قراءة متجددة لواقع متهالك !!


ماجد لفته العبيدي
2015 / 6 / 30 - 17:29     

نحو قراءة متجددة لواقع متهالك !!!
ماجد لفته العبيدي

ان التطورات الاخيرة في بلدانا تعكس هشاشة العملية السياسية وانسداد افاق التغيرات الممكنة وانعدام أمكانية المراهنة على القوى السياسية المتحاصصه بأحداث تغير فارق بعدما اوصلت بلادنا الى ماهي عليه في وضعها الراهن, وقد كشفت عملية القرصنة الالكترونية الاخيرة على ارشيف وزارة الخارجية السعودية عن تورط العديد من القادة السياسيين و بالأدلة الدامغة مع المخابرات الخليجية والسعودية على وجه الخصوص في تأجيج الصراع الطائفي والدفع فيه الى تمزيق العراق ومحو هويته الوطنية من خلال شراء العديد من زعامات الصدفة و الاحتلال والمحاصصة الطائفية السمجة لتنفيذ هذا المخطط .
وفي ظل الاوضاع الانسانية المأساوية التي يعشها الوطن , تحت ظل الازمة الشاملة التي تعصف في البلاد والتي تكاد تطيح في بقايا الدولة العراقية الفاشلة , تقف القوى الديمقراطية عاجزة عن التحرك لمواجهة الاخطار المحدقة في الشعب والوطن , بفعل ضعفها وعدم امكانيتها وعدم قدرتها على الاستفادة من التذمر الحاصل بين اوساط الناس الناقمة على تردي الاوضاع السياسيةوالامنية والخدمية والاقتصادية ,مع تعاظم اعداد المهجرين الذي بات يستخدمهم داعش كوسيلة لضغط على الحكومة اضافة الى الوسائل الى الاخرى أمثال الطاقة والماء والحبوب والحصار الاقتصادي و عرقلة الحركة التجارية على الحدود, ومنع مواصلة امدادات النفط عبر الخطوط الاستراتجية على الحدود التركية والأردنية .
وتظهر معالم عملية المواجهة المسلحة على التراجع الملحوظ للقوات المسلحة العراقية امام داعش الارهابية التي تتقن فن حرب العصابات والمدن والوسائل الوحشيته المتعاظمة ازاء السكان المسالمين , مع هبوط واضح لمعنويات القوات المسلحة العراقية ازاء النكسات والهزائم التي حلت بها منذ سقوط الموصل ولحد هزائم الانبار التي تتحملها القوى المتنفذة السياسية المتحاصصة والقوى الاقليمية المجاورة وتركيا التي تدعم داعش بمختلف السبل والإشكال وبشكل علني لايمكن اخفائه على الرغم من تصريحات النفي والتطمينات التي تبديها هذه القوى بين الحين والأخر ,لنفي التهم الموجه اليها في التدخل السافر والتستر على قوى الارهاب والجريمة من أمثال داعش والمليشيات الطائفية المنفلتة العقال .
ان تمزيق بلادنا بين قابين قوس اوأدنى بفعل التامر المتواصل للامبريالية الامريكية الوحشية المعولمة و حليفتها الصهيونية بالتعاون مع الرجعية العربية التي تشن حربها الظالمة على شعب اليمن العربي الشقيق وتدفع للتمزيق سوريا والعراق لتنفيذ مشروع الشرق الاوسط الكبير التي تسيطر على اسواقه اسرائيل الصهيونية وتركيا الطورانية .
ان ما تمر به بلادنا من مخاطر جدية تضع امام الشيوعيين والوطنيين الديمقراطيين العراقيين مهام كبيرة وجدية للاعادة النظر ومراجعة مجريات العملية السياسية واشكالياتها منذ سقوط الدكتاتورية ولحين سقوط الانبار .
والتصدي للإرهاب والفساد والطائفية وسياسية الاملائات الاقليمية والدولية وتصعيد النضال الجماهيري بمختلف اشكاله ووسائله وتهيئة الرأي العام للدفاع عن مصالح الشعب والوطن , وبناء وتفعيل الادوات الممكنة لتطوير نضالات القوى الوطنية الديمقراطية للاحداث التغير الحقيقي في المستقبل القريب .