|
غلق | | مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار | |
|
خيارات وادوات |
|
صرخة في مشهد
هناك لحمة غامضة ترغمنا على فعل أشياء تخترقنا ، لها لمعان عميق في ذواتنا ؛ حتى أننا لا نكاد نفهم ما يجري، فنرتكب أفعال تشوه المعنى. سيقال إنها صورة كاذبة لشخصية مبتورة تتباعد ، مهما حاولت التنقيب عنها عن ميدان العقل . شخصية أفعالها سرّية و مرفوضة و ربما مرضيّة . إنها تنازع نمط كينونة العقل و إبداعاته باتجاه الإفراط في الثرثرة التي تنتج نكبة ، مؤامرة و تصميم يتصالح مع القتل و يفصح عن مفترضات عصر ما . إننا بتعبير فوكو " نفكّر داخل فكر مغفل و قاهر" تسطع منه لحظة موت الآخر و التنكيل به و تشريده من أصقاع الوجود. نتحدث عن ثقافة متوحشة تسيّجها تأويلات نافرة للعقل . عن فكر تاريخي يشكّل إيديولوجية مغلقة تطعن في الحداثة ، تسرق منّا معنى الفرح الذي يوشّح العالم. تهرب بنا من تأويلية الوجود الصدوق الذي أخبرنا عنه هيدغر حين بيّن أن " الإنسان كان مستعدا منذ البدء لكي يضفي معنى على العالم" إلى حذف الوجود كسيرورة يتوالد منها المعنى. هذا الهجوم على المعنى الضّاحك للحياة هو صدمة للعواطف و شذوذ داعر يقوم على إستراتيجية لها ولع بعالم غير آمن . عالم يسلّم فيه الإنسان حريته فيبدو الوجود مظلما و متحقّقا في ما يناقضه ، في العدم لا بالمعنى السارتري بوصفه شرطا لوجود الموجود بل بالمعنى الذمّي ، أي العدم كخطوة خاطئة تسلب الآخر حقّه في البقاء. العدم الذي تلمع خلفه صورة ضحايا الإرهاب الأبرياء . العدم الذي يلعب بمصير الذات فيصنع الجحيم ليمرّ الوجود صامتا . قال نيتشه ذات مرة : إن الحقيقة تقتل ذاتها حين تكتشف أن أساسها على خطأ ". أليس الإرهاب اعتقاد مزعوم لإقحام الإيديولوجي في الوجود ؟ و ما عساه يكون المعنى المشيّء و النمطي للوجود الاجتماعي غير ذريعة لصالح دوغما موجّهة منتقاة من فهم خاطئ للدين و للمقدس.
|
|