الى المؤتمر الثاني للحزب الشيوعي العمالي العراقي


كورش مدرسي
2003 / 1 / 11 - 14:55     


ايها الرفاق!
اهنئكم جميعاً بمناسبة انعقاد المؤتمر الثاني للحزب الشيوعي العمالي العراقي. وإن يكن امراً مبعث فخر لي ان اشارك بوصفي احد مندوبي المؤتمر هذا، الا انه يتعذر علي، وللاسف، وعلى الضد من رغبتي، المشاركة في هذا المؤتمر نظراً للمهام الاخرى التي لدي. وبهذا الصدد، التمس العذر ايها الرفاق الاعزاء!
ايها الرفاق!
ان الشيوعية العماللية في العراق على اعتاب تحول مهم. ان المكانة الراهنة للحزب واوضاع العراق وكردستان العراق لهي فرصة لنا وللجماهير؛ ان شخصناها بشكل صحيح وان استفدنا منها بشكل صحيح ومؤثر، ستكون منفذاً لمستقبل مشرق للحزب ولحياة انسانية لجماهير العراق. علينا ان نمضي نحو هذه الفرصة بابصار مفتوحة. ان تقليدنا هو تقليد عزيزنا منصور حكمت الذي كان يؤمن بان على حركتنا ان لاتستغل الفرص فحسب، بل ان تكون نفسها خالقة للفرص.
لقد تخطينا في الحزب الشيوعي العمالي العراقي تجربة مرحلة من الفعالية واستخلصنا الدرس منها. نؤمن اليوم بان السبيل الوحيد لتقدمنا هو التحول السريع الى حزب سياسي وجماهيري يمثل صدى احتجاج مجمل الناس على حياتها غير الانسانية سواء في كردستان او في سائر انحاء العراق. لقد خرج حزبنا من ضربات النظام البعثي والمؤسسة التي فرضت نفسها بالقسر من الاحزاب القومية التي اطلقت على نفسها اسم حكومة، وجددنا تنظيمنا. لقد بنى الحزب الشيوعي العمالي نفسه من جديد.
لكن في الوقت ذاته، ان ما يحيط بنا لهو على اعتاب تغييرات سريعة. لقد تبين للجميع، ماعدا حفنة من القوميين الكرد في خارج البلد وجماعة طفيلية تسمى بالحكومة الكردية التي كسبت ثروات طائلة معنى قتامة حكومة الاحزاب الكردية. ان حكومة الاحزاب الكردية لهي مبعث سخط الجماهير ونفورها اكثر من اي وقت اخر. لقد تبددت الاحلام الكاذبة. ان الجماهير تتعقب سبيل الخلاص من الحياة الشاقة التي فرضتها هذه الاحزاب عليها. ان كل امرء ذا ضمير يقر بان الحزب الشيوعي العمالي العراقي كان محقاً. ان الحياة التي فُرِضَتْ على جماهير كردستان لا تليق بالانسان. ان سبيل الخلاص ماثل، بيد ان القوميون لايقرون بمهمة سوى خدمة جيوبهم وارصدتهم المصرفية. ان السبيل سالكة امام الحزب الشيوعي العمالي العراقي في كردستان اكثر من اي وقت مضى.
في العراق، النظام زائل.يمكن ويجب انتهاز هذه الفرصة لتنظيم حركة الجماهير من اجل تحديد مصيرها. ان الجماهير، لا في القسم العربي من العراق فحسب، بل في مجمل العالم المسمى بالعربي، ضاقت ذرعاً من القومية العربية والاسلام السياسي وتتعقب سبيل الخلاص. ان لدى تيارنا هذا السبيل. ينبغي ان يمضي نحو هذه الجماهير ويشرع بعمله سريعاً.
ايها الرفاق!
بوسع المؤتمر الثاني للحزب ان يكون انعطافة في حركتنا في العراق. اني لواثق من انكم ممثلي المؤتمر وقيادة الحزب الشيوعي العمالي ستدفعونا صوب هذا السبيل. لقد قلناها مراراً ان الحدث السياسي العزيز الوحيد والحدث السياسي الانساني الوحيد في العراق هو الحزب الشيوعي العمالي لهذا البلد. يساورني هذا الاعتقاد اليوم اكثر من اي وقت اخر. انكم رسل عالم جديد للعراق ولمجمل المنطقة. اشد على اياديكم واتمنى للمؤتمر الثاني الموفقية والنجاح.

كورش مدرسي
4 كانون الاول 2002