أساطير إسرائيل من منظورين


فضيلة يوسف
2015 / 11 / 13 - 19:53     

إحياءً للذكرى تروي Lillian Rosengarten قصتها، وهي قصة ملفته للنظر: الهروب من ألمانيا النازية والفرار إلى الولايات المتحدة عام 1936، والتغلب على إرث الاضطهاد النازي على صحة أسرتها، حتى أصبحت مدافعة قوية عن الحقوق الفلسطينية. دعا فيليب فايس من Mondoweiss هذا الكتاب "مراجعة شجاعة وموجعة وضرورية للغاية أيضاً" .
كنت أحتسي قهوة ما بعد الغداء وأنا أسير قرب " Isaac Bashevis Singer Boulevard " في شارع 86 الغربي ،وهو حي يهودي تسكنه فئات من "الطبقة الوسطى" ، وأفكر مطولاً في الروابط بين نيويورك وفلسطين كما أتخيلها ، وحقيقية ما يجري في إسرائيل / فلسطين.
Lillian Rosengarten وRemi Kanazi من الأمريكيين الذين ينظرون إلى إسرائيل / فلسطين، في سيرتها الذاتية الجديدة ومجموعته الجديدة من القصائد، من خلال العرق وأيضاً من خلال عيونهم الأمريكية. كلا الكاتبين من سكان نيويورك وحزينون على طرد عائلاتهم من الوطن.
مانهاتن، دوامة الهويات الدائمة ، والمنزل العجيب لأبناء القومية اليهودية، والقناعة بأن القدرة اليهودية في الأرجنتين، اليمن وفرنسا والهند التي يُنتظر أن تنبت في فلسطين وعلى الفلسطينيين أن يقبلوا حكمها.
تجاهل Kanazi وRosengarten الأمر الجوهري اليهودي الذي يصف إسرائيل كدولة "يهودية وديمقراطية" رغم الرائحة العرقية الفاشية الصادرة عنها ، كتب Kanazi :
يقترب نظامك الظالم
من نهايته
وإذا أدركت ذلك الآن
أو لم تدركه
فإنك ستتحرر أيضاً
يرفض Kanazi وRosengarten أن تكون الثنائية (عرب، يهود) فقط، ويرفضان ترسيم العالم على أساس إما معنا أو ضدنا.
تطرق شعر Kanazi إلى تجربة حياة الفلسطينيين تحت الاحتلال وفي المنفى، ورفضهم لشطبهم وكفاحهم من أجل التحرر. يغطي Kanazi في مجموعته الجديدة، "قبل أن تسقط القنبلة التالية"، موضوعات تتراوح من وحشية الشرطة، الإسلاموفوبيا والعنصرية المؤسسية في الولايات المتحدة ، إلى الحروب التي خلقتها السياسة الخارجية الأميركية.
تمتاز مدينة نيويورك، بالأبعاد المتعددة وتحولات الهوية، يمكنك الاستمتاع بالعالمية البارعة والواقعية. وجد اللاجئون اليهود من الإمبراطورية الروسية الحرية فيها، وفي اسفل الجانب الشرقي من المدينة، لك الحرية أن تكون يهودياً، والحرية أن تكون أكثر من يهودي.
يربط الواقع الغريب والخيال نيويورك إلى فلسطين، ينظر بعض اليهود الأمريكيون منذ مئة عام عندما بدأ الاستيطان الصهيوني واليوم بإعجاب، إلى دولة يهودا الجديدة التي بناها الطرف القوي المنتصر اللطيف - بصرف النظر عن الخليط العرقي في واقعهم الأمريكي.
يقدمون شواقل صهيونية "لاسترداد الأرض" وبناء المدن، وتجفيف المستنقعات، وتزهير الصحراء ، وزراعة الغابات النباتية - وفي وقت لاحق عرفوا أن الغابات تُخفي أنقاض القرى العربية المدمرة. ثملون بإحياء "وطنيتنا" - موسيقانا ومطبخنا الوطني بحيث تتطابق مع الأساليب العربية الغريبة – تبدو الأمور خيالية، وينبغي أن تكون خيالية، لتناسب الكاتب I.B. Singer الذي كتب بلغة ال Yiddish المتلاشية.
لكن الخيال قد يعني عنفاً حقيقياً من الإرجون، و(شتيرن)، والهاغاناه، وجيش الدفاع الإسرائيلي، قرن طويل من الغزو القومي اليهودي في فلسطين، إلى أسلحة مبتذلة تقشعر لها الأبدان يتم اختبارها على العرب ليتم بيعها للعالم.
في تشويه للتاريخ والمكان ، تغير مصير القرى الفلسطينية بسبب الأندية الصهيونية في الأحياء الواسعة من مدينة نيويورك. جاءت عائلة Kanazi إلى بروكلين عام 1880 توقاً للعدالة وخسرت أرضها وحياتها.
كانت هناك تظاهرتين في نيويورك في 18 تشرين الثاني ضد الإرهاب، وقف اليهود الأمريكيون يلوحون بالعلم الإسرائيلي في شارع 48 ، مع بعض المسيحيين الصهاينة مرددين أن الله يبارك من يدعم إسرائيل .
وفي شارع 7 انطلقت تظاهرة مضادة من الفلسطينيين ومؤيديهم، ومن بينهم يهود من أجل السلام وجماعة ناتوري كارتا . الذين - شرحوا بإصرار للحشد مرة أخرى باللغة الانجليزية بلكنة اليديشية (وليس بلكنة العبرية) أن اليهودية ليست الصهيونية.
مدينة نيويورك - موطن اللاجئين من كل مكان – ترتبط بفلسطين لدرجة أن خرائط المترو ينبغي أن تُظهر محطات توقف في تل أبيب ورام الله.
كان حفل إطلاق كتاب Rosengarten في مكان في شارع Ludlow في الجانب الشرقي من مانهاتن يعني عدم قبولها موقف المؤسسات اليهودية في نيويورك.
في عام 1888، قبل 127 سنة وعلى بعد 12 دقيقة سيراً على الأقدام، احتشد اليهود المهاجرون في قاعة مكتظة يهتفون لمجموعة عشاق صهيون التي كانت تخطط ل"فكرة الاستعمار الفلسطيني"، كما وصفتها مجلة عبرية أمريكية لقد "خلقت الكثير من الحماس بين المتدينين في وسط المدينة ".
وكان هذا الاجتماع الصهيوني بعد 63 سنوات من اجتماع في بوفالو "نيويورك" عام 1825 ، لوضع حجر الأساس لوطن قومي لليهود في غراند ايلاند، نيويورك، على نهر نياجرا، ونظمه اليهودي العظيم من نيويورك مردخاي مانويل نوح.
وصفت Rosengartenفي كتابها طفولتها في أمريكا بعد العثور على ملجأ في نيويورك مع عائلتها عام 1937، بعد طردهم من ألمانيا من قبل النازيين . أثرت صدمة هذا الطرد على حياة العائلة ، حتى بعد استقرارهم ونجاحهم. تقول Rosengarten : "ما زالت طواحين جنون العظمة والاعتداءات تدور رحاها ومسارها المدمر:" آخر ضحايا المحرقة هم الفلسطينيون ." هكذا أفهم الأمور.
(كتب العالم الاجتماعي Irit Keynan بنفس اللهجة ، إسرائيل اليهودية غير قادرة على الشفاء من صدمة الضحية ، من الضرر النفسي لها، وتهاجم بغضب الضحية مهما كانت الظروف).
زارتRosengarten جامعة بيرزيت في التسعينيات من القرن الماضي ، وشاهدت الاستيلاء على الأراضي وبناء المستوطنات الإسرائيلية، ورأت أوجه شبه بين النازية وتهويد الأراضي. وسعت لجمع المعلومات عن النكبة، وبعد رؤية ما حدث للفلسطينيين. لخصت بإيجاز رد فعلها كيهودية غير صهيونية :
" تغير شيء مهم نتيجة زياراتي. وقد تحطمت أسطورة إسرائيل ك" منارة للضوء " للعالم بشكل نهائي . شعرت بألم كيهودية ولاجئة ، لم يكن الألم على حلم الصهيونية والجنة الآمنة لليهود، لأنني لم أكن صهيونية. لكن على الحقيقة المروعة أن اليهود، ضحايا وحشية "الحل النهائي"، أعادوا اختراع أنفسهم كمجرمين عنصريين من أجل تحقيق حلم الجنة الآمنة لليهود فقط ".
كتبت :لسنوات "ما زلت أحاول الدفاع عن اسرائيل ... لم أكن على استعداد لاكتشاف كيانين منفصلين ،اليهودية والصهيونية القومية بعد ..."
تقول في قصيدة :
تخيل ما أفكر به ...
كلاجئة من جنون النازية ..
عندما أرى شعباً فخوراً مرة ثانية
تتم شيطنتهم..
يطردون من أراضيهم...
ويُقتلعون من جذورهم .
يرسم Kanazi أوجه التشابه عبر الزمان بين إطلاق النار وضرب الفلسطينيين ، ضرب وإطلاق النار على الأمريكيين من أصل أفريقي ،الغضب الايرلندي في ظل الاحتلال، وكفاح الأوروبيين ضد قسوة الليبراليين الجدد:
بلعين، النبي صالح، أوكلاند ، أثينا. #غاز مسيل للدموع
في قصيدة حول "التطبيع" مع إسرائيل، كتب ما يلي:
ليس حماقة الاحتلال فقط
انه حق العودة
إنها المساواة لجميع الفلسطينيين
انه التحول
من دولة متفوقة
حصرية
إلى دولة
لجميع مواطنيها
...
سنعود
هذا ليس تهديداً
ولا أمنية
ليس أمل
أو حلم
لكنه
وعد...
تقارن Rosengarten بين التجربة اليهودية في ألمانيا، وتجربة الفلسطينيين في إسرائيل. وتقول: استخدمت المحرقة من قبل الصهاينة لخلق الشعور بالذنب والخوف، بالإضافة إلى المفهوم الأساسي العنصري في الصهيونية، تم الحفاظ على فصل الفلسطينيين ، عنصرية لدرجة تعليم الأطفال أن العرب قذرون".
معارضة Rosengarten للقومية اليهودية بسبب معاناة عائلتها من ذلك مماثل لمعارضة جزء كبير من يهود أمريكا واليهود غير الصهاينة الذين شعروا أن القومية اليهودية بعد المحرقة حاربت السم عن طريق صناعة السم.
يكتب كل من Rosengarten وKanazi الشعر، شاركت Rosengarten عام 2010 في "قارب يهودي إلى غزة" عبر البحر الأبيض المتوسط . " توجهنا إلى شواطئ غزة في محاولة لكسر الحصار وتعبير عن تضامننا كيهود مع الفلسطينيين"، وقد اعترضتنا مجموعة من الزوارق الحربية الإسرائيلية على بعد 36 قدم من الشاطئ وتقول: إن القوات الخاصة الإسرائيلية مصابة بأمراض نفسية وجنون العظمة" ، كان عمرها 75 سنة، ومعها على القارب اليهود العزل.
لفتت الألمانية اليهودية Rosengarten والفلسطيني Kanazi، الأنظار في أمريكا، إلى أن معاملة العرب الفلسطينيين من قبل اليهود في اسرائيل مماثلة لمعاملة الأمريكيين من أصل أفريقي في الولايات المتحدة، أو السود في جنوب افريقيا العنصرية. كانت منطقية كفاحهم من خلال رؤية أيديولوجية التفوق العرقي بشكل واضح، ودحض حجج "الواقعيين".
Rosengarten وKanazi، من أقدم المهاجرين في الولايات المتحدة وأحدث من رأوا أن اليهود في ألمانيا، والأمريكيين من أصل أفريقي في الولايات المتحدة والعرب في فلسطين، متشابهين بمعنى أنهم يعانون بسبب هويتهم .
الشائع عند الدفاع عن إسرائيل أن إلقاء اللوم عليها في الجرائم التي ترتكبها انتقائي ، هناك بلدان أخرى مذنبة - وضع العرب في إسرائيل ليس أسوأ من الأمريكيين من أصل أفريقي في الولايات المتحدة على سبيل المثال. حركة التضامن مع الفلسطينيين والأمريكيين من أصل أفريقي تقبل التحدي من هذا المنطق، البلدان مذنبان - "عندما أراهم، أرى أنفسنا "
(تدريب الإسرائيليين للشرطة الأمريكية على كيفية "السيطرة على الحشود في المظاهرات " ملحوظ، تلاقح التفوق الأبيض، والحكومة لقمع "غير المرغوب فيهم". ورغم أن الصراع في إسرائيل / فلسطين يبدو بين شعبين، إلا أنه صراع أيديولوجي بين شعبين ليس شرطاً أن يكونوا أعداء.)
تواجه Rosengarten مقولة تيودور هرتزل "أن اليهود غير آمنين بين الأغيار"، بمقولة أن غير اليهود غير آمنين بين القوميين اليهود. كما واجهت الفظائع، شاهدت سخافات القومية اليهودية:
"تطور إدراكي حول المشاكل داخل إسرائيل ببطء، بشكل مطرد، وبقلب مثقل، لأعيش مع الذكريات عن اللاجئين، جميع اللاجئين الذين شردتهم القومية العصبوية...
من وجهة نظري، فإن الشخص الذي يدعم ، دولة يهودية لليهود فقط، هو صهيوني ، يعارض المساواة في الحقوق بين اليهود والفلسطينيين ". إن اعتبار دولة إسرائيل تجسد الشعب اليهودي ، وأن الشعب اليهودي يمتلك الأسلحة النووية، هراوات الشرطة، "المياه العادمة" و "الاستجوابات القسرية" جنون. التعقل يعني كسر الروابط بين المعتقدات اللامعقولة والأعمال الوحشية.
مترجم
Abba Solomon