اتحاد الشيوعيين تحاور الرفيق صباح الموسوي منسق التيار اليساري الوطني العراقي عضو لجنة العمل اليساري العراقي المشترك عضو اللقاء اليساري العربي-الجزء الثاني


التيار اليساري الوطني العراقي
2015 / 7 / 3 - 13:12     

اتحاد الشيوعيين تحاور الرفيق صباح الموسوي منسق التيار اليساري الوطني العراقي عضو لجنة العمل اليساري العراقي المشترك عضو اللقاء اليساري العربي-الجزء الثاني

اتحاد الشيوعيين تحاور الرفيق صباح الموسوي
منسق التيار اليساري الوطني العراقي
عضو لجنة العمل اليساري العراقي المشترك
عضو اللقاء اليساري العربي

الجزء الثاني

اللجنة الإعلامية لاتحاد الشيوعيين

ان تفكيك الدولة العراقية من قبل قوات الاحتلال ادى إلى تأجيج التوترات القومية والقبلية والطائفية وصعود احزاب الاسلام السياسي بكل تلاوينها والتي شكلت عنصر اعاقة للتطور الاجتماعي ماهي خيارات الخروج من الاشكالية التي افرزتها هذه الاحزاب ..

الرفيق صباح الموسوي

قام اليسار العراقي ومنذ 9 نيسان 2003 تاريخ اسقاط النظام البعثي الفاشي المقبور على يد اسياده الامريكان واحتلال العراق , قام بالتصدي للمحتل واذنابه من جهة وللقوى الارهابية المتحالفة مع فلول البعث.
وإذ يتخبط نظام المحاصصة الطائفية الأثنية في أزماته، بحكم بنيته الطبقية، كممثل للطبقة الطفيلية الفاسدة التابعة للامبريالية الأمريكية، والقادمة إلى السلطة على ظهر دباباتها، حيث يثبت هذا النظام يومياً، عجزه الذاتي والموضوعي عن تقديم حلول للقضايا الوطنية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وفي مقدمتها التحرر من بقايا الاحتلال الأمريكي وقيوده، وعلى رأسها ما يسمى بـ«اتفاق المصالح الاستراتيجي المشترك». ففي المقابل تعاني المعارضة العراقية من التباس الهوية من جهة، والتداخل الانتهازي مع السلطة القائمة، من جهة أخرى. وفي تعريفنا للمعارضة نستثني قطعاً، القوى الفاشية والإرهابية، كفلول النظام البعثي الفاشي، والقوى المتخادمة مع «القاعدة»، بالأمس، و«داعش»، اليوم، كهيئة علماء المسلمين، والمجموعات المسلحة المنضوية تحت رايتها، التي لا يتعدى سقف برنامجها إعادة إنتاج شكل من أشكال الدكتاتورية الاسلاموية، كبديل لنظام المحاصصة الفاسد التابع. وكذلك المعارضة التي انضمت لاحقاً إلى العملية السياسية «البريميرية» وتقوم بدور تنفيس أزمات النظام، كلما احتقن الوضع الشعبي، والتيار الصدري يعد المثال الأبرز على ذلك.

أما خندق المعارضة اليسارية للفاشية سابقاً، وللاحتلال الأمريكي لاحقاً وإفرازاته راهناً، فقد أعلن خياره أمام الشعب، وأطلق عليه تسمية الخيار الثالث، أي الخيار الطبقي والوطني التحرري، في مواجهة خياري الاحتلال ونظام المحاصصة التابع، أو إعادة أي شكل من أشكال الديكتاتورية. أجاب الخيار الثالث على الأسئلة الصعبة والمعقدة، الطبقية والوطنية، الناتجة عن سقوط النظام بالاحتلال، وانخراط كامل جبهة المعارضة السابقة في هذه العملية، التي استهدفت تفكيك الدولة العراقية مع قوات الاحتلال، وافتعال التوترات القومية والقبلية والطائفية وتأجيجها. وفور وقوع الاحتلال حذرنا وفي افتتاحية لجريدتنا– اتحاد الشعب- هذه القوى وبالاسم (الحزب الشيوعي العراقي، حزب الدعوة، المجلس الإسلامي الأعلى، الحزب الديمقراطي الكردستاني، الاتحاد الوطني الكردستاني) من مغبة خدمة مشاريع الاحتلال الصهيونية التدميرية، وأن استمرارها في هذا الدور سيجعل منها شريكة في جرائمه بحق الشعب والوطن، بل سترتكب جريمة الخيانة الوطنية العظمى. ولا حاجة لنا هنا الى سرد ما آلت إليه أوضاع البلاد، منذ 9 نيسان 2003 حتى عودة الاحتلال الأمريكي ثانية، من شباك داعش مستنداً إلى «مسمار جحا– اتفاق المصالح الاستراتيجي المشترك». عودة تمثل محاولة يائسة للحفاظ على هيمنة القطب الواحد على العالم، وإعاقة قيام عالم متعدد الأقطاب. ت

تصاعد، اليوم، الأصوات حتى من داخل الحكم، الداعية إلى حل برلمان النهب وحكومة المحاصصة الفاسدة، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني وإعادة العمل بقانون الخدمة الإلزامية، لبناء جيش وطني عراقي وحل المليشيات، وتقديم المتعاونين والخونة واللصوص والفاسدين إلى القضاء. بل تشهد بنية القوى الحاكمة في المركز والإقليم عملية فرز لا يمكن تجاهلها في إطار التعبئة الوطنية الشاملة، من أجل استعادة السيادة العراقية بتصفية آثار لاحتلال الأمريكي، وتحرير الأراضي من «داعشه»، وبناء الدولة الوطنية الديمقراطية التي تفتح الآفاق أمام الخيار الشعبي الثالث، باعتباره طريق الشعب نحو التحرر والتقدم والعدالة.

وإذا كان خيار نظام المحاصصة يتخبط في أزماته، حد الترنح على حافة هاوية السقوط، فإن خيار إنتاج نظام ديكتاتوري بديل عنه، ما هو إلا خيار ميت. وواهم كل من يحسب نفسه معارضاً حين يرفع شعار إصلاح النظام عبر المطالبة بحلول فرعية لا تمس بنية النظام وتبعيته للامبريالية الامريكية رغم تحالف بعض اطرافه مع ايران او تركيا ومملكة آل سعود وأمارة آل حمد فالمعارضة العراقية ممثلة باليسار العراقي، لم تتوهم أن الاحتلال «تحريراً» ولا «تغييراً ديمقراطياً». وراهنت على إرادة الشعب الوطنية، وتاريخه الثوري المجيد في تحقيق التغيير المطلوب، سواء بالانتفاضة. الشعبية أو بأساليب الكفاح الأخرى التي تلد على أرض المعركة. ولذلك لم يتورط اليسار العراقي في لعبة الانتخابات المزيفة، الفاقدة للشرعية التي تجري في بلد يفتقد إلى قانون أحزاب، وتهيمن على مقدراته الأحزاب الطائفية والعنصرية، محمية من سيدها الأمريكي.

اللجنة الإعلامية لاتحاد الشيوعيين

الحشد الشعبي هل شكل على غرار الحرس الثوري ليكون بديلا عن الجيش العراقي وبماذا توعز انسحاب القطات العسكرية موخرا من الرمادي

الرفيق صباح الموسوي.

إن المقاربة بين تأسيس الحرس الثوري الايراني الذي ظهر في ايران إثر ثورة شعبية اطاحت بنظام الشاه الحليف الرئيسي للولايات المتحدة وحارسها في الخليج العربي, ونتيجة للعدوان الصدامي على ايران تنفيذاً لأوامر اسياده الامريكان بهدف حرف الثورة الشعبية الايرانية عن طبيعتها الطبقية ممثلة بدور الطبقة العاملة وعمال النفط خصوصا وطليعتها اليسارية وحصرها في الاطار البرجوازي حفاظا على مصالح الطبقة البرجوازية الايرانية الوطنية. ونشوء الحشد الشعبي في العراق إثر انهيار جيش " تطوعي" تأسس وفق قرار بريمير بحل الجيش العراقي المبني على اساس الخدمة الوطنية الالزامية بغض النظر عن طبيعة السلطة الحاكمة في مرحلة من مراحل الدولة الوطنية العراقية التي كان اساس وعماد نشأتها الحديثة عام 1921 هو تأسيس الجيش الوطني العراقي وفق قانون الخدمة الالزامية.

نقول انها مقاربة قد تبدو تتشابه من حيث الوظيفة شكلياً, اي, دعم الجيش الرسمي, لكنها مختلفة من حيث ظروف النشأة من جهة, وحتى الوظيفة من جهة اخرى, فإذا كان الحرس الثوري يقوم بإداء المهام العسكرية الخاصة, فالحشد الشعبي يقوم بدور الجيش نفسه الذي انهار عند احتلال الموصل, ولا ينكر احد بإن ما تبقى من الجيش العراقي ما كان له ان ينتقل من الشعور بمرارة الهزيمة وضعف الثقة الذاتية, لولا انطلاقة الحشد الشعبي السريعة والانتصارات المباغتة التي حققها هذا الحشد على داعش حدا جعلت امريكا تتدخل مباشرا لايقاف هذه الزحف المنتصر.

فلم يشهد التاريخ الحديث جيشا يفر بفرقه أمام حثالات مرتزقة ، تاركا المدن للاحتلال والمواطنين للذبح والاغتصاب، تاركا اسلحته الثقيلة غنيمة لداعش الفقاعة كما وصفها القائد العام السابق للقوات المسلحة نوري المالكي وكما يصفها بالعصابات القائد الحالي للقوات المسلحة حيدر العبادي..كفرار الجيش البريمري الذي أسسه على اساس عقود الأرتزاق.

وهنا, لابد من الاستشهاد بما ورد في بيان التيار اليساري الوطني العراقي الصادر في 20/5/2015
(اجتاح تنظيم داعش الصهيوني المدن العراقية المدينة تلو الأخرى دون أية مقاومة من جيش المرتزقة الجبناء
الذي يفرون أمام حثالات داعش كالجرذان رغم امتلاكهم أحدث الأسلحة المشترات بمئات المليارات من أموال الشعب العراقي المحروم من أبسط مستلزمات الحياة الإنسانية.)

ولابد من الإعتراف بأنه لو لا تداعي أبناء الفقراء واستجابتهم لفتوى المرجعية للدفاع عن الوطن من جهة، والأمل بحصولهم على مورد يساعدهم وعوائلهم للاستمرار في الحياة ، لما قام للعراق قائمة ولأصبح في خبر كان.
وهذا بالضبط ما يفسر تخبط وهستيرية الامريكان واذنابهم، لانهم لم يحسبوا اي حساب للروح الوطنية العراقية وإمكانية بروزها كعامل حاسم في الصراع تحت اية عنوان ظهرت. كسيرورتها الراهنة تحت عنوان الحشد الشعبي.
ان القضاء على داعش لن يتم عسكريا فحسب، بل، في مواجهته فكريا .وإن أهم شروط النصر على داعش الصهيوني وادواته في الحكومة والبرلمان وأسياده الصهاينة والأمريكان وخدمهم ال سعود وال حمد وأردوغان ومن لف لفهم. هو البدء الفوري ببناء القوات المسلحة العراقية من جيش وشرطة وامن ومخابرات واستخبارات وفق الخطوات التالية:

-1 ضم بقايا الجيش والأمن والشرطة والمخابرات والاستخبارات من أبناء العراق ، الذين صمدوا في المعارك ولم يفروا أمام داعش إلى القوات المسلحة الوطنية العراقية الجديدة.
2- ضم جميع متطوعي الحشد الشعبي الأبطال ومتطوعوا المناطق المحتلة الشجعان للقوات المسلحة الوطنية العراقية الجديدة.
- 3 استعادة جميع ضباط وقادة الجيش العراقي المنحل بقرار الصهيوني بريمير على اساس الولاء للوطن. وليس الولاء الطائفي والاثني المزيف كما جرى منذ 9 نيسان 2003 حيث تم استيعاب إعداد كبيرة من الضباط والفرسان”الجحوش” على اساس الولاء للاحزاب الطائفية والاثنية.
4- تشريع قانون الخدمة الوطنية الإلزامية المحددة بفترة عام واحد غير قابل للتمديد مع حق المجند في التطوع.
إن اللحظة التاريخية التي يمر بها العراق وطنا وشعبا تتطلب إعلان حالة الطوارئ وتشكيل حكومة انقاذ وطني قادرة على مواجهة التحديات.

إذن, بدأ يتبلور في مجرى المعركة خطاً وطنيا عراقياً, لا يقاتل داعش بهدف تحرير الارض العراقية المحتلة فحسب,وانما يقوم بعملية فرز محلية واقليمية ودولية واضحة بين معسكرين, اولهما مقاوم وثانيهما مساوم. يقترن بتصعيد المعسكر المقاوم لخطابه السياسي تصاعدا طرديا مع تحقيق الانتصارات على ارض المعركة. وما بين هذين الخطين, تنشط قوى انتهازية داخل الحكومة وخارجها تسعى لركوب الموجة .

وليس امام اليسار العراقي من خيار أمام هكذا اصطفافات سوى أن يقوم بواجبه الطبقي والوطني كتيار مقاوم ويتصدى في مجرى المعركة للافكار اليسارية الطفيلية والمتطرفة والانتهازية. وهي معركة ذات ابعاد عراقية وعربية واقليمية ودولية.
وعليه, فاليسارالعراقي, ينظر نظرة ايجابية, مسؤولة, الى جهود انجاز المصالحة الوطنية العراقية الهادفة الى تعبئة الطاقات الشعبية الوطنية الحقيقية القادرة على تحرير الارض واستعادة السيادة الوطنية العراقية بالإقتران مع معركة انقاذ الشعب من حكم المحاصصة الطائفية الاثنية الفاسد التابع .ويرفض اي مصالحة مع اعداء الشعب والوطن.