فحيح نقد الدين و الابتذال السياسي لزمن العولمة


علاء الصفار
2015 / 7 / 26 - 09:59     



العنوان ليس غريب بل الواقع اشد غرابة من العنوان الذي اخترته لهذا المقال المتواضع آمل أن يكون بذرة بسيطة في كشف و طرق الأفكار كما يطرق النقاش مطرقته على الحجر ليرسم لوحته, فلنهز الأفكار المتعفنة و لنرسم خريطة الواقع المأساوية, و لنطمح نحو التغيير و الانقلاب على كل الجمل المفبركة و الأفكار المسوقة لساسة مرتزقة و انتلجيسيا رخيصة مبتذلة مصاحبة لغزو العولمة, منتصرة لقوى الامبريالية و الصهيونية العالمية تميط اللثام عن قوى الظلام الإسلامية بقلعة مملكة الخرافة و القتل الوهابية السعودية و بقدميها البربريتين القاعدة و داعش.

بانهيار الاتحاد السوفيتي بدء العالم يتلقى سيلاً من قيح الأفكار و المصطلحات التي تعبر عن قيم زمن بكل خزائنه القذرة في الانتصار لأمريكا أم من خزائن الخرافة و الهزيمة و الانحطاط الفكري للرجعية العربية, الذي هو واقع من عصور سحيقة, بين الصعود و استشراف الذرى و إلى الانحدار لقيعان الجحيم و لعق جراح الفشل.

فسقوط الاتحاد السوفيتي علامة تاريخية و مؤشر حاد ليس على صعيد هزيمة الأفكار و القيم الاشتراكية و حسب بل على صعيد بروز الخرافة و الأفكار البرجوازية الرثة الممجدة للرأسمالية في السياسة بمعية منظومة المصطلحات و الكلمات المستحدث لتوافق مسيرة الهزيمة لأفكار اليسار و الثورة و الطموح للتغيير نحو التقدم و الاشتراكية.

لا أرى سوى حروب و فساد و قتل, خلال أكثر من ثلاث عقود. فهي تاريخ حافل بالصخب و العنف, سواء في ماكنة الأنظمة العميلة أم الخراب في العقل الفردي المنفلت من الهزيمة و اليأس الذي كان قابعا في النفوس المتهرئة, ليبرز على سطح الأحداث بفصول الانحراف لحدود الخيانة و الانتهازية و ليتحول الكثير من الأحزاب و الأشخاص مخلوقات رعديدة, تُنظر في اللغو الغبي و الدعوة للتصفيق للدول الرأسمالية, يذكر هؤلاء المزهوين كطواويس, بعواء البيع للغانيات في سوق النجاسة السياسية, فهم الوجه الآخر لرجال الدين المشعوذين, فهؤلاء خرافيين عملاء مفضوحون, أما الرجال المناصرة لأمريكا فهم إمعات وسخة انتهازية وقحة.

كلنا يعرف الصراع الامبريالي الأمريكي مع الاتحاد السوفيتي, و لنختصره في صراع أو حرب السوفيت وقوات القاعدة بقيادة بن لادن, المنطلقة من ارض أفغانستان بعصابات جمعت كل المرتزقة من السعودية و الباكستان و الشيشان و مصر و شمال أفريقيا, و برعاية و تسليح أمريكا مع دعم مالي من الأنظمة في السعودية الخليج.

بهزيمة السوفيت ظهر الكثير من الأفكار المتقيحة المناهضة لأفكار التقدم و الاشتراكية, فصبغت هزيمة السوفيت في أفغانستان بانتصار المارد الإسلامي الوهابي في توجه يقوده الفكر الوهابي الخرافي المناهض للفكر الاشتراكي و الشيوعي, فقدرت أمريكا عاليا جهد السعودية الإجرامي في تشييد جهاز القاعدة و مده في المال و الأفكار الظلامية, إذ صارت مركز يضخ الخرافة و الإرهابيين في السياسة و التفجير في أي بقعة توجهها أمريكا, ولينعق المنبطح الليبرالي المعادي للشعب الكادح, ليمجد أمريكا و إسرائيل.

ماذا حل من قيم و أفكار على تداعيات انتصار أمريكا و السعودية على الاتحاد السوفيتي؟

لقد خرجت الكثير من الأفكار الحبيسة في ذاكرة الجموع المغيبة و بقيادة الرجعية الدينية العربية و من رؤوس قيادة أحزاب اليسار و الشيوعية اليمينية المتهرئة لنهج ستالين و خيانة قادة الكرملين لمبادئ الثورة البلشفية, و دخول مطبات المساومات الطبقية و خصي الثورات الأصيلة ذات التوجه التقدمي و الاشتراكي الثوري.

فاليوم يدار التوجه السياسي عبر الانتليجيسيا المرتبطة مع غزو العولمة, المعادية لأفكار اليسار و الشيوعية, و هذه الفئة المثقفة بفكر الهزيمة و الانتهازية وجدت مكان رحب تحت أضواء الصالات و الصحف و الفضائيات لتبث أفكارها و قيمها المساومة و السخط على الشعب و دينه و الأفكار التقدمية و الأحزاب الثورية, كبديل يمارس السطوة الفكرية فأساليبها مشابهة لسطوة الدكتاتور في قمع الأحرار لكن بسلاح ناعم من الكلمات المتبجحة بالحرية المنفلتة من أي قيم و انضباط فكري و انحياز وطني أم قومي شعبي ثوري.

إذ لا توجد في البلدان العربية أنساق سياسية واضحة, غير شكل السلطة العربية بموروث متواضع جاء في عشرينات القرن الماضي و لنقول بعد ثورة البلاشفة في روسيا القيصرية, و فضح الهجمة الاستعمارية و مشروع سايكس_ بيكو, و ما ظهر بعد الاستعمار من حركات ذات ملامح و شعور قومي للخلاص من قبضة الاستعمار و بنزعة وطنية تقدمية, و لحين تأسيس الأحزاب الشيوعية و بداية فصول التحرر الوطني في خمسينات القرن الماضي.

من ذلك التاريخ و المخاض استتب قيم و أفكار التحرر و البناء القومي و الوطني, و كانت قوى الاستعمار تلعق جراح الضربات التي أدت إلى فقدان مواقعها في العالم و في المنطقة العربية و خاصة في مصر و سوريا و العراق و الجزائر و ليبيا. كبلدان ذات ثروات و ذات وزن اقتصادي و مركز استراتيجي.

بعد ذلك الصخب و العنف ضد قوى الاستعمار و مواقعه, تعلمت الامبريالية الأمريكية كيف أن تتحين الفرص و تخطط للتعامل مع الواقع و الدكتاتور و كل أشكال السلطة التي استغلت فورة الجماهير و أطاحت بالاستعمار و أنجزت التحرر السياسي و نشرت قيم لم تعد موجودة قبل ذلك التاريخ إذ انتشرت الجامعات و المدارس و الأندية الثقافية و العلمية و عقدت الندوات العلمية و الثقافية وبرزت السينما و التلفزيون العربي و خاصة السينما المصرية و أقيمت العلاقات مع الاتحاد السوفيتي و المعسكر الاشتراكي.

بسقوط الاتحاد السوفيتي بدء زمن آخر سواء على العالم أم على الاتحاد السوفيتي أم أفغانستان أم المنطقة العربية و بكل مناحي و مراكز السلطة أم في أحزاب اليسار و الشيوعية فحل زمن الصخب و الفوضى و فيه أيضاً شيء من الخلاص من قبضة الهيمنة للأحزاب الشيوعية اليمينية, ومع هجمة ضد اليسار و الشيوعية ليس في العراق أم في المنطقة العربية بل في العالم أجمع, إذ أن الزمن هو القرن الأمريكي و القوة الفاعلة هي الناتو و القوى المتحالفة الناشطة معها هي المملكة السعودية و قطر و كل دول المشايخ الرجعية.

فمن مفارقات الطرح و الملازمات الجديدة لانتصار أمريكا و هزيمة الأحزاب الشيوعية الصاخب أم الموت الغير معلن لبعض الأحزاب الشيوعية, أن الطرح صار اليوم هو من اجل ترسيخ و استمرار الهجمة الامبريالية و مواصلة شد القبضة على عدم نهوض الأحزاب الاشتراكية و قمع الأحزاب الشيوعية عبر الصحف و الفضائيات بأقلام الامبريالية و الصهيونية العالمية و الرجعية العربية.

فتمددت انتلجيسيا قذرة تحي الغزو الأمريكي ثم لتهاجم الأحزاب الشيوعية, على أن الأحزاب الشيوعية أحزاب دغوما شمولية, لكن لتخرس هذه الأقلام عن جرائم مملكة الخرافة و القتل و العمالة لبربرية غزو أمريكا للعراق أم دعم الأخوان في مصر أم دعم جبهة النصرة و القاعدة و داعش في حرب بربرية في سوريا و العراق و بعمليات قتل يومي في العراق و من العام الأول لدخول القوة الاستعمارية للعراق عام 2003 و لتظهر الهجمة و من 5 أعوام في سوريا.

أي أن القوة المنتصرة هي من تفصل بين البشر و هي من تكتب التاريخ و هي من تحدد منهم, الدوغما و منهم الأحزاب الشمولية, أي تحكم على الآخر و تدينه لكن لَمْ تتطرق على تعريف ذاتها كقوة استعمار و غزو و نهب و نفاق و رعاية للمنظمات الإرهابية مع دعم كيانات و أحزاب مغيبة لجرها إلى المسرح السياسي كما يأخذ مخرج سينمائي رجل قزم من الشارع إلى أضواء هوليود و ليصبح بطل فلم الموسم ثم ليلقى بعد انتهاء صفقة الفلم على قارعة الطريق.

قلت أن خمسينات القرن الماضي كانت فترة صراع من اجل التحرر و البناء القومي و الوطني مع ظهور بارز للأحزاب القومية و الوطنية و أحزاب اليسار و الشيوعية, فكانت هناك أفكار و مفردات سياسة و قيم مع نهضة في جوانب عديدة سواء في الاقتصاد و السياسة و لتنعكس في الدراسة الجماهيرية في الجامعات لتطبع الحياة بغنى الحياة الفكرية و الفنية والاجتماعية و الثقافية و مع بروز طرح جريئة لتجاوز التخلف, كطرح بناء دولة المؤسسات عوضا عن دولة الرئيس و الحزب القائد, و مع تطلع نحو مستقبل واعد, لذا كان هناك وعيا أنضج, لنشاط الأحزاب الشيوعية و التقدمية و لزخم و كثافة الضغط في العالم الاشتراكي.

ما يميز الواقع و الحال اليوم و بعد سيطرة أمريكا على العالم و خاصة في المنطقة العربية و تحديدا في العراق, و ليبيا و سوريا, هو غياب الأحزاب اليسارية و هزيمة الأحزاب الشيوعية و انحسار أفكار التقدم و البناء ليحل الوعي الديني الجماهيري, ليمكن قوى الإسلام السياسي من اعتلاء الحراك السياسي و السلطة كما حدث في العراق بعد الغزو الأمريكي, ثم بروز دور الأخوان في مصر و تمكنهم من قيادة الشعب المصري لمدة 366 يوم, ثم لتتمكن قوى الإسلام السياسي بتصدر الثورة المضادة في سوريا في حالة استباق على السلطة و قبل حسم الجماهير خصامها مع سلطة النظام السوري.

أمام هذا الواقع المرير و مع كل أشكال الجريمة سواء بشروع أمريكا بتدمير العراق و تمزيقه و رميه مقطوع الرأس لقوى الإسلام السياسي و فلول البعث و لكل قوى الرجعية الحاقدة على العراق ومن جميع الدول و بلا استثناء و مع حالة صراع قومي داخلي ثم مع صراع طائفي و أثيني و قتل على الهوية ومع عدم نسيان التوجه لقتل رجال العلم و الأطباء و الأدباء لينال القتل لكل يساري و شيوعي له رؤية جريئة أم مشروع متكامل يقود إلى إرجاع الحياة لمفاصل الدولة و العافية لنشاط الأحزاب و إشراك الشعب في النضال الصائب لاجتثاث تركة النظام و فترة الغزو بكل زيفها الذي حمل نظام المحاصصة لتعيث كل أنواع الفساد في مفاصل الدولة و الحياة السياسية و الاجتماعية مع تخريب منظم و نهب صارخ لثروة العراق.

فكذا نرى الهجوم هو اليوم منصب على دغوما الشيوعية و على عدم جدوى و جود أحزاب قومية و وطنية و من ثم ليس النقد للأحزاب الإسلامية سواء الشيعية أم السنية بل يتم الهجوم على الدين الإسلامي و من خلال انتليجيسيا انتهازية عميلة تقودها المخابرات الأمريكية و الموساد و بمعية قوى السلفية المسيحية التي صار لها أتباع بهروب الكثير من المسيحيين سواء من العراق أم سوريا و مصر, و بعد أن كانوا مع أحزاب السلطة و أعضاء نشطين في حزب البعث أم حزب الاتحاد الاشتراكي المصري, ليكونوا أعضاء في منظمة شهود يهوا الناشطة في أمريكا و الغرب, بل ارتبط البعض حتى مع الموساد بعد نزعة السياحة و السفر لإسرائيل, كرد فعلا على موروث الدكتاتورية المقيتة.

لنرى أن الكثير من أعضاء حزب البعث في العراق بعد سقوط النظام, ظهروا بصور متنوعة و كلها تحوي واقع الزيف و الجريمة لسلطة البعث في العراق, فآلاف كثيرة هربت إلى الخليج و قطر و خاصة رتب المخابرات و العسكر, ليتم احتوائها و الإفادة من خبراتها في بناء المخابرات و الجيش في الخليج و قطر ثم لاستخدامها في العمليات المعادية في العراق, أما في الداخل فتحول الكثير من البعثيين للانضمام للأحزاب الإسلامية سواء بانحياز سياسي انتهازي أم باندساس تخريبي و على هدى نصائح صدام حسين بدخول أحزاب المعارضة.

أما أخطر ما يحدث اليوم هو ظهور رجالات النقد الديني المزيفون, فهؤلاء جل عملهم يتركز على إظهار الدين الإسلامي سبب الخراب, أي طمس تاريخ الدكتاتورية لصدام حسين و القذافي و مبارك و غيرهم من عمل مع أمريكا و الدول الغربية الرأسمالية, لتقوم هذه الأقلام, الجلاوزة الجدد, بممارسة العداء للأحزاب اليسارية و خاصة الأحزاب الشيوعية و فكرها.

يتجلى عمل هؤلاء المنورين الممجوجين حسب ما يدعون على تحريك العقول و كأنهم أوصياء على الشعوب ومن منطلق برجوازي صغير حقير, استعلائي وبنزعة استهتار فوقية لتدين الدين الإسلامي و المسلمين, و ليس لإدانة أمريكا الامبريالية و الغرب الرأسمالي الذي تعامل مع الدكتاتور العربي( فللاختصار سأقول فقط صدام حسين), و لمدة عقود 3 أو 4 تم تدمير كل الأحزاب أي قضى صدام على التعددية الحزبية و بنا دولة بحزب واحد رجعية فاشية عميلة لأمريكا, تبنت الفكر القومي فحرفته إلى درك القيح الرجعي الفاشي ثم تحولت الدولة نحو الدين أتوماتيكيا كنتيجة لضرب اليسار و الأفكار الاشتراكية و الشيوعية التقدمية.

أي أن العمل مع الغرب الرأسمالي و الامبريالية الأمريكية هو سبب الخرب للبلدان العربية و مع انهيار المشروع القومي الوطني على يد الدكتاتور العربي ذاته الذي أنجر في محاربة الأفكار اليسارية التقدمية و ضربه بقوة للأحزاب الشيوعية مما وفر التربة المناسبة لنمو الأفكار الدينية في صفوف الشعب عموما و خاصة في صفوف حزب السلطة نفسه و في صفوف الشعب الفقير مما توفرت الفرصة المناسبة, لترعرع الخرافة و الوعي الديني السطحي أقصد لم يظهر وعي ديني ثقافي بل اتجه نحو الهرطقات الخرافية فتلقفته الأحزاب ( الدكاكين) السيا_ إسلامية, سواء بانقلاب السلطة أم لترعرع أحزاب إسلام سياسي وسط الجماهير الشعبية.

فنرى أن قوة الغزو الأمريكي تكاتفت مع الكثير من القوى الرجعية و الأحزاب الدينية سواء في العراق أم في ليبيا و تونس و سوريا, و كان أبشع الأحداث قد بدأت في سياق دعم السعودية الوهابية المشروع الأمريكي في غزو العراق, الذي جاء بأكذوبة تحقيق الحرية و التطور في العراق, لكن كانت أمريكا قد أعدت ما تعده شياطين الجحيم ليس للعراق بل للمنطقة بأسرها من اجل تحطيم وحدة العراق و سوريا و ليبيا.

فسريعا أنتشر التفجير في العراق بعد عام الغزو 2003 ليأخذ شكل التفجير في العراق في عام 2006 شكل الحرب الطائفية المبطنة التي مهد لها القانون الأمريكي أو بما دعي الدستور العراقي الذي أعده الصهيوني بول برايمر, الذي رعى ليس حكومة الزيف و المحاصصة الدينية أم القومية بل رعى حكومة الفساد الأول في العالم إضافة إلى انتشار القتل و الدمار و بكل أنواعه في العراق, بدءً بجرائم التخريب البيئي الذي جرى بقصف اليورانيوم و ما صاحبه من انتشار أمراض السرطان و تغيير المناخ و الهواء و التربة إضافة إلى خراب روح البشر إذ تم خداع رهيب للشعب العراقي مما حدا به لليأس الهوان, حيث مات الأمل في نفوس الكثير من البشر.

و هكذا انبرى الكثير من هؤلاء المثقفين الأدعياء للهجوم على الدين الإسلامي و ليس على أمريكا التي تتعامل مع الملك الوهابي الراعي الأول للإرهاب الذي تسوقه أمريكا من أفغانستان إلى العراق فأوكرانيا, أي نحن أمام مسخ سياسي و أمام سذج أغبياء و أما منافقين و متاجرين و أعداء صهاينة للمنطقة وخاصة العراق و سوريا و إيران.

فهذه الشلة أم المافيا السياسية المرافقة للهجمة الأمريكية للعراق أخذت أبعاد متنوعة من اجل طمس سفالة الغزو الأمريكي, فدعته تحرير, ثم بدأت بمهاجمة ليس عنجهية الدكتاتور بل قامت بالهجوم على القومية العربية و جنس العرب لا بل ذهب البعض إلى الجينات العربية, بنزعة عنصرية مفضوحة للحط من الدين الإسلامي و من زاوية للحط القومي للشعوب العربية, و خاصة الشعب العراقي و السوري و الإيراني.

فهنا ظهر المثقف المبتذل, الذي ليس له أي انتماء لحركة الجماهير بل ليضع هذا المثقف الدعي نفسه فوق الجماهير وليتجرأ الكثير من أدعياء الحرية, إلى تمجيد الحرية الغربية و الديمقراطية الأمريكية و الإسرائيلية في حالة من الإرهاص الثقافي المنحط للنيل من أحزاب اليسار و الأفكار الاشتراكية والشيوعية.

أي يلتقي اليوم هؤلاء الأقزام الذين يتبجحون بالحرية الغربية إلى الهجوم على دين البشر و مقدساتهم في حالة هستيرية لا تخلو من الوضاعة ثم ليدخل مع هؤلاء أعداء الشعب, المتمثل بالمثقف البرجوازي البائس ذو النزعة الغربية و الانتليجيسيا المرتبطة مع حرب غزو العولمة, ويرافقها طبعاً مجموعة من الصهاينة التي تتهجم بقسوة على الدين الإسلامي و على القومية العربية و على الشعوب المسلمة ككل.

لينافق هؤلاء المسخ على التاريخ و ثورات التحرير الوطنية وخاصة ثورة 14 تموز التحررية العراقية ليتباكوا على زمن الملكية الرجعية, و ليطمسوا جرائمها تجاه الشعب الفقير و في دعمها للإقطاع و رجال الدين الرجعيين و الشيوخ الذين بايعوا الملك المستورد من السعودية و الخائن للشعب العراقي و القومية العربية و الوطنية الثورية.

ثم ليتنكر هؤلاء النكرات عن جريمة إعدام المناضلين القوميين و الوطنيين و الشيوعيين, التي قام بها الملك العراقي العميل مع الجنرال البريطاني بعملية إعدام مؤسس الحزب الشيوعي, أو بالقيام بعمليات تهجير اليهود و ما جرى من تمرير جرائم الحركة الصهيونية بما دعي بفرهو مال اليهود التي رعاها الانكليز و الملك العميل لتشكيل وإقامة إسرائيل,ليتم التشهير ببطل التحرير الوطني العراقي الزعيم عبد الكريم قاسم.

لكن هؤلاء الرجعيون من سلطة و من معهم من أنتليجيسيا رثة و المثقفون البائسون لم يكن لهم أي اعتبار و لا وزن لا في مجرى النضال للشعوب و في مجرى التغيرات الثورية و لا حتى في التأثير في الجماهير لدعمها أم تنويرها بل هم شرذمة متاجرة بخسة لا تجيد إلا النباح, و أمثلتهم ممكن رؤيتهم على صفحات التمدن و ممكن رؤيتهم على مقالي الأخير الذي يفضح توجهاتهم اللئيمة في الحط من قدر الشعوب و باسم نقد الدين و التمجيد للحضارة الغربية.

لكن ما يلفت للنظر أن هؤلاء المنتقدين للدين هم معادين للشعوب و مصفقين للحضارة الغربية و النظام الرأسمالي في حالة دعية و ذيلية و كإمعات بلا أي بوصلة في أرحم الأحوال, لكن في أعماق النية لهؤلاء يكمن الكره للشعوب العربية و الإسلامية وخاصة الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي اليوم تنتصر على جميع الغرب و أمريكا و الرجعية السعودية لتفرض نفسها كقوة ذات حضور في المنطقة و كدولة لها أسواق يسيل لها لعاب الدولة الرأسمالية و أمريكا.

أي أن أبطال التنوير هم حالة بائسة بلا مشروع و لا بوصلة و لا أفكار و لا قيم و لا أي بديل يقدم للشعوب في المنطقة بل هم أبواق تجيد الصراخ المنبطح تحت أقدام الغزو الأمريكي ممجد للرأسمالية و شرورها و كأنهم هم من أسس الدولة الرأسمالية في الغرب و أمريكا, ناسين أنفسهم, كونهم كأحد إفرازات الرجعية العربية و أدوات الدكتاتور المنهار و هم في الأخير فضلات عار الغزو و الحرب الامبريالية.

لَمْ تصغ لهذه الأقلام لا أحزاب اليسار الثورية و لا الشيوعيين أو الماركسيين و لا الشعب الكادح الفقير الذي يعاني من الغزو الأمريكي و السلطة الرجعية و القوى التي جاء بها الأمريكان, أي هؤلاء ( المنورين ) في أدق وصف هم عنا كب تعيش في الجحور التي أسمها الصحف الرخيصة و صفحات النت التي هي في حالة تفريخ مستمر لتقوم بالحط من القومية و الوطنية و الأفكار الاشتراكية و الشيوعية لتجريد الشعوب من قوى العمل الثوري و البناء الوطني.

لذا نرى أن الشعب المصري, لَمْ يحتاج إلى نقد الدين بل خرج و أزاح حكم الأخوان, في الوقت الذي كانت أقلام عناكب التنوير المنافقة تتهجم على نبي العرب و المسلمين, لتزعم أن الدين و النبي محمد يدعون للإرهاب و ليس هم ( عناكب التنوير ) أبواق للحرب الأمريكية المدمرة للشعوب, تمجد الدول الرأسمالية و حضارتها الوسخة تجاه الشعوب. و في العراق يتم اليوم الوعي الكامل إلى أن داعش هي قوة مدعومة من أمريكا لذا بدء التوجه الوطني الحقيقي يظهر كجنين يعي مهماته و بعيداً عن أبواق عناكب التنوير التي جاء بها بول برايمر مع الغزو للعراق و ليبيا و سوريا.

على صدى الوعي و البناء الوطني و القومي التقدمي ألقاكم!
Hillary Clinton to Jewish donors: I’ll be better for Israel than Obama

: http://www.politico.com/story/2015/07/hillary-clinton-jewish-donors-israel-119705.html#ixzz3esV1iRXK

http://www.albawabhnews.com/1383370

Islamic paramilitary camps have been set up in the United States and Canada to train African American Muslims in guerilla warfare. After months of training on firing ranges and obstacle courses, the black Muslims are sent to Pakistan where they receive advanced training in explosives.
وهذه المعومات حديثة وقد روتها حتى مصادر اعلامية قريبة جدا من الادارة الامريكية مثل Fox News.
Stories about these camps are not new. They have been reported by the main stream media, including Fox News.
The CIA’s Creation of “Islamic Terrorism” on American Soil

1. http://www.globalresearch.ca/the-cias-creation-of