علاء الصفار بين الدين والنار !!


عبدالله مطلق القحطاني
2015 / 6 / 29 - 23:14     

زميلنا الكاتب بموقع الحوار المتمدن السيد علاء الصفار بمقاله الأخير والطويل والذي للإنصاف لم أكمل قراءته وخلصت لخلاصته من تعليقه هو على موضوعه ،

وعرفت أنه يملك البديل عن الإسلام للعرب والمسلمين وهو العلمانية والاشتراكية ،

زميلنا العزيز كان أجرأ من أحدهم وأعلن بشجاعة وبصدق عن بديل وأوجزه بالعلمانية والاشتراكية ،

لكن لم يفصح عن أي علمانية قصد ؟!

ولا أي اشتراكية يسعى إليها ؟!! ،

وقبل مناقشته في بديله ورأيه لابد من الإشارة إلى الخطيئة الكبرى التي وقع فيها ولم تقع بها العلمانية في مهدها وعقر دارها وفي أوج ثورتها وحرارة سخونة شرارتها !!

وأعني الإقصاء !

وليت الأمر تبعا لرأيه اقتصر على الإقصاء فحسب ،
بل أحادية مفرطة في الطرح تبعا لرأيه ،

والآن لنعد إلى العلمانية والتي يريدها بديلا عن دين !! ودين بعينه وهو الإسلام ،

ألم يكن نظام سلطة الأمر الواقع في دمشق وطوال عقود يتغنى بالعلمانية ؟!
وأنه نظام علماني !!

وأيضا نظام بورقيبة !! ،

ونحن بخبث نسأل زميلنا العزيز الكاتب علاء الصفار :

كيف كانت طبيعة النظام السوري طوال حكم الأسد الأب والابن ؟!!

وكذلك الحال بالنسبة للنظام التونسي في عهد المقبور بورقيبة !! ،

بل وانظر لبقية الأنظمة العربية المجرمة القمعية الأخرى والتي هي أيضا رفعت لواء العلمانية وتغنى إعلامها المسيس بها طوال عقود من البطش والقمع والإجرام والفساد وتغول الأجهزة الأمنية وتواريخ سوداء دامية في انتهاكات حقوق الإنسان !! ،

والعجيب أنه يدعو للعلمانية لكنه يلعن نظام صدام البائد وبذات الوقت يثني على جنرالات مصر الانقلابيين مع نقده للكنيسة !!

وبمناسبة مصر والاشتراكية والتي بدورها يراها الأستاذ علاء الصفار بديلا مع العلمانية نسأله :

ما رأيك باشتراكية جنرالات مصر طوال حقبة عبدالناصر وجل حقبة السادات ؟!! ،

زميلنا تجرأ وبشكل مفرط وطالب بالإقصاء فهل العلمانية الحقيقية تدعو إلى ذلك ؟!

وهل حاربت العلمانية الدين والكنيسة في عقر دارها ومهبط رجالها ؟!

وهل رفضت قيام أحزاب سياسية ذات مرجعية دينية مسيحية بحتة ممارسة وتسمية ؟!!

لا ياصديقي الإقصاء لب المشكلة المتفرعة عن الآحادية والقمع وبالتالي النتيجة :
أن الخلل في التطبيق وسوء الواقع ثمرة كالقمع تماما !! ،

نحن بحاجة بالفعل للفكر المتنور وحسن التطبيق ،

لكن التنوير لا يعني آحادية الفكر والطرح على حد سواء مع القدح والطعن والتحقير لمعتقد أو مذهب بعينه !

لا ،

التنوير نقد كل أمر سلبي وشائن ومعيب ومعالجته بحكمة وروية وحسن طرح وخطاب ،

التنوير هو الحداثة والمدنية وفهم واقع العصر ،

وهذا نقطة للتوافق مع كثير من الأحزاب الإسلامية المعتدلة على أرضية مشتركة للتعايش والتطور والنهوض بمجتمعاتنا العربية مع جعل الدين أمر شخصي مقدس لا يدنس في دهاليز السياسة ،


نحن بالواقع بحاجة لليبرالية الإسلامية للتخلص من القمع والإرهاب والتشدد والاستبداد والفساد وهذا بحث آخر .