رمال القحط


رضا لاغة
2015 / 12 / 2 - 19:21     

خرج بفضول من المنزل. شاهد الشعب جالسا وهو يبكي على قوت يومه الضائع. جرّب فكرة الجلوس على مقربة منه فيفرط في البكاء حتى ليكاد يحطّم رأسه الذي يهزّه هزّا . تأجّجت في صدره حماسة رجل لا حيلة له. سأل بتثاقل :أنت إذن جالس هنا؟
تحدّث بمزاج معتدل:أرسلتك الحكومة لتزرع الفوضى؟
قال بضمير مكدود : لا.
كانت هذه اللا كافية لإشباع عاطفته ثم تعجّب ثانية: حضرتك سياسي؟
يجيب: بلى و لكنني مسرور بالكتابة عن الشعب.
قال:عظيم. نهض يريد الانصراف. أمسكه فقرفص متمعّنا فيه و كأنّه يشتمّ رائحة الحكومة التي تنبعث منه . قال: أنت منفتح على العالم؟
يبتكر إجابة لا تدل على أي شيء: العالم ، لا أقصد أن أكون فظّا و لكنه يعكّر طمأنينتي.
همس بكآبة : مخجل أن يعلّق مصير الشعب لمن ينتصر بغريزة فطنة تتوهّج منها سموم مهللة ليعيش بلا أصل و بلا شعب.
نهض مستنكرا: أنت تتفوّه بكليشيات سياسية. و ما قمنا به غير مسبوق في عالم السياسة
قال: السياسة التي لا ترتبط بقضية الشعب و لا تولد في حضن الشعب ، هي مسموعة عند الجمهور الغير متنور و لكنها تخفق في أن تتنفّس الهواء المنثور في الأجواء الصريحة للشعب. أعرف أنك متعطّش لزخرفة الانتخابات البلدية التي ستبدأ بعزف ألحانها قريبا و لكن ستجدني أضرب بأذرعي حتى لا أطعم شجرة أحزاب استيقظنا فوجدناها مزهوّة بحكومة نعرف أنها تستعدّ للرحيل .