رحيل خليل كلفت مفكر حزب العمال و-ثورة الطلبة - وانتفاضة يناير 1977

راندا حسين
2015 / 11 / 9 - 19:44     

"رحل عن دنيانا الفانية ،خليل كلفت ، الكاتب والمترجم والمثقف والمناضل اليساري ، والمنظر الفكري لأهم حزب راديكالي وثوري عرفته مصر في السبعينات " حزب العمال الشيوعي المصري بعد صراع طويل مع مرض الكبد
عاش كلفت حياة صعبة ، حيث ارتبط اسمه بحلقة المثقفين اليسارية المتمردة في نهاية الستينات ، والرافضة للاستبداد والدولة البوليسية والارتماء في حضن السلطة والمناضلة من اجل التغيير الاجتماعي ت
لعب خليل كلفت والذي عرف بثقافته الموسوعية وانفتاحه على الثقافة العالمية كونه مترجما وناقدا ادبيا ومتقنا لعدة لغات دورا هاما في تشكيل حلقة ثقافية تمردت على المألوف واصدرت وقتها مجلة "جاليري 68" التي اعتبرت انجازا ثقافيا نوعيا ، والتقى في هذه الخلقة نخبة من اهم المثقفين الذين لعبوا دوارا رياديا في الثقافة المصرية، كما لعب دور المنظر والمفكر الأول لحلقة سياسية راديكالية اتسمت بطروحاتها الجذرية ، انتهت بتشكيل حزب العمال الثوري الذي قاد مع حلقات يسارية أخرى احداث فاصلة في تاريخ مصر بدأت بمظاهرات الطلبة عام 19681
وتواصلت حتى انتفاضة الخبز في 18 يناير 1977 والتي اتهمت السلطة حزب العمال بأنه كان اهم محركيها
يعتبر كلفت عبر طروحاته ، والذي كان يعرف باسم الرفيق صالح محمد صالح الأب الروحي لجيل ثوري كامل اتخذ موقفا متمايزا عن الناصرية ونقديا لها ومختلفا عن توجهاتها البوليسية ، وكان يعتبرها دولة العسكر وراسمالية الدولة التي تقودها البرجوازية البيروقراطية ، كما كان يرفض في ادبياته الاعتراف باسرائيل ويعتبرها كيانا اصطناعيا ، ويرفض التسوية وسياسات السادات بدءا من القرار 242 ونهاية بكامب ديفيد والمعاهدة المصرية الاسرائيلية ، ومعها بالتوازي كل سياسات الانفتاح الاقتصادي والهيمنة الامريكية
في 13 اكتوبر 1973 ، كتب خليل كلفت مقاله الشهير "ليس كل مايلمع ذهبا" وفيه فصل في وقت مبكر بين انتصار اكتوبر العسكري وادارته السياسية ، وتنبأ فيه بنهاية الحرب التي طالما حلم بها الشعب الى هزيمة سياسية على شكل صلح مع العدو الصهيوني
كتب خليل الورقة الاولى ، لمشروع فكري عن "نمط الانتاج الاسيوي" والذي اعتبر فيه ان مجتمعتنا لم تعرف الاقطاع بالمعنى الغربي، وان الوضع النهري لها جعلها تمر ما اعتبره اقطاع دولة ، لكنه لاسباب تتعلق بانشغالاته لم يكمل المشروع
غير خليل كلفت في سنواته الاخيره وخاصة بعد 30 يونيه كثيرا من قناعاته ، وطغت فكرة مواجهة اليمين الديني الذي بدى له كالكابوس على كتاباته مما ادى الى تراجع ملحوظ في اهتماماته لفكرة الانحياز والتغيير الاجتماعي
اترجم خليل عشرات الكتب الى العربية ، وكان له اهتمامات نوعية جدا مثل كتابه من اجل "نحو عربي حديد" علاوة على بعض الكتابات الادبية النقدية