القومية في كتاب -حوارات- كريم مروة


رائد الحواري
2015 / 6 / 24 - 00:14     

مع نهاية القرن الماضي وقبل انهيار الاتحاد السوفييتي قدم كريم مروة مجموعة أفكار للبحث وللنقاش دون أن يقفل الباب أمام احد، إن كانوا مع رؤيته أم ضدها، واعتقد بان تلك الحوارات لو كتب لها الاستمرار والبناء عليها، لاستطاعت حركة التغير في المنطقة العربية أن تتجاوز أزمتها أو جزء كبير منها.
لكن وكما هو الحال دائما في المنطقة العربية، الأعمال الإبداعية والفكرية يتم إقصائها أو قتلها قبل أن تنضج وتأتي ثمرتها، فنحن لا نبني على ما أسسه لنا السابقون، بل نهدم/نقبر/ نقتل الفكر السابق ونبدأ من جديد، كم هنا ارتأيت أن أتقدم من جديد من الأفكار التي قدمها كريم مروة في كتابة "حوارات" دون أي تدخل، وتقديم كافة الأفكار التي طرحها هو ومن ناقشوا أفكاره، بصرف النظر عن موقفهم، حيث يمكننا أن نستفيد منها في هذا الوقت العصيب الذي يمزقنا نفسيا وجغرافيا وفكريا.
ثلاثة محاور قدمها الكاتب للبحث وهي المسألة القومية، والدين والتراث، وحركة التغير في المنطقة العربية، واعتقد بان الكاتب في هذا المسائل استطاع أن يقدمنا من حل المعضلة التي تعاني منها المنطقة العربية، فهو يستنتج بأن هناك ترابط يجمع المنطقة العربية من خلال رؤيته لواقع المنطقة الذي يقدمه بهذا الشكل، "إن الأحداث التي تشهدها بلداننا، منذ نصف قرن، تؤكد الترابط العضوي بين البلدان العربية في تطورها المتفاوت، وفي نضال شعوبها، ضمن ظروف مختلفة، من اجل تقدم مجتمعاتها، ومن اجل تحريرها من كل أشكال السيطرة الامبريالية، المباشرة وغير المباشرة، من هنا الحاجة إلى علاقة عربية من نوع جديد متميز، يترابط فيها النضال، بكل جوانبه، لدى كل قطر عربي، ترابطا عميقا تكون فيه لكل قطر، بسبب خصوصيته، وتكون للحركة الوطنية فيه، استقلالية نسبية، لا يجوز التقليل منها أو إغفالها، أو تجاوزها والقفز فوقها، على أن تبقى الوحدة القومية هدفا نهائيا، دون تحديد مسبق لشكل هذه الوحدة، ودون تحديد مصطنع لأسبقية الوحدة على التغير الثوري، أو العكس، فهي قضايا يحلها الزمن، ومستوى النضج الذي يبلغه تطور الحركة الثورية، في كل قطر، وعلى صعيد القومي العام، وتبرز، كنماذج صارخة لهذا الترابط بين العام والخاص."ص28و29.
بهذه الرؤية يقدم لنا كريم مروة نظرية/ فكرة عن الوحدة التي ينشدها، فهي ليست جاهزة/ ناضجة، بل ما زالت في طور البحث وقابلة لنقاش، ولكلا من المفكرين أن يقدم رؤيته فيها/حولها.
لكننا نجده كماركسي قد استدل على أن الوحدة هي عنصر فاعل ومهم وأساسي في عملية نهوض المنطقة العربية ولشعوبها، فلا يمكن انجاز التحرر الكامل دون أن يكون العامل الوطني/القطري ضمن مجموع كبير قومي وحدوي.