طريق اليسار - العدد 75


تجمع اليسار الماركسي في سورية
2015 / 8 / 31 - 06:04     



جريدة سياسية يصدرها تجمع اليسار الماركسي في سورية / تيم /
* العدد 75 ـ آب/ أغسطس 2015 - [email protected] E-M: *


* الافتتاحية *
هل من مستقبل للتيار الماركسي في العالم العربي؟.....

عانى التيار الماركسي العربي،ويقصد بالماركسيين هنا الأحزاب الشيوعية والأحزاب والتنظيمات الأخرى التي تبنت الماركسية منهجاً معرفياً لتوليد برنامج سياسي- اقتصادي- اجتماعي- ثقافي،من نتائج الانهيار السوفياتي سواء كانت موالية لموسكو أم مختلفة معها،وقد وصل الأمر ببعضها لتغيير الاسم وللتخلي عن الماركسية،وهوماكان حال الكثيرين من أفراد تلك الأحزاب الذين تحولوا عن الماركسية إلى فكر سياسي آخر غالباً ماكان هو(الليبرالية الجديدة).
لم يقم الماركسيون العرب بعد حوالي ربع قرن من انهيار الكرملين السوفياتي بالإفاقة من تلك الغيبوبة المتولدة عن تلك الصدمة بانهيار ماكانيمثل"الفاتيكان الشيوعي".في انهيارات وصدمات كبرى مماثلة،مثل "افلاس الأممية الثانية"في عام1914مع تخلي أحزابها عن شعاراتها المناهضة للحرب ووقوفها وراء جيوشها المتحاربة،كان لينين سريعاً في الإفاقة من تلك الصدمة خلال أسابيع، والتي كادت تدفعه لاعتزال العمل السياسي، للقيام بمراجعة فكرية- سياسية ، عبر اجتهاد ضمن الماركسية ،أوصلته إلى نظريته الجديدة حول(الامبريالية)عام1916والتي أوصلته بدورها إلى نظرية (امكانية الاشتراكية في بلد واحد ومتخلف عبر ثورة في الحلقة الأضعف من الامبرياليات )إن استغل شعاري (السلم)و(الأرض)في زمن الحرب.في عام1928استخلص حسن البنا بعد أربع سنوات من الغاء أتاتورك ل(الخلافة الاسلامية)ضرورة تجاوز تلك الصدمة الفكرية – السياسية عبر تشكيل (جماعة الاخوان المسلمين)كرافعة لتيار الاسلام السياسي.
تدل هذه الحالة التي أصابت الماركسيين العرب في مرحلة(مابعد موسكو)على عمق أزمة التيار الماركسي العربي:على الأرجح هي حالة تأتي قوة ومدى أزمتها من حالة اليتم التي تعيشها تلك الأحزاب مع موت " الأب " الذي كان أقرب إلى حالة (بابا الفاتيكان)في علاقة الكرملين مع كرادلة الأحزاب وأبرشياتهم،سواء كان الإبن مطيعاً أم مختلفاً مع والده أثناء حياة الأخير،ومن عدم قدرة تلك الأحزاب على العيش من دون ذلك الأب بعد حوالي ربع قرن من موته والوقوف وحيدة على قدميها.يمكن تلمس تلك الأزمة من تفسيرات أسباب الانهيار السوفياتي عند الماركسيين العرب،الموزعة بين(نظرية المؤامرة الأميركية – اليهودية الصهيونية)وبين (نظرية أخطاء في التطبيق رغم كون النظرية صحيحة)،من دون أن يصل هذين التفسيران إلى الإجابة عن سؤال وجواب موجود في "البيان الشيوعي"عام1848من أنه لايمكن الوصول إلى المرحلة الاشتراكية من دون استنفاذ كامل المرحلة الرأسمالية،وهوماأدركه الشيوعيون الصينيون الذين يقودون الآن المرحلة الرأسمالية فيمالم يكن لينين على خط"البيانالشيوعي"وهوماجعل خليفته بوريس يلتسين وليس ليونيد بريجنيف.من مظاهر تلك الأزمة أيضاً توزع ملاجىء الماركسيين العرب بين (محور المقاومة والممانعة )وبين اعتبار (بوتين)استمراراً "ما" للماضي السوفياتي،مثل بعض الناصريين الذين يظنون السيسي استمراراً لعبد الناصر،هذا من دون نسيان ذلك الملجأ الآخر الذي اختاره الشيوعيون العراقيون لماارتموا في أحضان بول بريمر الحاكم الأميركي للعراق المحتل،ربما أيضاً اتقاءاً من برد مابعد الانهيار السوفياتي بعد أن كانوا أحد أكثر الأحزاب الشيوعية العربية،مع حزب خالد بكداش،الموالية للسوفيات ضد الأميركان،ولكن ربما ليثبتوا بأنهم لايستطيعون العيش من دون "فاتيكان "أو"كعبة"تمثل الشمس التي تدور الكواكب حولها حتى ولوكان فاتيكانهم الجديد هو (واشنطن)وهو ماكان أيضاً حال الكثير من الماركسيين السابقين الذين تحولوا إلى (الليبرالية الجديدة)التي راهنوا من خلالها على"القوةالتغييرية"للدبابة الأميركية المحتلة لبلاد الرافدين وأن هذا سيعم المنطقة بأكملها.
ربما كانت هذه الأزمة التي يعيشها الآن التيار الماركسي العربي ذات طابع وجودي،وهناك كثير من المؤشرات ومنها المذكور سابقاً تدل على ذلك،إلاأن استمرار أحزاب هذا التيار في الوجود يدل على أنها لم تصل إلى حالة انتهاء الصلاحية،وأن هناك عوامل كامنة وظاهرة لاستمرار الحياة فيها.من هذه العوامل استعادة القوة المعنوية للماركسية في النطاق العالمي إثر الأزمة الإقتصادية– المالية العالمية التي بدأت من نيويورك عام2008وانعكاس ذلك على الوسط الفكري – الثقافي العربي،حيث اضمحلت عربياً نظرية(نهاية التاريخ)لفوكوياما وبدأت الماركسية في استعادة قوتها في تفسير الظواهر الاقتصادية- الاجتماعية- الثقافية- السياسية.ساهم في تعزيز هذه العوامل بداية انحسار تيار الاسلام السياسي على صعيد عموم المنطقة العربية بدءاً من سقوط حكم (الاخوان المسلمون)في مصر يوم3يوليو2013،بعد أن كان بدء صعود (الاسلام السياسي)منذ منتصف السبعينيات مترافقاً مع انحسار عربي لليسار الماركسي.هناك كثير من المؤشرات على أن التيار العروبي ،بفرعيه البعثي والناصري،غير قادر على استيعاب النازحين من (الاسلام السياسي)،وأن التيار الماركسي هو الأقدر على ذلك بحكم تشابه طرق التفكير السياسي وأساليب التنظيم بين الاسلاميين والماركسيين ودرجات عالية في المهارات السياسية تجمع أفراد التيارين،وهو أمر كان يجعل الانزياحات الفردية والاجتماعية متبادلة مثل الأواني المستطرقة بينهما لما كان صعود حزب الدعوة على حساب الشيوعيين العراقيين منذ السبعينيات وكذلك صعود حزب حسن الترابي بالفترة ذاتها تجاه الشيوعيين السودانيين.بالتوازي مع هذا هناك ميل اجتماعي عام عند السنة نحو الابتعاد عن الدين كمنظومة سياسية ،والاكتفاء به كمنظومة طقوسية –أخلاقية،بعد تجارب فاشلة مثل تجارب(الاخوان)في مصر وتونس في الحكم وتجربتهمالفاشلة في تزعم المعارضة السورية لمرتين:1979-1982و2011-2014،وإثر تجارب مدمرة مثل تجربة (داعش).لن تكون آثار ونتائج هذا الميل خارج الوعاء الماركسي خاصة إن ترافقت وهذا مرجح مع اللاتدين والعلمانية وربما الإلحاد أيضاً.بالمقابل فإن هناك شعور عند الأقليات،الدينية والمذهبية ،بأن هناك حاجة إلى لاصق وطني سياسي عابر للأديان والطوائف لن يجدوه خارج الماركسية والليبرالية في بلدان تتنازعها النزاعات الكامنة والظاهرة في بناها الداخلية وهي ستفضل،بخلافالأكراد،عدم تشكيل أحزابها الفئوية الخاصة. منذ عام2014هناك حراك شبابي ولو بشكل جنيني نحو الماركسية من الناحيتين الفكرية والسياسية.يعطي هذا ارهاصاً لميل اجتماعي قادم،وهومايلمس الآن في سورية ولبنان وتونس ومصر.
كماقال لينين في "موضوعات نيسان"عام1917:"لقد آن لنا أن نلبس ثياباً نظيفة" .كانت تلك الموضوعات التي قدمها قائد الحزب البلشفي مدخلاً إلى ثورة أوكتوبر بعد ستة أشهر.لقد اتسخت تلك الثياب وبالت ولم تعد صالحة بعد فشل ثورة 1917في عام1991وانهيار الاتحاد السوفياتي.يجب على الماركسيين العرب ارتداء ثياب غير تلك السوفياتية والعودة إلى ماركسية كارل ماركس التي هي على تناقض خطي مع اللينينية ووليدتها الستالينية.

- الوظيفية السياسية للتيار الماركسي العربي -
- محمد سيد رصاص -
تتحدد المهام المرحلية من خلال طبيعة المرحلة ،ومن خلال رؤية التيار السياسي لمهام المرحلة.كان لينين في "خطتا الاشتراكية - الديموقراطية في الثورة الديموقراطية"(1905) يرى طبيعة المرحلة بأنها ذات طابع بورجوازي ديموقراطي في بلد خرج من القنانة عام1861 ومازالت العلاقات ماقبل رأسمالية سائدة فيه.من هنا رأى بأن المهام ديموقراطية وليست اشتراكية وإن اختلف مع المناشفة حول قدرة البورجوازية الروسية على القيام بدور البورجوازيتين الانكليزية والفرنسية في ثورتي1688و1789حيث رأى أن حزب الطبقة العاملة،وبالتحالف مع الفلاحين والراديكاليين الثوريين،هو من سيقوم بذلك.بعد وصول لينين إلى نظريته عن الامبريالية عام1916 اختلفت نظرته،وهو ماتجسد في"موضوعات نيسان"عام1917عندما رأى بعد اسقاط القيصرية بأن المهام أصبحت مختلطة بين بورجوازية ديموقراطية وبين مهام اشتراكية وأن الأولى طريقاً إلى الثانية في مهمة واحدة هي الاستيلاء على السلطة عبر السوفياتات من خلال استغلال الحزب البلشفي لشعاري(السلم)و(الأرض).نجح لينين في الاستيلاء على السلطة عبر ثورة أوكتوبر1917ولكن البلاشفة لم يستطيعوا ادخال روسيا في الاشتراكية بل قادوا ثورة بورجوازية عبر ثلاثة أرباع القرن كانت نهايتها (اقتصاد السوق)بديلاً عن (رأسمالية الدولة)و(التعددية السياسية)بديلاً عن (الحزب الواحد).
منذ نشوء الأحزاب الشيوعية العربية بالعشرينيات لم تكن تحديدات المرحلة واضحة المعالم،وكذلك المهام،وقد اختلطت وتداخلت كثيراً مع الاستراتيجية السوفياتية تجاه المنطقة العربية،وكان السوفيات على الغالب هم من يحدد طبيعة المرحلة،كماجرى عام1964عندما حددوها بأنها في (مرحلة التطور اللارأسمالي)،وبالتالي فإن المهام تتطلب لانجازها نشوء (تحالف القوى التقدمية)مع عبدالناصر والبعثيين وعبدالسلام عارف ،وهو ماقاد إلى ضغط موسكو لحل الحزب الشيوعي المصري واندماج الشيوعيين في(الاتحاد الاشتراكي)،وإلى (وثيقة آب1964)الشيوعية العراقية التي كادت أن تقوم بمافعله الشيوعيون المصريون مع عبدالناصر ولكن تجاه حليفه عارف في بغداد، وإلى الضغط على سكرتير الحزب الشيوعي السوداني عبدالخالق محجوب للتعاون مع النميري حيث قاد رفضه لذلك إلى انشقاق الحزب عام1970عبر كتلة(معاوية ابراهيم- أحمد سليمان)ومن ثم اعدام محجوب بعد فشل انقلاب19تموز1971ضد النميري،ثم إلى الضغط على الحزب الشيوعي السوري للدخول في "الجبهة الوطنية التقدمية"عام1972وهو ماجرى أيضاً من قبل موسكو عام1973حيث أجبر الشيوعيون العراقيون من قبل السوفيات للدخول في "الجبهة الوطنية القومية"مع حزب البعث الحاكم.تحرر الماركسيون العرب من هيمنة الكرملين بعد انهيار الاتحاد السوفياتي،ولوأنهم لم يستطيعوا بعد الوقوف لوحدهم على أرجلهم إثر حوالي ربع قرن من مرحلة(مابعد موسكو).لم يقوموا حتى الآن بتحديد طبيعة المرحلة العربية الراهنة مع خصوصية كل بلد،ولابتحديد المهام.في هذا المقال توجد محاولة للقيام باجتهاد شخصي من أجل ذلك.
يمكن تحديد المرحلة العربية الراهنة بأربع قضايا هي التي تحدد طبيعة هذه المرحلة:
1- كلمة(الامبريالية)هي مفتاح تحديد المرحلة العربية منذ قرنين من الزمن:هناك جهد غربي،أوروبي ثم أميركي،للسيطرة على المنطقة العربية بدءاً من حملة نابليون بونابرت عام1798.أخذ هذا أشكال احتلال،وسيطرة وهيمنة على القرار السياسي وعلى المقدرات الاقتصادية من دون احتلال،وزرع كيان استيطاني أخذ دور المخفر الأمامي للغرب الأوروبي منذ نشوئه عام1948والأميركي بدءاً من عام1964،وتكبيل دول داخلياً وخارجياً من خلال اتفاقيات(مصر عبر كامب دافيد والعراق من خلال الاتفاقيات مع واشنطن قبيل الانسحاب العسكري الأميركي بنهاية عام2011)،واستغلال الأزمات المحلية،المنفجرة عبر أسباب داخلية مثل الأزمة السورية منذ درعا18آذار2011،من قبل قوى دولية واقليمية للوصول إلى تحكم مستقبلي بالأوضاع الداخلية وبالسياسات الخارجية للبلد،كما يمكن أن تأخذ عملية الهيمنة والتحكم بالقرار الوطني من الخارج(الدولي أوالاقليمي أوكلاهما معاً)شكل محاولة اللعب بمكونات داخلية،دينية أومذهبية أوإثنية،من أجل استخدامها للتأثير الداخلي لصالح الخارج أومن أجل رسم خرائط جديدة أوالتهديد بذلك.هذا يجعل من مهام المرحلة أن تأخذ طابع وطني عربياً،لمقاومة وافشال كل ذلك وللتحرر الوطني وامتلاك القرار المستقل.يمكن أن يأخذ هذا طابع قومي عربي عندما تكون (الوحدة)أو(الاتحاد)أو(التكامل)بين دول عربية من أجل شروط أفضل لمقاومة الهيمنةالغربية أ والاسرائيلية أوالآتية من دول الجوار الاقليمي الصاعدة حالياً(ايران،تركية،إثيوبية،السنغال).
2- (الديكتاتوريات العربية)منذ الخمسينيات فشلت في تحقيق التحرر الوطني وفي مهام تحرير فلسطين وفي مهمة الوحدة العربية.بل إنها أنتجت بنى داخلية متخلفة ومفوتة تاريخياً والأكثر من ذلك بنى غير مندمجة داخلياً بحيث أصبح الانتماء الديني أوالمذهبي أوالإثني هو الأسبق من الوطني أوالقومي ، أومن أيديولوجيات حديثة عابرة لتلك الانتماءات، عند فئات واسعة من مجتمعات عربية عديدة في تحديد الانتماء الفكري- السياسي وفي رؤية البلد وفي رؤية المواطنين الآخرين.بعد ستة عقود من الواضح أن (الديموقراطية)هي وصفة علاجية تترابط مع (الوطنية)لتمتين الداخل وتوحيده لذاته ومن أجل مقاومة (الخارج)والتحرر منه أيضاً ومن أجل أن يشعر المواطن بالمساواة مع المواطنين الآخرين في الحقوق والواجبات.تترابط الوطنية والديموقراطية هنا وتكوِنان خطاً واحداً،بالقياس إلى ديكتاتوريات وطنية أوقومية وإلى ديموقراطيين غير وطنيين راهنوا على الخارج الأجنبي لتحقيق هزيمة الديكتاتوريات بدءاً من تجربة المعارضة العراقية في غزو واحتلال2003ومن تبع المعارضين العراقيين،من سوريين وسودانيين وغيرهم، على هذا الخط عربياً.
3- (الانقسام الطبقي:الاقتصادي- الاجتماعي)يمكن تلمسه بوضوح في عواصم(طريق التطور اللارأسمالي)والذي كان طريقاً بامتياز نحو رأسمالية جديدة نجد فيها أن الانقسامات والفروق الطبقية أكثر حدة من التي نراها في الغرب الرأسمالي وأكثر قوة من الرأسماليات المحلية العربية القديمة في النصف الأول من القرن العشرين.هناك ارهاصات على أن هذا الانقسام الطبقي سيبدأ في ترجمة نفسه إلى السياسة العربية في بلدان عدة،مثلما نجد في عراق صيف2015،عابراً المذاهب والأديان والإثنيات للتحدد فكرياً- سياسياً عبر أيديولوجيات عابرة لتلك التحديدات.
4- (التحديث):قامت أنظمة(طريق التطور اللارأسمالي)بعمل صفقات مع رجال الدين قادت إلى عدم التحديث في (الدستور)وفي القوانين ومنها قانون الأحوال الشخصية.هناك تمييزات دستورية وقانونية ضد المرأة والأقليات الدينية والمذهبية والإثنية.وهناك عدم تناسب بين الواقع الدستوري- القانوني وبين الواقع الثقافي والتقني للمجتمعات العربية(ماعدا تونس).كان أتاتورك وشاه ايران وبورقيبة أكثر تطوراً من العروبيين في هذا الصدد.هناك حاجة إلى علمانية تحدد الفصل بين الدولة والدين ولكن ليس السياسة والدين حيث يمكن تحت خيمة الدستور العلماني أن يسمح لأحزاب ذات أيديولوجية تستمد من الدين منهجها الفكري – السياسي ،مثل الأحزاب الديموقراطية المسيحية أوحزب العدالة والتنمية في تركية أوحزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي في الهند،بالنشاط سياسياً.
هذه القضايا الأربعة:(الوطنية)- (الديموقراطية)- (الاقتصادية- الاجتماعية)- (التحديث) تحدد طبيعة المرحلة عربياً ومن ثم تتحدد المهام وفقاً لطبيعة المرحلة وبالتالي الوظيفية السياسية المرحلية للتيار الماركسي العربي:هذا التيار هو التيار السياسي الوحيد الذي يمكن أن يتبنى هذه المهام الأربعة معاً.الاسلاميون يتبنون المهمة الأولى ،ولوأنهم في حالات معينة تجاه الخارج الدولي والاقليمي يستعينون بالخارج كمافي سوريا2011-2015وليبيا2011،ولكن يترددون تجاه الثانية أويتعاملون معها بمصلحية،فيماهم ليبراليون في الاقتصاد،ومحافظون وغير حداثيين في مجالي الدستور وقانون الأحوال الشخصية.الليبراليون حداثيون وديموقراطيون ولكن غالباً غير وطنيين في طبعتهم القديمة(النحاس باشا لمافرضه الانكليز رئيساً لوزراء مصر يوم4فبراير1942ضد إرادة الملك فاروق عندمااقتحمت الدبابات الانكليزية قصر عابدين من أجل ذلك) وفي طبعتهم الجديدة(ليبراليوا الدبابة الأميركية في بغداد9نيسان2003وأصحاب نظرية"الصفر الاستعماري")،ومناصرون للفروق الطبقية وضد الحقوق الاقتصادية- الاجتماعية للفقراء والفئات البينية.العروبيون المعارضون وطنيون وهم مثل الاسلاميين تجاه الديموقراطية ومحافظون في وجه التحديث وغامضون في المجال الاقتصادي- الاجتماعي فيماالذين في السلطة وطنيون ولكن يفتقدون النزوع الديموقراطي والحداثي ووحشيون في رأسماليتهم.يحدد هذا تلاقيات الماركسيين مع التيارات الأخرى والتباعدات حسب المرحلة وحسب تطورات اللحظات السياسية للمرحلة.أيضاً المرحلة عربياً في طبيعتها ومن خلال المهام المتحددة عبر طبيعة المرحلة تقول بأن المهمات أمام الماركسيين ليست ذات مهام اشتراكية،وبأن ماقام به لينين في "موضوعات نيسان"كماكان غير صحيح روسياً،كماأظهر عام1991ضد عام1917،فإن مهمات الماركسييين عربياً لن تتجاوز مرحلياً،زائد المهمة الوطنية – القومية،ماطرحه ماركس في "البيان الشيوعي"(1848)لألمانية وماطرحه لينين لروسيا في "خطتا الاشتراكية - الديموقراطية".
الملف اليمني:
حوثيون
(من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة)

أنصار الله (الشباب المؤمن)
مشارك في نزاع صعدة - ثورة الشباب اليمنية


شعار الحوثيين "الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام"
سنوات النشاط 1994 حتى الآن (مسلحا منذ عام 2004)
عقيدة زيدية.

قادة حسين بدر الدين الحوثي ☠
عبد الملك الحوثي

مقرات صعدة ، اليمن

قوة 2,000 - 10,000 [1]

حلفاء حزب المؤتمر الشعبي العام
الجيش المؤيد لعلي عبد الله صالح
فصائل من الحراك الجنوبي [2]
________________________________________
إيران
سوريا[3]
حزب الله

حارب ضد الحكومة اليمنية
التجمع اليمني للإصلاح
القاعدة [4]
________________________________________
السعودية

معارك/حروب نزاع صعدة
الحرب الأهلية اليمنية (2015)
الاشتباكات الحدودية اليمنية السعودية

حركة أنصار الله ، (كانت تسمى بحركة الشباب المؤمن) أو هي حركة سياسية دينية مسلحة تتخذ من صعدة شمال اليمن مركزا رئيسيا لها. عرفت باسم الحوثيين نسبة إلى مؤسسها حسين الحوثي الذي قتل على يد القوات اليمنية عام 2004.[5] ويعد الأب الروحي للجماعة. تأسست الحركة عام 1992 نتيجة مايشعرون أنه تهميش وتمييز ضدهم من الحكومة اليمنية.[6] عرف عن انتماء قادة الحركة وأعضائها إلى المذهب الزيدي. [7] الصراع بين الحوثيين وعلي عبد الله صالح وأركان نظامه لم يكن صراع قبائل مختلفة، وبالرغم من أن الحركة تُقاد من قبل شخصيات زيدية كاريزماتية وتستلهم وجودها من التراث الزيدي اليماني، فهي ليست تحدياً طائفياً للحكومة اليمنية ولا مظهر محلي من مظاهر الهلال الشيعي العابر للقوميات.[7] هو صراع بسبب عدم الرضا المحلي عن سياسات النظام الداخلية والخارجية، وإلتقاء هذا الضيق مع الشعور باستهداف متعمد للمذهب الزيدي ورموزه وتاريخه في اليمن.[8] كانوا يعتبرون رأس حربة المعارضة الأكثر تهديداً لعلي عبد الله صالح.[8][9]
تحولت المواجهات المتقطعة إلى صراع مستمر بينهم وبين علي عبد الله صالح وعلي محسن الأحمر من 2004 وحتى 2011، واشتبكوا مع قوات سعودية عام 2009 في ما عرف بنزاع صعدة. معظم القتال كان متركزاً في صعدة ولكنه انتقل إلى مناطق أخرى في محافظة عمران ومحافظة الجوف ومحافظة صنعاء. فشلت الحكومة في قمعهم عسكرياً لأسباب عديدة منها أسلوب إدارة الصراع نفسه وطبيعة نظام علي عبد الله صالح بحد ذاتها، وعدم معالجة الأسباب الرئيسية التي أدت لظهورهم.[8] قائد الحركة حالياً هو عبد الملك الحوثي، الأخ الأصغر لمؤسس لـ"منتدى الشباب المؤمن" حسين بدر الدين الحوثي.
اتهمتهم الحكومة اليمنية وحزب التجمع اليمني للإصلاح والسعودية[10][11][12] ومصادر أمنية أمريكية[13] بتلقي الدعم من جمهورية إيران الإسلامية. ينفي أعضاء وقيادات الحركة ارتباطهم بإيران ويصفون الإتهامات بالبروباغندا ومحاولة للتغطية على الدور السعودي في اليمن.[14] ورأى حينها مراقبون مستقلون أن لا دليل على تدخل إيراني لدعمهم، ولا إثبات أن الحوثيين منظمة إرهابية عابرة للقارات أو مرتبطة بدول ومنظمات من هذا القبيل.[15][16] وكشفت وثائق ويكيليكس حقيقة مختلفة متعلقة بالصراع بين النخب ليمنية الحاكمة وعلاقتهم بتسليح الحوثيين.[17][18].[19] أيدت الحركة الإحتجاجات الشعبية عام 2011 واعتصموا في "ساحات التغيير" بصنعاء وصعدة، واعترضوا على المبادرة الخليجية. واندلعت إشتباكات مسلحة بينهم وبين أطراف مرتبطة بحزب الإصلاح بلغت ذروتها عام 2013 - 2014.
تسبب الصراع مع الحوثيين بمقتل 20 الف جندي و10 آلاف جندي معوق ومقتل 30 الف من المدنيين ونصف مليون من المهجرين والنازحين قسراً الذين شردتهم حروب الحوثيين و6 آلاف منشأة حكومية مدمرة، بينها 400 مسجد، وسجلت المنظمات اليمنية والدولية 13905 حالات انتهاك، تعرض لها مدنيون في محافظتي صعدة وحجة على يد جماعة الحوثيين، بينها 655 حالة قتل ارتكبها الحوثيون، بينهم 59 طفلاً و48 امرأة، ويؤكد التقرير الصادر عن منظمة «وثاق للتوجه المدني»، أن جماعة الحوثيين ‏المسلحة ارتكبت نحو 9039 انتهاكا في صعدة، و4866 انتهاكا من قبل الحوثيين في محافظة حجة خلال الفترة من يونيو (حزيران) 2004 إلى فبراير (شباط) 2010.[20]
صرح محمد البخيتي الناطق باسم الحوثيين ان جماعته قتلت 60 الف جندي وعنصر من القبائل اليمنية وقال البخيتي انهم يشفقون على الجيش اليمني والشعب اليمني.[21]
وقد بغلت خسائر سكان محافظة صعدة البشرية في شبابهم ورجالهم نحو 100 الف قتيل ضحية القصف الجوي العشوائي و حروب الحوثيين والجيش اليمني حيث لم يفرق بين المسلحين الحوثيين والمدنيين العاديين.
خلفية
الأسس الفكرية

تسبب الفقر وظلم الحكومة اليمنية لسكان صعدة والقصف العشوائي على المدنيين خلال حروب الحوثيين الستة بازداد اعداد انصار الحوثيين وانضمام اعداد كثيرة من السكان والقبائل والمقاتليين لتنظميات الحوثي المسلحة بسبب الظلم الذي تعرضوا له على ايدي الجيش اليمني وفقدانهم اقرباءهم او افراد من قبائلهم.
تاريخيا الزيدية اسم يطلق على مذاهب مختلفة (المطرفية, السالمية, القاسمية, المؤيدية, الصالحية, البترية, السليمانية, الناصرية, الجارودية, الحريرية, الهادوية...) وجميعها تتبنى فكرة الخروج على الحاكم الظالم ولم يبقى من المذاهب الزيدية سوى الهادوية وهو المذهب السائد في شمال اليمن. ومن الغير معروف لاي مذهب من مذاهب الزيدية ينتمي عامة الحوثيين لكن قيادة الحوثيين الممثلة بأسرة الحوثي يعتقد انها تنتمي للمذهب الجارودي وهو مذهب مستقل عن الزيدية وقد انقرض في اليمن وهو مذهب متعصب لفكرة حصر الإمامة في البطنين (الهاشميين ذرية الحسن والحسين) ويحاول قادة الحوثيين نشر فكرهم المذهبي مع نشر بعض الطقوس الشيعية كتمجيد علي وعيد الغدير وذكرى عاشوراء الغير مألوفة في اليمن تحت مسمى الزيدية تقرباً من التشيع, ويرى قادة الحوثيين ان الزيود (الزيدية القبلية) اصبحوا سنة/وهابية وخارجوا عن المذهب الزيدي. تاريخيا المذاهب الزيدية تكفر المذهب الجارودي الشيعي ويرون انه فرقة منحرفة وليست من الزيدية.
يتخوف قادة الحوثيين من انتشار المذهب الحنابلي (الوهابية) في اليمن ويرون انه فكر ضال تكفيري يتعارض مع اساس عقيدتهم القائمة على فكرة الخروج على الحاكم الظالم ويبيح قتل النفس عبر العلميات الانتحارية, علما ان فتاوى العمليات الانتحارية وفتوى عدم الخروج على الحاكم الظالم هي فتاوى معاصرة لمشايخ مصريين وسعوديين وليست لها علاقة بالمذهب الحنابلي.
تأثرت حركة الحوثيين بأطروحات بدر الدين الحوثي وهو أحد فقهاء المذهب الزيدي المتأثر بالمذهب الشيعي المناهض للمذهب السني الحنابلي في اليمن، وكان قد ألف عددا من المؤلفات يتطرق لأفكارهم بالنقد وتحديدا على أحد أعلام الحنابلة في اليمن مقبل الوادعي. ويقول محمد بدر الدين الحوثي [22] :


نحن لب الزيدية عقيدة وفكراً وثقافة وسلوكاً. ونسبة الزيدية إلى الإمام زيد بن علي عليه السلام هي نسبة حركية وليست نسبة مذهبية كما هي بالنسبة لأتباع الإمام الشافعي وغيره من أئمة المذاهب. ومن ادعى أننا خارجون عن الزيدية سواء بهذا المفهوم الذي ذكرناه أو غيره، فعليه أن يحدد القواعد التي من خلالها تجاوزنا المذهب الزيدي وخرجنا عنه ولكن بمصداقية وإنصاف. أما من يدعي أننا إثنا عشرية فهو جهل واضح لأن لكل مذهب أصولاً وقواعد تميزه عن المذاهب الأخرى، ومن لم ينطلق من تلك الأصول والقواعد فليس تابعاً لذلك المذهب، وإن كان هناك قواسم مشتركة بيننا وبين الإثنا عشرية فهي موجودة كذلك بيننا وبين بقية المذاهب كلها. فالذي يرى أننا اثنا عشرية بمجرد إقامة عيد الغدير، أو ذكرى عاشوراء أو نحو هذا فهو جاهل ومغفل لا يستحق النقاش معه



سافر بدر الدين الحوثي إلى طهران وأقام بها عدة سنوات وتأثر بالمذهب الشيعي الاثني عشري والخميني واعتقد بإمكانية تطبيق النموذج الإيراني على اليمن.[23]
اتهم عدد من فقهاء الزيدية (منهم مؤسسون لحركة الشباب المؤمن) الحوثيين بالخروج عن المدرسة الزيدية والإقتراب من الإثنا العشرية أو أنهم زيدية متطرفون وهو اتهام تشاركهم فيه الحنابلة المعادية للحوثيين.[24] ذلك أن الحكومة اليمنية لجأت لتبرير حربها دينيا. اتهمهم محمد بن عبد العظيم الحوثي بأنهم "مارقين وملاحدة وليسوا من الزيدية في شيء" وحكم عليهم بالردة والخروج عن ماوصفه "بمذهب آل البيت" [25] رد الحوثيون على هذه الاتهامات وقالوا أن الفقهاء الزيدية المعارضين لتوجهاتهم علماء سلطة.[22]
الحكومة اليمنية وحلفائها أرادت صبغ الصراع بصبغة طائفية لتلقي الدعم المالي والمعنوي من دول مجاورة لتصوير الصراع كجزء من حرب إقليمية.[26] وتهديد للأمن العالمي، للتغطية على جهود الحكومة الضئيلة والمتقطعة في مواجهة التنظيمات الإرهابية، يلجأ النظام اليمني وحلفائه لتصوير أعدائهم المحليين كتهديد للعالم.[27] الحوثيين زيدية وليسو على المذهب السائد في جمهورية إيران الإسلامية ولا جنوب لبنان.[28] ونفى يحيى بدر الدين الحوثي في لقاء صحفي الاتهامات عن مطالبهم بإعادة الإمامة الزيدية في حوار مع صحيفة ألمانية [14] :


لقد ولت تلك الأيام. نحن نريد وقف الحرب. لكننا لا نريد ديكتاتورية. صالح حكم البلاد لمدة 30 عاما، فهل هذه جمهورية؟ نحن نريد دولة القانون التي تضمن أيضا حقوق الأقليات


وعن إنتمائهم الإثنا عشري المزعوم [14]:


هذه بروباغندا. نحن زيدية ومايجمعنا بالإثنا عشرية في إيران قليل، صالح يكرر هذه التهمة لخلق هلع عالمي وجلب دعم أعداء إيران ولتشتيت الإنتباه عن ماتقوم به السعودية في اليمن



أسباب الظهور
دماج قرية تقع في محافظة صعدة وهي موطن رجل الدين الوهابي مقبل الوادعي. أقام مقبل الوادعي في السعودية وعاد إلى اليمن عام1979 وأسس برعاية علي محسن الأحمر وعلي عبد الله صالح والسعودية مدرسة وهابية في دماج في صعدة معقل الزيدية سماها دار الحديث [30]
كان علي محسن الأحمر وعلي عبد الله صالح اعتمدوا على سياسة فرق تسد للسيطرة على أطياف المجتمع اليمني.[31] فدعم رجل مثل مقبل الوادعي وهو من قبيلة وادعة (حاشد) - أحد جناحي الأئمة الزيدية تاريخيا ـ ليبني مدرسة سنية سلفية في عقر دار المذهب الحوثي كان لمقاومة أي محاولة من الحوثية لإستحضار مبدأ الخروج لإستحقاق الإمامة ولمقاومة الفصائل اليسارية كذلكوالتي كانت نشطة في مناطق من ماكان يعرف باليمن الشمالي مثل تعز. [32]
كان مقبل الوادعي يصف الحوثيين بأنهم "أهل بدعة" داعيا إياهم للعودة إلى "السنة الصحيحة"، [33] بدأ طلاب مقبل بتدمير وهدم الآثار الزيدية في صعدة بالذات خلال تسعينات القرن العشرين [34] انحياز الحكومة اليمنية إلى جانب مقبل الوادعي جعل الحوثيين في اليمن يشعر أنه دينه وثقافته مستهدفة من الدولة نفسها[35] بالإضافة للإنعزال الإقتصادي لصعدة، فالتهميش الحكومي لسكان المحافظة جعلها خارج الدولة اليمنية وطور السكان المحليون اساليبا للابقاء على استقلاليتهم الاقتصادية فلم تتأثر صعدة بأزمة عودة المرحلين من السعودية عام 1990[36] خلال ثمانينات وتسعينات القرن العشرين، ظهر جيل من اليمنيين متشبع بالأفكار الدينية السعودية، قُدمت له تسهيلات من حكومة علي عبد الله صالح للسيطرة على المساجد والمنابر والمدارس الحكومية في مناطق زيدية. إلى جانب التسهيلات الحكومية، اعتمد هولاء على دعم خارجي لا محدود من السعودية لبناء المدارس والمساجد في صعدة.[37]
خلال تلك الفترة، كان الزيدية ـ أولئك الممارسين للمذهب فعلي عبد الله صالح زيدي كذلك ـ في أضعف حالاتهم من قرنين تقريباً [من صاحب هذا الرأي؟] إذ كان شمال اليمن قد تخلص لتوه من المملكة المتوكلية اليمنية وقد كانت دولة ثيوقراطية. العديد من الشباب من خلفية زيدية اعتنق المذهب السني الحنبالي لغياب قوة مضادة للأفكار التي جلبها مقبل الوادعي من السعودية، الجيل الأكبر سنا من الفقهاء الزيدية انعزل عن العامة وتضائل انتاجهم الفكري كثيراً بالاضافة لانحياز الحكومة اليمنية ضد الحوثيين فافتقروا للعوامل اللازمة لمقاومة مقبل الوادعي والأفكار السعودية. رفض مقبل الوادعي للديمقراطية والأحزاب السياسية وتحريمه الخروج على الحاكم ولو كان ظالما وترويجه للسعودية سياسياً وإجتماعياً - التي مولت كل المدارس التي اقامها في صعدة والحديدة ومأرب - في كتاباته مثل دفاعه عن فتوى رجل الدين السعودي عبد العزيز بن باز بجلب القوات الأميركية لتحرير الكويت من الجيش العراقي.[38] كلها أسباب تفسر تمويل السعودية له ووقوف الحكومة اليمنية خلفه خاصة لدعوته تلاميذه القتال في حرب صيف 1994 رغم أن السعودية التي تبنى الوادعي مواقفها، دعمت الإنفصاليين خلال تلك الحرب. بعد الوحدة اليمنية، استمر علي عبد الله صالح وعلي محسن الأحمر باعتبار الحنابلة عاملاً قيماً لمواجهة النخب الحوثية فدعمت الحكومة اليمنية عبد المجيد الزنداني لإقامة جامعة الإيمان بصنعاء.[39] أما السعودية فرأت في مثل هذه المنشآت وسيلة لممارسة "قوة ناعمة" على اليمن.[40]
الرد الحوثي جاء في التسعينات بتأسيس حزب الحق لمقاومة المذهب الحنابلي سياسياً وحركة الشباب المؤمن بقيادة حسين بدر الدين الحوثي، التنظيم الثاني مختلف عن حزب الحق الزيدي قليلاً لإنه ركز على جلب بعض النشاط الزيدي إجتماعيا ودينيا في المنطقة، فبنوا المدارس الدينية التي اسموها المعاهد العلمية في صعدة والجوف وصنعاء بأموال الصدقات والزكاة السنوية التي تجمع من سكان صعدة وأعادوا طباعة مؤلفات بدر الدين الحوثي التي يرد فيها على مقبل الوادعي وأقاموا المخيمات الصيفية للطلاب بل بنوا مدارس داخلية كذلك. أصبحت المخيمات الصيفية تحديدا شعبية وبالذات بين القيادات القبلية من خولان وبكيل ـ قبيلة مقبل الوادعي نفسه ـ الذين أرسلوا أبنائهم إليها[41] المخيمات الصيفية لم تكن تعليمية بل قضى الأطفال والمراهقين جل وقتهم بممارسة أنشطة مختلفة وهو ماجعل العديد من العائلات ترسل أبنائها إليها وتجاوز الزيدية الأطياف الإجتماعية في صعدة واتخذوا موقفاً أكثر عملية في مواجهة مقبل الوادعي وهو القول أن الزيدية هي المذهب اليمني الأصيل [ملاحظة 1] وأن الوهابية وسيلة سعودية لزيادة نفوذها في اليمن وخلق الصراعات بين اليمنيين، هذا الطرح ليس مؤثرا في الأوساط الزيدية التقليدية فحسب بل بين أطياف واسعة من المجتمع اليمني كذلك فلم تعد القضية مجرد صراع مذهبي، بل صراع هويات [42] لإن الشافعية في اليمن ومعظمهم أشعرية، وبرغم إختلافهم الكبير مع الزيدية التقليديين الذين يعتبرونهم "كفار تأويل"، لا يحبون الفكرة الوهابية الجديدة ويعتبرونهم عملاء للسعودية ووقفوا مع الحوثيين، معنويا على الأقل. صحيح أن الشافعية اليمنيين سيتحدثون أن المملكة المتوكلية اليمنية همشتهم وأن الإمام يحيى حميد الدين كان يعتبرهم "كفار تأويل"، ولكنه كان يحتفل باليوم الأول من شهر رجب وهو تقليد شافعي معروف إلى جانب إحتفاله بعيد الغدير ـ الذي كان إجازة رسمية تم إلغائها عقب سقوط المملكة ـ ، والعديد من رجال الدين الشافعية كانوا يحظون برضا الإمام الذي كان مهتما بالحفاظ على ملكه أكثر من ترويج الزيدية. سقوط المملكة المتوكلية اليمنية لم يكن متعلقا بأسباب طائفية، فأول ثورة ضدها كانت ثورة الدستوروقادها زيدي يدعى عبد الله الوزير. لذلك، فإن التوتر الطائفي في اليمن يعود إلى تغلغل الوهابية بداية الثمانينات.[43]
الدعم الإيراني
اتهمت حكومة علي عبد الله صالح والحكومة السعودية إيران بدعم جماعة الحوثيين والتدخل في الشأن الداخلي اليمني وزعزعة استقرار البلاد [44] وأعلنت السلطات اليمنية في عام 2009 ضبطها لسفينة إيرانية محملة بالأسلحة لدعم الحوثيين [45] نفت طهران الاتهامات ووصفت تصريحات الحكومة اليمنية بالكاذبة والمسئية على حد تعبير بيان السفارة الإيرانية بصنعاء [46][47] فيما صرح عدد من رجال الدين الشيعة مثل مقتدى الصدر بدعمه للحوثيين [48] ودعا وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربيإيران إلى التوقف عن دعم الحوثيين في 13 ديسمبر 2009 [49] تحدث الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عن تدخل إيراني في اليمن والقبض على خلايا تابعة لها في صنعاء أثناء زيارته للولايات المتحدة في سبتمبر 2012 [50] وأعاد رئيس الأمن القومي اليمنيالجنرال علي حسن الأحمدي الاتهامات لطهران بدعم الحوثيين عسكرياً أواخر العام 2012 متهما طهران بمحاولة إيجاد موطئ قدم لها فياليمن[51]
حتى اللحظة لم تقدم الحكومات اليمنية سواء بقيادة علي عبد الله صالح أم عبد ربه منصور هادي دليلا قاطعاً بشأن التدخل [52] إذ أعلنت الحكومة اليمنية عدة مرات عن إعتقالها لجواسيس إيرانيين ولم تقدم أي منهم لمحاكمة علنية أو تعلن أسمائهم وعندما ظهرت مطالبات تقديمهم للعلن، أعلنت الحكومة اليمنية أنه تم الإفراج عنهم[53] جددت الحكومة اليمنية تأكيداتها بشأن الدعم الإيراني للحوثيين وضبطها لقوارب إيرانية محملة بأسلحة ومتفجرات وصواريخ مضادة للطائرات إليهم في ثلاثة وعشرين يناير 2013.[54] وقال وزير الداخلية اليمني السابق عبد القادر قحطان - ينتمي لحزب التجمع اليمني للإصلاح - أن السفينة قادمة من إيران وتحمل 48 طن من الأسلحة والمتفجرات وأن السلطات الأمنية تستكمل التحقيق مع طاقم السفينة [55] وقد تقدم اليمن بطلب لمجلس أمن الأمم المتحدة للتحقيق في القضية وإستجاب مجلس العقوبات في المجلس للطلب المقدم وفقاللجزيرة نت.[56] ولم يصدر عن الأمم المتحدة أي قرار أو بيان بهذا الخصوص. وقد قال جيفري فيلتمان، مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى عام 2009[57] :


العديد من أصدقائنا وشركاؤنا حدثونا عن تدخل خارجي لدعم الحوثيين, وسمعنا عن نظريات عن دعم إيراني لهم ..لأكون صادقا معكم، نحن لانملك مصادر مستقلة عن أي من هذا


استفادت إيران من هذه المزاعم للاستمرار في البروباغندا السياسية عن قدراتها الإستخباراتية وتوغلها في المنطقة.[58] ولكن لازال معظم المختصين يؤمنون أن قضية صعدة محلية في النهاية.[59] إذ لم تقدم حكومة علي عبد الله صالح وخلفه عبد ربه منصور هادي ولا حزب التجمع اليمني للإصلاحوالسعودية من خلفهم، دليلاً واحداً قاطعاً على تدخل من طهران لدعم الحوثيين ففي هذا قفز وتجاوز على المظالم الإقتصادية والإجتماعية التي يعاني منها اليمنيين.[60] وموضوع التدخل الخارجي لدعمهم أصبح أداة لتصفية حسابات سياسية، فالرواية السائدة أنهم مدعومون من إيران ولكن أضافت السعودية داعماً جديدا لهم عام 2014 وهي دولة قطر.[61] قائلة أن لديهم وثائق تثبت هذا الدعم. أما عدوهم المحلي وهو حزب التجمع اليمني للإصلاح، فقد غير روايته للأحداث أكثر من مرة خلال معارك ميليشاته مع الحوثيين عام 2013 - 2014.[62].[63] ان الإعلام الرسمي الإيراني متعاطف مع الحوثيين [64] طهران سعيدة بالظهور كمدافع عن الشيعة حول العالم ومنهم الحوثيون الزيدية وهو مايساعد النظام داخلياً. الأمر الوحيد الذي لم تجده أطراف مستقلة مهتمة بهذا الشأن هو الدليل.[65] لم يظهر المتمردون اليمنيون أية أنواع من القدرات المستخدمة من قبل اطراف دعمتهم إيران مثل حزب الله وحماس وميليشيات عراقية معينة.[66] الحوثيين ليسوا بحاجة إلى السعي للحصول على أسلحة خفيفة من إيران، لأن مثل هذه الأسلحة متوفرة بسهولة في اليمن.[67] وربما يتلقون الدعم اللوجستي من ايران
ينفي الحوثيون اتهامات الحكومة اليمنية, وقال يحيى الحوثي في لقاء مع صحيف ألمانية أن النظام اليمني يستعمل إيران لصرف الإنتباه عنالدور السعودي في اليمن [68] وقال في مقابلة أخرى بشأن علاقتهم بإيران [69] :


كان صالح يردد هذه التهمة كثيرا، لجلب دعم أعداء إيران، وقد كان نظام إيران هو الأخر يحاول أن يستثمر تلك الادعاءات بأسلوب سياسي قذر، ولكن الحقيقة الثابتة هي أن نظام إيران لم يدعم حركتنا، بل بالعكس فهو يتآمر علينا قريبا من تآمر السعودية حتى الآن وعناصره لا تزال تمارس بث الإشاعات المغرضة في محاولات فاشلة للتفريق فيما بيننا، وأنا أتهمه شخصيا بالإشتراك في محاولة تسفيري من سوريا وتسليمي لعلي صالح في العام 2008


أشارت برقية ويكيليكس الموسومة (09SANAA2186) إلى إمداد الجيش اليمني للحوثيين بالسلاح.[70] وفقا لتقرير مجموعة الأزمات الدولية، فإن رئيس جهاز الأمن القومي تحدث قائلاً[71]:
«إيران لا تسلح الحوثيين فأسلحتهم يمنية معظمها قادم من المقاتلين الذين حاربوا الإشتراكيين عام 1994 ومن ثم بيعت للحوثيين»
ومحمد عزان الذي انشق عن الشباب المؤمن قال [72]:
«الحوثيون يحصلون على أسلحتهم بسهولة في اليمن، في أرض المعركة أو عبر ضباط فاسدين في الجيش»
ذلك لإن المؤسسة العسكرية اليمنية كانت منقسمة من بدايات الألفية الجديدة، وأستاء نافذون مثل الجنرال علي محسن الأحمرمن رغبة علي عبد الله صالح تقوية مركز إبنه أحمد على حسابهم.[73] فتكون جيشان في اليمن، الحرس الجمهوري اليمني بقيادةأحمد علي عبد الله صالح وجيش آخر موال لعلي محسن الأحمر. أراد علي عبد الله صالح التخلص من منافسه الأحمر عن طريق إحراقه في حروب ضد الحوثيين، وبذلك يتخلص من الحوثيين ومن الأحمر في وقت واحد، فكانت ألوية من الحرس الجمهوري اليمني تمد الحوثيين بالسلاح سراً ليستطيعوا مقاومة قوات علي محسن الأحمر.[74] حتى صادق الأحمر الذي جمع مقاتلين من قبيلته حاشد للقتال ضد الحوثيين إعترف أن علي عبد الله صالح كان يريد إنهاكهم عن طريق زجهم في حروب ضد الحوثيين "لضرب عصفورين بحجر" على حد تعبيره.[75] كل مايتم جر دول أخرى إلى النزاع كلما كان حل المشكلة أصعب، على الحكومة اليمنية التركيز على الإعمار وإضفاء الشرعية على المنتمين الحوثيون كممثلين سياسيين، وإلا فإن التوترات ستظل مستمرة مالم تقم الحكومة اليمنية بشرعنة الوجود الحوثي وإعتبار الزيدية جزء متمم ومميز للهوية اليمانية وفقالباراك سالموني أستاذ مشارك في شؤون الأمن الدولي في كلية الشؤون الأمنية الدولية بجامعة الدفاع الوطني بواشنطن.[76] ومؤلف كتاب النظام والهوامش في شمال اليمن : ظاهرة الحوثيين الصادر عن مؤسسة راند للنشر عام 2010.
هذا لا يعني تجاهل مزاعم التدخل الإيراني بالكلية، فالدوافع الإيرانية موجودة. وفقا لنيويورك تايمز، فإن بعض المسؤولين الأميركيين الذين وصفوا مزاعم التدخل الإيراني بالبروباغندا، يؤمنون حالياً (عام 2012) أن هناك دعم إيراني مادي محدود.[77] وتحدث مسؤول أمريكي وهندي للنيويورك تايمز أنهم اعترضوا شحنة مرسلة من فيلق قدس التابع لللحرس الثوري الإيراني وأن الأسلحة الكلاشينكوف وغيرها كانت على متن عبارة انطلقت من مصر وتركياوتوقفت في عدن، ووفقا للصحيفة فإن الشحنة كانت مرسلة لرجل أعمال لم تسميه مقرب من الحوثيين.[78] الحكومة اليمنية اتهمت إيران بالوقوف خلف شحنات الأسلحة عامي 2012 - 2013، ولكن لا دليل قُدم إلى الرأي العام.[79] مدى هذا التدخل لا يزال غير معروفا فوفقا للصحيفة، العديد من المسؤولين اليمنيين والمحللين السياسيين يقللون من تأثير أي شحنة للأسلحة على النزاع، مستشهدين بتاريخ طويل من المزاعم المشبوهة من قبل السعودية وعملائها داخل اليمن.[80] وفقا لمحللين لم تشر إليهم الصحيفة، فإن اليمن قد تكون مفيدة لإيران للرد على أي فعل إسرائيلي بقصف المنشآت النووية الإيرانية. وبالنسبة للمملكة السعودية، فالصحيفة اقتبست تحليل أحد وجوه الحركة الإنفصالية بجنوب اليمن الذين تتهمهم الحكومة اليمنية بتلقي دعم إيراني مزعوم كذلك، أن الحوثيين وكلاء لإيران للضغط على السعودية ودول الخليج.[81]
تشير الصحيفة كذلك لتقارير في الصحافة العربية واليمنية ولكنها تقول أنه يتم تجاهلها بشكل كبير في اليمن نظرا لإنها صادرة عن علي عبد الله صالح وعملاء السعودية داخل البلاد.[82] مشيرة أن هولاء اليمنيين الذين يقللون من قيمة هذه المزاعم يستشهدون بتاريخ سعودي طويل في دعم وتسليح فصائل مختلفة داخل بلادهم.[83] مسؤول أمني يمني كبير قال للصحيفة أنه أُخطر عن الدعم الإيراني من جون برينانرئيس وكالة الإستخبارات المركزية وأن هذا كان السبب الوحيد بالنسبة له لتصديق المزاعم.[84] محلل سياسي يمني أخبر يمن تايمز أن الحوثيين يحظون بدعم شعبي كاف ولا حاجة تدفعهم لتلقي دعم من إيران ولا توجد دلائل كافية تثبت هذا الدعم.[85] مسؤول أميركي أخبر نيويورك تايمز أن الحوثيين قوة مقاتلة قادرة وقد لا يكونون بحاجة لدعم إيراني، ولكنهم لن يرفضوه إن أتاهم.[86] بغض النظر عن صحة أو خطأ مزاعم الدعم الإيراني، تقول الصحيفة أن هذه المزاعم أُخذت باعتبارها كتابا مقدساً عند المقاتلين "السنة" بشمال اليمن، وهو مايزيد المخاوف من حرب بالوكالة تخوضها إيران والسعودية في اليمن.[87]
وفقا لخالد فتاح وهو باحث يمني غير مقيم في معهد كارنيغي ومحاضر زائر بجامعة لوند السويدية، هناك دول لديها الكثير من الغاز والبترول تشتري ولائات فرقاء اليوم وحلفاء الأمس القريب في البلد الممزق قبليا وطائفيا ومناطقيا على مختلف الأصعدة، وإيران ليست أحدهم داعيا تلك الدولتين للإتفاق حول اليمن على الأقل حتى يتوقف عملائهم اليمنيون عن الإقتتال فيما بينهم. مشيرا إلى أن التأثير السعودي على اليمن باق ولا بوادر في المستقبل القريب لتوقفه.[88]عكس دول عربية أخرى حيث الخلاف السياسي هو بين قوميين وميالين لليسار ويمينيين إسلاميين، الصراع في اليمن بين مراكز القوى أكثر ضبابية فهو ليس خلاف فكري سياسي بل تنافس للحظوة بشرف العمالة للاعب الأجنبي.[89]
المواجهات العسكرية
  عقب أحداث الحادي عشر من سبتمر 2001، لاحظ علي عبد الله صالح أن السلفية ازدادوا قوة في اليمن ربما أكثر من اللازم وهو مالم يكن مخططاً، فدعم حسين بدر الدين الحوثي بداية لإعادة إحياء النشاط الزيدي في صعدة على الأقل، بالإضافة لتشجيعه لبعض هولاء السلفية ترك حزب التجمع اليمني للإصلاح.[97] ولكن عقب الغزو الأميركي للعراق عام 2003، بدأ حسين بدر الدين الحوثي يظهر معارضته لصالح ويتهمه علنا بـ"العمالة" لأميركا وإسرائيل. وعندما توجه صالح لأداء صلاة الجمعة بأحد مساجد صعدة فوجئ بالمصلين يصرخون الشعار الحوثي :" الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام"، فاعتُقل 600 شخص فورا وزج بهم في السجون، لإن المعارضة الحقيقية لم تكن لأميركا بقدر ماكانت ضد علي عبد الله صالح وحكومته، الخطاب المعادي لأميركا وإسرائيل في المنطقة العربية ككل ماهو إلا "شاشة دخان" للتغطية على أهداف أخرى إما لشرعنة نظام دكتاتوري أو معارضته.[98] وقد وجد حسين تأييدا من قبل السكان لنقمهم على الحكومة بالدرجة الأولى.[98] كان حسين يخطب في الناس عن الفقر والبؤس الذي تعاني منه صعدة، عن غياب المدارس والمستشفيات وعن وعود حكومية كثيرة لم يتم تنفيذ أي منها ، المشاريع التي رعاها حسين نفسه بتأمين إمدادات المياه النظيفة وإدخال الكهرباء إلى صعدة ساعدته كثيراً ليلقى قبولا من السكان كزعيم،[99] رغم أنه لم يكن سياسياً نشطا في صنعاء ولا شيخ قبيلة بخبرة طويلة في الإنتهازية السياسية، كسائر مشايخ القبائل اليمنية.[99] أما أهدافه الحقيقية وأهداف الحركة التي اتخذت اسمه لا تزال غير واضحة، من خلال خطبه ومحاضراته بدا حسين كأي خطيب جمعة في اليمن والمنطقة العربية، لم يشر إلى الإمامة الزيدية ولا إسقاط النظام ولا عن مشروع سياسي واضح يتجاوز "توعية الأمة عن مؤمرات اليهود".[100] بل من غير المرجح وجود ميليشيا اتخذت أي اسم عام 2004 ولكن خطب حسين عن "عمالة الدول العربية لأميركا واليهود" لم تكن سوى هجوم على علي عبد الله صالح نفسه.[101] لم يكن حسين بدر الدين الحوثي الشخصية اليمنية الوحيدة التي تنتقد علي عبد الله صالح مستعملة نفس المبررات والصيغ مثل العمالة لأميركا "المسيحية" في حربها على "المسلمين"، الذي جعل لحسين أهمية عند صالح كانت خلفيته كزيدي استطاع تكوين قاعدة دعم شعبية في صعدة، معقل الأئمة الزيدية تاريخياً.[102]
أعاد الرئيس صالح دعمه السلفية وعينهم في مساجد صعدة عوضا عن أئمة المساجد أتباع حسين بدر الدين الحوثي، وسُجن عدد كبير من أتباع حسين بدر الدين الحوثي بل طال القمع أولئك المتعاطفين معه فقط.[27] وأوقفت الحكومة المرتبات عن المدرسين المشاركين في الأنشطة التي نظمها حسين.[99] في يونيو 2004، اعتقلت السلطات اليمنية 640 متظاهر من طلاب حسين في صنعاء ثم توجهت قوة لإعتقال حسين بدر الدين الحوثي نفسه متهمة إياه بالسعي للإنقلاب على نظام الحكم الجمهوري وإعادة الإمامة الزيدية.[103] عدة عوامل أقنعت صالح بضرورة تصفية أنصار حسين الحوثي عسكرياً [104] :
• إنضمام اليمن للحرب الأميركية على الإرهاب وتوقفهم عن الضغط على صالح بشأن ترسيخ الديمقراطية، كونه حليف للولايات المتحدة في "حربها العالمية على الإرهاب"، وفر له العوامل السياسية والعسكرية لقمع أي نشاط ضد حكمه بالقوة.
• حرص صالح على تماسك النظام من إحتمالية إنشقاق حلفائه، فزجهم في حروب ضد الحوثيين سيحول أنظارهم لخصم آخر بينما يتمكن صالح من تمهيد الطريق لتوريث ابنه أحمد علي عبد الله صالح رئاسة الجمهورية في هدوء، كان علي محسن الأحمر والدوائر الأمنية والإستخباراتية المرتبطة به ـ مقربون جدا من السعودية - متوجسة من العلاقات اليمنية الأميركية ومتعاطفين مع التنظيمات الجهادية وأكثرهم حماسا للتخلص من الحوثيين. والعديد من المحللين يشيرون إلى نزاع صعدة بـ"حرب علي محسن الأحمر".[105]
• إدراك صالح أن حسين بدر الدين الحوثي لم يكن شيخا قبليا يستطيع مراضاته بالأموال، اعتقد صالح أن حسين لن يستطيع تحريك القبائل ضده، ولكن صعدة ليست موطن حاشد بل خولان وبكيل وجل هولاء ناقمون على الحكومة وعبر تاريخها، كانت صعدة مركز كل تمردات الزيدية.
كان حسين قد تمكن بناء قاعدة دعم على أساس العداء لسياسة الولايات المتحدة الخارجية وهو مامكن الرئيس صالح من أن يستغل ورقة مكافحة الإرهاب لصالحه لتلقي الدعم الخارجي.[106] وكان من السهل على علي عبد الله صالح ضرب أي شرعية ابتغاها حسين باتهامه أنه يسعى لإسقاط الجمهورية وإعلان نفسه إماماً، فبهذه الطريقة يؤلب صالح النخبة المثقفة في صنعاء ضد حسين الحوثي ويمنعهم من إبداء أي تعاطف معه.[106] وإتهامهم بالعمل والتعاون مع إيران لتصوير حسين كوكيل للجمهورية الإسلامية أمام السعودية وكسب تأييد السلفية داخل اليمن لحروب علي عبد الله صالح.[106] من وجهة نظر حكومة علي عبد الله صالح، فإن المشكلة لم تكن متعلقة بالشعار الحوثي بل بتخزين الحوثيين للسلاح والعمل على إسقاط الجمهورية ـ التي كان صالح ينوي توريثها لإبنه أحمد ـ، فكان لزاما على الحكومة أن تقوم بدورها لحماية الدستور والتحفظ على من يخرجون على القانون، وفقا للحكومة اليمنية خلال تلك الفترة. أما الحوثيون فلديهم رواية مغايرة، مستشهدين بأمر من علي عبد الله صالح لمحافظ صعدة حينها يحيى العمري بإطلاق طلاب لحسين سجنوا على ذمة ترديدهم للشعار الحوثي، وهو مايعني أن حسين بدر الدين الحوثي لم يخرج عن القانون وكان يمارس حقا طبيعيا مكفولا له بقوة القانون والدستور، وأن الأميركيين ضغطوا على صالح ـ وفق مزاعمهم ـ لقمعهم، قائلين أن صالح لم يتعرض للإستفزاز ولم يمتلك المبررات القانونية لشن الحرب عليهم.[107]
الجولات الأولى
اشتبك أنصار حسين بدر الدين الحوثي مع الجيش اليمني في يونيو 2004، بعد إتهام الحكومة له بإنشاء تنظيم مسلح على غرار حزب الله واستعمال المساجد لبث خطابات معادية للولايات المتحدة والتحريض على الإرهاب[108] وجند صالح مقاتلين قبليين من العصيمات، وهي إحدى قبائل حاشد السبعة. استعمل المقاتلون الحوثيون القنابل اليدوية والأسلحة الخفيفة في مدينة صعدة وكتاف وهزموا القوات القبلية من حاشد الموالية لصالح وقطعوا رأس قائدها.[109] توقفت المعارك في 10 سبتمبر 2004 بعد إعلان الحكومة اليمنية مقتل حسين بدر الدين الحوثي ونشرها صورًا لجثته على الصحف الحكومية مسحولة في الشوارع وكانت تلك نهاية ما عرف بالحرب الأولى.[109] أرقام الخسائر ليست متوفرة بصورة دقيقة لغياب مصادر محايدة لتغطية المعارك. توجه بدر الدين الحوثي إلى صنعاء بدعوة من علي عبد الله صالح ولكنه عاد إلى صعدة بعد شهرين لأن صالح لم يلتق به.[109] تولى عبد الملك الحوثي القيادة عقب مقتل أخيه.
وقعت الحرب الثانية في آذار/مارس 2005، وكالحرب الأولى التي ركزت على قتل حسين الحوثي. كان صالح يبحث عن القيادات المرتبطة بحسين مثل يوسف المداني وعبد الله الرزامي. أعلنت الحكومة توقف المعارك في نيسان/أبريل ولكن المعارك الصغيرة استمرت حتى ديسمبر في وقت كانت حكومة صالح تشن حملات اعتقالات واسعة لمن يشتبه في مناصرتهم لحسين، وحاول الحوثيون بدورهم اغتيال محافظ صعدة ونائبه ورئيس الاستخبارات العسكرية علي السياني في صنعاء، ورفض الجنرال عبد العزيز الذهب عرضا تقدم به مشايخ قبليون من صعدة للتفاوض مع الحوثيين وإنهاء الاقتتال.[109] قتل خلال هذه الفترة 200 شخص في معارك بين الجيش اليمني والحوثيين[110] وفي شهر مايو 2005, عرض الرئيس السابق علي عبد الله صالح عفوا رئاسيا على المتمردين شريطة أن يسلموا أنفسهم ويوقفوا إطلاق النار[111] رفض الحوثيون العرض واستمرت المناوشات بين الطرفين وأصدرت الحكومة اليمنية بيانا يلوم فيه المتمردين على مقتل 522 مدني وجرح 2,708 آخرين وخسائر اقتصادية تقدر 270 مليون دولار[112]
في كانون الأول/ديسمبر 2005 قامت قوات الجيش بقصف المنازل بحجة الاشتباه بأنها تؤوي مقاتلين حوثيين فكانت بداية الحرب الثالثة.[113] شهدت الحرب اشتباكات قبلية بطابع ثأري بين قبائل موالية للحوثيون وقبائل موالية لعلي عبد الله صالح.[114] وتوقف الإقتتال قبل الانتخابات الرئاسية[115] وأطلقت الحكومة اليمنية سراح معتقل من سجونها[116]
في 28 يناير 2007م اشتبكت عناصر من الحوثيين بالقوات اليمنية وقتلت 6 جنود وجرح خلال الغارة 20 آخرين، [117] إشتباك آخر خلف عشرة قتلى وعشرين جريح عند مهاجمة نقطة تفتيش قرب الحدود السعودية وردت الحكومة بقتل ثلاثة من المتمردين حسب تصريح رسمي لمسؤول عسكري، [118] في شهر فبراير، شنت القوات اليمنية حملة على صعدة قتل خلالها 160 من الحوثيين حسب المصادر الحكومية، [119] استعمل الجيش اليمني خلال الحرب الرابعة الطائرات والمدفعية الثقيلة وبقي الجيش في موقع الهجوم طيلة فترة المعارك من شباط/فبراير 2007 وحتى كانون الثاني/يناير 2008. الحوثيون من جانبهم بقيادة يوسف المداني، تمكنوا مرات كثيرة من حصار واستدراج قوات الجيش وايقاعها في شراكهم.[114] قاوم الحوثيون بشراسة في مناطق بني معاذ وضحيان، وانشق قبليون كانوا موالين لصالح وقاتلوا إلى جانب الحوثيين بسبب القصف العشوائي لمناطقهم.[120] توسطت دولة قطر لإنهاء النزاع وأعلن علي عبد الله صالح توقف القتال في 17 تموز/يوليو 2007.[121]
لم تستمر الهدنة القطرية طويلا وعادت المواجهات بين الجيش والحوثيين في 29 أبريل 2007 عندما قتل 7 جنود في كمين نصبه المتمردون، [122] رغم أن الحوثيين تعرضوا لخسائر فادحة في الأرواح والعتاد نظرا لتوظيف الجيش لكافة إمكانيته، إلا أنهم خرجوا من الحرب الرابعة منتصرين بكل المعايير.[120] كانت الحرب الرابعة فضيحة كارثية للجيش اليمني، فأداؤه خلال تلك المعارك كان أقصى ما عنده، فلم يتمكن علي عبد الله صالح وعلي محسن الأحمر من إنهاء وجود الحوثيين ولا تدمير قاعدتهم الشعبية. دمر صالح صعدة فخسر حلفاء النظام من أبناء المحافظة نتيجة تدمير المنازل والمنشآت من القصف العشوائي، وتأثرت صورة النظام عالمياً.[120] تم اعتقال آلاف من محافظات عدة ورميهم في السجون دون محاكمات، بل أخذ صالح رهائن من بعض الأسر للضغط على أبنائهم المقاتلين لتسليم أنفسهم.[120][121] وقالت الناشطة الحقوقية رضية المتوكل أن الاعتقالات التعسفية سبب رئيسي لزيادة رقعة الاقتتال وتنامي مؤيدي عبد الملك الحوثي.[123]
وإنفجرت قنبلة في 2 مايو بعد صلاة الجمعة خارج مسجد بن سلمان في صعدة، قتل 15 شخصا وجرح 55 وأتهمت الحكومة الحوثيين بالوقوف وراء الحادث، [111][124]
وقع انفجار غامض في مسجد بن سلمان في صعدة، قتل 15 شخصا وجرح 55 وأتهمت الحكومة الحوثيين بالوقوف وراء الحادث، [111][125] فكانت بداية الجولة الخامسة من المواجهات في أيار/مايو 2008. اتهمت الحكومة اليمنية الحوثيين بالوقوف خلف التفجير.[126] إلا أن الحوثيين نفوا تورطهم ووصفوا تفجير المسجد وعمليات اختطاف الأجانب بالمؤمرات المدبرة من السلطة.[127] قتل نفس الليلة ثلاثة جنود وأربعة حوثيين في مناوشات بين الطرفين، [128] في مايو، قتل 13 جنديا و 26 من المتمردين في إقتتال في صعدة، [129]
في الحرب الخامسة، بدا الجيش اليمني مشغولا بإنهاء القطاعات القبلية للطرقات التي كان ينفذها الحوثيون للحد من حركة الجيش وأعلن علي عبد الله صالح توقف القتال والنزاع ككل في 17 يوليو 2008.[130] تراجع علي عبد الله صالح عن إتهام الحوثيين بتسلم دعم إيراني بنهاية عام 2008 وبدايات 2009.[130] وأرسل لجنة برئاسة عبد القادر هلال لحصر الأضرار وبحث مطالب سكان صعدة كدليل على حسن النوايا من جانبه. لكن تم عرقلة جهود عبد القادر هلال لأنه قدم تقريراً يطالب فيه الحكومة اليمنية باتخاذ إجرائات تساعد في عملية إعادة بناء الثقة لدى أبناء المحافظة الممزقة من الحروب مثل إعادة الكهرباء وخطوط الإتصالات.[131]
التصعيد
مصادر قبلية أخبرت صحيفة يمن تايمز المستقلة الإنجليزية أن سبب فصل عبد القادر هلال من لجنة الوساطة يعود لمن وصفتهم مراكز النفوذ التي تجند الآلاف من أبناء القبائل لخوض حرب سادسة وذلك عام 2009.[132] فلم تكن بعض الأطراف راضية عن نتائج الحروب السابقة، الجنود النظاميين إشتكوا من عدم دفع مرتباتهم، القبليون الموالون لصالح إشتكوا من معاملتهم كمرتزقة والدمار الهائل الذي أصاب مناطقهم في صعدة واستقالوا عن حزب المؤتمر الشعبي العام. حلفاء النظام في حزب التجمع اليمني للإصلاح وأبرزهم حميد الأحمر دعا لتنحي صالح في مقابلة مع قناة الجزيرة في أغسطس 2008.[130] عبد الملك الحوثي اتهم الحكومة بعدم الإيفاء بأي من وعودها وتحدث في خطب عديدة أن حربا سادسة ستبدأ بسبب تحركات الجيش اليمني وتمركزه في المحافظة. الحكومة بدورها اتهمت الحوثيين بتخزين الأسلحة للتجهيز لتمرد جديد.[133]
حُكم على سبعة حوثيين من خولان بالإعدام لمشاركتهم في المعارك، وانتشرت أخبار عن اختطاف تسعة أجانب، ثلاثة منهم وجدوا مقتولين. كانت الحكومة اليمنية حريصة على إتهام الحوثيين بخطفهم، ولكن عبد الملك الحوثي أدان الإختطاف واتهم جهات موالية للحكومة بتدبير عمليات الإختطاف.[134] وتحدث يحيى بدر الدين الحوثي قائلا أن لديهم شهود وأدلة ـ وفقا له ـ على أن الحكومة تقف خلف عمليات الإختطاف، مضيفا أن خطف الأجانب وقع في منطقة خاضعة لسيطرة الجيش حينها.[14] عقد علي عبد الله صالح إجتماعاً في 11 أغسطس 2009 وخلص الإجتماع إلى مواجهة الحوثيين بـ"قبضة حديدية"، وأعلن صادق الأحمر ـ أخ حميد الأحمر ـ أنه يؤيد "قبضة الحكومة الحديدية" .[135] أطلقت الحكومة اليمنية اسم عملية الأرض المحروقة على حربها السادسة، وطيلة شهر والحوثيون والحكومة يدعون إحراز تقدم على الأرض. نشرت وكالة الأنباء اليمنية سبأ أن الحوثيين قصفوا القصر الرئاسي بصعدة، وأن قوات الجيش قتلت مئة وخمسين من المتمردين.[136] نفى الحوثيون أنهم استهدفوا القصر الرئاسي وكذبوا خبر وكالة الأنباء الحكومية وهو مايوضح صعوبة الحصول على معلومات دقيقة عن الأحداث المفصلة للنزاع.[137] أعلنت الحكومة اليمنية توقف القتال خلال عيد الفطر في شهر سبتمبر. وقال الحوثيون أنهم موافقون على وقف الاقتتال شريطة إطلاق سراح معتقلين حوثيين. تجددت المعارك بأكتوبر الذي شهد تحطم عدد من طائرات الجيش وقال الحوثيون أنهم أسقطوا الطائرات بينما نفت الحكومة اليمنية وقالت أن سبب سقوط الطائرات كان بسبب أعطال فنية.[138]
شهدت الحرب السادسة تطوراً بتدخل السعودية. الأحداث التي أدت لتدخل السعودية في القتال لا تزال غير معروفة بشكل واضح حتى الآن. اتهمت السعودية الحوثيين بـ"التسلل" وإطلاق النار على حرس الحدود السعودي.[139] الحوثيين قالوا بأن السعودية كانت تسمح لقوات الجيش اليمني بالتمركز في جبل الدخان بجيزان لمهاجمتهم من الخلف، وأنهم تحدثوا للسعودية بهذا الشأن دون أن يتلقوا رداً. فاقتحموا المنطقة في 2 نوفمبر 2009 قائلين أن الجنود السعوديين بادروهم بإطلاق النار أولاً.[137] ولكن تقارير أخرى تشير إلى إشتباكات من أكتوبر.[140] الحوثيون يتهمون السعودية بالتدخل في منذ 2007.[141] من 4 نوفمبر والطيران السعودي يقصف مواقع حدودية وداخل اليمن رغم نفي الحكومة اليمنية أن الطيران السعودي يقصف مواقع في صعدة.[142] وأصدرت المؤسسة الدينية الحنابلي بالسعودية بيانات تصف عمليات الطيران السعودي بـ"الجهاد".[143] وجند علي محسن الأحمر وعلي عبد الله صالح مقاتلين قبليين تحديداً من مختلف المناطق لقتال الحوثيين، يرتبطون لحزبي الرجلين الإصلاح والمؤتمر الشعبي العام.[144] اتهم عبد الملك الحوثي الطيران السعودي باستعمال الفوسفور الحارق.[142] وكما كان متوقعا، ادعى كل طرف تحقيقه انتصارات عسكرية عقب كل إشتباك. اتهم عبد الملك الحوثي الجيش اليمني بالخيانة، وأنه ليس جيشا لحماية الوطن والمواطنين، مستغربا من عدم تصديه للقوات السعودية.[145]
في 8 نوفمبر أعلنت السلطات السعودية "إستعادتها" لجبل الدخان.[146] نفى الحوثيون وأعلنوا أنهم لا يزالون يسيطرون على الجبل وأضافوا أن القرى اليمنية تتعرض لقصف مدفعي ثقيل.[146] كشفت وثيقة ويكيليكس المعنونة (10RIYADH159) أن لقاء جمع خالد بن سلطان بالسفير الأميركي في الرياض حول تزويد الولايات المتحدة للقوات السعودية بصور ستالايت لقتال الحوثيين، كانت الولايات المتحدة وفقا للوثيقة، قلقة من إستهداف المدنيين وأظهر السفير الأميركي صورة لمستشفى تعرض للقصف من قبل الطيران السعودي.[147] خالد بن سلطان قال أن الطيران السعودي ينفذ غاراته وفقاً لتوصيات لجنة يمنية ـ سعودية مشتركة، قائلا أن حصولهم على صور الستلايت مهم لإنه لا يثق بتوصيات الحكومة اليمنية، مستشهدا بتوصية قادت الطيران السعودي نحو قاعدة عسكرية تواجد بها علي محسن الأحمر، أحد منافسي علي عبد الله صالح السياسيين.[147] وافقت الولايات المتحدة على تزويد السعودية بصور الستلايت لمواقع الحوثيين.[147] وثيقة أخرى بعنوان (09SANAA2279) تظهر أن شيخا قبليا مقرب من صالح يدعى محمد بن ناجي الشايف تحدث أن الدعم السعودي دافع لصالح لإطالة الحرب.[17] وأن أحد المسؤولين السعوديين في اللجنة السعودية الخاصة التي كان يرأسها سلطان بن عبد العزيز، أخبره أنهم يعرفون أن علي عبد الله صالح يكذب بشأن رواية الدعم الإيراني للحوثيين.[17] ولكن رسمياً وعبر وسائل إعلامهم، استمروا بترديد مزاعم التدخل الإيراني.
استمر القتال إلى شهر ديسمبر من عام 2009. وقال مسؤول يمني أن عدد القتلى الحوثيين بلغ 263 قتيل و 277 مدني و119 جندي من قوات النظام.[148] ذلك وفقا لمصادر رسمية فهناك تعتيم إعلامي رافق المعارك وهو مايمنع التأكد من موثوقية الإدعائات. وأعلن خالد بن سلطان عن مقتل 73 جندي وإختفاء 26 آخرين، تعتقد الحكومة السعودية أن 12 منهم مقتولين، و470 جريح[149] ارتفع رقم القتلى وفقا للحكومة السعودية إلى 82.[139] أعلن خالد بن سلطان "إنتصار" السعودية في الحرب قائلا أنهم "طهروا" المنطقة من الحوثيين وأن الإنسحاب لم يكن خيارا متوفرا لهم، وفق ابن سلطان في ديسمبر .[150] وتحدث مسؤول سعودي قائلا أن الحوثيين أعلنوا إيقاف إطلاق النار فتوقفوا هم عن إطلاق النار، معلنا توقف الإشتباكات.[150] عبد الملك الحوثي كان قد عرض هدنة قبلها لوقف سقوط القتلى المدنيين.[150] وأعلن استعداده للإنسحاب من مواقع داخل السعودية شريطة أن تتوقف السعودية عن دعم الجيش اليمني لقتالهم.[151] الضغوطات السياسية الداخلية كانت وراء إعلان خالد بن سلطان "الإنتصار"، وفقا لوثيقة ويكيلكس (09RIYADH1687)، الملك السعودي عبد الله كان قد أبدى تذمره من طول المعركة أمام مقاتلين غير نظاميين ولا مدربين، عن عدد القتلى من القوات السعودية (العدد المؤكد غير معروف، 82 وفقا لمصادر سعودية حكومية) وعن عدم قدرة الجيش السعودي على إثبات كفائته رغم المليارات المصروفة عليه.[151] بالفعل، اشتبك الحوثيون على الأرض مع جنود سعوديين مسلحين تسليحا جيدا ولكن بتدريب ضعيف.[152] نشرت شبكة المخابرات السعودية على الانترنت مقاطع فيديو تقول أنها لمقاتلين حوثيين، مطرحون أرضا على بطونهم وأرجلهم وأياديهم مكتفة بعضها ببعض مع عصابة على أعينهم ويقوم جنود ابن سعود بركلهم وضربهم وانتشرت مقاطع لجلدهم بالسياط وناشري هذه المقاطع نشروها كعمل بطولي ضد الحوثيين.[153] هذه العمليات ومارافقها، في حقيقتها هي جزء من عمل وسلوك حرس الحدود السعودي اتجاه المهاجرين الغير شرعيين من يمنيين وأفارقة وغيرهم ولم يكن أولئك مقاتلين حوثيين.[154] الحوثيون كذلك نشروا مقاطع لأسرى من الجيش السعودي يتلقون إسعافات إلى جانب ماغنموه من المعدات والأسلحة.[143][155] استمرت المعارك بين الحوثيين والجيش اليمني بشكل متقطع إلى أن توقفت في 12 فبراير [156] إنسحب الحوثيون من شمالي صعدة في الخامس والعشرين من فبراير [157][158] أرسلت الحكومة اليمنية مهندسين لداخل صعدة لتخليصها من الألغام [159] وسمحت لممثلين من المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بزيارة المدينة لإزدياد عدد النازحين من المدنيين [160]
المعارك منذ 2011
حرب عمران 2014
في مطلع يوليو 2014 شن المسلحين الحوثيين هجوماً واسعاً على مدينة عمران التي يحاصرونها منذ شهرين وعلى مقر اللواء 310 مدرع [184] وتركزت المعارك في محيط مدينة عمران، وامتدت إلى أحياء سكنية، خاض خلالها الطرفان حرب شوارع، بعد تسلل الحوثيين إليها وقاموا بتفجير عدد من منازل تتبع شخصيات إصلاحية مساندة للجيش، وأعلنت لجنة معينة من الرئيس عبد ربه منصور هادي، اتفاق هدنة في 23 يونيو، بعد جهود وساطة قادها المبعوث الأممي لليمن جمال بنعمر، لكن سرعان ما انهار الاتفاق، وحمل كل طرف الآخر المسؤولية.[184] وفي 5 و6 يوليو شهدت عمران اشتباكات واسعة بلغت حصليتها أكثر من تسعين قتيلا من الأطراف المتحاربة.[185][186] وأنتهت الإشتباكات في محافظة عمران بانتصار الحوثيين في 8 يوليو، بعد اقتحام معسكر اللواء 310 ومقتل قائده العميد حميد القشيبي، [187][188][189]
اجتياح صنعاء
دعى عبدالملك الحوثي لإحتجاجات ضد قرارٍ للحكومة اليمنية يقضي برفع الدعم عن المشتقات النفطية، وتحولت إلى إشتباكات بين الحوثيين، وقوات مرتبطة بعلي عبد الله صالح، وميليشيات حزب التجمع اليمني للإصلاح وعلي محسن الأحمر. في 17 سبتمبر، إندلعت مواجهات مسلحة في مديرية همدان شمال صنعاء بين حوثيين ومسلحين قببليون محليون أسفرت عن مقتل 32 شخصاً، ونصب الحوثيون كميناً لتعزيزات كانت في طريقها إلى مديرية همدان.[190] فأمتدت الإشتباكات إلى منطقة شملان في المدخل الشمالي الغربي للعاصمة صنعاء، وقتل فيها العقيد الركن صادق مكرم قائد لواء الدفاع الجوي في المنطقة العسكرية السادسة.[191] وفي 18 سبتمبر اشتبك المسلحين الحوثيين مع قوات أمنية في حي شملان شمال صنعاء وشارع الثلاثين، وحاصروا جامعة الإيمان التي يديرها عبد المجيد الزنداني.[192]
في 21 سبتمبر 2014، سيطر الحوثيون على صنعاء بعد شهر من الاحتجاجات وأربعة أيام من القتال مع قوات عسكرية موالية لعلي محسن الأحمر. واقتحم الحوثيون مقر الفرقة الأولى مدرع التي يقودها علي محسن الأحمر وجامعة الإيمان، وسيطروا على مؤسسات أمنية ومعسكرات ووزارات حكومية دون مقاومة من الأمن والجيش وأعلن منتسبو التوجية المعنوي بوزارة الدفاع تأييدهم لـ"ثورة الشعب".[193] الألوية العسكرية التي اشتبكت مع الحوثيين في سبتمبر 2014 كانت مرتبطة بعلي محسن الأحمر.[194]
وجرى بعدها التوقيع على اتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي قضى بتشكيل حكومة جديدة بقيادة خالد بحاح خلفاً لما سُمي بحكومة الوفاق الوطني، وبتعيين مستشارين من الحوثيين والحراك الجنوبي لرئيس الجمهورية، [195] وهرب علي محسن الأحمر إلى السعودية،[196] وحميد الأحمر وتوكل كرمان وآخرين إلى تركيا.[197]
الانقلاب
• : انقلاب اليمن 2014
• معركة صنعاء (2015)
في 19 يناير 2015 هاجم الحوثيون منزل الرئيس هادي، وحاصروا القصر الجمهوري الذي يقيم فيه رئيس الوزراء، [198] واقتحموا معسكرات للجيش ومجمع دار الرئاسة، ومعسكرات الصواريخ.[199] وفرض الحوثيون على هادي ورئيس الوزراء وأغلب وزراء الحكومة إقامة جبرية، [200][201] وقام الحوثيون بتعيين محافظين عن طريق المؤتمر الشعبي العام في المجالس المحلية،[202] واقتحموا مقرات وسائل الإعلام الحكومية وسخروها لنشر الترويج ودعايات ضد خصومهم،[203] واقتحموا مقرات شركات نفطية وغيروا طاقم الإدارة وعينوا مواليين لهم،[204] وتواردت أنباء عن ضغوطات مارسوها على الرئيس هادي نائباً للرئيس منهم.[205]
قدم الرئيس عبد ربه منصور هادي ورئيس الوزراء خالد بحاح استقالاتهم في 22 يناير، ولم يعقد البرلمان جلسة لقبول الاستقالة أو رفضها حسب ما ينص عليه الدستور، [206] وأعلن الحوثيون بيان أسموه بـ "إعلاناُ دستورياُ" في 6 فبراير، وقاموا بإعلان حل البرلمان، [207][208] وتمكين "اللجنة الثورية" بقيادة محمد علي الحوثي لقيادة البلاد.[209][210][211] وبالرغم من النجاحات العسكرية والتحالف مع حزب المؤتمر الشعبي العام،[212][213] إلا أن الانقلاب واجه معارضة داخلية ودولية واسعة.[214][215]
ظل الرئيس المستقيل هادي ورئيس الوزراء قيد الإقامة الجبرية التي فرضها مسلحون حوثيون منذ استقالته، واستطاع هادي الفرار من الإقامة الجبرية، وأتجه إلى عدن في 21 فبراير، [216] ومنها تراجع هادي عن استقالته في رسالة وجهها للبرلمان، وأعلن أن انقلاب الحوثيين غير شرعي.[217][218][219] وقال "أن جميع القرارات التي أتخذت من 21 سبتمبر باطلة ولا شرعية لها"، وهو تاريخ احتلال صنعاء من قبل ميليشيات الحوثيين.[220] وأعلن الرئيس هادي عدن عاصمة مؤقتة لليمن بعد استيلاء الحوثيون على صنعاء.[221][222] وقرر مجلس الأمن الدولي ووزارة الخزانة الأمريكية عقوبات ضد علي عبد الله صالح وكبار قادة الحوثيين.[223] أصدر مجلس الأمن القرار 2051 يهدد فيه بعقوبات على من يقوضون المرحلة الانتقالية.[224] ووجهت لصالح اتهامات من الأمم المتحدة وعدد من السفارات الغربية بمحاولة عرقلة الفترة الانتقالية هو وأبنائه وأقاربه.[225][226]
الحرب الأهلية 2015
مع دخول شهر مارس من عام 2015 شهدت عدن توتراً سياسياً وأمنياً، فهادي أتخذ قراراً بإقالة عبد الحافظ السقاف قائد فرع قوات الأمن الخاصة في عدن المحسوب على علي عبد الله صالح والحوثيون، [227] ولكن السقاف رفض ذلك، وأندلعت اشتباكات مسلحة بين المتمردين من قوات الأمن ووحدات عسكرية تابعة للجيش اليمني يقودها وزير الدفاع محمود الصبيحي مسنودة باللجان الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي.[228][229][230] وفي 19 مارس استعادت القوات البرية في المنطقة العسكرية الرابعة السيطرة على مطار عدن، واقتحمت "معسكر الصولبان" (معسكر قوات الأمن الخاصة) المجاور للمطار وأحكمت السيطرة عليه، [231] وفر السقاف إلى تعز، وتعرض "قصر المعاشيق" القصر الجمهوري لعدة ضربات جوية من طائرات حربية قادمة من صنعاء.[232]
واستهدفت تفجيرات انتحارية جامع بدر وجامع الحشوش في صنعاء اللذان يتردد عليهما الحوثيين، ووقع التفجير أثناء صلاة الجمعة في 20 مارس 2015، وتعتبر هذه الهجمات الأكثر دموية منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء، حيث قتل فيها ما لا يقل عن 140 شخصاً وأصيب المئات.[233] ووقع الانفجار في جامع بدر أثناء الصلاوى وأثناء فرار المصليين وقع انفجار ثاني، واستهدف تفجير آخر مسجد الحشحوش في شمال صنعاء.[234]
قام مسلحون يعتقد بانتمائهم لتنظيم القاعدة بقتل 20 ضابط وجندي يمني في 20 مارس 2015 في مدينة الحوطة بمحافظة لحج التي تشهد فراغاً أمنياً كبيراً، بعد انسحاب الأمن منها، حيث طالت عمليات النهب عدداً من البنوك والمعسكرات التي سلمت لهم دون مقاومة.[235] وتأتي المذبحة بعد ورود تقارير عن فرار المئات من معتقلي تنظيم "القاعدة"، من السجن المركزي بعدن.
في خطاب متلفز قال عبد الملك الحوثي قائد جماعة الحوثيون أن اتخاذ جماعته قرار التعبئة العامة للحرب كان ضرورياً بعد الجرائم التي ارتكبها تنظيم القاعدة في تفجيرات مسجدي بدر والحشوش بصنعاء ومذبحة الحوطة.[236]
بدأ الحوثيون حرباً أهلية بدعم من قوات عسكرية مؤيده لعلي عبد الله صالح للسيطرة على محافظات الجنوب ومعقل الرئيس هادي، وسقطت مدينة تعز ثالث أكبر مدن اليمن دون مقاومة تذكر،[237] في 24 مارس 2015م تقدم هادي برسالة إلى قادة دول مجلس التعاون الخليجي، طالباً منها تقديم المساندة الفورية بكافة الوسائل بما في ذلك التدخل العسكري، استناداً إلى مبدأ الدفاع عن النفس المنصوص عليه في المادة (51) من ميثاق الأمم المتحدة، واستناداً إلى ميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك، لحماية اليمن وشعبه من العدوان الحوثي المستمر وردع الهجوم المتوقع حدوثه في أي ساعة على مدينة عدن وبقية مناطق الجنوب، ومساعدة اليمن في مواجهة القاعدة وداعش.[238][239]
في 25 مارس سيطرت قوات موالية لعلي عبد الله صالح على مطار عدن الدولي وغادر هادي البلاد بعد قصف مقر إقامته بطائرة حربية، وخلال الحرب الأهلية اليمنية (2015)، بدأت المملكة العربية السعودية بحشد قواتها العسكرية على حدود اليمن في أواخر مارس 2015.[240] ورداً على ذلك، تباهى أحد قادة الحوثيين بأن قواته سترد على السعودية إذا تدخلت في اليمن بهجوم مضاد لن يتوقف حتى السيطرة على الرياض.[241]
في فجر 26 مارس 2015، أعلنت السعودية بدء عملية عاصفة الحزم لإستعادة الشرعية في البلد بمشاركة العديد من الدول الخليجية، وتقديم المساعدة اللوجستية من الولايات المتحدة الأمريكية.[242] وبدأت العملية بقصف جوي كثيف على المواقع التابعة لمليشيا الحوثي والقوات التابعة لصالح في مختلف محافظات اليمن.[243][244] وبدأت أول الضربات الجوية على مطار صنعاء وقاعدة الديلمي الجوية ومقر قيادة القوات الجوية التي كان الحوثيون قد سيطروا عليها.[245]
الهيكل التنظيمي

ينقسم الحوثيين الى قسمين المقاتلين والمدنيين مؤدي فكر الحوثي. ويقدر عدد افراد مليشيا انصار الله بنحو نصف مليون فرد وتعتبر اكبر مليشيا مسلحة في اليمن والجزيرة العربية كلها وصعدة هي معقلهم الرئيسي لكنهم تمددوا الى عمران ثم صنعاء.
الحوثيون ليسوا منظمة بل هم جسم وجد منذ الحرب الأولى في صعدة ككيان غير متجانس لهم مصالحهم الخاصة وموحدين تحت شعار بمعان مختلفة لأعضاء مختلفين.[255] فكرة وجود تنظيم هرمي بجدول واضح لترتيب وتنظيم المعركة لا تنطبق على الحوثيين. وفقا لوثائق ويكيليكس، لا يوجد دليل أن المقاتلين يقادون من وحدة قيادة مركزية أو يحملون آيدولوجية واضحة ومشروع سياسي.[256] الحوثيين ليسوا كحزب الله ولا حزب العمال الكردستاني ولا الجيش الجمهوري الآيرلندي. يُشار إلى الجماعة من قبل الكثيرين بتسمية "الحوثيين" أو الحركة الحوثية أو العناصر الحوثية أو "الشباب المؤمن" وأخيراً "أنصار الله" قبل أن يتخذوا اسم أنصار الله كانوا يشيرون لأنفسهم بـ"أنصار الحق" و "الحسينيين" و"المجاهدين" و"جند الله"، كل هذه التسميات تساعد في صعوبة إعتبار الحوثيين منظمة بجهاز قيادة مسيطر ومتماسك. سبع سنوات من القتال في صعدة ساعدت في ولادة ذكريات مشتركة وطقوس وفعاليات تحافظ على روح التضامن الجماعي، كما تشير عدة تقارير دولية فإن عدد المسلحين الحوثيون كان يزداد عقب كل حرب تشنها الحكومة اليمنية.[255] الحوثيون لم يخوضوا معاركهم منذ عام 2004 بخطة قتال وهيكل تنظيمي يمكن تحليله باستخدام تعابير ومصطلحات عسكرية تقليدية. لم يحددوا لأنفسهم اسماً وهو أنصار الله إلى عام 2012، وكان عليهم تحديد ماهو هذا الذي يريدون تحقيقه عوضا عن الحديث عن مايعارضونه من البداية، حتى يُُمكن وصفهم بالمنظمة أو "حركة تمرد" حتى.[257]
حسين بدر الدين الحوثي وعبد الله الرزامي كانوا أعضاء في مجلس النواب اليمني، إلا أن يحيى بدر الدين الحوثي كان الواجهة السياسية و"الدبلوماسية" للحوثيين وقاد لجنة وساطة في مرة من المرات وتوصل لقرار لم يعجب الحكومة، فسحبت صلاحياته وحصانته النيابية وغادر إلى ألمانيا عقب الحرب الأولى. ومن هناك كان يحيى بدر الدين الحوثي أقرب مايكون إلى متحدث رسمي باسم الحوثيين.[258] ولكن ذُمت جهود يحيى لأجل قضية صعدة من قبل بعض "أنصار الحق" على الإنترنت متهيمنه بالسعي لتحويل القضية إلى قضية سياسية لمكاسبه الشخصية. أحد المواقع المؤيدة للحوثيين وصف يحيى بـ"البرلماني" ولم يشر إليه كعضو في مجلس قيادة أو صاحب منصب في "التنظيم".[258] وهناك شائعات عن إختلاف يحيى بدر الدين الحوثي مع أخيه عبد الملك.[258] تولى عبد الملك الحوثي القيادة في الحرب الثالثة ولكن قيادي آخر يدعى عبد الله بن عيضة الرزامي لم يكن يقل عنه أهمية، عبد الملك الحوثي وعائلته هم الواجهة الآيدولوجية حالياً. هناك القادة الميدانيين وكل قائد يتولى منطقة، فطه المداني كان قائد المقاتلين في مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران، سلطة طه المداني على مقاتليه كانت مبنية على هيبة شخصية كشيخ قبيلة ربما وليس كسلطة قائد عسكري على جنوده.[259] مثل المشايخ القبليين الذين يعتمدون على "القوة الناعمة" ليبقوا على تأثيرهم ولا يمكنهم المحافظة على هكذا تأثير بأساليب عسكرية فيها شيئ من التسلط.[260]
دراسة أسماء القادة الميدانيين والمقاتلين تساعد إلى حد ما في فهم طبيعة الجسم "الحوثي"، بعضهم يستخدم كنى مثل أبو نصر وأبو علي وبعضهم يستخدم ألقابا مثل "الشيخ" مظهرا إنتمائاً قبلياً، وهو مافسره بعض المراقبين أن "الجسم" مكون من دوائر عديدة بمصالح وأهداف مختلفة، أقرب مايكون إلى إتحاد قبلي من ميليشيا منظمة.[259] بالتأكيد، عدد من "الحوثيين" شديدوا الإخلاص لحسين بدر الدين الحوثي الذي كان قائداً رمزياً ليصبح شخصية ملهمة لكثير من المسلحين اليوم. مثلا، اعترض عدد من القادة الميدانيين على قبول عبد الملك الحوثي لإتفاق الدوحة عام 2007 ولكن ذلك وفقا لخبر في وسيلة إعلام سعودية على أية حال.[261] وانتشرت شائعات عن خلافات بين عبد الملك الحوثي وعبد الله الرزامي، زاعمة أن الرزامي يمثل فصيلا أكثر تطرفا في الجماعة إلا أن عبد الملك الحوثي نفى ذلك.[261] وهناك القبليين مثل عبد الله النمري الحكمي، يُعتقد أنه وأمثاله مجرد "حلفاء" لعبد الملك الحوثي ويرون في النزاع وسيلة لتصفية حسابات قديمة، ومثل هولاء يتصرفون باستقلالية كبيرة عن أي مركز قيادة.[262] وهو نتيجة طبيعية لبنية النظام القبلي لعلي عبد الله صالح وحلفائه فكثير من الإشتباكات التي اشترك فيها "الحوثيون" كانت معارك بطبيعة ثأرية بعيدة كل البعد عن القضية الأساسية للتمرد. بالتأكيد كلهم يرددون الشعار ويعتبرون قتلاهم شهداء وعبد الملك الحوثي قائدهم، وينشدون الزوامل (لون من الإنشاد ينتشر بين القبائل) المرددة لنثريات الحركة ولولاهم لما وجدت الحركة ولما صمدت حتى اليوم.
الجوانب المادية في الصراع تعزز الإستقلالية الذاتية ضمن عنوان الولاء الواسع لعبد الملك الحوثي. تواجد الأسلحة بكميات كبيرة في اليمن وصعدة ألغى الحاجة إلى إستراتيجية مركزية لشراء وتوزيع الأسلحة.[263] صعدة ظلت جزءا من اليمن اسميا منذ سقوط المملكة المتوكلية اليمنية، تمكن السكان المحليين من تطوير أساليب مختلفة للحياة والنجاة في بيئة فقيرة الموارد قبل ظهور الحوثيين. يمكن الحصول على المواد الغذائية من خلال التبرعات الطوعية أو القسرية، وجانب التبرع "القسري" قد تمت الإشارة إليه في مزاعم وسائل إعلام الحكومة، مثل جباية الحوثيين للزكاة في المحافظة.[263] الأبعاد الإقليمية لإقتصاد صعدة فتحت أبوابا للتجارة المشروعة وغير المشروعة بتهريب المواد الغذائية إلى داخل المحافظة من خلال جهات فاعلة خارجياً. تمكن الحوثيون من البقاء عبر وسائل النجاة المحلية المعتادة في منطقة مثل صعدة وليس عبر شبكة توزيع منظمة بهيكل هرمي.[263] هذا لا يعني أن وحدات الحوثيين تعمل بشكل مستقل كلياً عن بعضها البعض ولا يواجد تواصل بينهم، إذ لاحظ عمال منظمات الإغاثة العالمية أنهم يتواصلون مع بعضهم البعض بالهواتف الخلوية والفضائية. وعندما فرضت الحكومة تعتيما على شبكات الهاتف الخلوي، استخدم الحوثيون هواتف خاصة وزعتها الحكومة على الموالين لهم في المنطقة.[263]
هذه دراسات لمراقبين قبل عام 2012 عندما تزايدت شعبية الحوثيين لأسباب عديدة منها موقفهم من التدخلات الخارجية ومعارضتهم لحزب التجمع اليمني للإصلاح.[264] عدا حقيقة أن التمرد كان يزداد قوة عقب كل حرب تشنها الحكومة دون معالجة الأسباب الحقيقية وراء زيادة المساحة الديمغرافية المتعاطفة مع الحوثيين.[265] عاد يحيى بدر الدين الحوثي إلى اليمن عام 2013 وكان حسن زيد ووزير الدولة السابق حسن أحمد شرف الدين في مقدمة مستقبليه. وأقيمت جنازة كبيرة لحسين بدر الدين الحوثي بعد تسلم رفاته من الحكومة اليمنية. لم يظهر يحيى بدر الدين الحوثي كثيراً بعد عودته، ويرأس صالح هبرة المجلس السياسي لحركة أنصار الله ولديهم متحدث رسمي وهو محمد عبد السلام وأعلنوا أن أي موقف لا يصدر عن "الجهات الرسمية لأنصار الله" لا يمثلهم.[266] ذلك لإنهم يمتلكون القدرة للتحول إلى نموذج تنظيمي أكثر صلابة وإستدامة. التحول من مجرد "جسم" مكون من مجموعات مختلفة وبعضها مستقلة إلى "منظمة" قادرة على التفاوض ووضع شروط ومطالب يبدو أنه تحقق عقب الإحتجاجات الشعبية لعام 2011 وهي المرحلة الأولى من تطورهم كما تنبأ مراقبون،[267] المرحلة الثانية قد تكون التحول لحزب سياسي رغم أن عبد الملك الحوثي قد يعترض، ولكن هناك الكثير من أنصار الله وأولئك المتعاطفين معهم سواء في حزب الحق واتحاد القوى الشعبية ومثقفين زيدية من يستطيع المضي بمشروع كهذا.[267] ولكن من سلبياته أنه من الممكن أن يتحولوا لحزب شبيه بحزب الله بقسمين سياسي وعسكري، وهي فرضية قوية في حالة "أنصار الله".[268] عبد الملك الحوثي وآخرين في أنصار الله تحدثوا أن تسليم سلاحهم مرتبط بنزع سلاح أعدائهم. عُين علي محسن الأحمر مستشارا لعبد ربه منصور هادي ورفض التقاعد، وتقاعد هذا وعلي عبد الله صالح وإعتزالهم العمل العسكري والسياسي هو أقل ماينبغي تحقيقه للقول أن اليمن مقبلة على تغيير سياسي وفقا لمراقبين دوليين.[269][270][271]
مصادر أسلحتهم
هناك ثلاث مصادر رئيسية لأسلحة الحوثيين :
• تجار السلاح. . * الحلفاء القبليون. *الجيش اليمني نفسه.
كان الحوثيون يحصلون على أسلحتهم من سوق الطلح وأسواق السلاح في مأرب خلال أول جولتين من المعارك، العديد من تجار السلاح كان يمدهم بالأسلحة إما تعاطفا معهم لإنهم زيدية أو لإنهم مرتبطون قبلياً بكثير من المسلحين أو إنتقاماً من الجيش للتدمير الذي حل بمناطقهم.[272] وهناك سبب آخر وهو حقيقة أن تجارة السلاح تزدهر في ظروف وأوضاع كهذه، فكثير من تجار السلاح ينظر للنزاع نظرة مادية صرفة، بل أنهم استفادوا من الجهود الحكومية لمنع بعض الأسلحة وإغلاق الأسواق لرفع أسعار السلاح. واعتقد بعض التجار أن النزاع سيكون قصيراً فباعوا أعداداً كبيرة من الأسلحة في فترة وجيزة.[273] التعاون مع الأميركيين لتطوير جهاز خفر السواحل حد من قدرة التجار على التهريب ولكن بدرجة ضئيلة.[273] بعد الحرب الثانية، تقلص اعتماد الحوثيين على تجار السلاح إلى حد ما فكانوا يعتمدون على علاقاتهم القبلية لتأمين الإمدادات.
في البداية هناك القبائل المقاتلة في صفوف الجماعة وهولاء لديهم مخازنهم الخاصة للسلاح. وهناك القبليين الذين جندتهم الحكومة كجيش إضافي، لديهم مخازنهم بالإضافة للأسلحة الموزعة عليهم من الحكومة، وهذه القبائل تغير ولائها بسرعة كبيرة من طرف لآخر في أرض المعركة لأسباب مذكورة أعلاه، فتصبح أسلحتهم والأسلحة المقدمة لهم من الحكومة في يد الحوثيين.[274] مصادر عمال الإغاثة قالت إن الحكومة والحوثيين على حد سواء، يطلبون من مشايخ قبليين في المنطقة أن ينضموا إليهم إما بإقناعهم عن طريق التقارب الآيدولوجي أو تهديدهم بالإنتقام حال إنضمامهم للطرف الآخر. هذه الحالة تعني إمداد الحركة بالسلاح والمقاتلين وهو مامنع الحوثيين من مواجهة نقص في إمدادات السلاح.[274]
المصدر الثالث لأسلحة الحوثيين هو الجيش اليمني نفسه. أسباب عديدة تقف خلف هذه الظاهرة أبرزها ضيق وحدات في الجيش من النفوذ الوهابي/السلفي الذي يمثله علي محسن الأحمر في المؤسسة العسكرية، وضآلة المرتبات التي يتلقاها الجنود،[274] وإستغلال النزاع في مراحله المتقدمة وبالذات خلال الحرب الخامسة والسادسة من قبل مراكز القوى الحاكمة لتصفية بعضهم بعضا فهناك جيشان في اليمن، جيش موال لعلي عبد الله صالح وآخر موال لعلي محسن الأحمر وأسباب حدوث هذا الإنقسام متعددة.[18] مرتبات الجنود في الجيش اليمني ضئيلة للغاية وراتب الجندي لا يكفيه لتأمين أساسيات الحياة الكريمة له ولأسرته، الظروف المادية الصعبة والإلتزام الآيدولوجي المحدود للقتال أدى إلى "فقدان" عدد كبير من الجنود لأسلحتهم خلال مواجهتهم للحوثيين، هم لم "يفقدوها" ولكنهم باعوها لقاء الأموال.[274]
مجموعة أكبر من الأسلحة تأتي من القادة الميدانيين وضباط التمويل أنفسهم الذين يسطون على مخازن السلاح الحكومية ويبيعونها عبر وسطاء لجهات مختلفة منها الحوثيون. وعدد من الضباط التمويل كان يخبر هولاء الوسطاء عن توقيت مرور القوافل المحملة يالأسلحة ومسارها، فينقل هولاء الوسطاء المعلومات للمسلحين الحوثيين للسطو عليها.[274] ومن أسباب ذلك هو ضيق هولاء الضباط من العناصر الحنابلة المجندة كمرتزقة ومن تأثيرهم العام على المؤسسة العسكرية.[274] المصدر الآخير المتعلق بالجيش اليمني هو "الغنائم" التي استولى عليها المسلحون عقب محاصرتهم وأسرهم لعناصر عديدة من الجيش خلال فترات مختلفة من النزاع أبرزها الحرب الرابعة والخامسة والسادسة.[274]
في بداية المعارك، كانت أسلحة الحوثيين هي ما تمتلكه القبائل في اليمن عادة، إيه كيه-47 وآر بي كي وقنابل يدوية وآر بي جي وعقب كل حرب، كان الحوثيون يحصلون على مزيد من الأسلحة المذكورة آنفا بالإضافة إلى إم 2 بروانينغ وبنادق عديمة الإرتداد وإم252 وجي 3 ومضادات خفيفية للطائرات عدلها المقاتلون الحوثيون لإستخدامها ضد الدبابات والمدرعات على الأرض. وعدد من إم-113 وتي-55 وهامفي مصفحة تصفيحا خفيفاً، وهذه غنموها عقب إشتباكهم مع السعوديين عام 2009. وإسقاط مروحيات ميل مي-8 التابعة للجيش اليمني كان بأسلحة صغيرة وليس بصواريخ أرض جو فلا يمتلك الحوثيون هذه.[275] زعمت الحكومة وحلفائها أن الحوثيين يمتلكون كاتيوشيا كدليل على علاقتهم بإيران، ولكن الجيش اليمني هو من كان يقصفهم بتلك الصواريخ.[276]
مواقف سياسية
النظام الجمهوري
يقول الحوثيين ان اتهامهم بالسعي لاعادة الإمامة يعود لتجاهل اعدائهم رؤيتهم المقدمة حول شكل الدولة وبمثابة تنجيم وقراءة للنوايا وتهدف لحرمانهم من حق الوجود السياسي.[278] تحدث عبد الملك الحوثي في خطبة قائلا :"ليس في مقررات مؤتمر الحوار الوطني إمامة وملكية حتى تتهربون من تنفيذها" مشيرا لخصوم الحوثيين.[279]
التقسيم الفيدرالي
اشتكى الحوثيون أن التقسيم الفيدرالي الذي أقره عبد ربه منصور هادي بتقسيم اليمن إلى ست أقاليم فيدرالية، يقسم اليمن إلى فقراء وأغنياء ولا يخدم أحداً سوى السعودية.[280] مطالبين بضم الجوف وحجة إلى الإقليم الذي سمي بإقليم آزال وهو اسم خرافي لصنعاء، كون من شأن ذلك أن يساعد الإقليم إقتصادياً واتهم عبد الملك الحوثي اللجنة الرئاسية لتحديد الأقاليم بأنها لم تراع الجوانب الإقتصادية ويمهد التقسيم لنوع جديد من الصراعات المسلحة في اليمن.[281] حزب التجمع اليمني للإصلاح يردد بروباغندا راعيته السعودية ووسائل إعلام خليجية أن محاولة الحوثيين لضم محافظة حجة ومحافظة الجوف لما سمي بإقليم آزال هدفه تلقي الأسلحة من إيران.[282]
ولكن إيميلات مسربة لستراتفور، تظهر إدراكا من الأميركيين أن الحوثيين زيدية ويختلفون عقديا عن الإثنا عشرية وأن جمهورية إيران الإسلامية لا تتمتع بنفس النفوذ والتواصل الذي يجمعها بميليشيات مختلفة بالمنطقة. السعودية لا تريد للحوثيين أن يزدادوا قوة ونفوذا حتى لا يؤثروا على الأقليات الزيدية والإسماعيلية بجنوب تلك المملكة، ومحاولة الحوثيين للتوسع نحو ميناء ميدي ربما كان أحد أهم دوافع السعودية للإنخراط في المعارك مباشرة عام 2009، ذلك وفق تحليل عملاء ستراتفور.[283] وسوف يتدخلون لمنع الحوثيين من التوسع كما تدخلوا سابقاً، إما عن توظيف الحنابلة ورفع وتيرة التحريض الطائفي المرتبطة بحزب التجمع اليمني للإصلاح ولكن الحوثيون أظهروا قدرة على مقاومة ذلك، عقب كل حرب كانوا يزدادون قوة - أعداد الأنصار والمتعاطفين - ويحصلون على مزيد من الأسلحة، بالإضافة لسهولة كسب التأييد بالظهور بمظهر المقاوم الوحيد لـلـ"غزو السعودي الوهابي".[284]
هيئة التنسيق الوطنية
لقوى التغيير الديمقراطي
بـيـان صـحـفي
عقد المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في سورية اجتماعه العادي يوم الأربعاء 29/7/2015، وناقش اللقاء بين وفدي هيئة التنسيق الوطنية والائتلاف الوطني السوري، وقرر:
إن تمسك الهيئة بثوابتها التي جاءت تعبيرا عن توجهات العديد من القوى والشخصيات الوطنية الديمقراطية في إجراء التغيير الجذري الشامل والسعي لإقامة دولة مدنية ديمقراطية، ومن أجل توحيد رؤى وقوى الشعب السوري في التوجه نحو حل سياسي تفاوضي، يحقق للشعب حقوقه وللوطن تماسكه ووحدته، ينظر المكتب التنفيذي إلى جميع الجهود المبذولة من قبله وكثير من جهود العديد من المكونات السياسية بتعاونها وعملها وخاصة المشترك، هو السبيل لذلك، ويؤكد بهذا الخصوص على ما يلي:
1. إن تماسك هيئة التنسيق الوطنية بقواها وشخصياتها الوطنية ضرورة وطنية علينا الحرص عليها وحمايتها بالممارسة الديمقراطية والالتزام بقواعد العمل التنظيمي.
2. الحرص والتمسك بالعمل المشترك مع كافة قوى المعارضة والشخصيات الوطنية الديمقراطية التي أنجزت مؤتمر القاهرة ومخرجاته الهامة من "مشروع الميثاق الوطني" وخارطة الطريق لانقاذ سورية باعتبارها منجزا هاما في علاقات الهيئة وحواراتها مع مكونات الشعب السوري وقواه الحية.
3. إن حوارات الهيئة السابقة وما أنجزته من وثائق وتوجهات مع الائتلاف الوطني وبالأخص في باريس وما تم في بروكسل، ترى أنها تناولت بحرص ومسؤولية الرغبة في التوافق، إلا أننا نود الإشارة إلى عدم رغبة الهيئة في إيجاد وثائق موازية أمام أي حوار جديد من خلال الأخذ بعين الاعتبار ما تم في القاهرة بحوار ينطلق في إغناء وثائق المعارضة وتطويرها والحرص على عدم تعارضها واختلافها.
4. إن ما ذهب إليه الإخوة في المشاركة لإصدار وثائق جديدة مع الائتلاف كمشروع يطرح على مرجعياته في هيئة التنسيق والائتلاف لمناقشتها وبيان الموقف منها.
5. من خلال ما تم الإطلاع عليه من تلك المخرجات وتعدد آراء الإخوة والرفاق أعضاء المكتب التنفيذي حولها، نرى دراسة تلك الوثائق وتبيان الملاحظات حولها خلال شهر من تاريخه وإعلام الائتلاف بذلك.
6. في ضوء ما تم حول مهمة التواصل مع الائتلاف واجتماع بروكسل الذي تم بالظروف والملابسات الحاصلة، يرى المكتب التنفيذي تشكيل لجنة لحصر أية مخالفات وتحديد المسؤولية تجاهها.
دمشق 29/7/2015 المكتب التنفيذي
-------------------------------------------------------------------------------------------------------
حتى نلتقي .....
جذور الوحشنة
" طوبى لسورية "
* الشيخ *


طوبى للعهود الغابرة
حيث كان الإنسان ضحية
نزوعه للمعرفة أفقده الفردوس
وتحدى فيه القوة الغاشمة المطلقة
طوبى للفراعنة
والإنسان الذي بنى الأهرامات
طوبى لحضارة أوغاريت
التي قدمت للبشرية أول أبجدية
طوبى لبلاد ما بين النهرين
التي قدمت للبشرية أول تشريع
ينظم العلاقة بين العبد والسيد
طوبى لآدم
أول من اختار الجمال على الفردوس
طوبى لحواء
أول من ألهمت الإنسان
معنى أن يكون إنساناً
طوبى لآدم وحواء
لاختيارهم الأرض بديلاً عن فردوس زائف
طوبى لسورية الشهيدة
بديلاً عن مطرقة وسندان .



تجمع اليسار الماركسي " تيم "

تجمع لأحزاب وتنظيمات ماركسية . صدرت وثيقته الـتأسيسية في 20 نيسان2007.
يضم (تيم) في عضويته:
1- حزب العمل الشيوعي في سوريا .
2- الحزب الشيوعي السوري - المكتب السياسي .
3- الحزب اليساري الكردي في سوريا .
4- هيئة الشيوعيين السوريين .
الموقع الفرعي لتجمع اليسار في الحوار المتمدن:
htt://www.ahewar.org/m.asp?i=1715





للاطلاع على صفحة الحزب الشيوعي السوري - المكتب السياسي على الفيسبوك على الرابط التالي:
https://www.facebook.com/pages/الحزب-الشيوعي-السوري-المكتب-السياسي/1509678585952833