مفلوك (ملبورن): في الثناء على الكانجرو


أسامة الخوّاض
2015 / 11 / 28 - 05:46     

قال المتنبي لابن جني: "هل تظن أنني أنظم الشعر من أجل هؤلاء المفاليك ؟ إنما أصنعه من أجلك أنت ، لتنظر فيه ، وتطَّلع على أسراره".
____________________________________________________
زفرةً،
آهةً،
دمعةً،
يهطل المطر الأستراليُّ،
ملبورن تصحو من النوم مرهقةً،
ومكحَّلةً ببقايا نعاس شواطئ "يارا" الجميلةِ،
يستذكر الكانجرو لون محْنتهِ الزينبيَّ،
ويقفز من حسْرةٍ،
نحو أخرى،
على سهْل عِنَّتهِ،
وشظايا فحولتهِ،
في مواقيت تفكيرهِ في الكآبةِ،
و الانتحارْ

يدفن الكانجرو قيئهُ،
ذات قحْطٍ تراءى لهُ،
فتلاحقهُ عِنَّةُ الجسدِ الشاعريةُ،
حين يعالج نثْر الحياة بروح مفاليك ملبورنَ،
يخْشى –حِفاظاً على ما تبقّى له من مباهجَ- شيئاً وحيداً:

"عنّة الروحِ"،
و الهلْوساتْ

شَرِق الكانجرو بهزائمهِ،
ثمَّ أدمنها مثْل إدمانه للكحولِ،
تأمَّل صورتهُ في مرايا الفتى "العاجباهو روحو"،
و في أوَّل العمرِ،
حين تقاعدَ،
محْتقباً بيضة الديكِ،
شاهد في هلْوسات محاق كوابيسهِ،
قمراً للسعادةِ،
كان يلوِّح للكانجرو هاتفاً:

See ya laytah
See ya laytah
See ya laytah