أي تشجيع لشعبة الفلسفة في مغرب اليوم؟


عبد العزيز الراشيدي
2005 / 11 / 4 - 11:53     

كثر الحديث في الأيام الأخيرة مع بداية الإصلاح الجامعي عن تشجيع شعبة الفلسفة في الجامعة المغربية,وهدا مادفع إلى إعادة فتحها في مجموعة من المواقع الجامعية –مراكش المحمدية...- لكن لنا أن نتساءل بأي معنى يمكن أن نتحدث عن هدا التشجيع المزعوم؟

لقد شكلت شعبة الفلسفة مند تأسيسها بالجامعة المغربية مصدر قلق وإزعاج للنظام السياسي اد كانت هده الأخيرة مدرسة حقيقة لتكوين الكوادر النضالية التي أصبت النظام المخزاني بهستريا الاعتقال السياسي إبان فترة السبعينات .اد خرج من رحيم هده الشعبة مجموعة من المناضلين الماركسيين الدين بصموا أسمائهم في التاريخ النضالي لهدا الوطن الجريح .ولعل عبد اللطيف زروال واحد من هده الأسماء التي تسكن ذاكرة رفاق الدرب الدين لازالوا يتذكرون هدا الشهيد الذي قهر الموت و الجلادين لأن الموت على صخرة الثورة قهرا للموت ,ومادامت هده الشعبة مدرسة للثوار لم يكون في وسع النظام السياسي حينذاك إلا أن يقوم بإغلاقها واعتقال العديد من الكوادر التي خرجت من هده الشعبة .ولم يتوقف النظام عند هدا الحد بل قام بإصدار قرار منع كتاب دروس في الفلسفة لطلاب الباكالوريا ل: م عابد الجابري و آخرون .ولقد كان هدا القرار نابع من الوضوح الاديولوجي لهدا الكتاب ,أي أنه لا يمارس الخبث الاديولوجي باسم الموضوعية كما هو الحال بالنسبة للمقررات الجديدة.ولقد كان هدا القرار في عهد وزارة عز الدين العراقي بالإضافة إلى قرار إغلاق معهد العلوم الاجتماعية.لكن لنا اليوم أن نتساءل عن مضمون هدا التشجيع الذي سمعنا عنه الشيء الكثير؟

لقد كانت أحداث 16 ماي محطة مهمة جدا أدت بقدرة قادر إلي تشجيع الفلسفة التي كانت بالأمس القريب مسرحا للقمع والطرد الذي مارسه النظام في حق حرية التفكير .فما الجديد في هده الولادة الجديدة؟

إن الأنظمة اللاديمقراطية و اللاشعبية كما نعلم دائما تفعل كل ما في جهدها من أجل البقاء وسبيلها في دلك هو تسيد المقاربة الأمنية على كل مبادراتها و برامجها. وتشجيع الفلسفة في المغربي اليوم ليس بمعزل عن هده المقاربة.

ان تشجيع الفلسفة اليوم ماهو في الواقع إلا تشجيع لخط فكري يساند التوجهات السياسية للنظام السياسي القائم.

فادا كانت المقاربة الاجتماعية أو مايمكن أن نسمه بفلسفة التغيير الاجتماعي هي السائدة في الفترة الماضية التي أنتجت الأعداء .فان النظام لن يعد الخطاء مرة ثانية بل هده المرة سيقوم بتسيد المقاربة البنيوية و التفكيكية – المعبر الفكري والاديولوجي للبرالية –هدا الخط الفلسفي الدي لم يقوم بشيء في الواقع سوى إبعاد الفكر الإنساني عن الانشغالات الحقيقية للبشرية.ففي الزمن الذي يموت فيه الأطفال بين أسنان الدبابات في فلسطين والعراق و في افريقية السمراء.يأتي ميشل فوكو هدا الفيلسوف المريض ليحدثنا عن الجنسانية وعن الجسد وتاريخ الجنون.دون أن يدر رأسه قليلا إلى البحر الأبيض المتوسط ليرى الشبان الأفارقة علكة بين أسنان سمك القرش, بل ليرى الفتيات في زهرة العمر وجبة جاهزة للحيوانات الخليجية.أينك يا ماركس لتقول لفوكو وأمثله ,أن المرء ادا أرد أن يكون تافيها ما عليه سوى أن يدر ظهره لهموم البشرية .

إن تشجيع الفلسفة اليوم لا يخرج عن هدا الخط.فالفلسفة لم تعد داك التفكير النقدي الحر .بل أصبحت مجرد أفكار يتم تلقينها لطالب ومطالبته بإعادة إنتاجها في الامتحان لا غير .