هذا برلمانكم لا يخصنا.. ولنا وسائلنا لتحقيق مصالحنا


الحزب الشيوعي المصري
2015 / 10 / 25 - 21:18     

رسالة المصريين بالعزوف عن الانتخابات:

هذا برلمانكم لا يخصنا.. ولنا وسائلنا لتحقيق مصالحنا

جاء عزوف المصريين عن المشاركة في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية بمثابة إنذار مبكر شديد الوضوح والقوة بأن البرلمان المقبل لا يمثله وإنما يمثل السلطة وفئة النصف في المئة التي تحتكر الثروة في مصر، وأننا مقبلون على فترة الانفجارات العفوية الغاضبة بعد يأس الطبقات الشعبية الكادحة والمنتجة من إمكانية تحقيق مصالحها عن طريق المسارات السياسية الطبيعية، التي سدتها الدولة بقوانين انتخابية معيبة وإجراءات وقرارات إدارية مفصلة لإنتاج برلمان يسوده الانتهازيون رجال كل سلطة والمليارديرات الذين أنفقوا عليهم وأتوا بهم إلى المجلس النيابي.

عزف المصريون عن الانتخابات لأن صبرهم، الذي حذرنا قبل شهور من أنه بدأ ينفد، قد أصبح عبئاً ثقيلاً عليهم، ورأوا أن الوقت حان لتوجيه رسالتهم للرئيس الذي انتخبوه بأغلبية ساحقة وفوضوه ليس فقط بمحاربة الإرهاب ولكن أيضاً بتحقيق أهداف ثورتهم في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، فلم يجدوا سوى المزيد من الأعباء والارتفاع الجنوني في أسعار السلع والخدمات، الأمر الذي تضاعف خلال الشهر السابق على الانتخابات بالمزيد من تراجع قيمة الجنيه، وبالتالي القدرة الشرائية للكادحين وأصحاب الأجور والمعاشات، وفي مقابل تحميلهم بالمزيد من الأعباء يرون السلطة تخضع دائماً لمطالب المليارديرات ورجال الأعمال والشريحة العليا من البيروقراطية في مؤسسات الدولة، فتعجز عن تطبيق الحد الأقصى للأجور، وتتراجع في فرض ضرائب على الأرباح الراسمالية في تعاملات البورصة، وترفض ترشيد الاستيراد فتنهار قيمة الجنيه، وتطلق العنان للقطاع الخاص الذي ترى أنه قاطرة التنمية ولحرية السوق الأمر الذي لم يعد موجوداً في أعتى البلاد الرأسمالية التي أصبحت الدولة فيها تتدخل بالتشريعات وبدور مباشر في الاقتصاد والسوق لضرورات الأزمات الاقتصادية أو المسئولية الاجتماعية.

وعزفوا لأن تغييراً وزارياً حدث مؤخراً ابقى على وزراء وأتى بجدد، أطلق العديد منهم تصريحات استفزازية للمواطنين.

وعزفوا لإحساسهم بعدم جدوى الانتخابات في ظل إصرار السلطة على تفصيل برلمان موال لها وإقصاء أية قوى معارضة، وهجوم الإعلام الحكومي والخاص طوال عام مضى وحتى الآن على السياسة والسياسيين والأحزاب وعلى الدستور الذي أقره الشعب بأغلبية ساحقة بدعوى أنه سيأتي ببرلمان وحكومة يعطلان الرئيس، وإصرار السلطة على أن تتم الانتخابات بلا سياسة وبلا برامج وبلا تعبير عن مصالح الطبقات الشعبية.

وعزفوا لأنهم لم يجدوا في هذه الانتخابات وفي الأغللبية الساحقة من المرشحين ما يعبر عن مصالحهم، ولم يجدوا قضاياهم الحقيقية ومطالب ثورتيهم مطروحة لا في ساحة الإعلام ولا في الدعاية الانتخابية، خاصة بعد اتخاذ قرارات دفعت القائمة الوحيدة التي كانت تضم عناصر اليسار والقوى الوطنية والديمقراطية إلى الانسحاب في اللحظات الأخيرة، وخلت الساحة لقوائم شكلتها أجهزة سيادية وأخرى شكلها مليارديرات وأنفقوا عليها إلى جانب إنفاقهم على مئات المرشحين على المقاعد الفردية.

العزوف هذه المرة لم يكن لدى الجميع بسبب عدم الاهتمام أو السلبية، وإن كان هذا السبب موجوداً عند قطاع من المصريين، ولكن أيضاً كان هناك حركة مقاطعة عفوية من قطاع كبير ومتزايد، خاصة من الشباب الذين أحسوا بإقصائهم وعودة أحلامهم في واقع أفضل يشاركون في صنعه ومستقبل يحمل الأمل والطموح إلى طي النسيان.

إن الحزب الشيوعي المصري، إذ يوجه التحية لمرشحي اليسار وبقية المرشحين الوطنيين والديمقراطيين الذين تبنوا مطالب الشعب وطرحوها في دوائرهم وخاضوا معركة سياسية بإمكانية مالية هزيلة في مواجهة إنفاق بالملايين من منافسيهم بلا طرح سياسي، سواء من لم يوفقوا أو من يواصلون بجسارة خوض معركة الإعادة، فإنه يؤكد أن رسالة المصريين في الجولة الأولى تقول بوضوح:

هذا البرلمان لا يخصنا ولم ننتخبه ولا يعبر عن مصالحنا ولا نثق فيه..

وإذا كان صبرنا قد ينفد فإن وسائلنا لتحقيق أهداف ثورتنا وأحلامنا المشروعة لن تنتهي.

الحزب الشيوعي المصري

المكتب السياسي

القاهرة 25 أكتوبر 2015