دعوة للثورة ،مطرهم وصل لحزيران وأنت شباط ما ترعد


احمد حسن العطية
2015 / 6 / 23 - 18:17     

لا حاكم إلا الشعب ، لا عاصم إلا الشعب ، هذه الفلسفة اجتاحت المنطقة بالكامل ومن ضمنها العراق ، فثقافة الراعي والرعية والحاكم والمحكوم كادت أن تنتهي وأصبحت مقولة ( الشعب مصدر السلطات ) حقيقية إلى حد بعيد وما حال المجتمع المصري وثورته الرائعة ضد حكم مبارك ومن بعده حكم الإخوان إلا دليل على بزوغ نجم الشباب العربي ووعيه الكبير في تحديد مصير المجتمع ومساهمته في بناءه .
العراق مهد حضارات الإنسانية بدون أدنى شك ، وصانعها الأبرع ، ومعلمها الأول ، ولا نبالغ إذا قلنا انه مهندس الكون الأروع ، ومن الغريب أن شعباً بمثل هذه العظمة وهذا التاريخ أن تصل به الحال إلى القبول بحكم مجموعة من السفلة واللصوص والسُراق ويسلمهم أمور حياته بالكامل ليقودوه إلى هاوية يقتل فيها خيرة شبابه ، ويهجر فيها القسم الآخر، ويجوع فيها البقية ، والأدهى والأمر إن الكارثة مستمرة ومسلسل القتل اليومي يتم إخراجه وإنتاجه باحترافية عالية لكي تتزايد أعداد المشاهدين المستمتعين بحفلات ذبح وتفجير الشعب العراقي من دون أن يتحرك احد لإيقاف هذه المهزلة التي نعيشها .
البلاد تقف على كف عفريت والانهيار وشيك إذا لم يتم تدارُك الحال المتردي الذي وصلنا إليه فداعش التي هي اقل من القلة على الأبواب وباقية إذا لم يوضع حد للعقلية الطائفية التي حكمت البلد وأوصلت الحال إلى ما هو عليه ، وداعش نتاج للعقلية الطائفية التي تعاملت بموجبها حكومة المالكي مع الشعب والتي حرصت على تولية الفاسدين والجبناء والخونة مقاليد الأمور بحيث إن عصابة من الزعاطيط استطاعت أن تهزم عشرات الآلاف من القوات العسكرية المسلحة بأحدث أنواع الأسلحة التي استولت عليها داعش وتقتلنا بها لحد الآن .
يقول الشافعي : إياك تجني سكرا من حنظل فالشيء يرجع بالمذاق لأصله ، ويقول المثل العراقي ( مصدره أهل الغربية ) : تجريب المجرب هبال ( مجنون ) ، وعلى نفس السياق المثل الشامي يقول ( إلي يجرب مجرب عقله مخرب ) . ولقد جرب الشعب العراقي ساسته الفاسدين منذ 2003 ولحد الآن والذين قادوه إلى الموت وليس سوى الموت فشبابنا يموتون يوميا بألف طريقة وطريقة ، فهذا يموت ذبحا على يد أشرار داعش وذاك يموت وهو نازح لا يجد ما يأوي إليه ، وتلك فتاة عراقية ايزيدية اشرف من اشرف سياسي عراقي تموت من الاغتصاب .

نتيجة للأحوال المتردية والكارثية في بلدنا توجه كثير من الشباب إلى الإلحاد ونكران الإله وفك الارتباط مع الرب والدين ، لان قادة البلد من لصوص الأحزاب الإسلامية واغلبهم من الناطقون باسم الله ويقتلون عباد الله باسم الله ويستعبدون الناس بخرافات لا أصل لها ولا قيمة .


ينايم موش وكت النوم طالت نومتك دكَعد
وجا يمته يبو الهدات ترفع بيركك وتهد
غراب اسود سطه لعشك ومرعده تمرعد
مطرهم وصل لحزيران وانت شباط ما ترعد

دعوة للثورة ضد الفاسدين بكل أصنافهم ومن كل الطوائف فهم في البداية والنهاية من حثالات مجتمعنا وما وثائق ويكليكس السعودية إلا مثال حي وناصع وصارخ على عمالة وخسة ووضاعة السياسي العراقي الذي على استعداد لبيع كل شيء من اجل مصالحه ولله در القائل ( إذا اتفقوا سرقونا ، وإذا اختلفوا قتلونا ) ، لذلك صار لزاما على كل أصحاب الرؤى الشرفاء أن يلموا صفوف الشعب المبعثرة والتي حرصت الحكومة والطائفيين على تقسيم المجتمع العراقي إلى سنة وشيعة وكرد وعرب وتركمان لكي يتمكن السفلة واللصوص من السيطرة على مقدرات البلاد بحجة أن العقل الشيعي وصل إلى قناعة بان السنة ومن خلفهم السعودية وتركيا تستهدفه وتستهدف وجوده والعقل السني تصور أن هناك مؤامرة شيعية بالتنسيق مع إيران للقضاء عليه وهكذا انقسم المجتمع العراقي إلى طوائف يسوقها ويقودها سرسرية المنطقة الخضراء وسفلة الإسلام السياسي ومن كل الطوائف نحو مذبح الجلاد ليموت الشيعي والسني حتى يبقى فلان وعلان على سدة الحكم لذلك ندعو الشباب العراقي الواعي إلى انتفاضة ضد شر الأشرار ( داعش والحكومة ) لأنهما وجهان لعملة واحدة فالأولى تقتلنا والثانية تسرق حتى أحلامنا .