنا في اسبوعياتنا السابقة. تركيا دخلت العراق من البوابة العراقية، نتيجة لعدم قدرتها الوقوف بوجه روسيا على الاقل في هذه الفترة التي تلت اسقاط الطائرة الروسية, او ربما في سياق الأتفاقات مع امريكا بعد هذه الحادثة. هذه قضية وهذا جزء مهم للتحرك التركي في هذه المرحلة وتدخلها السافر والمباشر في العراق, علاوة على ذلك وبغض النظر عن هذه الحادثة في سوريا اي اسقاط الطائرة الروسية , لدى تركيا طموحات سياسية كبيرة في المنطقة وترى من نفسها قوة إقليمية يستوجب الاعتماد عليها من قبل امريكا وحلفائها, أو هكذا ترغب ان تظهر امامهم. روسيا جادة في الثأر وهذا ما تدركه تركيا وتدركه امريكا ايضا. المسالة الوحيدة التي بامكان تركيا ان تستعيد جزء او جزء كبير من علاقاتها مع روسيا في هذه المرحلة, هي اعادة علاقات تركيا مع سوريا او على الاقل اتجاه سبيل مسلك اخر اكثر مرونة. هذه قضية بحثناها في حوارنا السابق.
هذا جزء من القضية وجزء اخر ان التحرك التركي, جاء ضمن التحرك العام لامريكا وحلفائها في المنطقة, بموازات انتصارات عسكرية سورية روسية ايرانية في سوريا... هناك تحركات عسكرية وسياسية ودبلوماسبة من جانب اخر.. نرى التدخل التركي بموازات مؤتمر المعارضة في السعودية وهو اساسا مؤتمر الارهابين بقيادة مملكة داعش, اعرف هناك من شارك في المؤتمر ليس ارهابيا, ولكن هؤلاء ليس لديهم اية قدرة او نفوذ على الارض, احرار الشام وجيش الاسلام قوتان ارهابيتان ليس اقل من داعش. وهناك اخبار حول احياء "أصدقاء سوريا" وعقد مؤتمر لهم في انقرة, هذا المسلك هو مسلك امريكي بامتياز, ومشاركة كل حلفائها في المنطقة بما فيهم البارزاني بحكومته وحزبه مع قوى الاسلام السياسي في العراق وقوى تحالف النجيفي واعوانه ايضا.. هذا واضح. بمعنى ان التحرك التركي تحرك ضمن اطار اوسع لتضيق الخناق على الجانب الروسي خصوصا ومن بعده الايراني, خصوصا في العراق.
اما البروباغندة الاعلامية السخيفة والمنافقة حول التدخل التركي "كوحدات للتدريب" او ان وحداتنا جاء لتدريب القواة العراقية والبشمركة هو اسخف من ان يستحق ان يقرأ او ان يسمع.. فهو نفاق لا يضاهيه نفاق.. حكومة العبادي ووزارة الخارجية في حكومته والبرلمان كلهم أدانو هذا التدخل وطلبوا من تركيا سحب قواتها من شمال العراق... ان عدم انسحابهم يعني العنجهية العسكرية المألوفة.. والتحدي الواضح لأيران والقوى المتحالفة معها في العراق. في هذه الحالة ليس بامكان مجلس الامن ان يحل اية قضية اذا لم تتفق عليها روسيا وامريكا.. مجلس الامن اداة بيد الاثنين في هذه المرحلة على الاقل.. بامكان اي واحد منهما ان يبطل مفعول هذا المجلس وقراراته..
من جانب اهم ان التدخل التركي يعني ان الحكومة التي ترعاها امريكا في بغداد هي حكومة فاشلة بامتياز, حكومة لا حول لها ولاقوة.. حكومة ليس بامكانها ان تتحرك يسارا او يمينا, شمالا او جنوبا, فهي حكومة مكبلة اطرافها بسلاسل سياسية وعسكرية للقوى الدولية والاقليمية.. هذه الحكومة حتى من وجه النظر البرجوازية الصرف فاشلة بامتياز وليست لديها اية لياقة بالتالي لاقيمة لها. في الوقت نفسه ان هذه الحركة ربما تنعكس سلبا على السياسة الامريكية وحلفائها في المنطقة.. من عدة جوانب لعل اهمها واخطرها بالنسبة لامريكا وتركيا والسعودية, هو طلب الحكومة العراقية من روسيا التدخل بغض النظر عن اجابة روسيا لهذا الطلب بالأيجاب او بالسلب, الطلب بحد ذاته يشكل نكسة سياسة كبيرة لامريكا.. ربما ايضا التدخل الايراني ولو جزئي في كردستان العراق كرد فعل مباشر للتدخل التركي.. براي ان ايران في هذه المرحلة على الاقل لا تحتاج اي تدخل عسكري مباشر في الجنوب والوسط نظرا لوجود حلفائها الكثيرون ومليشاتها المختلفة..
ان هذا التدخل ان لم يتم معالجته بسرعة فان الضحية الاولي له سيكون السيد العبادي.. براي ليس بامكان العبادي ان يبقى رئيسا للوزراء مع بقاء الوجود التركي.. لانه ليس لديه اي ثقل سياسي على صعيد حزبه والتحالف الوطني والقوى الرئيسية الاخرى في العراق, فهو اصبح رئيسا للوزراء بعد هجمة داعش على الموصل واقصاء المالكي, وبمباركة امريكا وحلفائها في المنطقة.. اليوم هو امام تحدي كبير من "حلفائها!!!"..
الرد على التدخل التركي هو رد سياسي مباشر ولكن ليس تحت اجنحة المالكي وقوى الاسلام السياسي الحاكم ومرجعياته.. وليس تحت اجنحة روسية او ايرانية.. الرد على الارهاب بما فيه الارهاب التركي هو تنظيم الرد الجماهيري في العراق والمنطقة وفي تركيا ايضا ضد التدخلات التركية في العراق وسوريا وضد تعاونها مع الارهاب وممارستها ارهاب الدولة في المنطقة.. تنظيم جماهيري مؤثر يشمل كافة المدن العراقية وكافة مؤسساتها العمالية.. تنظيم يقف بوجه هذه التدخلات وبوجه الارهاب الداعشي والارهاب التركي والسعودي والامريكي.. خطوة كهذا ربما نبدأوها او يبدأوها اناس أخرون من خارج اطار حركتنا.. بعدد قليل من الناس او من العمال في المعامل أو مؤسسات الدولة ولكن يجب ان يكون العمال عمود فقري لهذه الحركة.. ارضيتها موجودة والجماهير مستاءة وغاضبة من التدخل التركي.. يبقى تنظيمها وفق رؤية سياسية واضحة ضد الارهاب والتدخل التركي.. ربما خطوتها الاولى طرد السفيرين الامريكي والتركي وغلق سفارتهما في العراق.. ربما ولكن قادة هذه الحركة بامكانهم ان يعلنوا اولوياتهم ومطالبهم, بامكان الجماهير المنظمة ان تسلح نفسها ايضا لهذه المواجهة.. التنظيم الجماهيري والتنظيم والتنظيم حينذاك لكل سؤال جواب..