تجليات جمال الغيطاني تراجيديا كربلاء


ابراهيم الحيدري
2015 / 10 / 22 - 07:35     

تجليات جمال الغيطاني تراجيديا كربلاء

لقد استلهم الكاتب المصري الكبير الراحل جمال الغيطاني (توفي في القاهرة يوم 18 أكتوبر 2015) في كتابه "تجليات" من مأساة كربلاء ليجعل من الحسين ليس بطلاً فحسب، بل هو التحقق المادي الي يتجسد عبر الأزمنة في الأبطال المدافعين عن شرف الأمة وحريتها وكرامتها. فالحسين عنده النموذج الذي يتمثله الانسان رمزاً للاستشهاد، مقابل النموذج الشر، كرمز مناقض، في الوجدان العربي-الإسلامي. لقد حاول الغيطاني توظيف تراجيديا كربلاء توظيفاً حياً وعلى درجة عالية من التقنية الأدبية في اطلالته على تراث كربلاء، بالرغم من ان "تجلياته" هي سيرة ذاتية في قالب روائي فيه مسحة صوفية.
ان كربلاء عند الغيطاني محطة استذكار يلتقي فيها الكاتب مع الامام الحسين، في خياله، ويتحدث معه بلغة قلبه دون لسانه، بحيث لم يعد هناك فاصل بين التاريخ والواقع، بين الحقيقة والخيال، ليقارن بين ابن زياد_حاكم الكوفة، والحكام العرب ، في هذا الزمن المر، مثل كل شعراء عاشوراء، ليترك أمنية، هي الانتقام من الظالمين، أينما كانوا، مثل أولئك الذين تسببوا في مقتل الامام الحسين.
ونتيجة لإحباطاته في الواقع يلجأ الى مسجد الحسين بالقاهرة عله يجد في حضرته العزاء والسلوى.يقول:
وَلّيت قِبلة إمامي الحسين، وفاض أساي فخاطبته بوجهتي وليس بنطقي:
يا نبع الصفاء، يا مشرق المودة، تعذبني قلة حيلتي، وصعوبة الطرق، يا إمامي، لم يعد حالي حالي، جئتك ملوّعاً بالفقد.
يقول صاحب الثغر العذب المنكوث بعصا الظالمين:
- كل شيء بقدر.

للمزيد انظر: الدكتور إبراهيم الحيدري، تراجيديا كربلاء - سوسيولوجيا الخطاب الشيعي،الطبعة الثانية ، بيروت2015،ص 386-387