يا حبيبتي يا داعش ,, كل ده يطلع منك ؟


شامل عبد العزيز
2015 / 11 / 16 - 13:35     

كم تمنيتُ أن لا أكتب كثيراً مما كتبته سابقًا !
اختزال جميع ما نحنُ فيه بسبب واحد ليس من المنطق في شئ ولا من العقل ولا من الحكمة كذلك ,, ليس من المعقول أنَّ ما يجري يعود لعامل واحد .. حصر الكوارث الرهيبة والآفات الاجتماعيّة بسبب واحد لم يقل به أحد من الدارسين وأهل الاختصاص و الشأن كذلك ومراكز البحوث .
إذن لماذا يحاول البعض حصر جميع معاناتنا بسبب واحد وحيد ؟
الجواب : لله في خلقه شؤون وشجون !!
لماذا يحاولون تجاهل باقِ العوامل ,, هل هم جبناء أم منافقين أم في صدورهم غل أم كونهم مرضى ؟ مثل الاستبداد والحكم الفرديّ وعدم وجود الدولة الوطنيّة وعدم قيام النخب المثقفة بواجبها الحقيقيّ وفشل جميع الأحزاب العربيّة وهيمنة الدول الكبرى على المنطقة وخضوع الطغاة لأجندات خارجيّة والصراع الدوليّ – الإقليميّ – المحليّ بحيث احتلت دولنا المراكز الأولى في سلم التخلف العالميّ ؟
هذه الرؤية رؤية قاصرة – ضيقة وثقافة معطوبة مع الأخذ بنظر الاعتبار حسن النية عند هؤلاء فيما يطرحونه !!
منذ أوّل انقلاب في بلادنا العربيّة ونحن ننحدر للحضيض بحيث وصلنا لحالة لا يمكن علاجها ببعض الآراء المتناثرة هنا وهناك .
في خضم هذا الصراع الدامي وما يدور في العالم عمومًا ومنطقة الشرق الأوسط خصوصًا ليس من الحكمة أن ننظر لهذا الصراع من منظور ضيق ونصرخ ليل نهار دون فائدة ودون جدوى .
هذا شئ يدعو للسخريّة حقًا ويدخل في باب البلاهة كذلك ..
هي مجرّد أسئلة ساذجة مع العلم أن الأسئلة الساذجة هي الأهم ؟
يقول ميلان كونديرا :
"وحدها الأسئلة الساذجة هي الأسئلة الهامة فعلاً . تلك الأسئلة التي تبقَّ دون جواب . إن سؤالاً دون جواب حاجز لا طرقات بعده . وبطريقة أخرى : الأسئلة التي تبقَّ دون جواب هي التي تُشير إلى حدود الإمكانات الإنسانيّة ، وهي التي ترسم وجودنا ." انتهى .
سبق وأن ذكرنا الكثير من الأمثلة حول انشار ظاهرة الإرهاب وعدم حصرها بسبب واحد ولكن يبدو بأن الكثيرين لديهم مأرب لا يعلمها إلاّ الله والراسخون في العلم .
المسلمون أكثر من مليار وخمسمائة مليون فهل يدخلون جميعهم تحت مظلة الإرهاب ؟
داعش في أقل التقديرات 50000 مقاتل وفي أكثرها 100000 ولو أني أشك في هذا العدد " مائة ألف " فهم أقل من ذلك .. ومع ذلك ما قيمة 100000 مقابل مليار وخمسمائة مليون ؟
في فرنسا على سبيل المثال عدد المسلمين " من العرب وغير العرب " 8 مليون في أعلى التقديرات " الأكثريّة من شمال أفريقيًا ولكن وزير الداخليّة الفرنسيّ كازنوف يقول بأن عدد المنضمين تحت لواء داعش 571 فقط . فهل يؤخذ المرء بجريرة غيره ؟ هل يجوز من باب الإنصاف التعميم ؟
على سبيل المثال :
أرتكب الجنود الأمريكان في العراق جرائم بشعة في السجون العراقيّة خلال فترة الاحتلال وهي جرائم معروفة للعالم بأجمعه - يندى لها جبين الإنسانيّة – فهل جميع الجنود الأمريكان على نفس الشاكلة ؟
هذا بلد الحريات والليبراليّة وتمثال الحرّية يرتكب في القرن 21 أبشع الجرائم التي تناولتها الصحف الأميركيّة واعترف بها مرتكبيها ونشرتها الصحف العالميّة ناهيكم عن جريمة الاحتلال نفسها وأكذوبة أسلحة الدمار " الفارغ " !
هذا مثال بسيط وعليه يكون القياس .
كم عدد المسلمين الذين يعيشون في العالم الغربيّ ؟ بالملايين .
هل جميعهم دواعش مثلاً ؟
أعضاء هيئة الحوار المتمدن جميعهم من جذور إسلاميّة وجميعهم يعيشون في الدول الأوربيّة فهل هم دواعش – إرهابيين ؟
طبعًا هذا ليس معناه تبرئة التراث والمناهج الدراسيّة المختارة والتي تصب في مصلحة الطغاة في بلادنا والأقنيّة الفضائيّة الطائفيّة – سُنيّة – شيعيّة – مسيحيّة .. جميعها تصب الزيت على النار في ظل ثقافة هالكة متهالكة وأميّة وفقر وجهل وباقِ الآفات الاجتماعيّة ..
يقول سمير عبيد – التونسي – في تعليق له على منشور ليّ بعنوان العولمة :
في ظل عولمة الاقتصاد و الاتصال و المعرفة صار العالم قريّة ..فلا يمكن بأي حال من الأحوال عزل أيَّ ظاهرة عن رقعة جغرافيّة من العالم ...الإرهاب أيضًا تعولم لأسباب و أخرى . فعدم تكافؤ فرص الحياة الكريمة و الغطرسة الغربيّة و تدخلها في كل الأوطان و أمام ضعف البنيّة و النقد الثقافيّ الموروثيّ للإسلاميين يرتد الآخرون للتعصّب و العنف بل للانفجار ضدّ الحياة....أزمة الحضارات في عدم التوفّق للتواصل الحقيقيّ على أساس عدالة الإنسانيّة بمفهومها الكونيّ .. لما تُحاصر الذات أمام الواقع و تختنق دون حلول يصير الموت في حدّ ذاته حلا ّ... – انتهى .
ما العمل ؟ ما العمل في ظل هذه الظروف ؟ هل هناك علاج واحد وما هو ؟ وكيف ومن سيقوم به وفي أي بلد ؟ وكم سنحتاج من الوقت ؟ كيف سيرحل الطغاة وكيف سيتم تبديلهم وكيف سنضع برامج جديدة ومن سيقضي على الآفات الاجتماعيّة ومن هو البلد المرشح لكي يفعل ذلك ؟ من سيعالج كل شئ وماذا يملك ؟
من وصايا اجتماع فينا 2 يقول – ستة أشهر من اجل وقف إطلاق النار – وثمانية عشر شهرًا خلالها تجري الانتخابات .. يعني عامين ,, يا سلام ؟ هذا في سورية .. !! طيب ..
إذا توقف القتال " يمكن بالمشمش " في سوريّة اليوم فإنها سوف تحتاج إلى ما بين 400 – 500 مليار دولار لكي تعود إلى ما قبل 15 أذار 2011 " على أساس كانت سويسرا " ؟ يجب علينا أن نقوم بحملة جمع التبرعات من أجل إعمار سورية ؟
أذكروا لنا أسم دولة عربيّة – قائد عربي – حاكم – فيلسوف – حكيم – كاتب في الحوار المتمدن – كاتبة – معلقة – معلق ,إلخ .. يستطيع أن يخرجنا من عنق الزجاجة ؟
إذا الأمر مجرّد كلام فما أسهل الكلام ولكن ما أصعب الفعل ؟
إذا الأمر مجرد مقال فهناك أكثر من 10 مليار مقال و25مليار بل يمكن أن يكون هناك أكثر من هذه الأرقام ,, تعليق وتغريده ومشاركة ومساهمة – خصوصًا اهل اللهجة العاميّة – الأذكياء ؟
بناء الدول لا يكون بالثرثرة ولا بالمناكفات ولا بالخزعبلات ولا بالتغريدات – هذه مسائل للتسلية لا تقدم ولا تؤخر ..
بناء الدول يحتاج لرجال عظماء – جورج واشنطن – ديغول – بن غوريون – أتاتورك – مهاتير على سبيل المثال لا الحصر .
لا بشار ولا ناصر ولا صدام ولا أحزاب فاشلة وصوليّة ونخبة منافقة متزلفة للطغاة ..
هذا من جهة ومن جهة ثانية سبينوزا وكانط وفولتير وروسو وفوكو ... إلخ ..
بناء الدول يحتاج لتضحيات ودماء والتاريخ خير شاهد .
هم بنوا دول ونحن بنينا مزارع .
هم أنتجوا ونحن استهلكنا – استهلكنا كل شئ حتى فلسفتهم وأفكارهم – نحن مسخنا ما قدموه – نحن نكرر ونثرثر كل يوم ونعزف على أسطوانة مشروخة مملة لم تعد الأذان تستيغها ..
هل بظنكم أننا دول ومواطنين ؟ هل هذه هي الثقافة التي سوف تجعلنا – لا سامح الله – مثل دولهم – لا يوجد شئ يشبه ما فعلوه وما قدموه .. كل أفعالنا لا اثر لها على أرض الواقع .. الحقيقة الوحيدة هي أننا رعايا لطغاة لا غير ومن يقول بغير ذلك عليه بالدليل – الدليل العلميّ المشاهد المحسوس وليس الدليل الإنشائيّ فالعرب من جهة أمة صوتيّة ومن جهة ثانية بلاغيّة ..
منذ وجودها وهي تابعة تارة للشرق وتارة أخرى للغرب .. للساسانيين في قديم الزمان من جهة الشرق وللبيزنطيين من جهة الغرب واليوم لم يتغير ولم يتبدل أي شئ .
حول داعش :
لفت انتباهي تعليق الصديق إسماعيل الجبوريّ على مقاليّ – سبتمبر باريس - عندما قال وهنا سأقتبس جزءاً من التعليق :
داعش تنظيم إرهابي مُخترق من قبل العديد من مخابرات دول المنطقة وبعض الدول الغربيّة بما فيها أمريكا وإسرائيل . السؤال المطروح من له مصلحة في تفجيرات باريس اليوم ؟ انتهى .
الدكتور إسماعيل الجبوري يرّ بأن جناح سوريّة إيران روسيا ومن يقف معهم وراء هذه العمليات الإرهابيّة لكون فرنسا داعم حقيقي للمعارضة السوريّة .. كلام الصديق إسماعيل الجبوري قاله اليوم الدكتور جمال سلطان متخصص في الجماعات الإسلاميّة في مقال له على صحيفة النبأ وكذلك الدكتور طارق شندب أستاذ العلاقات الدوليّة .. كل شئ ممكن ,, تزامن هذا التعليق مع ما نشره الزميل حميد كشكولي على صفحته – الفيس بوك - عندما قال أن رسالة من صديق فرنسي وصلته وهذا نص ما نشره الزميل حميد كشكولي :
(بعث ليّ أمس أحد أصدقائيّ الباريسيين بعد الجريمة الإرهابيّة رسالة جاء فيها :
الساعة الرابعة صباحًا مع الأحداث الباريسيّة:
كل شئ تمام بخصوصيّ ولكن لا نتسرع ما أعتقد أنهم الدواعش , عندنا كل شئ ممكن , النظام ضعيف ومكروه والمشاكل الاقتصاديّة كثيرة هذه متل 11 سبتمبر فيها شئ وراها ، أول حاجة تبعث على الشك إنه أحد الاعتداءات صار قرب الملعب
الفرنسي وفرانسوا هولاند حاضراً في المباراة!!! عمرها صارت هذه في التاريخ !!!... سننتظر وسنرى .. ) انتهى ..
سأصيغ السؤال بطريقة أخرى " كيف استطاعت داعش التوصل إلى أن الرئيس الفرنسي والوزير الألماني سيكونان حاضران مباراة كرة القدم بين بلديهما ؟ هل داعش تملك هذه القدرة ؟ هل هي الصدفة ؟ لا أحد في الكون يستطيع معرفة أن الرئيس هولاند سيكون من بين الحضور فكيف " ؟
8 أفراد قاموا بعمليّة رهيبة في ستة مواقع في وقت واحد تقريبًا ,, فيها من الذكاء واختيار الوقت والدقة والتنفيذ وحمل الأسلحة ودخول المسرح والتقرب من الملعب وباقِ المناطق .. هل هذه أسئلة تدعو للتفكير أم لا ,, لا قيمة لها مثلاً عند البعض .. هذا ليس معناه – نظريّة المؤامرة الحمقاء – بل هذا شئ يدعو للتفكير طويلاً قبل أن نقول رأينا بصورة جازمة .. إذا كانت داعش بهذه القدرة والمقدرة فأنا اعدكم بأنها سوف تحكم العالم قريباً وأن جميع مخططات المخابرات العالميّة لا قيمة لها ولا تساوِ شيئاً أمامها !عجيب !
يقول الزميل جاسم محمد كاظم في تغريدة له على صفحتي :
( هذولة 5 لو 5000 شلون ) ؟ يقصد منفذي الهجمات الإرهابيّة في باريس ..
سؤال ساذج أخير :
وجود جوازيّ سفر أحدهما سوريّ والثاني مصريّ قرب " جثتين محترقتين متناثرتين " فلماذا لم تحترق الجوازات ؟هل مصنوعة من الحديد مثلاً ؟
ربما !!