حين تنتهي الحروب

حين تنجز الحرب الدائرة الآن في شرق متوسطنا مهماتها , سيأمر من أشعلها ورعاها بإزالة آثارها بوسائل سيكون ألمها أسوأ من ألم الحروب نفسها , وهناك مثلان فاقعان يمكن العودة إليهما : مثل قديم هو حرب الرجل الأبيض في الأمريكيات الثلاث الشمالية واللاتينية والجنوبية وفي استراليا لإبادة السكان الأصليين , ومثل حديث حرب نفس الرجل الأبيض في فلسطين لإبادة سكانها الأصليين .
لا تترك الحروب كتبا ولا أوابد بل هي مخاصمة لهما , تكرههما , لذلك تحرق الكتب وتحطم الأوابد ...
سيكون منظر الحرب حين تمحى أكثر بشاعة ...سيترك وصمة عار ...وآثار المادة المزيلة للدم الذي نزفته هذي الحروب ,أحيانا ممزوجة به وفيه...
وسيحولون ذكرياتها قمامة تنشر رائحتنا الخاصة ..وسيمضي وقت طويل قبل أن تموت الوصمة وتختفي الجروح التي خلفتها الممارسات الأقسى من القتل والدم والموت .....وسيعيش من نجى من الحرب برغبات مبتورة ماعادت تحتاج قلوبا أو عيونا أو عواطف , فتلك ألفاظ لم تعد تناسب حال الناجين من الحرب ......