أمريكا و المثقف البراق الناعق ضد الدين


علاء الصفار
2015 / 7 / 14 - 19:55     

كنت يوما استمع إلى إذاعة الجمهورية الجماهيرية الشعبية الليبية الإسلامية الاشتراكية العظمى, لا أدري إن نسيت شيء من أسمها الطويل, بعد انتهاء ذيول قضية لوكربي ( أنفجار طائرة ركاب أمريكية فوق قرية اسكتلندية_ لوكربي _ مخلفة مقتل 270 شخصا التي شغلت ليبيا و الغرب و أمريكا ). و بعد زيارة البريطاني توني بلير للزعيم النرجسي معمر القذافي, الذي اشترى الكثير من الرؤساء و الصحافيين الأجانب و العرب وخاصة رفيقه الإيطالي سيرجيو برلسكوني.

كان معمر القذافي شديد النرجسية و العصابية و هو سريع البديهية و ممثل حاذق و كأي برجوازي صغير عربي امتلك زمام السلطة و صار مجنون, و هذا الجنون ليس لأنه عربي كما سيفرح الكثير من الصهاينة و أعداء العرب و الإسلام, فكان هناك مجانين و على مر الزمن و كان منهم من دخل التاريخ من وأوسع أبوابه كما الملك ذو القرنين الخرافي أم نيرون آخر إمبراطور روما القديمة.
نجد بعض الخصال التي تطبع كل الملوك في العالم و اليوم حتى الرؤساء الغربيين و العرب, فالإمبراطور كاليغولا عم نيرون, كان ينفق أمواله في الخلاعة و المجون و الملذات سادية في تعذيب معارضيه, فكان يسوقهم إلى أشد صنوف العذاب ثم يلقي بأجسامهم إلى الأسود لتأكلها. دعا إلى الحكم المطلق وأعلن تأليه شقيقته وحدد القرابين والأضاحي التي تقدم لشخصه. كما انه تزوج شقيقته "دروسيلل" وعين جواده واحدا من النبلاء. و انه قام بتعذيب غانيه تعذيبا شديدا عندما رفضت طلبه لتشهد ضد أحد معارضيه بتهمة الخيانة العظمى وقام بتقطيع أجزاء من فخذها ويدها.
هذه النبذة السريعة في الربط بين نيرو و القذافي و سيرجيو برلسكوني أم بين صدام حسين و جاك شيراك و رونالد ريغان و جورج بوش و جرائم التعذيب في سجن أبو غريب بعد غزو العراق في العصر الحديث.
و يمكن فتح نافذة على العائلة المالكة الوهابية في السعودية و كل ممالك الخليج الأمريكي عفوا العربي وخاصة قطر و بفضائح عائلة حمد آل ثاني, و غيرهم من الرؤساء و الأمراء و رؤساء القبائل. فالرؤساء في العالم اليوم لازالوا يحملون بصمة ذلك التاريخ البشع في السيرة و الفضائح و كان التاريخ يعيد نفسه و يتقيأ كل تفاصيل الماضي لكن ببهرجة الأضواء و الإيقاع الحضاري لعصرنا البائس الحديث.
لو نرجع إلى زمن القياصرة و الإمبراطور فنرى أن رجال الدين كانوا في حظوة القيصر و كان الشاعر و الحكيم وهم أدواة القيصر أم النبيل و سلواه في السمر و حياكة الدسائس و الحكم و تبرير الجريمة و تعضيد القيصر على الشعب.
ماذا تغير عبر الزمن في شكل النفاق للسلطة و الطبقات الحاكمة, إلا بعض الرتوش و الأشكال في الصيغ و الأبنية و العلاقات و شكل اللقاءات, و هي انعكاس لشكل الطبقة و السلطة الحاكمة لكن يبقى بعض الأمور أبداً لا يمكن تجاوزها, على صعيد العلاقة بين الحاكم أو السلطة و الشعب, فاليوم لدينا ليس المذياع و التلفاز لتنقل لنا حياة السلطة و الرئيس بل لدينا صفحات النت و اليوتوب و كوكل الذي ينقلنا بين كواليس السلطة و حاشيتها و بين فلاسفتها و مجرميها و أقلامها.
لقد كان الإمبراطور يشرف على عمليات التعذيب و مع حاشيته و غانياته و حكمائه, لكن اليوم صار التخصص للسلطة و القرار السياسي يصدر من مؤسسات لا يمكن أحياناً الرئيس أو الملك التدخل فيها, لكن هناك أبسط صحافي يمكن أن يعرف أن قراراً سيصدر قريبا في شأن خطير في المجتمع و قبل أن يعرف الشعب و الوزراء في الدولة.
أن الصحافي هو بيت القصيد في هذا المقال!
لنتصور أمر الصحافي اليوم و لنرى أبعاد عمل الصحافة فنجد أنها مؤسسة تصغ الأخبار بشكل محبوك و تخدم بالتأكيد السلطة, ثم لنجد اليوم و في زمن النت و الصفحات و اليوتوب ممكن أن يكتب أي رجل أو امرأة في اخطر و أسخف المواضيع, أي صار لدينا بعد جديد يعمل على صياغة الخبر و الانحياز و النقاش و الهجوم و التعبئة و التثقيف.
فهكذا نرى أن بعض الأقلام المأجورة ممكن أن تأخذ دور كبير في العمل في الصحافة و عبر صفحات النت و الفيسبوك, وحتى ممكن أن تتصل بهذه الأقلام جهات و أجهزة السلطة ليتم عقد صفقات مع هذه الأقلام لتوظف في عملية الكتابة للسلطة أم لجهات دولية و عالمية, حيث يتم الاتصال بالإنتليجيسيا المثقفة المهزوزة التي كانت تملك فكر و انهارت و صارت ترتزق من الثقافة البائسة التي تمتلكها.
لقد أدى انهيار الاتحاد السوفيتي على تداعيات جمة فمنها هو انهيار كل المجموعة للدولة الاشتراكية ثم انهيار دول في العالم و خاصة في المنطقة العربية, العراق ليبيا مصر تونس, فرأينا انهيارات لكثير من الدول دعيت بتساقط أحجار الدومينو كما جرى سقوط يوغسلافيا و جيكسلوفاكيا و انهيار جدار برلين.
هذه الانهيارات في شكل الدول و السلطة, ترك فسحة من التأمل و التفكير و ترك مجال واسع من اللغط و الزيف, فظهر على أساس ذلك الأقلام الواعية و الداعية لدراسة الواقع الجديد من اجل البحث عن طريق جديد في النضال, وظهر الطبالون و المنهارون و القوادون في الكلمة المتاجرة, فهناك بشر غريب عصابي و نرجسي و مثل معمر القذافي تماما, مبرمجة عقولهم حسب الزمان و انتهاز الفرص و تتقلب بسهولة كما تتقلب الحرباء بالألوان.
ذكرت أني كنت أسمع لإذاعة ليبية, فراعني أن أسمع من تلك الإذاعة الطنان المدوية المزايدة, صوت المذيع الذي تحول إلى رجل وديع يتحدث عن السلام الطبقي و الوئام العالمي, فأذكر للآن ما جاء من تلك الإذاعة " لقد انتهى زمن الحرب و البنادق و بدأ زمن الحوار مع الغرب"!
هكذا كان نظام ليبيا بزعيمها المعمر القذافي, قد شرع في التثقيف بزوال مبرر النضال الثوري الذي أبداً لم يمارسه نظامه إلا عبر صراخ الإذاعة و التلفاز و بعمليات مفتعلة لتسحب البساط من تحت أقدام الأحزاب اليسارية و الشيوعية التي كانت في عز قوتها, و مثل الغرب و أمريكا دور المعاداة لليبيا و حشروه في خانة الدول الثورية و تم حصار ليبيا اقتصاديا كما حوصرت كوبا الشيوعية, فهكذا بعد أن صفى القذافي الموجة اليسارية و الشيوعية, عمل كما الرئيس العراقي و المصري و غيره بتحويل الدولة لشركة عشائرية بل أهلية, في شكل مرعب نحو رجعة لحكم القرون الوسطى و زمن نيرون, الذي جاء ذكره ليس ترفاً بل للمقارنة في شكل السلطة و الإجرام.
أرجع و أذكر أن الأقلام المأجورة صارت ظاهرة طاغية في زمن العولمة و صفحات النت و الفيسبوك, فاليوم نرى هجمة كبيرة على الفكر القومي و اليساري و الماركسي و الشيوعي, و ببعد يمجد الغرب و أمريكا و آخر وقح يمجد العنصرية في إسرائيل. فحجة هؤلاء الكتاب, لقد سقط السوفيت و ضعف أحزاب اليسار و الشيوعية فهي دلالة تؤكد هزال الدعوة لمعاداة الرأسمالية و حرب العولمة الأمريكية, و أن اليسار و الشيوعيين في معاداتهم للرأسمالية هم يدفعون بالشعوب نحو الفقر و التخلف, كما جاء على لسان محمد البدري في تعليق على مقال لي بعنوان " هل الإسلام خطر على الديمقراطية أم أمريكا".
ثم ليبدأ هجوم كل الأقلام المعادية للماركسية و القومية و الوطنية و الإسلام, و هذه الهجمة البربرية لا تختلف عن بربرية حكم نيرون في روما القديمة في الحقيقة, فهي هجمة تدعو إلى الخنوع لسلطة الدولة في المنطقة العربية, و هي دولة عميلة أما ملكية او مشايخ و أما بأحزاب إسلام سياسي و كل هؤلاء من ملوك و أمراء و أحزاب إسلام في الحقيقة هم ممثلو البرجوازية الطفيلية العربية التي تعمل مع الامبريالية الأمريكية.
أقول أن هذه الدول العربية هي في مخاض و الشعوب فيها من يعاني من السلطة المتخلفة ,و هي, السلطة هي نتيجة لعمل الامبريالية و تاريخ في الجريمة و الخيانة و من زمن سايكس _بيكو , فالشعوب فيها لا تختلف عن شعوب العالم, أي فيها أحزاب و قوى ثورية معادية لينيرون عفوا للملك و الدكتاتور العميل, فقد تكونت عبر التاريخ حركات ثورية بطابع قومي و وطني و ديني يساري و ماركسي و أحزاب شيوعية.
لا توجد دولة في العالم الرأسمالي الغربي خالية من هذا الشكل من الأحزاب, وخاصة الأحزاب القومية الوطنية التي هي تتربع على السلطة في الغرب و أمريكا, و طبعا بمورث تاريخي يحوي الثقافة الدينية و التراث الغائر في عمق التاريخ حيث شكل العادات الوثنية و الديانات الطوطمية, و التغني بزمن الملوك العظام الذي بنو بلدانهم وحاربوا حروب التحرير و الغزو للجوار و العالم.
كل الدول الغربية فيها حركات يسارية ماركسية و أحزاب شيوعية و نقابات عمالية ثورية تتغنى بالتضامن الاممي , تتجسد نشاطاتها في يوم العمال العالمي في 1 ماي, وفيها حركات نسائية تتجلى فعالياتها في 8 آذار.
لكن ما يمتاز به الناقمين الجدد من المثقفين, أنهم ظهروا مع غزو العولمة الأمريكية للعراق, كما السيد محمد البدري, ليحط من نضال الشعوب سواء القومي أم الوطني أم نضال الأحزاب الشيوعية, و هو لا يختلف في حديثه الفج عن صراخ المذيع في إذاعة الجماهير الليبية في تسعينات القرن الماضي في الدعوة للهرب إلى الأمام و نحو الانبطاح عند أقدام الغرب الرأسمالي و الدعوة إلى عدم النضال ضد الغزو الأمريكي بل الدعوة لتمجيد الحضارة الغربية و الصناعة الأمريكية, إذ أن نضال الأحرار من شعوب العرب من قوميين و ماركسيين و شيوعيين, ما هي إلا طريق للعيش في مستنقع التخلف.
أن المنطق السا فل لكل القوى السلطوية من سلطة نيرون إلى سلطة معمر القذافي و سيرجيو برلسكوني و صدام حسين و جاك شيراك و ريغان و جورج بوش و اوباما احتاجت دائماً إلى فلاسفة و حكماء مراوغين و رجال دين دجالين و إلى وعاظ سلاطين و أخيراً في زمننا الحاضر إلى مثقفين براقين بلغة معسولة سلسة تخدع الجماهير إذ أنها بلا قيم و لا عمق و لا فلسفة و لا أخلاق و لا انحياز, أي هي صدى بؤس الرعاع و الجهلاء و المغيبين. فهكذا تساهم هذه الأقلام المأجورة على تحطيم العقل و الثقافة النخبوية و تراث الأحزاب الثورية وتضحيات الأحرار من زمن مقارعة الاستعمار و إلى اليوم تربع الملك الوهابي و حكيم و واعظ السلطان محمد القرضاوي.
فبدل أن تدين الأقلام المأجورة الملك الوهابي و رجال الدين و نشاط وزير الأمن عاطف السعودي في تأسيس جهاز القاعدة و من بعده جهاز داعش و بجهد و مساعدة أمريكا, يجري الحط من دين البشر و التجني على العقول الناقدة و الباحثة في الدين الإسلامي كقميص عثمان على أنهم أقلام تمجد الإسلام ككتابات حسين مروة أو طيب زيني, و أدانت الخطاب القومي و الوطني عوضاً عن أن تناضل ضد الملك العميل و المفتي الرجعي و عوضاً عن فضح الامبريالية الأمريكية و الدول الرأسمالية الغربية, تقوم هذه الأقلام بإبراز التطور و الحضارة الغربية على إنها صفة الدولة الرأسمالية, ويميطوا اللثام عن الدراسات التي تقول أنه تم الإفادة من القيم الإنسانية في الدين في تشكيل و تحويل البشر نحو العلمانية.
و بشكل منافق يجري طمس نضال الشعوب الغربية ضد ظلم الرأسمالية و طمس أن هذه الشعوب الغربية هي من أنتج الدولة القومية و هي من أنتج الفكر الثوري الماركسي و أن كارل ماركس هو مَنْ أطلق البيان الشيوعي, لتقوم الأقلام المأجورة بشتم القومي العربي و الوطني العربي الماركسي العربي و الدين الإسلامي و الهوية التاريخية.
فهذه الأقلام تمتلك لغة أخلاق الجلاد العربي في جلد الماركسي و الشيوعي لكن تتبجح بالثقافة و بأنها تمتلك الخطاب العصري الذي يمجد الغرب و الامبريالية الأمريكية, و هي تماما بأخلاق الرئيس النرجسي العصابي معمر القذافي و صدام حسين في عدائها للفكر الشيوعي, و هي تدعو بفكر الماسونية بعدم العداء للرأسمالية و أمريكا إذ هي قوى صناعية كبرى يجب تمجيدها كحضارة و ليس الصدام معها بل الانبطاح تحت نيروناتها الجدد من ريغان و بوش و اوباما وهيلاري كلنتون.
أقدم لكم تعليق المدعو محمد البدري إذ وجدت أنه نموذج لدعوة المثقفين البراقين العارين و المتحررين من القومية و الوطنية و الماركسية و الشيوعية و الهوية التاريخية و المتنصلين لجذور البشر في العراق و كل الدول العربية و مع احتقار الإسلام, إذ هو سبب الدمار للبشرية, و ليست غزو الاستعمار القديم أم غزو العولمة الأمريكية هو سبب دمار شعوبنا و شعوب المنطقة و العالم!
لكن التعليق خالي الوفاض إذ لا يقدم أي رؤيته في شكل الدولة العربية التي يريدها للشعوب العربية و كيف يتم النضال لتحقيقها, أتصور أن حتى الغربي الشريف سيقول أن هذا الطرح فيه من الرقاعة, خارج نطاق الفكر و الثقافة و النشاط البشري المبدع, من اجل سلطة تخدم الشعب.
أقول مرة أخرى الشعوب أنتجت كاسترو و ماو و غاندي و أخيراً نيلسون مانديلا و كل هؤلاء العمالقة كانوا أحرار و زعماء قومين و وطنيين و شيوعيين و بأحزاب عريقة ثورية, لكن ما يدعو أليه الكتاب البراقين هو شتم الزعيم القومي و الوطني و الشيوعي و البشر و الشعوب الإسلامية, إذ أن النضال سيدفع نحو تمجيد القومية و الوطنية و الشيوعية, فهذه أشياء قديمة انتهى عصرها و عُرفت مخاطرها ونتائجها!
تفضلوا و اقرئوا القيح الفكري الخالي من الانحياز القومي و الوطني و الشيوعي و الداعي للانتماء للغرب و إسرائيل!على المقال رابطه أدناه
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=475967
العدد: 631508 - فرصة العمر التي لا ينبغي ان تفلت من القراء 1
2015 / 7 / 13 - 23:29
التحكم: الحوار المتمدن محمد البدري
مقالتك تبدو للقارئ العادي وكانها عتاب وسخرية من الكتاب والمعلقين وحسرة علي المستوي الذي انحدروا له، أما لاصحاب الخبرة بما في هذا الموقع المتميزفهي ليست سوي حسرة لما آل اليه وضع اليسار بكل فصائله. لقد كان الكتاب العنكبوتيين (حسب وصفك) اكثر تقدما وجرأة من هؤلاء الذين تسلحوا بالفكر المادي واعتقدوا انهم قادرين علي حل مشكلات الواقع الملوث بالعروبة والاسلام. وأقولها ثانية ملوث بالعروبة والاسلام. فهل تعتقد، ولو بعد حين، انه لو جري انقاذ الحدود السياسية للاقطار المبتلاه بداعش وجماعات الاسلام السياسي ولم تتعرض لسايكس بيكو جدية ان تظل الحدود الثقافية قائمة ويظل النهيق القومي عاليا؟ يا سيد علاء بدون أمريكا واسرائيل والامبريالية وكل حجج اليسار كانت اوطان الشرق الاوسط معبأة بمفخخات كالازهر وكل مركز اسلامي وجامعة اسلامية علي امتداد المساحة من المحيط الي الخليج، كل هذا علي قاعدة من عروبتها التي لا فكر أو نظرية لها الا بالحفاظ علي هذا الدين بارهابه وجاهليته، التي هي العنكبوت السام فعلا. فلنقرأ مرة أخري كل الماديات عن تاريخ الاسلام من مؤلفات حسين مروة وطيب تزيني الي رفعت سلام ... الخ ... يتبع
فكل من اعتقد انه حريص علي الهوية ولا ينقصه الا تفسيرات علي ايقاعات ماركسية تؤهل القارئ للقيام بتحولات ثقافية وفكرية فكان نصيبه الفشل الزريع. أما المقارنة بين مثقفي الغرب ومثقفينا فلا جدوي من الاشارة اليها فالبون شاسع جدا يا عزيزي. فهناك مبدعين فعلا أم عندنا فمقلدين وتابعين وكانهم اهل سنة وجماعة وسلفيين كل علي طريق سلفه الصالح. تحياتي لك وشكر عميق لكل من نسج بيتا من العنكبوت لعله يكون يوما مصيدة لهذا الدين وهذه الثقافة للتخلص منها لانها وباء شأنها شان الوباء المسيحي الذي ضرب اوروبا وتاخرت بسببه لاكثر من الف عام. لكن السؤال الاخطر والاهم كيف اصبح الاسلام في خدمة امريكا والغرب الرأسمالي وهل وعي المثقفين في كفاحهم الغير مجدي يوما انهم يطفون علي مستنقع من الجاهلية بينما ينادون بهدم العالم الرأسمالي؟
نلاحظ لا إدانة للرأسمالية! و لا كيف أن الغرب الرأسمالي كان من تعاون مع المملكة الوهابية و المملكة سخرت الدين لخدمتها و لخدمة الغرب و أمريكا, ثم ليبرر أمر الغزو على أن أمريكا لها مصالحها خارج الحدود و ليس على أنه بربرية إرهاب دولي و قتل للشعوب. فحتى الغرب الرأسمالي فيه بشر يدين الغزو للعراق لأنه جرى بأكذوبة السلاح المدمر الشامل, شرعت أمريكا به ضاربتا الشرعية الدولية, و قاهرة لشعب العراقي. لكن اليوم تتكشف فصول رهيبة في المخطط الامبريالي الصهيوني لأمر تقسيم العراق و مع تأسيس جهاز داعش الذي يحرق البشر و يسبي النساء و الأطفال, يطل محمد البدري بدعوى تمجيد الرأسمالية المتوحشة بخديعة مثقفون يطوفون على مستنقع التخلف.
إ ذ يقول محمد البدري ان هناك مثقفي يطفون على مستنقع الجاهلية بينما ينادون بهدم العالم الرأسمالي!
أن عدم الدعوة لعدم النضال ضد غزو العولمة الأمريكية هي في الحقيقة دعوة المملكة الوهابية أيضا إذ السعودية تعمل تماما ما يكتب و ينظر به السيد محمد البدري, فهل هذه صدفة أن تتلاقى أفكار محمد البدري مع توجهات السعودية. فالسعودية بلا توجه قومي و لا وطني و لا يساري و لا إسلامي بل بتوجه دين الخيانة القومية و الوطنية مع دعوة لقتل اليساري و الشيوعي و تمجيد و مباركة الرأسمالية و الدوران في فلك الامبريالية الأمريكية و مع قصف الناتو و هجمات القاعدة و داعش.
لأسأل محمد البدري أين يطفو هو حين يمجد الغرب و أمريكا و يدعو بعدم هدم العالم الرأسمالي!
إذا لَمْ يجرأ! أقول أنه يطفو على مستنقع الحضارة الغربية و أوحال و دماء الحرب الامبريالية الأمريكية و جرائم داعش في العراق و سوريا!