التحزب والتنظيم - إلى مكتب محليه النجف للحزب الشيوعي العراقي


حسنين محمد علي
2015 / 11 / 14 - 11:01     

رسالة الى رفيق
إلى الرفيق احمد عباس ومن خلاله إلى مكتب محليه النجف للحزب الشيوعي العراقي
حينما لم يبق وجه الحزب وجه الناس قد تم الطلاق
ارجوا إن لاتخاذ المسالة على نحو شخصي
إذ إن ما كنا نأمل او نحلم بة من مستقبل أو عالم أفضل كان يتبخر كلما كلما قرأنا او اجتمعنا مع اي من الكوادر القيادية في الحزب لذلك فلقد اتخذت قرارا طالما اجلتة رغم عمر انتمائي القصير في صفوف الحزب الا وهو الانسحاب نهائيا من الحزب الشيوعي العراقي لا لاني لا أؤمن بالماركسية اللينينة والصراع ضد القوى الظلامية ولكن أقولها بمنتهى الصراحة إني لا أؤمن بقيادة تستلم زمام أمور الحزب، إن هذه القيادة التي تدعي النضال ضد البرجوازية والامبريالية هي في حقيقتها ناقعه في برجوازية فكرية وذيل علني لأحزاب الإسلام السياسي العميل والسلطة الفاشية. إن من العار بعد كل ما نعانيه إن يرسم مصير حزب مجموعة من البرجوازيين الوضيعين الطفيليين الذين يعيشون في قعر البرجوازية الوضيعة، ومن مدن الضباب يريدون ان يوضحوا لنا الرؤى ومن مدن الجليد يريدون إن يخطوا لنا طريقا للنضال أنها فعلا مهزلة ان يقود العمال والكادحين مجموعة من البرجوازيين العفنين الذين سقطوا في أحضان بريمر ومجلس حكمة المشبوه ومن المغيبين عن الوعي والمعتاشين على أموال اللجوء والميليشيات والمتباكين على الحركة العمالية من اجل مجموعة من الدولارات يأخذونها من هذه المؤسسة او تلك المنظمة.
لم يكن الحزب الشيوعي الذي اسسة الخالد فهد عبر تاريخه إلا حزبا يسعى إلى تغيير الواقع السيئ للجماهير انطلاقا من إيديولوجية ثورية ترفض المهادنة والخضوع ولم يكن يوما حزب مواقف إعلامية أو لقاءات صحفية بعيدة عن نبض الجماهير الكادحة وان القيادة البرجوازية الوضيعة الحالية هي التي جعلت الحزب يفقد التصاقه بالجماهير ويبتعد تدريجيا عن خطة الثوري المدافع عن حقوقها وصولا إلى مرحلة يكتفي فيها بالتحليل المقلوب للواقع من منطلق انتهازي لا ماركسي وكما قال الرفيق الخالد فهد ((مثلهم كمثل (( الماركسيين )) و (( الشيوعيين )) الكثيرين من أبناء الذوات والأفندية الذين ابتلى بهم العراق وابتلت بهم الشيوعية والماركسية ، أولئك الذين لا ينفكون ليل نهار من نقل عبارات ماركس _ انجلز _ لينين _ ستالين ، ويضعونها في غير محلها إما لغباوتهم وانفصالهم عن حياة الجماهير، او لغرض في نفوسهم ومثل هؤلاء كمثل خطيبة لا تنفك أبدا من تعداد ألوان المآكل التي ستتحف بها خطيبها بعد اقترانهما إذا ما جاءها بكتب تبحث عن فن الطبخ ولم تنس هي أبدا من إن تعده وتقسم له أغلظ الإيمان بأنها ستبقى له قلبها ونفسها ابد الآبدين وتفدي يهما في سبيل خدمته وسعادته ، ولم ينس العريس ان يأتيها في ليلة عرسه بمجموعة من الكتب التي تبحث في فن الطبخ وبمثلها تبحث في وفاء الزوجات ، وفي اليوم الثاني فتحت العروس كتبها وانتقت لونين من الطعام كبة برغل وسلاطة فاصوليا بالزيت _ فكتبت ما تحتاجه من السوق لتهيئة المطبوخ ، وعندما جلسا إلى مائدة الطعام وجد الزوج إمامه شيئا لا هو كبة برغل ولا هو بالشوربة ، أما الفاصوليا بالزيت فقد حـاول عبثا ان يسحقها بين أسنانه لانها كانت اقـرب إلى سلاطـة ((باسورك)) من سلاطة فاصوليا بالزيت .
ان تلك العروس المدعية كانت قد ضبطت اوزان ومقادير المواد المطلوبة للطبخة ، كما ضبط أولئك المدعون الأغبياء أقوال ماركس وانجلز ولينين وستالين وحفظوها عن ظهر قلب ، ولكنها لم تراع الوقت المناسب لوضع كل جزء من الأجزاء التي تتألف منها طبخة الفاصوليا بالزيت ، فوضعت الحامض مباشرة مع الأجزاء الأخرى فاستعصى طبخها . إما الكبة فان ساعديها لم يتعودا الدق فكتلتها دون ان تلحم المواد ورمتها في القدر قبل ان يغلي الماء إذ أنها لم تكن قد اختبرت في حياتها متى وكيف يغلي الماء ولأفرق عندها اغلى الماء قبل وضع الكبة او بعده ، فكانت النتيجة أ ن تحولت كبتها الى طبخة لا اسم لها وذهبت أتعابها سدى وغضبت على عريسها الذي جاءها بتلك الكتب التي احتوت على تلك المعلومات الكاذبـة عن طبـخ الكبـة والفاصوليا ، وصممت في سرها أن تنتقم من عريسها بتحررها من وعدها بصيانة قلبها ونفسها له ولخدمته وسعادته . أنه في اليوم الثاني من زواجها انكشفت لها الحقيقة المرة ، حقيقة نظام الزوجية والضبط العائلي الحديدي فظهر لها بيتها الجديد كسجن مظلم إذ كيف تستطيع تلك الفراشة المرحة ان تحبس قلبها وقد تعود التنقل من دوح إلى دوح ومن زهرة الى أخرى ؟
كذلك الحال مع أولئك ((الماركسين)) و ((الشيوعيين)) الذين يحتفظون بكتب الشيوعية ويحفظون أقوال ماركس وانجلز ولينين وستالين عن ظهر قلب ولكنهم لم يستطيعوا إن يهيئوا طبخة كبة شيوعية إذ أن سواعدهم لم تتعود على العمل ولأنهم لا ينتظرون حتى يغلي الماء لطرحها في القدر ، لأنهم يخافون شخير الماء الفائر وفرقعته ولأنهم يتصورون إمكانية انفجار القدر وإصابتهم برشاش الماء الفائر ، ولانهم دائما يضعون الحامض قبل نضجه ، فيستعصي الشئ المراد طبخه . وان أبى الناس أكل طبخهم النيئ وشربتهم الكريهة أقسموا له أن طبيخهم ماركسي هيأوه حسب كتلوك ماركس ... الخ .
إما تعشقهم ﻟ-;-((الديمقراطية)) وحرية العمل والتفكير والتصرف ، فأنه يشبه تعشق تلك الفراشة العاهرة ، فالنظام والضبط الحديدي والتقيد بمقررات لاتتفق وآرائهم الخاصة المنبثقة عن رغباتهم الخاصة ، فهذه أمور لاتتفق و ((ديمقراطيتهــم)) التي تضطرهم على الدوام أن يتنقلوا كتلك الفراشة من مستنقع إلى آخر .
والطامة الكبرى هي خروج أعضاء الحزب وقيادته في تظاهرات مؤيدة لترقيعات العميل حيدر ألعبادي وانحسر دورة تماما كرافعة للنضال الوطني ومحفز للطبقات الكادحة للدفاع عن حقوقها التي تآكلت في خضم موجات الخصخصة وارتفاع الأسعار والضرائب وتراجع الدولة عن دورها في الرعاية الاجتماعية ولعل الروح النخبوية التي تحكم هذه الفئة المتسلطة على الحزب هي التي باعدت بينة وبين تحسس هموم المواطنين وجعلته غير قادر على تصدر حركة شعبية تحول تلك الهموم الى مواقف سياسية لها ثقلها.
ولا شك ان معظم أعضاء الحزب ( القاعدة الحزبية ) يشعرون بما اشعر به فأنني أكررها مرة أخرى واعلن انسحابي من تلك المؤسسة التي لم تعد حزبا شيوعيا ولم تعد تمثل العمل والفلاحين وجميع الكادحين في شئ.
رفيقي العزيز اكرر وفائي للحركة الشيوعية والنظرية اللينينة واستهجن القيادة المتعفنة التي احتكرت الحزب وقادته ليكون صفرا للشمال ولا احد يحسب له إي حساب وليس له إي دور ولكن على ما يبدوا ان من يمسك الكرسي سواء أكان حاكما أو معارضا لا يقدر على مغادرته.........
قال الشيوعيُّ الأخيرُ :
سأستقيلُ اليومَ
لا حزبٌ شــيوعيٌّ ، ولا هُم يحزَنون !
أنا ابنُ أرصفةٍ
وأتربةٍ
ومدرستي الشوارعُ

تحياتي الرفاقية
الرفيق حسنين محمد علي
الرفيق بهاء سليم
الرفيق علي العوادي
الرفيق علي عبد الحسين

الأربعاء 2/9/2015