|
غلق | | مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار | |
|
خيارات وادوات |
|
توضيحات بشأن الحرب المسعورة ضد تيار البديل الجذري المغربي -الجزء الأول-
بداية، أسجل أن كثيرا من الأعمال يسجلها أصحابها باسم الماركسية اللينينية، وهي لا علاقة لها بالماركسية اللينينية. لأن الماركسية اللينينية شيء، أي أنها علم، والحديث باسم الماركسية اللينينية شيء آخر، في أغلب الأحيان تستعمل كدعاية إيديولوجية فجة لا غير. لهذا، الماركسيون اللينينيون حقا يثمنون الأعمال انطلاقا مما تقدمه من خدمة لتقدم المجتمع سواء كانت صادرة عن الماركسيين اللينينيين أو عن غيرهم، وليس لأن أصحابها قد يتحدثون باسم الماركسية اللينينية. ولا يمكن لعمل يخدم تقدم المجتمع حقا أن يصدر عن أعداء التقدم. لذا، في تعاملنا مع أعمال المناضلين، وليس أي عمل، لا نحتكم للسانه، بل نتفحصه كعمل (كمضمون) في خلفياته وسياقاته وأبعاده ومراميه. ومن هذا المنطلق سنتوقف عند بعض أعمال "النقاد" الميالين ليكونوا "قضاة" و"حكاما" (لا ندري من نصبهم فوق جراحنا، ونحن دون غيرنا –هكذا-) باسم الماركسية اللينينية، الموجهة للبديل الجذري المغربي ولمناضليه في نسختها الأخيرة وبالتأكيد ليست الأخيرة. وأقصد نقاش محتويات "مقالات" هؤلاء "النقاد" والذين سماهم الكثير من المناضلين ب"المجتهدون"/"الشجعان". لان ما جاء فيها ليس نقاشا أصلا، لكون "انتقاداتهم" كانت مجرد خرجات حاقدة تهدف الى التشويش على مسار نضالي موفق ومنسجم وعلى معركة التعرية والفضح لمؤامرات العدو المحبوكة لاختراق الجبهات المناضلة. وأنا مقتنع بأن القراء والمتتبعين السياسيين، وخاصة المناضلين، ليسوا من السذج، بحيث لا يفرقوا الصالح من الفاسد في الكتابات. وهنا سأتوقف عند "مقال" تحت عنوان "بؤس الاجتهاد" لصاحبه محسين الشهباني، و"مقال" آخر تحت عنوان "كيف يستخلص الماركسيون اللينينيون الدروس من المغامرة الانتهازية الليبرالية البرجوازية الصغيرة لأصحاب البديل الجدري" لصاحبه عبد العزيز المنبهي. وهذان "المقالان" موجودان على الموقع المتخصص في قرصنة الرموز وسرقة النصوص الصحافية والمعروف ب"صوت الشعب" والذي يقوم بالدعاية لحزب البام المدعوم من طرف النظام. وابدأ بما جاء به "المقال" الأول "بؤس الاجتهاد" احتراما للتسلسل الزمني في الإصدار. نشر المدعو محسين الشهباني "مقالا" تحت عنوان "بؤس الاجتهاد" بسرعة البرق، مباشرة بعد نشر عزيز المنبهي ل"مقال"، أو بالتدقيق نشره لمركب من الكلمات القدحية والمتفجرة في الفراغ، بدون عنوان، واعتبره ردا على خاطرة (سموها "ورقة") للرفيق حسن أحراث معنونة ب"المجتهدون". وبعد تمحيصه من كل الجوانب، مع القفز والتجاوز لمعطياته المغلوطة، في محاولة استكشاف أساس فكرة النقد الموجه لمقال "التحاق الشجعان" تبين: أولا، إنه يفتقد للشرط الأساسي لعملية النقد في مثل هذه الحالات. لماذا؟ لأن عملية النقد تتطلب من المدعو محسين الشهباني إن وجد ما يعتبره تحريفا في نص مقال "التحاق الشجعان" (الذي يعود لسنة 1995 وليس 1992 كخطأ مفضوح، تناقله من بعده الصبية، يدل عن بعده عن تجربة مرحلة التسعينات، ولا تربطه بها سوى الثقافة الشفاهية)، فله الحق في انتقاده كما عليه حق تبيان الموضوع أو الفقرة الحاملة لفكرة الانحراف بنصها الأصلي، بمعنى اقتباس ما يريد انتقاده وتقديمه بكل أمانة وصدق ودون تقطيعه أو تحريفه للقراءة لكي لا يفقد معناه، وليس بالتعبير عنه بلغته الخاصة مهما كانت قدراته للتفوق في ذلك، وبالتالي تقديمه الى القراء لأن ذاك من حق القراء عليه، وأخلاقيا من حق الكاتب أيضا (صاحب المقال). وهذا الشرط أساسي لكي يعرف القارئ الموضوع أو الفكرة المحورية المراد نقدها من طرف الناقد لكي يتحقق بدوره من صحة ذات النقد من خطئه ويعرف الكاتب خطأه أو خطأ منتقده، لكي يساهم بدوره في تعميق معرفة أطراف الاختلاف. ومن بعد التقدم في شرح وتوضيح مكمن الخطأ، أو الانحراف، كما يحلوا له القول، بالحجة والدليل وبطريقة علمية من أجل تصحيح الانحراف أو الخطأ أو المنزلق وبناء معرفة سليمة متقدمة وثورية لدى القراء ولم لا للكاتب أيضا. لكن ماذا يعني غياب هذا المبدأ الأساسي في عملية النقد؟ أي ما معنى أن يقدم الناقد عن نقد مقال ما أو عمل ما دون تقديم المراد نقده للقراء، أي أحد المبادئ الأساسية لعملية النقد لما هو مكتوب؟ أليس ذلك هو تحويل القراء لمجرد خزان لرغبات النقاد والتعامل معهم كأقراص صلبة تستدعي الحشو؟ إن تجاوز ذات المبدأ، في العمق، هو مجرد تطفل على ممارسة عملية النقد، كما هو الأمر في مقال "بؤس الاجتهاد" والذي كان محوره شخص كاتب الموضوع باعتباره مشارك في ندوة سياسية حول المتطلبات السياسية في مرحلة تاريخية محددة، أي مرحلة التسعينات، وتحديدا كان الحديث عن مرحلة ما بعد الانهيارات الكبرى للمعسكر الاشتراكي، وليس محوره مادة موضوع الكاتب، المعبرة عن رأيه، شارك بها في ندوة سياسية. وبهذه الطريقة تختل عملية النقد ويتحول الناقد من النقد لمادة مقال الكاتب المعنون ب"التحاق الشجعان" الى التهجم على شخصية كاتب مقال "التحاق الشجعان" سيرا على منحى عزيز المنبهي في رده على خاطرة "المجتهدون" والذي استحيى كاتبها، عن صواب، الرد عليه. وهذا ما لا يليق بأدب الثوار ولا بأصول الأدب والأخلاق. فكيل التهم، أو أي تهجم مهما كان، لن يحدد شخصية الكاتب أو أي إنسان كان، كما لا يمكن للكاتب القيام بذلك، أي تحديد شخصيته بنفسه، ولو كان محاطا بهالة من القدسية. وهذا ما ذهب إليه كاتب مقال "التحاق الشجعان" في استحيائه الرد على التهجم، مقتنعا أن التاريخ هو الكفيل بتحديد والتقرير في ذلك، بقوله في كلمة مختصرة "بيننا التاريخ"، لاعتبار أن تضحيات وأعمال وجهود الشخص هي صاحبة الكلمة الأخيرة في تحديد شخصية الإنسان بشكل عام. لذا، فذات الأسلوب لا يكشف شخصية الكاتب بل يكشف في الحقيقة عن شخصية المتطفلين على النقد وعن أدوارهم المشبوهة ومستواهم الفكري والمعرفي والأخلاقي والسياسي.. أولا وأخيرا. فكما الحياة خبرت الإنسان بأن الصورة الجيدة أو المشوهة المعكوسة في مرآة هي دليل على مدى جودة المرآة من رداءتها وليس دليل على الشيء المعكوس. لأن استكشاف الشيء يستدعي دراسته وفحصه هو وليس الحكم عليه من خلال الصورة المعكوسة على المرآة. ولهذا يستدعي العمل التحقق من سلامة وجودة المرآة، وكذلك الأمر في موضوعنا، أي سلامة ما يعكسه دماغ الناقد انسجاما ومستواه المعرفي والسياسي والأخلاقي. وعليه فإن الانتقاد يجب أن يكون صريحا ودقيقا ويستند الى وثائق حقيقية وليس مجرد تخيلات واتهامات وهمية يستند اليها المنتقد، بسوء نية، ويتوصل منها الى نتائج بعيدة عن الواقع كما هو الحال في مقالات من سموهم أغلب المعلقين ب"المجتهدون"/"النقاد" في نقدهم/هجومهم على شخص صاحب خاطرة "المجتهدون"، وعلى تيار البديل الجذري المغربي، بدعوى النقد (وتم تحويل خاطرة "المجتهدون" بقدرة من صنف على قائمة لصوص الأعمال الصحافية والفكرية، بالحجة والدليل، ل"ورقة"). إن أمثال "المجتهدون" بمقدورهم خداع أنفسهم بدون انقطاع وبلا حدود وبدون توقف، سيخدعون أنفسهم بأنهم لم يكونوا لما يزيد عن عقد من الزمن من مناصري "التجميع" وحزب "النهج الديموقراطي" الإصلاحي وليس التحريفي (لأن حزب النهج الديموقراطي لا يدعي الماركسية اللينينية ولا الثورية بل خياراته السياسية إصلاحية واضحة لا لبس فيها) وأشياء أخرى قبلها وبعدها.. وهذا قدرهم، ولكنهم لن يكون بمقدورهم خداع الآخرين أو خداع كل الآخرين. لماذا؟ بكل بساطة، يمتلك القراء، أو الآخرون، إن أردنا القول، عقولا يميزون بها الحقيقة والصدق من الكذب والخداع. فالقراء أو الآخرون يحللون ويفهمون ويدرسون ويستوعبون حين يقرأون شيئا ما سواء كان جادا أو تافها، بعقولهم وليس بعقول "المجتهدون". إنهم يميزون صالحه عن فاسده، وصحيحه عن خاطئه، والعلمي عن اللاعلمي.
|
|