الى صديقي الشاعر ابراهيم البهرزي..نعدك لن تكون وحدك !


قحطان جاسم
2015 / 11 / 26 - 00:26     

انت الآن خلف القضبان ياصديقي ، هل نسيك الاخرون وهم يمضون الى احتفالات التتويج الشعرية ومهرجانات الكذب الادبية المدفوعة الثمن ..هل اخترتَ السجن بنفسك ؟ اليس هو ذنبك لانك لم تحتمل البقاء في فضاء مفتوح يحتشد فيه السرّاق والقتلة ؟ انه اختيار غريب ياصديقي .. ان تواصل صوتك عاليا وان تصرّ على ان لا تبادل حريتك ومواقفك بفضاء ملغوم بالرياء والكذب فارتضيتَ السجن.. اختيار غريب ومدهش..! كان بامكانك ان تساوم مثل آخرين؛ فتكون مرةً متسامحا ومرةً اخرى طيبا ومرة ثالثة محايدا و في المرة الرابعة تتقنع بالعبارات الجميلة المقبولة من الاعداء والاصدقاء.. هي صفات صارت مقبولة ياصديقي للتسويق وتمشية الامور وكسب اصدقاء جدد وتحقيق مصالح والحصول على اموال..ربما تنفعك في شيخوختك؟ لماذا ياصديقي ، الم تعرف انه زمن بائس ..امسى كلّ شيء فيه يباع ويشترى..كان بامكانك ان تكون تقدميا ووطنيا وديمقراطيا او ، ولو كان ذلك من باب التباهي ، متدينا ، على طريقتهم .. حيث يمكنك ان تقضي حاجتك كلما اقتضى الامر ، كان بامكانك أن تكون محبوبا من الجميع، كما يفعل العديد هذه الايام !! لكنك لم تقبل ذلك.. أعرف ذلك، لم ترتضِ ان تضحي بصدق الشعر من اجل فضاء موبوء بالخراب والخديعة ، اخترتَ ان تقول كلماتك التي لا تملك غير صدقها وصفائها عاليا ، قصائدك ، قصائد المثقف النبيل، واخترتَ ان يكون لك موقف .. واخلاق انسانية ..كنتَ تعرفَ ان المثقف هو الموقف .. وموقفه ان يقف مع الانسان ، حريته وذاته واختياراته، وان لا يرهن ارادته للخوف والمساومة الرثة.. لانك تعرف ان القصائد لا تحدها قضبان .وانها ستتسلل الينا كل لحظة مثل روح خفية ، لتهز فينا روح الكبرياء والمواجهة والامل. فطوبى لك اختيارك .. نعدك لن تكون وحيدا...ستكون معنا دائما نحن الذين نحبك مثلما نحب شعرك ، وسنلتقي بك مرة اخرى ، لان القتلة والسرّاق لن يتمكنوا من تلويث نقائك..