أزمة اليسار العربى


محمود حافظ
2015 / 9 / 7 - 15:24     

كأى إنسان يسارى الهوى والفكر لابد ان يقرأ الواقع العربى ويخرج بنتيجة غتاية فى الأهمية وهى ان اليسار العربى فى ازمة طاحنة , وأن الهيمنة الأمريكية الكونية قد أصبحت مهيمنة على معظم الكون فارضة أجندتها المبنية أساسا على سلب وإستغلال المحيط الكونى لمركزهاالإمبريالى .
وأن اليسار والذى هو يحمل بذرة مكافحة السلب والإستغلال اصبح دوره هامشيا وأن من يجعله فى حالة تنفس ومده بالأوكسجين هى فقط إرادة الشعوب والتىا تقاوم القهر والسلب والإستغلال .
ولما كانت الطبقة العاملة وهى الطبقة الوحيدة التى تعتمد فى صيرورة حياتها على بيع مجهودها سواء كان عضليا أو فكريا أو بمعنى آخر بيع قوة عملها وهى لتحمل فى صيرورتها بذرة التملك إذن هى الطلقة الوحيدة الحاملة لفكر العدالة الإجتماعية والذى هو فى الأساس يقاوم السلب والإستغلال كما هو أيضا معنى وبدرجة كبيرة على إيجاد فرص عمل لمن يبيع قوة عمله لينتج سلعة تباع وتشترى فى الأسواق .
ما يهم هذه الطبقة العاملة هى تنامى العملية الإنتاجية والتى تقوم أساسا على قوة عمل الطبقة العاملة والتى تدير الحياة فى المجتمع .
إن أكبر ما يواجه هذه الطبقة هو تسفيه إنتاجها ومحاولة إستيراد السلع من الآخر حتى يصبح المجتمع إستهلاكيا , وفى المجتمعات الإستهلاكية لاتجد الطبقة العاملة فرصة عمل لإنتاج سلعة لأن السلعة أصبحت متوفرة من آخر .
وإن هذه العملية التى تجابه الطبقة العاملة تخلق طبقة أخرى هى طبقة رجال الأعمال والذين يعملون فى الإستيراد والتصدير أو ما يطلق عليهم الكومبرادور .
هذا الكومبرادور طبقة طفيلية يعمل على إنشاء المجتمع الإستهلاكى والذى يقوم على تصدير المواد الأولية الخام ويستورد السلع المنتجة من هذه المواد ومن غيرها ويكون دوره المجتمعى هو فى تنامى البطالة وعدم وجود فرص عمل الأمر الذى يؤدى إلى إندثار الطبقة العاملة .
من هنا نستطيع وضع اليد على أكبر المشكلات التى تواجه أزمة اليسار العربى وهى المجتمعات الإستهلاكية .
وهى المجتمعات التى نشأت فى غياب المثقف العضوى للطبقة العاملة والتى تحد3ث عنه جرامشى فى دفاتر فى السجن هذا المثقف الذى يحمل فكر هذه الطبقة العاملة أى فكر اليسار والمعنى بالعدالة الإجتماعية او بمعن آخر الفكر الإشتراكى .
وتبقى الساحة فى هذه المجتمعات مفتوحة لمثقفى الطبقة الطفيلية الذين يبيعون الوهم ويزيفون الفكر حتى لدرجة التصادم مع الفكر اليمينى الليبرالى الوطنى لأن هذه الفكر الليبرالى سينتج فى النهاية مجتمع طبقى فيه الراسمالى وفيه العامل .
وإذا كانت الليبرالية تنتج مجتمعا طبقيا إذن هى أصبحت فى خانة الأعداء لأن فى النهاية الهيمنة العالمية والتى تقوم على الإستلاب العالمى للكون تحولت من مرحلة الليبرالية إلى مرحلة الإمبريالية وأصبحت الليبرالية من أكبر العوائق أمامها .
إذن تأتى هنا المشكلة الأكبر فى أزمة اليسار العربى فى وجود مجتمعات غير طبقية بمعنى مجتمعات يتشارك فيها الغنى والفقير الرأسمالى والعامل فى أييديولوجية واحدة .
إذن هى المجتمعات الطائفية المقامة على المحاصصة الطائفية أو المذهبية اوالأثنية العرقية .
لقد كان أول من وضع يده على هذه الظاهرة المفكر اللبنانى مهدى عامل فى نمط الإنتاج الكولونيالى وهو نمط إنتاج المحاصصة والكانتونات وكانت لبنان هى البيئة الملائمة لقراءة هذا النمط .
ففى وجود ظاهرة المحاصصة الطائفية بين ما هو مسلم وما هو مسيحى ووجود المحاصصة المذهبية بين ماهومسلم سنى ومسلم شيعى ووجود المحاصصة الإثنية بين ما هو كردى وماهو عربى وبين ما هو درزى وما هو عربى ووجود زعماء لهذه الطوائف المتعددة قد جعلت الكل من الطائفة يتجه فى مطلبه المعيشى إلى زعيم الطائفة فهو المسؤول عن تشغيله وربما المسؤول عن تكوين الأسرة لكل فرد من أفراد طائفته وأصبح الكل غنى وفقير رأسمالى وعامل هم جيش الطائفة من هنا تلاشت الطبقية وإندثرت الطبقة العاملة وبقيت فقط الطبقة المسيطرة والحاكمة طبقة زعماء الطوائف ومن يعمل فى خدمتهم .
لقد تلقفت الإمبريالية العالمية هذا النظام المحاصصى وعملت على نشره كنمط عام فقد كانت البداية فى العراق حيث تم لبننتها بعد إحتلالها ثم أصبحت هذه ظاهرة إجتماعية وهى عرقنة المجتمعات العرية أى خضوعها لأيديولوجية الفكر الطائفى او الكولونيالى
الآن أصبحت الظاهرة الأكثر تداولا فى المجتمعات العربية هى ظاهرة التفتت الطائفى والمذهبى وخاصة بين المسلمين وأصبحت ظاهرة الحرب السنية الشيعية هى الظاهرة الأكثر إنتشارا فى كافة النظم العربية كما فى سوريا واليمن وليبيا وكافة الأقاليم العربية .
لقد إنتهت الطبقية لتحل بدلا منها الطائفيية والمذهبية وإنتهى اليسار وحربه مع اليمين لتكون هناك حروبا من الجيل الرابع والجيل الخامس واجيال متعددة هى حروب السنة والشيعة أو الأكثر إنتشارا حروب الدولة الإسلامية فى العراق والشام والمضشهورة بداعش كما حروب جبهة النصرة الإخوانية وكلها إنبثاقات فاشية من الإنقسام الطائفى .
لقد أصبحت ظاهرة كالوهابية والمنتجة لداعش هى الظاهرة الكثر إنتشارا وسيطرة سواء بالتعتيم الإيديولوجى أو بالمال السياسى البترودولار والذى أسس لوجود كيانات سلفية وهابية ممولة من دول وشيوخ الوهابية الخليجية فى كافة الأقاليم العربية وأصبح هذا المال يغرى أنصاف المتعلمين وجزءا كبيرا من شيوخ وقيادات الطبقة العاملة وهذا كان له الأثر الكبير فى تشتت هذه الطبقة حيث جعلها المال السياسى تتجه إلى نشر الوهم الدينى بدلا من المطالبة بالحقوق الواجبة والمحقة للطبقة ممن يستغلونها وقد ساهم فى نشر هذا التعتيم بإسم الدين كافة الطبقات الراسمالية المستغلة حيث وجدت أن مصالحها الطبقية وزيادة مكاسبها وأرباحها فى إعتماد أيديولوجية بيع الوهم الدينى السلفى حيث غاب العقل القادر على الإبتكار وظهرت العاطفة والغريزة فى الإعتماد على الله وأصبحت ظاهرة التواكل هى الظاهرة السائدة بدلا من ظاهرة إعقلها وتوكل .
لقد أصبحت المجتمعات العلمانية هى الشر المستطير والخطر الأكبر لظاهرة توحش الطائفية والمذهبية وقد كان تدمير سوريا العلمانية هو أكبر الأسباب لتدمير هذا البلد الآمن والمتعايش فى وئام دينى وأخلاقى وقد كان الدفع بإرهابيى داعش والنصرة عن طريق الوهابية السلفية السعودية وفتح باب الحدود التركية من تركيا الأردوجانية الإخوانية الأهابية لإرهابى جبهة النصرة هما ونقصد داعش السعودية والنصرة التركية من قاما بتدمير البنية التحتية لأجمل وأفضل البلاد العربية لسوريا قلب العروبة النابض .
لقد تقاطع الفكر الفاشى الإسلامى مع الفكر الفاشى اليهودى والمنتج للصهيونية حتى أصبحت الصهيونية أخ شقيق لكل من الدولة الإسلامية فى العراق والشام او داعش وكذا جبهة النصرة الإخوانية .
كما أصبح النمط السائد للإنتاج هو نمط الكولونيالية ونمط الإستهلاك الذى يعمل على تلاشى الطبقة العاملة وإندثارها وبالتالى على تأزم أزمة اليسار العربى فى مواجهة اليمين الإمبريالى العالمى ولكن تبقى حقيقة ثابته تاريخيا وأن دولة الظلم لايمكن أن تستمر لأن الشعوب وإررادتها الطبيعية فى مقاومة القهر والإستغلال ستبقى متيقظة لكافة هذه المؤامرات التى تمليها الإمبريالية العالمية على الرجعية العربية والتى تقوم بدورها بتنفيذ مؤامراتها على الكيان العربى
لاغنى