قصة حجب عصام الخفاجي لتعليقي


حسين علوان حسين
2015 / 10 / 5 - 23:06     

بتاريخ 4 / 10 /2014 ، و في العدد (4944) من الحوار المتمدن الغراء ، قرأت مقالة الرفيق الأستاذ عذري مازغ المحترم الموسومة : "نقض لأطروحة الأستاذ عصام الخفاجي في حواره في الحوار المتمدن" و التي أوضح فيها هذا المناضل النقابي الناشط في إسبانيا بأن الماركسية حية في الفعل السياسي اليساري في الغرب ؛ كما أشار فيها عرضاً إلى مقالة سابقة لي بصدد التحليل الماركسي للعمل المنتج و غير المنتج (أسماني فيها : حسن علوان) . و على غير عادتي بصدد المقابلات ، فقد أغراني موضوع الرفيق عذري مازغ المحترم لقراءة موضوع الأستاذ الدكتور عصام الخفاجي المحترم في محور مقابلات و حوارات : تأمّلات في الماركسية ومعنى اليسار في عصرنا .
و قد فهمت من مندرجاته – على حد جهلي الكبير – أن الأستاذ الدكتور عصام الخفاجي المحترم يعتبر أن الماركسية هي مجرد عمل نظري ليست إلا ، و عليه فهي ليست ، بل و لا ينبغي لها أبداً أن تكون "برنامجاً سياسيا بنائيا لما يجب أن يقوم" ؛ و إنها قد "ماتت أو تكاد كمرجعية للعمل السياسي أو كبرنامج تهتدي به الحركات السياسية" ، حيث "أن ماركس نفسه أستخدم ماركسيته لتبرير أحلامه الثورية لكن مجرى التاريخ أبى أن يتغيّر لإرضاء أحلام ماركس" .
كما أن الأستاذ الدكتور عصام الخفاجي يعتبر أن "الحركات الماركسية و الطبقة العاملة في الغرب باتت قوة رجعية معادية لقيم اليسار" و ذلك "لأن اليسار لم يتراجع بعد عن خجله و يعلن أن الرأسمالية و نظام الإقتصاد الحر تلعب دورا ثوريا حيث تساهم في تطوير الإقتصاد و تنشر المعرفة التكنولوجية وترفع البؤس عن قطاعات واسعة من المواطنين" . و يستنتج الأستاذ الدكتور عصام الخفاجي المحترم "إن المصالح الجوهرية للطبقات العاملة تكمن في تطوير الرأسمالية لكي تتطور مصالحها و ليس القضاء على الرأسمالية" .
و يختم الأستاذ الدكتور عصام الخفاجي مقاله بزبدة توكيده مرة أخرى : أن الشيوعية بشكلها الكلاسيكي باتت حركة ونظرية رجعية معادية للتقدم" .
و قد ذكرني ما هو مسطر في هذه المقالة من تحبيذ الأستاذ الدكتور عصام الخفاجي للرأسمالية بحكاية طريفة رواها لي رفيق فلاح في المشخاب عام 1973 عن تحبيذ البرجوازيين مؤداها ما يلي :

في مضيف الشيخ الفلاني ، تحدث نفس الرفيق الفلاح للحاضرين عن شرور الرأسمالية – التي أثبت التاريخ أنها أبشع نظام مبيد للبشر عرفته البشرية بلا منازع – و استغلال الطبقة البرجوازية البشع للطبقة العاملة . و بعد فراغ الرفيق الفلاح من كلامه ، سأله الشيخ :
- منو همّا ذولا البرجوازيين ؟
- الرأسماليين أصحاب الملايين ، طويل العمر .
- سودا أبوجهك على هاي الطرگاعة . بويا ، آنا عبالي البرجوازية هما الگواويد ، لو الگحاب ، طلعوا همّا الناس الغنايا إللي الله مفضل عليهم . بويا شمالك ؟ ما تخاف من الله تجيب طاريهم بالموزين و تشيل غيبتهم بالخالي بلاش ؟
- حاشاك و حاشا السامعين يا طويل العمر ، لأن لو ما البرجوازيين يحتكرون رزق عباد الله بجيوبهم چا ما بقى لا گحبة و لا گوّاد !

و عليه ، فقد كتبت للأستاذ الدكتور عصام الخفاجي المحترم تعليقاً بعنوان : "كوكتيل : بيبسي و إيبوكسي و بيروكسي" و ذلك للإشارة إلى طبيعة الجرعة القاتلة من الإيبوكسي و البيروكسي المحلاة بطعم شراب البيبسي التي يحاول الأستاذ الدكتور عصام الخفاجي المحترم عبثاً زرقها في جسد اليسار الماركسي . و بسبب انشغالي حالياً – من بين أشياء أخرى – بتبييض مسوّدات سلسلتي عن جورج أورويل للحوار المتمدن الأغر ، فقد وعدته باستكمال الحوار معه تفصيلياً في رد لي قادم . و لتلطيف الجو ، فقد رويت له الحادثة الطريفة أعلاه باختصار .
و يبدو أن الأستاذ الدكتور عصام الخفاجي المحترم قد اختار حجب تعليقي الآنف الذكر عن مضيفه نظراً لعدم ظهوره في حواره أولاً ؛ و ثانياً ، لوجود تلميح للأستاذ الدكتور عصام الخفاجي المحترم في رده ت 84 و ت 86 إلى كل من الأستاذين علاء اللامي و نصير مهدي الياسري المحترمين بقراره حجبه بالقول :

84- رد الى: علاء اللامي
2015 / 10 / 4 - 21:48
التحكم: الكاتب-ة عصام الخفاجي
"... أستغل هذه المناسبة لكي أعلن للقراء أنني طلبت من الحوار المتمدن، ولأول مرة خلال حوارين دُعيت إليهما في هذا الموقع الذي أحترمه ألا ينشروا -تعليقا- ورد من شخص يستند ويؤيد ما تذهب إليه ويستشهد بك لأنه لم يجد مفردات تصلح ل-نقاشه- عن الماركسية واليسار غير مفردات الدعارة
ليعذرني السيد علاء على ممارستي -لقمع حرية التعبير- من جانب رفاقه!!"

و كذلك بالقول :
86 - رد الى: نصير مهدي الياسري
2015 / 10 / 4 - 22:15
التحكم: الكاتب-ة عصام الخفاجي
"على كل من يطرح فكرة، رأيا، تصوّرا مفهوما، نظرية جديدة أن يتوقع نقاشا فكريا هادئا يعارضه هنا ويتفق معه هناك. تشرّفت وأتشرّف بالحوار مع العدد الأكبر ممن ساهموا ويساهمون في هذا الحوار حتى الآن ويخوضون النقاش معي على هذا المستوى اللائق.
أشترك مع هؤلاء السادة في ثقتنا بالنفس، بانتمائنا إلى همّ واحد هو التفكير والقناعة باليسار وكيفية الإرتقاء به. وأرحب باختلافهم معي لأنه ينبّهني إلى نواقص أو أخطاء في تحليلي ورؤيتي وقد ينبّههم إلى الشئ نفسه.
ولكن على من يخوض مغامرة مثل هذه أن يتوقع شتائم أتفهّمها.
ما معنى أن أتفهّم الشتائم؟ معناه أنني أتفهّم وأشفق على من أغضبته آرائي لكنه وجد نفسه عاجزا عن مناقشتها.
(أكرر أنه كان بوسعي استخدام حق يوفّره موقع الحوار المتمدن للمحاور وهو أن يطلب عدم نشر التعليق إن كان هذا النوع من الكتابة يستحق تسميته تعليقا. ولم أستخدم هذا الحق خلال نقاشين استضافني فيها الحوار المتقدم إلا مرة واحدة قبل قليل حين وصل الأمر بأحد المعلّقين إلى استخدام مفردات ذات علاقة بالدعارة)"

إنتهت إشارتا الأستاذ الدكتور عصام الخفاجي المحترم لقراره و مسبباته لحجبه تعليقي عن مضيفه ، إن لم أكن واهماً .

و بغية إيضاح حقيقة ما هو حاصل ، و لرفع إحتمالات اللبس ، فقد قررت كتابة هذا الوصف في هذا المقال المنفصل عن متن حوار الأستاذ الدكتور عصام الخفاجي المحترم .. و لحين الرد عليه بالتفصيل الممل "حسب الأصول" .

و على الإخاء نلتقي .