هل الإسلام خطر على الديمقراطية أم أمريكا


علاء الصفار
2015 / 7 / 12 - 11:20     

يكثر الحديث اليوم عن الدين الإسلامي, و على النبي محمد و آيات القرآن و خاصة على صفحات الحوار المتمدن. طبعا أنا مع نقد الدين و لست مع هجوم ثيرا ن التعصب الخرافي و الطائفي التي تستغل مساحة الحرية في الحوار المتمدن, كي تهاجم المسلمين كبشر للحط من مقدساتهم و شعوبهم و أوطانهم, و من منطلق و نزعة دينية مضادة و لا تخلو من توجه عنصري.

فعملية النقد للدين في الحقيقة المفروض أن يمارسها رجال أم بشر مبدئي و إنساني و على الأقل رجال معروفة و لها باع في السياسية و الثقافة و معروفة على الصعيد القومي و الوطني, رجال غير منحازين لدين و غير عنصريين أم صهاينة, من اجل أن يُبينوا أن دينهم هو الأصح, فهنا يخرج النقد للدين من أفواه أ ر انب الدين الجبانة التي تقوم بزرع التناحر الديني, ليتطور إلى صيغ صراع الطوائف المختلفة سواء في المسيحية أم في الإسلام.

نرى كم هائل يستعرض آيات القرآن و نصوص التوراة و الإنجيل على شكل مقالات وهناك كتاب صاروا معروفين في الحوار المتمدن باختصاصهم في مواضيع الدين, فنرى التعليقات تطول لساعات بل لأيام. يحضر الكاتب مقاله, كما ينسج العنكبوت بيته, فالمقالات متشابهة كبيوت العناكب, إذ الآيات هي حجيرات المقالات و هي محدودة و تكرر ذاتها و النقاش واضح فيها إذ الجميع مطلع على دينه الحق, أو أن الطوائف تعرف أنها هي الفرقة الناجية يوم القيامة.

أي نحن نكون أمام تثقيف ديني مسلكي متحزب و متطرف, فنقرأ شرح فقهي و تبرير ديني و مع قراءة الاجتهاد الديني وخاصة ممن ينحدر من أصول شيعية و من ثم نقرأ الفكر السني الذي يؤمن فقط في السنة النبوية و يرفض الاجتهاد, أي حديث المشايخ, و في الجانب الآخر يظهر الشرح الديني للنصوص الإنجيلية بلغة القساوسة البليدة, بهذا نحن نكون أمام دعوة دينية و طائفية متنازعة و بشكل دعي يسيرها الكاتب بحرص شديد, فالكاتب المختص في مواضيع الدين صار رجل ذا حظوة معين كما شخصية القس أم الشيخ في الإسلام.

فهؤلاء الكتاب أصبحوا كما دكان البقالية فكلٌ لديه زبائنه و يقدم فاكهة من الآيات و النصوص يعرضها بشكل مغري وزبائنه تنتظر التعليق, فيتسابق المعجبين و ليذكر أنه يترك باقة ورده كأول زبون على البقالية, عفوا على المقال و ليرفع قبعته قبل مغادرة الدكان الديني التجاري. و آخر من الصوب الآخر اقصد من الخصوم الدينية فيترك شتائمه كتعبير عن الامتعاض, و ليخرج العنكبوت عفوا الكاتب ليجمع ما حصد في شباكه من تعليقات هستيريا و ليشكر مقلديه.

فالصراع الديني فج يرجع بنا إلى زمن المسيح عليه السلام و القياصرة و زمن النبي محمد و إسقاط دولة قريش الوثنية, ثم ليرجع المتخاصمون في الأديان في البحث و النبش, في هل حقاً أن المسيح قد صلب أم شبه به, ثم هل صعد إلى سماء حقا و متى و كيف , و ليتطرق البعض عن ولادة المسيح فهل حقا جاء من الله أم من يوسف النجار, و ليخرج البعض في التنكيل بالمسيح على أنه كان شاذ لا جنسيا بل ليذهب البعض إلى أن مريم العذراء كانت بغي زانية, و أن الدين المسيحي انتهى بموت المسيح لكن بولس الدجال و الخائن حرف الإنجيل و هو كان بداء العنة, أي مقتول جنسياً.

و هكذا يدخل النبي محمد في لوحة التشريح, ليسأل سائل هل فعلا حملت أمنة بنت أبي وهب بمحمد لمد 4 سنين و تم الوضع, و هل كان فعلاً نبي, أو أن أباه كان مشكوكاً فيه, و هل فعلاً حلق في البراق, كيف وما هو شكل التحليق و كيف لنبي يتزوج بعدد من النساء و من الصبية عائشة الحميراء, و أنه كان سياسي أكثر من كونه نبي. و هكذا لم يسلم النبي موسى عليه الرحمة بكونه كان طفلاً ضائع يطفو على الماء و صار رجل قاتل عاش و ترعرع في حضن الفرعون لا يعرف له أصل و لا نسب, طرده الفرعون لجرمه و قسوته, فتاه في الصحراء فجاء بنصوص القتل و ليكون مؤسس دين التوحيد و لتكون كل الأديان متميزة و مطبوعة بنصوص القتل للبشر.

هذا مختصر ما يطرح,فحاولت أن أقول أن كُتاب دكاكين الدين رجال فاشلين في أمر التنوير بل بارعين في دغدغت المشاعر الدينية ثم تأليب المسيحي على المسلم و اليهودي على المسلم, ومع مسافة محددة في مهاجمة اليهود, إذ سيتهم المرء بالعداء للسامية و يدخل الرجل في حساب و كتاب و حتى التقديم للمحاكم و في انتظاره غرف الغاز الهتلرية.

أقف كثيراً عند مقالات الدين و المعلقين المتخاصمين , فلم أرى إلا قيحاً و خواء و مهاترات و بشر سطحي بائس يسقط في شباك العناكب عفوا الكتاب التي تكتب في نصوص الدين و الآيات, ليتحول الحوار إلى ساحة صراع و أزيز و فوران, يبرع فيها المدعو عماد ضوء و عبد خلف و بربروسا آكيم, ثلاثي أضواء المسرح , ممثلي أديان التوحيد العنصريين.

إلى كل من يدخل دائرة المقالات الدينية, أسأل هل هناك معنى أم هدف في قراءة هذه المقالات والدلو فيها, و ما هو هدف نسخ النصوص و الآيات للكُتاب, فهي لَمْ تأخذ إلا وجه واحدة, في نشر قيح ديني لزمن العبودية و تقيأها بشكل مكرر وباجترار واضح, ألا و هو التخندق للدين و ليس هناك أي نية شريفة في نقد العقل اللاهوتي و قيادة التنوير الثوري الرافض لقيم الرجعية و البداوة و التخلف.

يعيب جميع المهاجمين للعرب و المسلمين بكون نبيهم بدوي صحراوي و ينسى الجميع ن كل الأنبياء تنقلوا في البوادي و الصحاري, قبل أن يصبحوا أنبياء و خاصة المسيح و صراخه في البرية, ليرشدوا قومهم لفكرهم و التي تجسدت بنصوص أم آيات و هي , أفكار الأنبياء, في الأصل مأخوذة من حضارات شعوب الميسيبوتانيا أم من مصر الفرعونية.

أي الأنبياء كانوا يمثلون النخبة المثقفة لعصرهم, وهم بشر ذا قابلية على الحفظ و الفهم و القيادة بكلمة أخرى بشر يملك قوة شخصية و عبقرية في تحويل المجتمعات المتهرئة بالتناقضات و الأزمات إلى مجتمعات بقيم جديدة, وهذا ما قدمه موسى لقومه و عيسى للشعوب التي تنقل بينها و محمد لملة العرب. فصار هناك ثلاثة أديان توحيد يؤمن بها البشر في كوكبنا.

لو نراجع جميع المقالات و كُتابها و المعلقين, ونعمل بحث تنقيب و فحص فكري و أيديولوجي وبتمحيص شديد, سنرى أن أغلب الكُتاب و المعلقين ومن جميع المكونات الدينية و خاصة معلقي الديانة اليهودية, تهاجم الملحد الشيوعي!

أي يتفق جميع الفرقاء في الدين على مهاجمة و تحطيم الفكر الشيوعي فهو الخطر الأساسي الذي يجب التصدي له, أي يعني أن هناك بعد فكري رجعي و أيديولوجي يقوده الكتاب و ينتصر له المعلقين و خاصة ذوي الأسماء المدببة, و بعدها يتم التشعب في العداوات الدينية بين المسلم و المسيحي و بشيء من القلة بالنسبة للديانة اليهودية, إذ يدخل الكثير من جانب أن المسيحية هي بنت اليهودية فيجتمع الجميع بجبهة موحدة على مهاجمة العدو المشترك ألا و هو المسلمين.

ثم ليظهر بوضوح من خلال هذا العداء للفكر الماركسي و الملحد الشيوعي من جانب هؤلاء الفرقاء المشعوذين في دكاكين الدين, الدفاع عن أمريكا و سياستها و تمجيد الغرب على أنه مسيحي متطور إزاء الدول الشيوعية و الاشتراكية التي سقطت و إزاء الدول الإسلامية و من ثم تنطلق آيات العنف الإسلامي لتربط بشكل الإرهاب الحالي في العالم و المنطقة العربية.

لنسأل من هؤلاء المتحاورين, هل هم فرنساويين بعيون زرق أو طليان بخدود حمر أم أمريكان رعاة بقر فجميعهم يدعي بكونهم من المسلمين و المسيحيين ممن يعادي الروس الملحدين و العرب المسلمين و الشيوعيين و لكن جميعهم يمجد أمريكا و الغرب, و بعضهم بخجل يدافع عن إسرائيل خشيت الفضيحة, إذ المذابح التاريخية في فلسطين هي ليست مذابح زمن النبي محمد فهي طرية في الذاكرة و عايشها جيل الكتاب و المعلقين.

هنا بيت القصيد في أن أمريكا هي من يقود العداء ضد العرب و المسلمين, فالسياسة الأمريكية تمتاز للعداء للبشرية جمعاء. فساستها من يقول, أن أمريكا ليس لها أصدقاء بل أمريكا لها مصالح. هكذا لنقفز على التاريخ من بعد تقسيم العالم بسايكس _ بيكو و ظهور دولة السعودية الوهابية العميلة لأمريكا و التي خاضت حروب خفية مع أمريكا ضد الدول العربية و خاصة في 60 القرن الماضي فقامت بالتآمر على جمهوريات تقدمية, كما جرى على العراق و إسقاط حكومة ضباط الأحرار بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم و على الجمهورية المصرية بقيادة زعيمها عبد الناصر, و لا يفوتني عملية إسقاط حكومة الدكتور محمد مصدق الوطنية في إيران, فكل هؤلاء الرؤساء كان من شرع بخطوات تقدمية و مع بناء علاقات مع البلدان الاشتراكية و الدولة السوفيتية.

و ليتطور دور السعودية في 80 القرن الماضي لتقود حرب عصابات, عُرفتْ للعالم أجمع و التي كشفت كل مؤامراتها في التعامل مع القاعدة و قائدها بن لادن و إسقاط دولة أفغانستان الشيوعية و القيام بتأسيس دولة رجعية دينية على غرار دولة السعودية الوهابية, و لتخطو أمريكا خطوتها الكبيرة بعد سقوط السوفيت لتتصدر القطب الواحد في العالم لتأخذ دور الدركي في العالم و العمل على تغيير كل الأنظمة التي لا ترغب فيها فطبع القرن الحالي على أنه القرن الأمريكي.

فبعد انتهاء الحرب العراقية _ الإيرانية وجدت أمريكا أن رؤوسا قد أينعت و حان قطافها, فنظام صدام حسين كان قد عمل الكثير في خدمة أمريكا و لَم تعد حاجه له, و هذا الأخير لَم يعي معنى سقوط السوفيت وتداعياته و تصور أنه عميل عتيد لا تستغني عنه أمريكا, لكن كان لأمريكا رؤية أخرى فيه, أن حجم صدام قد كبر عن قياس بنطاله, يجب دق عنق صدام حسين إذ أن جيشه قد كبر و عاد خطراً على توجه أمريكا الجديد لغزو العالم العربي, و بما دعي غزو العولمة.

فتم جلبه للفخ الأمريكية بتحريك الكويت و السعودية في تخفيض الأسعار للنفط و هي محاولة لإسقاط الأنظمة التي تتبعها أمريكا, كما يجري اليوم تجاه روسيا لكن صدام حسين تصور أن الصراع هو بين الأخوة الأشقاء فهجم على الكويت, ليرى أن الأخ الكبير للخليج جورج بوش الأب و بعده الابن قد أخذوا موقف لصالح الأخوة في السعودية و الكويت ليتم حرب عالمية بقيادة أمريكا و بريطانيا و السعودية ومصر و قطر و البحرين, ليبدأ العهد الأمريكي في ضرب الشعوب العربية المسلمة و باسم التحرير من صدام حسين و ليتطور مفهوم التحرير في ضرب دولة ليبيا التي تشابكت مع السعودية التي تآمرت على العراق هكذا تم تطوير الحرب و باسم ضرب الدكتاتورية في سوريا.

و لتقوم أمريكا بدعم الأخوان في مصر بعد هيجان الشعب الثوري ضد العميل حسني مبارك, فتم اختيار كلمة الربيع العربي على الانتفاضات المنفلتة و في الخفاء عملت السعودية و قطر و أمريكا على دعم القوى المضادة لسحق حركة الشعوب المسلمة في ليبيا و مصر فقامت السعودية بدعم السلفيين و الأخوان من اجل ضمان مستقبل مصر في العمالة و الرجعية, لنرى أن الشعب المصري المسلم كان ضد حزب الأخوان الذي دعمته أمريكا و السعودية. فخرج الشعب المصري المسلم ليحطم حكم الأخوان بعد 366 يوم من الحكم الخرافي, وحين تم خلع الأخوان بكت السعودية و الخليج الرجعي و أمريكا و المفتي القرضاوي دماً على سقوط الشرعية الدستورية في مصر.

من هذا المثال الزاخر في الدلائل على عهر السياسة الأمريكية في دعم كل من بن لادن و طالبان في أفغانستان و من ثم دعم أمريكا للسعودية الوهابية لعشرة عقود تقريباً لتتوج بدعم حكومة الأخوان يحس الإنسان البسيط و الواعي أن الخطر الحقيقي على الديمقراطية في العالم كله و على الشعب المسلم في العراق و ليبيا و مصر و سوريا, هي أمريكا.

فالعراق تم تدميره على يد أمريكا و بقنابل اليورانيوم و سلم العراق لجماعات القاعدة و أخيراً تم تسليمه ل داعش الأمريكية و الصهيونية الصنع,إذ قوانين الأمم المتحدة تم الاستهتار بها فالغزو كان بأكذوبة و بخديعة حرب أمريكية _ سعودية, والاستهتار الثاني أن قرارات الأمم المتحدة تحث على الحفاظ على الأمن للشعوب المُستعمرة, أي مهمة أمريكا كانت تحويل العراق إلى أفضل لكن تركت أمريكا العراق بلد أنقاض و عصابات و تطوقه السعودية و تركيا لتبعث به قوى الإرهاب الأمريكية.

أن دعم الأخوان كان جريمة ضد الشعب المسلم في مصر و لما تم تنصيب حكومة الأخوان قامت الدول الغربية و إسرائيل بالهجوم على دين البشر المسلم, متهمة الشعب المصري بالغباء, و هذا ما فعله أيضا العناكب عفوا كُتاب الدين, فقامت أقلام كثيرة بمهاجمة الشعب المصري و دين الإسلام كدين ذا موروث عنف فنشرت الآيات للسخرية من دين البشر و ليس لإدانة الأخوان و من ورائها السعودية الوهابية و أمريكا التي مكنة قوة الثورة المضادة في سحق حلم الشعب المصري في الحرية.

فكان النفاق, أن الشعب المصري شعب غبي ثار ضد العميل حسني مبارك و انتخب الأخوان و أن البعض ذهب إلى مقولات دنيئة فيها الاحتقار للبشر المسلم و في كل مكان, كأن ينشر: كما تكونوا يولى عليكم وغيرها من العبارات الحاقدة على الشعب المصري المسلم. لكن حين ثار الشعب المصري على الأخوان بكت هيلاري كلنتون و اوباما و أوربا الرأسمالية و الأقلام المأجورة المنافقة على الحكومة الشرعية, رغم أنها دولة دينية رجعية الملامح و الأهداف.

أي أن الغرب و أمريكا يعملان على دعم السعودية و قطر و غيرها من الرجعيات الإسلامية كنموذج طالبان, وحين تأتي هذه السلطة للحكم و تخدم الغرب و أمريكا يهان البشر في أفغانستان و مصر و غيرها من خلال هذه الأحزاب على أنها تمثل الدين الإسلامي, و ليست هذه قوى و أحزاب خائنة للشعوب و منحرف ليست عن الدين و حسب بل منحرف من جميع الوجوه و الاتجاهات, على مستوى القيم و الأخلاق و الانحياز للغرب و أمريكا وضد شعوبها, كالمملكة السعودية.

أن مَنْ يبدع في هذا الفن من النفاق, هو الصهاينة العنصريين في إسرائيل و العناكب عفواُ, الأقلام المأجورة المعادية للعرب و الإسلام من القوى الرجعية التي تطفوا على سطح الفراغ السياسي التي جاءت بها حرب العولمة, فالمسيحي السلفي و القومي الشوفييني من القوميات الأقلية, يجتمع اليوم في زورق العداء للإسلام كدين و كبشر, و ليس هناك أي رابط بين كتابات هذه الأقلام المأجورة و التنوير أي صلة فالجميع يشرب من كأس الامبريالية الأمريكية في الغزو و التدمير و النفاق, فغياب السلطة خلق حالة هذيان في الموروث الرجعي و الديني المتلون الأطياف ليهز الأوطان و يحرق الشعوب لتكتوي بتفجيرات داعش و قصف الصواريخ لأمريكا و الناتو.

بكلمة أخرى لا توجد حركة تنوير عربية لليوم بل يوجد زيف مشابه لأكذوبة التحرير الأمريكي للعراق, فالجميع يحرف التنوير نحو تخندق البشر و في عرض الغسيل القذر للأديان التوحيدية التي يتحزب لها ثلاثي أضواء المسرح الديني, الذين تصدروا متن المقال أما الكتاب العناكب و زبانيتهم فهي لَم تقدم أكثر من آيات و نصوص كسيحة أكل الدهر عليها و شرب وهي موجودة في مكتبات بيوت المسل_مسيحين ههه!

لا أنكر أن الأحزاب اليسارية و الشيوعية هي أحزاب بلا حول و لا قوة ثم أن الجميع يعرف أن الشعوب العربية تمر اليوم في حالة مخاض عسير تنهشها حرب غزو العولمة بين كماشة إسرائيل العنصرية و بين السعودية الرجعية الوهابية و ما بينهما من قطر و البحرين و تركيا, كمحور دول شر أمريكي, ثم أن الشعوب العربية صارت تعيش في حالة يأس و تخلف مرعب و فقر فكري مريع و مع جوع في كل شيء من ثقافة و قيم و أخلاق, و بكلمة مختصرة شعوب تعيش في فترة ظلامية سببها حكم الجلاد الدكتاتور العميل الأمريكي صدام حسين و رفاقه في مصر و ليبيا و السعودية و الكويت ووو الخ.

ثم غياب الأحزاب اليسارية و الشيوعية يترك أفق مفتوح نحو الرجعية و التخلف و الخرافة و دكاكين الدين و ليس الدين كثقافة و تراث و تقاليد و عبادة, فقد ظهر في الدين الإسلامي فحول في الفكر و علماء كبار ينحني العالم أجلالاً لهم كابن الرشد و الرازي و الخورازمي و ابن سينا وعمر الخيام و أبو فرج الأصفهاني, و ظهر رجال عظام كأبو ذر الغفاري وعمار ابن ياسر و الحسين أبن علي و الحلاج و ابن المقفع, و ظهرت حركات كالمتصوفة و المعتزلة التي بدأت في البحث بكنه الله. و قام الكثير من العلماء بإدخال الفلسفة اليونانية أم الفارسية إلى الدين الإسلامي و قدموا الكثير للحضارة الغربية التي كانت في سبات القرون الوسطى.

سبب عدم إقراري بأن كُتاب نقد الدين, لَم يولدوا بعد في الدول العربية يعود إلى أن أوربا هي رائدة ثورة التنوير. فالمؤشرات توضح أن ظروف التنوير الغربية جاءت بعد ولادة القوة البرجوازية الوطنية في فرنسا و بريطانيا و غيرها, فشكلت القاعدة المادية لظهور رجال عمالقة سواء في السياسة أم الأدب و مع ظهور نزعة حقيقية للمثقفين للتحرر من الدين و رجاله من كهنوت و قساوسة و سلطة الملك الفاسدة.

التنوير في الغرب قاده فلاسفة و مفكرين اثروا في المجتمع الفرنسي و أوروبا, فطالبوا بحقوق البشر و حريتهم و مساواتهم المعدومة في فرنسا وكل أوربا وقتئذ, فهؤلاء ألهموا زعماء الشعب من مثل فولتير, مهاجم الظلم الطبقي و قمع رجال الدين لعقول الناس وتدخلهم في المجتمع و السياسة,أمام مونتيسكيو فطالب بفصل السلطات و دعا لليبراليه, و جان جاك روسو قاد حديث الحرية و المساواة. فهكذا عرف البشر في الغرب و لأول مرة في التاريخ أن لديها حقوق و يجب هي أن تقرر مصيرها بنفسها و تفكر بعقولها بعيد عن الأوصياء من ملك و قساوسة.

فللآن لم نرى أي حزب برجوازي وطني في البلدان العربية ذا نزعة يسارية ثورية وطنية, و الكُتاب الموجودين هم من النسيج الموجود فهم بانحياز و أفكار أما من أنتاج الواقع الرجعي بكل تفاصيله و أما كُتاب و أقلام مرتزقة متخندقة للطائفة, و أخرى وهي الألعن فهم كتاب من الصوب الآخر من خارج الحدود ممن يجيدوا العربية و من ديانات معادية للمسلمين و البشر أجمعين تمجد الغرب المسيحي و تحي أمريكا محررة الشعوب و تقدس دولة إسرائيل المختارة الحرة.

قارنوا يا أيها القراء و المعلقين بما عندنا من كُتاب فطاحل جل صراخهم أن ديني أفضل من دينك, و يتبجحون بأنهم كُتاب تنوير و نقد للدين, وهم غير معروفين حتى في أبسط قرية في القاهرة أو في بغداد و في طرابلس أم في بيروت و بنغازي, و من يتحلق حول كُتابنا الرداحين الرهيبين الذين يناطحون جان جاك روسو و فولتير و مونتسكيو, معلقين أشبههم بعلب السردين الزنخة, رجال مقنعة معلبة, تصفق يحيا المعلم عفوا يحيا الكاتب المبجل و يشرق وجه الكاتب ليشكر كل النكرات و كل القيح الذي يدعى تعليق, فرائحة النصوص و الآيات العتيقة الزنخة ينسخها الكُاتب و يناقشها ضوء و خلف و برابرة عصر الغزو الأمريكي و ليشتموا الأنبياء و الإنجيل و القرآن, و ليصرخ الكاتب من برجه العاجي عاشت جهودكم العظيمة في الكلمة الحرة و عاشت أمريكا صانعة الكومبيوتر التلفون النقال, و يعيش محمد عُرابي و النحي نحي نوح.

و أنا أقرأ كل هذا الجنون الذي يدعى تنوير, لأصرخ في ذاتي يعيش الكاتب العنكبوت.
لأسأل من الأول البيضة أم الدجاجة؟
فمن يا ترى أخطر على العرب و المسلمين؟
من المجرم الكاتب العنكبوت أم المعلقين, أم كلاهما إذ بعض العناكب عفوا الكُتاب أحياناً يلبس من غير هدوم ليعلق على مقاله التنويري! و ليهاجمني حتى أنا البريء.
أخيراً أقول غاب فولتير فألعب يا عماد!
قوى الإرهاب المعادية للعرب و الشعوب المسلمة و القوميات و الأديان الموجودة في العراق و سوريا وغيرها من البلدان!
Surprise! ISIS is now using U.S. made missiles originally supplied to Syrian rebels
http://rare.us/story/surprise-isis-is-now-using-u-s-made-missiles-originally-supplied-to-syrian-rebels/
Hillary Clinton to Jewish donors: I’ll be better for Israel than Obama
: http://www.politico.com/story/2015/07/hillary-clinton-jewish-donors-israel-
119705.html#ixzz3esV1iRXK
Fox News.
Stories about these camps are not new. They have been reported by the main stream media, including Fox News.
The CIA’s Creation of “Islamic Terrorism” on American Soil
http://www.globalresearch.ca/the-cias-creation-of-islamic-terrorism-on-american-soil/5460047

على ثورة تنوير و السلام العالمي ألقاكم!