رَضْوَان المَصْمُودِي رجُل المُوسَاد


السموأل راجي
2015 / 8 / 21 - 22:41     

وأخِيرًا أفْصَح لنَا الـــدُرّ عن معدنِه ونطَق رَضْوَان المَصْمُودِي فأَخْبَر عن دُفْعاتٍ مالِيّة خارِجِيَّة أسْنَدَت مُرَشّح (!!!) بِعَيْنِه في الإنتخابَات الرِّئاسِيّة التِي جَرَت فِي 23 نُوفمبِر 2014 ، ولَئِن وَجَب الشُّكر عليْنَا للغيُور عن الوطنِيّة التُّونسيّة بإبلاغِه الرّأي العامّ الدُّوَلِيّ بِهذَا المُعْطَى فإنّ أوكَد الواجِبات أصْبَحَت الكَشْف عن عِصابات الخِيانة العُظْمَى والعمَالة للأجهزة الاستِخْبارِيّة الخارِجِيّة وحَفْنَة الجواِسيس المُخَرِّبَة لثَوْرة الشّعب التُّونسيّ ، أنجَزَتْها جمَاهِير الـمُهَمَّشِين والمُفَقّرِين وانطلقَت أفواجهم من أمَام مقرّات النّقابَات وبِقِيادة أوسَاط اليَسَار الجِذْرِيّ وتعَمّقَت بِطُرُوحَات العمُود الفِقرِيّ فِي الجبهَة الشّعبِيّة ونقصُد بهِ حزب العُمّال ، لِتأتِي بعد 14 جانفِي/ينايِر/كانُون الثّانِي 2011 جُرذَان ما ورَاء الأطلسِي ولندَن وبارِيس نافِثةً سُمُومهَا حامِلةً لأوَامِر واجِبَة النّفاذِ عليهِم تلقَّوْهَا من مافِيات Langley و من boulevard Mortier و مِن الــVauxhall Cross بالتّحالُف مع الجِهاز الكائِن فِي تل أبِيب بإدارةٍ من تامِير باردُو Tamir Pardo الصّدِيق الشّخصِيّ للسيِّد رضوان المَصْمُودِي .

الغرِيب أنّ مُرتزَقَة الإمبريالِيّة الرّاكِبَة بمُؤخّراتٍ مفضُوحَة على الثّورة التُّونسيّة بالاستِيلاء على السُّلطَة فِي أكتُوبِر 2011 بعْد مهزلَة انتخابِيّة وضَخٍّ مالِيٍّ غير مسبُوق من فرنسَا والوِلايات المُتّحدة وإدَاراتٍ ضاغِطَة من بيْنِها الـــAIPAC الذِي زَاره راشِد الخرِيجِي الغنُّوشِيّ فِي مُناسَبَات أبرزها 30 نُوفمبِر 2011 ، أفادُوا فِي جانفي/كانون الثاني 2013 أن لا علاَقَة للمَصْمُودِي بالدِّيبلُوماسِيّة التُّونسيّة وقد تَــمّ استِبْعادُه لارتِباطِه الوثِيق بِنِظام بن عليّ وهُو من نَسَّق فِعْلِيًّا زِيارة المخلُوع لواشنطُن فِي 17 فيفري/شباط 2004 بعد سُخْطٍ من إدارة جورج بُوش الصّغِير على الجنرال الهَارِب ؛ رَغْم أنّ رئِيس "مركز الإسلاَم والدِّيمُقراطِيّة" قام بحملَة علاقَات عامَّة لفائِدة فرع تُونس للتّنظِيم الدُّوَلِيّ للإخْوَان وتوسّط فِي لِقاءاتٍ جمعَت بين الصّهيُونِيّ John S. McCain وحمّادِي الجبالِي أمين عام النّهضَة وتجوّل بالغنُّوشِي في أردَأ مواخِير الإدارة الأميريكيّة الإرهابيّة وساعَد على إسنَاد حُكُومة الباجِي قايِد السّبسِي (27/02/2011 إلى 13/12/2011) ؛ المصمُودِي الذِي يعمَل ارتِزاقًا في أمرِيكَا بالاشتِراك مع معهد واشنطن لِسِياسات الشّرق الأدنَى بِرِئاسَة الصّهيُونِي والسّفِير السّابِق للولايات المُتّحدة في الكيَان الصّهيُونِي Martin Sean Indyk ، لم يتورّع فِي آخِر تنفِيذ لأوامِر صَدَرَت من واشِنطُن عن اتِّهام مُرشَّح الجبهَة الشّعبِيّة لانتِخابات الرِّئاسَة فِي نُوفمبر 2014 المُناضِل حَـــمَّـــة الـهَمَّامِي المُنادِي بِتجرِيم التّطبِيع مع الكيان الصّهيُونِي دُستُورِيًّا وبإلغاء المُعاهدَات العسكرِيّة المُهِينَة مع الحِلف الأطلسِيّ الإرهابِيّ وبِعَدَم تحوِيل تُونِس إلى مِنَصّة إنطِلاق لِتخرِيب الجزَائِر وتورِيطها أكثَر فِي جَعْل لِيبِيا ملاذًا لِفيالِق القاعِدَة ومُشتقّاتِها ، اتّهامِه بتلقِّي أموال من جِهات أجنبِيّة ، وبعد ساعَاتٍ قلِيلة ، وبِمُجرّد قرَار حمّة بالتوجُّه للقضَاء يُصْدِر العمِيل المصمُودِي بيَان اعتِذار ، ولعلّ الأجدَر هُو التمسُّك فِعْلاً بمقُولة الإسنَاد الاستِخباراتِي لِمُرشّحِين حتّى في الانتِخابات البرلمانِيّة وتسمِيتهِم بالإسم ، وعلى رأسِهِم نُوّاب فرع التّنظِيم الدُّولِيّ للإخوان وأمِين سِرّ الأرعَن الباجِي قايِد السّبسِيّ المدعُو مُحسِن مرزُوق وكِيل أعمَال موزَة بنت ناصِر المُسنِد وأحَد أعْوان ماخُور Freedom House فِي تُونِس وهُو ما يشترِك فِيه كُل هؤُلاء وتقرِيبًا بِطاقة اعتِمادهم لدَى الــC.I.A تمُرّ عبر بيت الحُريّة/فريدم هاوِس وتدرّبُوا فِي غالبِيّتهِم سواءً اخوانجِيّة أو من حِزب نِداء تُونس بإشرافٍ مُباشِر من David J. Kramer المُدِير التّنفِيذِي لبيت الحُريّة/مُلحق للاستخبارات الأمرِيكِيّة و المُعَيَّن قبل ذلِك من طرف جُورج بُوش الصّغِير كاتِب دولَة للدِّيمُقراطيّة وحُقُوق الانسَان والشُّغل ؛ آخر فَضَاعات المدعُوّ رَضْوان المَصْمُودِيّ كانت وسَاطتُه لعَقْد لِقاءٍ بين وفدٍ من مجلس شُورى التّنظِيم الدُّولِيّ للإخوان فِي 07/06/2015 مع وزَارة الخارجِيّة الأمرِيكِيّة موضُوعه الضّغط على الحُكم فِي مِصر والسّعي لإيجاد أرضِيّة وسَاطة مع نِظام ما بعد 30/06/2013 عقِب الإطاحَة بمحمّد مُرسِي .
المصمُودِيّ المُهندِس الذِي تركَ مهنته الأصلِيّة للعَمَل كرئِيس لمركز الإسلاَم والدِّيمُقراطِيّة والذِي تمّ انشاؤُه من طرَف فريدم هاوِس ومهعد واشنطن لِسياسات الشّرق الأدنَى ومُبادرة الشّرق الأوسَط الجدِيد بوزارَة الخارِجيّة الأمرِيكِيّة ، كانَت علاقاتُه مع نِظام بن عليّ فِعْلاً أكثَر من وطِيدة خاصّةً لوُجُود شرِيكِه في المركَز المدعُوّ عدنَان الحَسْناوِيّ بُوق الدّعايَة السّابِق لدَى جِهاز أمن الدَّوْلة التُّونسِيّ وصاحِب الزّيارات العدِيدة للكيَان الصّهيُونِيّ ، وقبْل ذلِك معرُوفٌ جدًّا أنّ رَضْوان هُو من رتَّبَ زِيارة مندُوب التّخرِيب الصّهيُونِي هنرِي برنارد لِيفِي إلى تُونِس فِي 31 أكتُوبِر 2014 للمُشارَكَة فِي مُؤتمر بِفُندُق الكُوندُور بمنطقة البُحَيْرة في العاصِمَة ، الجدِيد أنّ المُؤتمر شارَك فِي عقدِه مركز الإسلام والدِّيمُقراطِيّة بتوكِيل مُباشِر من الــM.I.6 والاستخبارات الأمرِيكِيّة وبلمسَة صهيُونيّة جَسّدها Bernard-Henri Lévy ، وشارَكَت معه التّظِيمات الآتِية :
- الــCRIF وهُو المجلس التّمثِيلِيّ للمُؤسّسات اليهُودِيّة الفرنسيّة المُنبثِق عن المُؤتمر العالميّ اليهُودِيّ
- مصطفئ ساقسلي وهُو ملياردِير لِيبِيّ زار الكيَان الصّهيُونِي
- سليمان فورتية العُضو السّابِق في المجلس الانتِقاليّ اللِّيبِيّ عن مدِينة مصراتَة ورجُل قطَر
- رَضْوان المَصْمُودِي طبْعًا
والتّنظِيمات الحاضِرة كانَت :
- الارهابِيّ عبد الرّحمان السّوِيحلِيّ عضو مجلس شُورى التّنظِيم الدُّولِيّ وأحد أبرز وُجُوه ما يُعرف بِفجر لِيبيا وهُو من أسنَد الجِنْسِيّة اللِّيبِيّة لهنري برنارد ليفي ومعرُوف بِعدائِه الشّدِيد للجزائِر
- صلاح بادي --- فرج السويحلي --- علي الصلابي --- يوسف المنقوش --- وحيد برشان --- سليم الرياحي --- عبد الحكيم بلحاج وكُلّهم من الإرهابِيِّين وأركان فجر لِيبِيا وقُدامَى القاعِدة والجماعَة الاسلامِيّة اللِّيبِيّة المُقاتِلة
- عليّ زِيدَان مُتحالِف حالِيًّا مع نِظام قَطَر بعد ابعاده من رِئاسة الحُكُومة
- الجزائِرِي النُّورِيّ الشّرِيوِيّ يكتُب في جرِيدة le point الفرنسيّة المُناوِئة للجزَائِر
- مُمثّلِين عن حَرَكَتَي رَشَاد و كرَامَة (الجزائِرِيّتَيْن) العامِلَتَيْن بِتغطِية من الــM.I.6 في لندَن وذات العلاقَة المُمَيّزة بالمُوسَاد عبر الإخوانِيّ محمد العربي زيتوت .

وبعد أشغال المُؤتمر حدَثَت جلسَة مُغلقَة حَضَرها ليفي مع المَصْمُودي في فُندُق The Résidence بِضاحِية قَمَّرت في الضاحِية الشّماليّة للعاصِمَة التُّونسيّة على إثْرِه توجّه الصّهيُونِي الفرنسيّ للقاء الباجِي قايِد السّبسِي مُرسِلاً تحِيّاتٍ خاصّة للغنُّوشِيّ .
المَصْمُودِي ورَد اسمُه حتّى فِي وثائِق ويكِيلِيكس في برقِيّات أرسلها السّفِير الأمرِيكِيّ السّابِق في تُونس William J. Hudson بين 2003 و 2006 يُفهَم منها دور رَضْوَان فِي ترتِيب لِقاءاتٍ بين الإخوان والإدارة الأمرِيكِيّة إلى جانِب تأسِيس شبكة ليبرالِيِّين عرَب القاسِم المُشتَرَك بينهُم هُو العمَالة وقبُول التّطبِيع وتوجِيه سِهام الخرَاب لأنظِمَة رفَضَت الخُنُوع التامّ للإمبريالِيّة .وقَد قال المصمُودِي نفسُه فِي الشّهر السّابِع من سنَة 2012 أنّ N.feldmann زاره فِي مكتبِه ومعرُوف أنّ هذا الشّخص أحد مستشارِي الــA.I.P.A.C القانُونِيِّين ؛ وقِصً كثِيرة عن علاقاتِ رئِيس مركز الإسلام والدِّيمُقراطِيّة مع RAND Corporation الذِّراع البحْثِيّ للتيّار الأكثَر تطرُّفًا في الوِلايات المُتّحِدة ، لذِلك كان من الغرِيب الصّمت كُلّ هذه المُدّة عن هذا الشّخص المُرِيب والأغرَب تركِه حامِلاً للجنسِيّة التُّونسيّة ، وتصرِيحه الأخِير الـمُمْلَى من الاستخبارات الأمرِيكِيّة في حقّ حمّة الهمّامِي يستَوْجِب جديًّا فتح ملفّ الإختِراق الاستخباراتيّ في تُونس حيثُ تحوّلت البِلاد إلى أرضٍ مُستباحَة ومَوْطِنًا للمُرتزقَة أغلبُهُم في أعلى هرَم السُّلطَة بِدايةً بالباجي ومن معهُ وُصُولاً لأعضاء فرع تُونس للتّنظِيم الدُّوليّ .